قراءة في تقرير فريدريك (تغلت)

 

التقرير الذي سنسجل قراءتنا عنه، يعرفه الكثير من العاملين في الحقل القومي، وبالاخص المهتمين بمرحلة الكفاح المسلح التي امتدت من عام 1982 ولعام 1988 والتي شاركت فيه الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب بيت نهرين الديمقراطي (كانت له مقرات في راجان الايرانية) والتجمع الديمقراطي الاشوري، وهذا الاخير يمكننا حقا ان نقول انه كان يمكن ان يدعي ببعض النشاطات العسكرية والتي اشترك فيها مع بعض المفارز من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث اصدر عدة بيانات عسكرية عن نشاطات بعض وحداته تحت تسمية مفرزة اغا بطرس و مفرزة سميل والتقرير هو تسجيل لكاتبه السيد فريدريك متي  اوراها عن الايام التي تلت القاء القبض على التنظيم الداخلي للحركة الديمقراطية الاشورية.

وقبل الدخول في تفاصيل هذا التقرير نود ان نبين بعض الملاحظات التي يجب ان يدركها القارئ الكريم، واولها ان التقرير منذ ان تم اخراجه وتصويره في طهران او بعدها بقليل كانت لدينا نسخة منه وقد قام المكتب الحزبي قسم الارشيف بتنضيده اولا على الالة الطابعة ومن ثم على الكومبيوتر، منذ سنوات طويلة، ولم نخرجه للعلن الا لاغراض الحوارات والمناقشات التي جرت مع اطراف معينة من داخل شعبنا فقط، رغم ان الحركة قد قامت في عام 1995 بمحاول اغتيال احد اعضاء اللجنة المركزية للحزب والمتهم بالايعاز بها السيد ميخائيل ججو عضو  لجنتها المركزية حينذاك  ويمكن الرجوع الى استقالات اعضاء قيادة الزوعا حينها للتأكد من ذلك ورغم سيل الاتهامات والالاعيب التي لعبتها الحركة لكي تلحق الاذي بحزبنا وبرفاقنا وبسمعة الحزب.

اما الامر الثاني فانه ولو للحظة واحد لم يخامرنا الشك بنزاهة وصدق الانتماء والارتابط بالامة لدى شهداء شعبنا والحركة الشهداء الخالدين يوسف ويوبرت ويوخنا، وكيف ونحن كنا نعرفهم كاصدقاء وكاقرباء ودخلنا معهم حوارات مطولة حول الامور التي تخص شعبنا منذ بداية السبيعينيات من القرن الماضي والى نهاية هذه الحقبة، كما نحترم ونقدر التضحيات التي قدمها الاخوة ممن ذاقوا ابشع الممارسات داخل سجون نظام الفاشي الدكتاتوري للطاغية صدام حسين، وعليه فان هذه المقالة لا تستهدف الانتقاص من كل هذه التضحيات الكبيرة والتي لا تقدر باي تضحية اخرى، الا ان الوصول الى الحقائق وخصوصا ان البعض ممن خرج عن الحركة بالامس او اختلف مع السيد كنا  قام بتلاوة ونشر الوثيقة على الملاء، حدت بنا لتقديم هذه الدراسة وللاخوة في الحركة الديمقراطية تفنيد ما ذهبنا اليه باعطاء تفسيراتهم الخاصة لكل ما مذكور في هذه الوثيقة. كما نود ان نذكر ان بعض الفقرات من التقرير قد استعملت حجج لدى انقسام قيادة الحركة عام 1986 وظهور الحركة الديمقراطية الاشورية - الاتجاه الوطني، حيث ان هذه الاظافة اي الاتجاه الوطني على اسم المنشقين اضيقفت باقتراح مشترك من المرحوم توما توماس وكاتب المقالة والاخ ابو دقلت (بيوس عوديشو حاليا في كندا)  وقد اقترحناها كحل للاشكالات القائمة بين الطرفين وقد اقنعت شخصيا السيد يونادم كنا والاخوة المنشقين بها، رغم انني دعوتهم للانضمام إلى التجمع الديمقراطي الاشوري والدخول في قيادته لحل المشاكل وبالاخص انني كنت مزمعا على التنحي عن العمل.

التقرير كتب في23 اب  عام 1985اي بعد عام من التحاق كل من السيد يونادم كنا وفريدريك اوراها، بالمناطق المحررة وهذا الالتحاق الذي تلا عملية القاء القبض على كل التنظيم الداخلي للحركة الديمقراطية الاشورية، والذي يقول السيد فريدريك في احدى فقرات تقريره ان المعلومات التي ذكرها له رجل الامن كانت مذهلة، اي ان السيد فريديرك قد انذهل من دقة المعلومات والمتابعات التي كانت تتابعهم بها الاجهزة الامنية او هذا يمكن ان يستنتج من قوله انها كانت مذهلة. المهم انه حال التحاق السيد فريدريك بالمناطق المحررة تم تسفيره الى ايران ،كما سافر مسرعا السيد كنا ليقوم بتأسيس ما سمي بمكتب العلاقات الخارجية للحركة الديمقراطية في اورمية، والسيد فريدريك عمل في ايران لحين سفره في مكتب تسجيلات كاسيتات الاغاني وكان اسم المكتب ((نواي نينوى كما اعتقد)) ، وكانت الحركة في بداية انطلاقتها تطلق على نفسها الحركة الديمقراطية الاثورية الا انه تحت وقع الضغوط من الاطراف القومية والنقد قد غيرت التسمية الى الاشورية بالعربي تدريجيا. ولذا نلاحظ ان السيد فريدريك يكتب الحركة الديمقراطية الاثورية.  ان التقرير كتب تحت ضغط بعض  الاطراف في قيادة الحركة وخصوصا ممن كانوا في المناطق المحررة، وكانت القيادة تتألف حينذاك من السيد كوركيس رشو (نينوس)/ سكرتيرا، والكسندر(سركون)، نورا القس زيا (الدكتور)، جان (يوخنا) والتحق السيد كنا بهم في شهر اب 1984 وكان هناك عضوي للقيادة في سوريا وهما يوسف واشور. تحت ضغط من بعض اعضاء القيادة على السيد يونادم كنا (ياقو) طلب من السيد فريدرك المجئ الى العراق من ايران ومع وعد ياقو له بان يعود ادراجه الى ايران في اليوم الثاني لكتابة تقريره. وللمزيد من المعلومات، فانا شخصيا كنت اعرف السيد فريدريك من الداخل وخصوصا عندما كنت جنديا في البصرة حيث التقيت به مرتين او ثلاثة، الا انني ورغم تواجدي في المنطقة المحررة ورغم انني كنت عضوا قياديا في التجمع الديمقراطي الاشوري ما كنت قد سمعت بالتحاق السيد فريدريك لان الاخبار التي كان يتداولها اعضاء التنظيمين اي التجمع والحركة وخصوصا عن الاشخاص الملتحقين كانت تصل لقيادة الطرفين، اي لم يكن هناك امر مخفي لمدة تتجاوز يوم او يومين، وقد يكون السبب لانني قضيت اغلب شهر اب وبعض شهر ايلول في جولات ميدانية، ولكن سماعي الاول كان في قرية كاني بلافى عندما وصل المرحوم والدي لزيارتي بزيارة مفاجئة (اي التقينا صدفة) فنقل لي رسالة من قيادة الحزب الوطني الاشوري، حيث كان الاخ نمرود بيتو قد بلغها له، ومضمونها ان السيد فريدريك اوراها قد اطلق سراحه لكي ياتي الى المنطقة المحررة وقد صرح ان سراحه قد اطلق لكي يعمل كل شئ لجلب السيد ياقو (يونادم كنا) حسب طلب الجهات الاستخبارية . وقد طلبت قيادة الحزب مني تبليغ قيادة الحركة بمضمون مهمة فريدرك او ما استشف منها، وفي الحال اتصلت بقاعدة الحركة في كاني بلاف واسمه بنيامين وابلغته ان لدي معلومات مهمة لقيادة الحركة، وبعد ان تماطل اضطريت لتسريب المعلومة له بعد ايام لكي يوصلها الى نورا القس زيا الذي كان موجودا في كاني بلافي ولكنه رفض مقابلتي لمعرفة المعلومات.  وبعد ذلك جاء السيد بنيامين وقال لي ان قيادة الحركة تقول انهم على معرفة بالمعلومات، والمهم ان قيادة الحزب الوطني الاشوري علموا بالمعلومات من خلال السيد كورش ابن عمة السيد روميل موشي عضو المكتب السياسي للحركة حاليا وعضو الحزب الوطني الاشوري حينذاك (كون السيد كورش احد اعضاء الحزب الوطني الاشوري حينها وصديق حميم للسيد فردريك وقد اعلمه السيد فردريك بكل تفاصيل مسرحية القاء القبض عليه من قبل المخابرات العراقية وعن طريق وكيل المخابرات حينها السيد شدراك يوسف اللاعب العراقي المعروف لعلاقة القرابة مع عائلة السيد فريدريك). هذه المعلومات تتطابق مع ما مذكور في التقرير ولكن الحقيقة انه لم تكن هناك قناعة بان النظام قد اطلق سراح فريدريك وبدون اي ضمانة لكي يجلب السيد كنا، فقد فسر الحزب اطلاق سراحه ودفعه للالتحاق بالحركة بمؤامرة تستهدف الحركة ككل قيادة وقواعد. القارئ للتقرير سيلاحظ  ان هناك امور حقيقية وهناك امور لا يمكن ان يعقلها الانسان، تصدر من نظام معروف بجبروته وطغيانه، ولذا فانا اعتقد ان قراءة التقرير من المنظور النقدي امر جدي لكي تستقيم الامور ويفضل ان يقرأ من مختلف الاطراف لكي تتوضح الصورة اكثر. من الملاحظ ان ياقو وفريدريك والسيد يوسف اوشانا مرخاي والسيد رعد ايشايا قد تواجدوا في نفس الفترة في الموصل، والسيد يوسف اوشانا مرخايي هو اول شخص عرف بمسألة القاء القبض على الشهيد يوبرت لانه كان  يقف في مكان ليس ببعيد عنه مما جعله يسرع لابلاغ الاعضاء الاخرين بالعملية ، ولكن السيد فريدريك لا يأتي باي ملحوظة عن ذلك؟، كما ان السيد رعد ايشايا يقول ان القاء القبض على الشهيد يوبرت حدثت صبيحة يوم 13 تموز، والسيد يوسف اوشانا سارع باخبار الكل بمن فيهم بعض المسؤولين في كركوك، وكذلك ان فريدريك لا ياتي الى ذكر السيد رعد ايشايا الا في  مشاهدته له في بليحاني ولم يذكر انه كان يبيت في بيت شقيقة يونادم، ويونادم كان في نوهدرا (قرية كوري كافانا)  يوم 14 تموز حسب تقرير رعد ايشايا في حين انه وحسب تقرير فريدريك كان الى ما بعد الثالثة عصرا في كركوك، وقد قال له بانه سيسافر الى كوري كافانا، اي انه كان بحاجة الى اكثر من ساعتين للوصول الى دهوك ولو افترضنا ان السيد ياقو (يونادم كنا قد خرج الساعة الخامسة عصرا من كركوك لوصل الى دهوك الساعة السابعة مساء وهو الوقت الاكثر احتمالة ان لم يكن اكثر تأخيرا، فلا يعقل ان فريدرك قد عمل كل شئ من استلام المعلومة، (اي معرفته بالقاء القبض على الشهيد يوبرت) وتنبيه الاشخاص وحرق الاوراق ومن ثم الذهاب الى بيت ياقو خلال نفس الساعة، اي لا بد له من ساعتين على الاقل. وبالتالي فان كان على السيد يونادم كنا (ياقو) ان يبات الليلة في دهوك لانه من المعروف انه كانت تمنع السيارات بعد العصرية وغالبا بعد الرابعة او الخامسة من الخروج من دهوك. كما انه من الواضح ان السيد يونادم يوسف (يعقوب) كان يتحرك بين كوري كافانا ودهوك بحرية لانه كان على اتصال دائم بالسيد روميل شقيق الشهيد يوبرت من بيت شقيقته في دهوك (العمارات السكنية) لانه لم يكن حينذاك التلفون المحمول قد وجد في العراق على الاقل حسب تقرير رعد ايشايا وهو تحت اليد ايضا.

الملاحظة المهمة التي نخرج بها من التقرير ان التنظيم الداخلي قد تم القاء القبض عليه بسهولة ويسر لابل ان تحركات أعضائه كانت مراقبة وتحصى عليهم  من يوم القاء القبض على الشهيد يوبرت او قبل ذلك والدليل ان تحركات فريدريك كانت محسوبة عليه حتى قبل القاء القبض على الشهيد يوبرت مثل ما ذكر له من معلومات، من هو مسؤوله المباشر وهو مسؤول من في التنظيم ومن كسب للتنظيم وعدد مرات ذهابه الى الشمال ومع من كان عند توزيع المنشورات وغيرها من الامور التي حدثت قبل القاء القبض على الشهيد يوبرت والتي لا يمكن للشهيد ان يعرفها كلها لانها لم تكن من اختصاصه وهو في بغداد. فكيف بتحركات اعضاء قياديين اعلى مستوى، كما ان مناصب الاعضاء كانت معروفة بتفاصيلها وكذلك الاسماء الحركية للاعضاء، وهذا يعني ان هناك تسيب في التنظيم يمكن ان يصل لحد الخيانة، فاولا كيف يعرف اعضاء التنظيمات بعضهم البعض الاخر، وخصوصا كيف يعرف اعضاء تنظيم كركوك اعضاء تنظيم بغداد، والامر الاكثر خطورة في المسألة هو، ان من سرب هذه المعلومات والتي يمتلكها الامن ليس الشهيد يوبرت (كما حاولت اطراف قيادية في الحركة حينذاك تفسير الامر بجبن الشهيد يوبرت و السيدين رعد ايشابا ورمسن بنيامين)  لانه لا يعقل ان  يفشي عضو قيادي بمستوى الشهيد يوبرت كل المعلومات خلال يوم واحد او خلال الساعة الاولى مما مكن الامن من متابعة السيد فريدريك بالتفصيل مباشرة بعد القاء القبض على الشهيد يوبرت ولو سلمنا ان الشهيد يوبرت كان من اعطى هذه المعلومات وخلال الساعة الاولى لالقاء القبض عليه، فمن باح وكشف تحركات فريديك السابقة او التي كانت تتعلق بموقعه التنظيمي ومن هو مسؤوله وهو مسؤول كم عضو اخر ومن كسب من الاعضاء، بل ان الامر الاكثر احتمالية هو وجود عضو على مستوى قيادي وكبير يعرف كل تفاصيل التنظيم من الاسماء السرية الى المناصب التنظيمية والاسماء الحقيقة لكي يفشيها، او لكي يضعها امام جهاز الامن بشكل تقرير مفصل. واعتقد انه كان هناك شخصان على الاقل يمتلكان هذه المعرفة الكاملة بالتنظيم وهما الشهيد يوسف والسيد كنا وهذا استنتاجي وقد اكون مخطئا ولكن لا يمكنني الا الوصول اليه لانني شخصيا لا اعرف شخص اخر كان مطلعا على معلومات التنظيم مثلهما وقد يكون هناك شخص اخر ولكنني لا اعرفه من خلف الستار وهنا على اعضاء الحركة كشفه، وعندما نعلم ان الامن افاد بانهم يكرهون الشهيد يوسف لانه يثقفهم اشوريا واذا علمنا انه تم اعدامه مع رفيقه الشهيد يوبرت وابن خالته الشهيد يوخنا فنعلم انه من الصعوبة ان يكافئ الامن شخصا متعاونا معهم بهذه الصورة بل المفروض ان يرعوه ويهيئوا الظروف له لكي يستفيدوا منه مستقبلا، لانه سيكون في كل الاحوال تحت تصرفهم.

وفي الوقت الذي يقول السيد فريدريك انه خبأ الاوراق في معمل الالمنيوم في يوم 15 تموز (اي اليوم الثاني  لمعرفة اخبار القاء القبض على الشهيد يوبرت، واعلام يونادم بالامر في يوم  تلفونيا 16 وامر يونادم بنقلها من هناك ونقلها في نفس اليوم واخفاءها في بيت مرزا اغا مرزا ( من هو؟ من اسمه قد يكون اشوريا او كورديا! وهل هو شخص حقيقي؟ وان كان كذلك اين هو الان؟ وان لم يكن كذلك فلماذا اختلق؟) وبعد خمسة أيام يحرقها امام مرزا  اي يوم 21 او لنقول 20 او 22 وفي كل هذه الايام كان السيد فريدريك في بغداد فكيف تم حرقها امام مرزا (وهل ان سنة مضت على الحوادث كافية لاضاعة معلومة مثل انه يحرق الاوراق اما مرزا اغا ولكنه في بغداد انه تخبط ولا يمكن ان يتم نسيان يوم وفترة حرق الاوراق بهذه السهولة وخلال فترة سنة من تاريخ القاء القبض عليه). وخلال وجود فريدريك في بغداد يعلم او يستنتج بان كل تنظيم كركوك قد القي القبض عليه، وبالتالي فان السيد فريدريك كونه مسؤول تنظيم كركوك المعين من قبل يونادم ويوسف حسب قول يونادم لفريدريك، وبالتالي الظاهر ان موقعه كان متقدما في التنظيم او على الاقل كان اكثر تقدما ممن بقى في كركوك ولذا فانه اختير لقيادة الفرع، من هنا كان يجب ان يدرك انه لا محال سيلقى القبض عليه ان لم يختفي كليا، الا انه بقى في بيوت اقرباءه  ممن يمكن رصدهم وفي بيت شخص اخر صديق وهو كورش وليس من التنظم ولكنه يعلم بكل تفاصيل القضية!!.

المثير ايضا في هذا المسار فرغم معرفة اعضاء التنظم المتواجدين في بليجاني واحدهم كان في سرسنك وهو السيد روميل بنيامين حسب ما تسرب حينذاك، وهو شقيق الشهيد يوبرت بنيامين فان اعضاء التنظيم قد عادوا الى مواقعهم ومحال عملهم في المدن الخاضعة لسيطرة النظام في حين انهم كانوا على بعد خطوة من المناطق المحررة، فما كان منهم الا السير لمسافة ساعة لكي يخرجوا من نطاق سيطرة الحكومة، لا بل ان قرية بليجاني كانت في الليل تحت سيطرة المعارضة وفي النهار تحت سيطرة الحكومة الاسمية. فما الذي دفعهم لوضع نفسهم في هذا المأزق؟. لا احد يعلم، وكما علمت فان الشهيد يوسف كان في بليجاني وكذلك السيد رعد ايشايا (اسحق اسحق) الموجود الان في شيكاغو حسب شهادة كاتب التقرير. انه سؤال محير بحاجة للاجابة لمعرفة خلفيات الامر على حقيقتها ( وهنا نود ان نذكر ان السيد رعد ايشايا ((اسحق اسحق)) قد ذكر ان الشهيد يوسف كان يرمي من عودته الى كركوك والعودة الى موقعه في معسكر لتظليل الامن ولكي يمنح الفرصة لتخليص التنظيم)، والامر الاخر ان السيد كنا بعد ان وصل الى بليجاني لم يبق هناك بل عاد الى كركوك حسب بعض الروايات، الا انه وعلى كل حال كان في المناطق المحررة في مطلع او منتصف اب مع عائلته المؤلفة من زوجته وطفلتاه واختيه. هناك استفسار اخر كيف عرف فريدريك النقيب ادور او كمال، الجدير بالذكر ان هذا الشخص معروف اسما  لكثير من النشطاء القوميين في بغداد وكان معروفا باسمه الحركي ادور وهو كان معروفا ايضا بصفته رجل امن، ولكن هل كان فريدريك يعرفه قبلا؟ ام هل قال له احد في الامن ان هذا هو ادور او كمال وهذا غير معقول، وهل حقا ان ادور او كمال هو الذي القى القبض على الشهيد يوبرت وهل كان مستعدا لفضح نفسه امام العامة بالقاء القبض على الشهيد يوبرت بنفسه مع العلم ان له خيارات عديدة، وبالاخص ان ادور او كمال كان مجمل نشاطه متعلق بابناء شعبنا ومراكزهم، علما انه كان يتكلم السورث اللهجة الحديثة بشكل ممتاز، لا بل يقال رغم انني لم اكن شاهدا على الحادث، الا انني سمعتها حينها انه تم تقديم السيد كمال او ادور الى غبطة مار كوركيس مطران العراق  للكنيسة الشرقية الاشورية حين قدومه الى العراق اول مرة باسم ادور من قبل بعض اعضاء اللجنة المركزية الاثورية، ومن الصدف ان غبطته قال له الست انت فلان ذاكرا اسمه الحقيقي امام الجميع، فقد كان غبطته قد درسه حينما كان مدرسا في الانبار وعرفه حالا.

 ماذا يعني فريدريك بان الرائد قال ان جميع الموجودين هنا جيدين هل معنى ذلك ان جميع التنظيم الداخلي قد تعاون مع الامن حالا، عدا الشهيد يوسف، واذا كان الامر كذلك لماذ تم اعدام الشهيدين يوخنا ويوبرت، هل لاخفاء شئ ما، وخصوصا  ما يقال انهم قد استنتجوا الحقيقة من وراء القاء القبض عليهم وكانوا سيقولوها لاعضاء التنظيم الا ان الثلاثة تم فصلهم عن الجميع بعد تصريحهم بذلك، طبعا هذه المعلومة ايضا كانت من تسريبات ذلك الزمان، فمن سربها ولماذا؟ وهنا اعتقد ان كان الامر كذلك فانني اجزم ان السيد رعد ايشايا كان من المفترض ان يعرف ايضا لانه قريب جدا كصديق من الشهيد يوسف وهو والشهيد يوبرت انسباء، فلماذا لم يتكلم السيد رعد لحد الان عن ما يعرفه؟ ان الامر مهم لانه يتعلق بحياة ثلاثة شهداء ابرياء كل ذنبهم انهم قد عملوا بكل امكانياتهم لاجل امتهم. هناك امور مبهمة لحد الان في مسار السيد فريدريك، ولعل من اهمها كيف يرسله الامن في مهمة محددة دون اخذ ضمانات معينة منه؟ لماذا لم يبق في المناطق المحررة وسافر الى ايران بسرعة؟ لماذا اشترط لكتابة هذا التقرير الملئ بالثغرات عودته في اليوم التالي الى ايران ممن كان يخاف، فان كان يخاف النظام فالنظام كان يمكن ان يصل اليه حتى في ايران، كيف سافر بسرعة الى استراليا وكيف لا يزال مسؤول لفرع استراليا للحركة الديمقراطية الاشورية كل هذه المدة رغم ان سمعته من الناحية الامنية غير طيبة؟  لو خضعنا التقرير لاستنتاجات اخرى فاننا سنرى الكثير من التساؤلات الغير المجاب عنها ولانني اود اثارة اسئلة اكثر واخضاع مسار العمل القومي  خلال السنوات الماضية الى النقد والتمحيص، وخصوصا ان بعض الفصائل العاملة في العمل القومي تم اتهامها من قبل الحركة بانها عميلة او بعثية او غير ذلك من التهم التي سممت اجواء العمل القومي كل هذه السنوات، وهل كان هذا التسميم عن سابق معرفة ام جرى بغباء وقلة الخبرة؟

وهل ان تصريح السيد فريدريك بان الامن كان يمتلك معلومات مذهلة عن التنظيم، مثل الاسماء الحقيقية والحركية ومناصب كل عضو وموقعه، كان لاخفاء ما اثير حول تصرف السيد يونادم كنا، عندما ارسل رسالة باسم مكتب العلاقات الخارجية للحركة الى الاحزاب العاملة في المناطق المحررة، عدا التجمع الديمقراطي الاشوري، والى الاذاعة الكردية (التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني) والى منظمة الامم المتحدة في جنيف والسيد خافير بيريز دي كويلار الامين العام للامم المتحدة، ذاكرا قيام النظام العراقي بالقاء القبض على اعضاء الحركة مع ذكر أسمائهم، هذه الممارسة التي قوبلت بالاستغراب والتنديد، لانه كان اول حزب يؤكد تهمة ما على أعضائه المقبوض عليهم، فالعادة كانت ان يقوم كل حزب بادعاء ان اجهزة النظام قد القت القبض على الاشخاص مع تسميتهم لانهم يعارضون سياسة النظام او لانهم يعارضون حربه او لانهم يعارضون الالتحاق بالجيش الشعبي، في حين ان السيد كنا اكد انتماء الاشخاص المذكورين الى الحركة في وثيقة رسيمة وعلنية من قبل الحركة . مما سهل للنظام عمله. علما ن الوثيقة التي اصدرها السيد يونادم كنا باسم مكتب العلاقات الخارجية كانت تضم اسماء اشخاص لا علاقة لهم بالحركة بل لانهم كانوا قد وصلوا الى ايران او قد وصل البعض منهم الى مقر الحركة والبعض كان في الداخل وقد تعرض للسجن والتحقيق جراء ذلك، الملاحظة الاخرى التي يمكن ادراجها هي ان الحركة قد اتهمت في البداية السيد شموئيل جيري بانه المبلغ عن التنظم، اي ان السبب في كشف التنظيم من خلال ابلاغه عن الشهيد يوبرت ولكن المثير ان يكون السيد شموئيل جيري مقيما في استراليا ولم تقم الحركة باي شئ ضده كان يكون تقديم شكوى لانه تسبب في استشهاد اناس ابرياء. والسؤال الاخير هل حقا ان فريدريك هو كاتب التقرير ام انه الموقع عليه فقط؟

[email protected]

 

ادناه نص تقرير فريدريك، مع الملاحظة انه تم كتابته كما هو بخط اليد وحدثت بعض الاخطاء الاملائية يمكن للقارئ اللبيب ان يكتشفها.

 

السادة اعضاء القيادة المؤقتة للحركة الديمقراطية الاثورية المحترمون

م/ سرد معلومات

تحية نضالية

فيما يلي تقريرا مفصلا عن الاحداث والتطورات التي حصلت منذ اليوم الذي القي القبض فيه على الرفيق الشهيد يوبرت بنيامين والى تاريخ التحاقي بمقر الحركة الديمقراطية الاثورية في برواري بالا  وذلك بناء على طلب اعضاء القيادة.

بتاريخ 14/7/1984 وفي الساعة الثالثة عصرا حضر الى بيتنا في كركوك الرفيق سامي عزيز وهو الان في السجن وابلغني بانه هناك انباء تقول بان الرفيق الشهيد يوبرت قد القي القبض عليه في مدينة بغداد وذلك حسب الاخبار التلفونية من بغداد الى زوجة الشهيد مي فعلى الفور بدأت باخفاء ما كان بحوزتي من ادبيات الحركة ومن مستمسكات خاصة عائدة الى الحركة وبعدها توجهت الى بيت الرفيق ياقو فقال بانه سوف يسافر الى قرية كوري كفانا هو ونسيبه دانيال وقال لي دع الاتصال يكون بيننا مستمرا فسافر الرفيق ياقو في ذلك اليوم عصرا.. فمر ذلك اليوم دون اي حادث وبدوري ابلغت بعض الرفاق بالامر عدا الرفيق والنتين بنيامين لانه لم يكن موجودا وفي اليوم التالي ذهبت الى بيت الرفيق ياقو فقالوا لي بانه سيارة حضرت الى البيت وسألت عن الرفيق ياقوا فقلنا له ذهب في مأمورية فاتصلت بالرفيق واخبرته بالامر فقال لي انتظرني غدا صباحا في التاسعة والنصف صباحا وسوف اخابرك في بيت الرفيق سامي عزيز وفي اليوم ذاته استطعنا ان نجمع الاوراق والمستمسكات التي كانت في بيت الشهيد يوبرت ووضعتها في صندوق واخفيتها في معمال المنيوم ولمدة يوم واحد (لانه في اليوم التالي قال لي الرفيق ياقو خذها من هناك وخبئها في مكان اخر واخفيتها في بيت صديق لي ويدعى مرزا اغا مرزا) وبعد مرور خمسة ايام احرقت امام صديقي ميرزا جميع الاوراق وفي اليوم ذاته وفي الساعة الثانية عشر ليلا حضروا الى بيتنا كل من الاخوات اليزابيت (شقيقة ياقو) وناني قرينته وابلغوني بانه قد جاءت سيارة ثانية واستفسروا عن ياقو فكان جوابهم كالسابق، ولكن المستفسرين قالوا لهم بانهم شاهدوا سيارة ياقو البيجو 504 تأتي الى البيت وتذهب فكان جوابهم بان السيارة عند احد اقارنا والسيارة كانت معي  لذلك اليوم ولليوم الثاني ايضا.. وفي اليوم الثاني بتاريخ 16/7/1984 وفي الساعة التاسعة صباحااتصل بي الرفيق ياقو في بيت الرفيق سامي عزيز فاخبرته بالامر مفصلا فقال لي خذ البنات واحضرهم الى هنا ولا تدع احد يبقى في البيت ليخرجوا جميعا يذهبوا لبيت شقيقي يوخنا.. وانا بدوري قررت الالتحاق بالحركة في اليوم ذاته وابلغت خطيبتي بالامر فوافقت هي ايضا وفي اليوم التالي وفي الساعة الثانية عشر تقريبا خرجنا من كركوك انا وخطيبتي واليزابيت ورومي وبواسطة سيارة خطيبتي  فوصلنا الى الموصل بيت احد الرفاق وهو قريبنا المدعو جورج عوديشو ادم حيث كان من المحتمل ان نلتقي بالرفيق ياقو هناك فالتقيت بالسيد دانيال نسيب ياقو فقال لي بان ياقو يطلب احد الاشخاص مبلغ من المال وذلك من اعمال المقاولات لنستلمها من الرجل وتأخذها انت الى ياقو فذهب الى بيت احد الاشخاص فلا اعرف ما هو اسمه واستلمنا مبلغ قدره 700 او 750 دينار لا اتذكر بالضبط وقال ان الباقي ساعطيها لياقو حين يعود من الشمال وبطريقه الى كركوك.. فاخذت المبلغ واخذت اليزابيت ورومي وخطيبتي وتوجهنا الى قرية كوري كافانا فوصلنا عصرا فالتقيت بالرفيق ياقو هناك واجتمعت بالرفيق ياقو في ضواحي القرية واخبرته بانني جئت للالتحاق ومعي خطيبتي وانه سوف اذهب من هنا غدا صباحا ونكمل طريق النضال معا وقال لي الرفيق ياقو بانه بعد ان اجتمعنا هو والرفيق الشهيد يوسف قررا بان ابقي انا في الداخل وان اتولي مسؤولية فرع كركوك فكان كلامه لي امرا صادرا من القيادة فخيرني بين اطاعة الاوامر والتقيد بالتنظيم او رفضها فاطعت الامر وقررت العودة في اليوم التالي الى كركوك وابلغني بضرورة الاتصال بالرفيق الشهيد يوسف لتصفية بعض الامور التنظيمية  واستلامها منه (متى اجتمع ياقو بالشهيد يوسف والشهيد كان في بليجاني القريبة من عمادية) .. وفي صباح اليوم التالي وبتاريخ 17/7/84 اخذت الرفيق ياقو مع خطيبتبي في السيارة (1 – 5) واوصلت الرفيق الى قرية بليجنكي وحال نزولي منن الشارع العام وتجاه القرية في نصف الطريق تقريبا قال لي الرفيق انزلني هنا فبعد ان توقفت خرج من البيت مجموعة من الاشخاص فعرفت من بينهم الرفيق اسحاق (رعد ايشايا) وبعد ان نزل الرفيق ياقو عدت وذهبت انا وخطيبتي وحسب رغبتها الى دير مار عوديشو وبعد ذلك عدت الى كركوك واخبروني في البيت بان الشهيد يوسف قد اتى وسأل عنك يوم امس بتاريخ 16/7/ 84 بينما انا كنت في ذلك اليوم في طريقي الى كوري كافانا .. وفي اليوم التالي ذهبت الى بيت والد الشهيد يوسف فحال نزولي من السيارة اخبرتني شقيقته سميرة بان البيت مراقب فاذهب من هنا فركبت السيارة وذهبت والتقيت بالسيد ججي شقيق الرفيق الشهيد كني وكان واقفا امام بيت شقيقته في منطقة عرفة فقلت له تعال نذهب الى معسكر الرفيق الشهيد يوسف ونسأل عنه فقال لي بالحرف الواحد (رب الكواد تريد تورطنا) وقال بانه قبل حوالي نصف ساعة حضرت سيارة وكان بداخليها اربعة اشخاص من الامن فسأل مني عن هويتي فقرأها واعطاني الهوية وذهب فساورني الشك بانهم قد عرف من امر الرفيق الشهيد كني ايضا وان الرفيق الشهيد يوسف قد القي القبض عليه لذلك توجهت في الحال الى بيت شقيقتي واخبرت البيت بانني سوف اذهب غدا صباحا الى بغداد وابلغتهم بانه اذا جاء احد وسأل عني ولم تعرفوه خابروني الى بغداد وقول لي بان اصدقاءك قد حضر فاخذت معي والدي ووالدتي في الساعة الخامسة صباحا خرجت من كركوك متوجها الى بغداد   فوصلت الى بغداد وذهبت الى بيت خال والدي في منطقة كمب السارة حيث كان اليوم التالي الذكرى الاربعين لوفاته وبعد ذلك تركت والدي ووالديتي هناك وذهبت عند احد اصدقائي وهو السيد كورش بليبس في منطقة النعيرية والكيارة وفي الساعة السابعة عصرا حضر الى بيت الاخ كورش اين خالة والدتي المدعو اشور يوخنا من اهالي دورة واخبرني بان شقيقتي قد خابرتهم وقالت لهم بان اصدقاء (تقلت) قد حضروا ففي الحال علمت بان اسمي ايضا قد اعطي لهم من خلال التحقيق وبقيت ذلك في بيت كورش بليبوس والاحداث التي جرت بتاريخ 19/7/84 وفي اليوم التالي اي بتاريخ 20/7/84 حضرت والدتي في الساعة السادسة والنصف صباحا الى بيت كورش واخبرتني بانه حضرت سيارة وبداخلها خمسة اشخاص الى بيت خال والدي في كمب السارة وسأل عنك وفتش البيت ةلم يجدوك وذلك بعد ان كان قد اخبروهم في البيت بانني ذاهب الى بغداد للتعزية فارادوا ان يصطحب احد اخوتي الموجودات في البيت لكي تدلهم على البيت في بغداد فرفضت فاصر كلاب الامن على ذلك فاخذ نسيبي وذهب معهم الى بغداد واخذهم الى بيا خال والدي وكان يعلم علم اليقين بانني سوف لن ابات الليل هناك بل سوف ابقي عند احد اصدقائي فسألوه ان كان لي اقارب اخرين من الممكن ان اذهب عندهم فقال لا اعرف سوى هذا البيت فاعادوه الى البيت في كركوك في الساعة السادسة والنصف صباحا وانا بدوري بعد ان اخبرتني والدتي بالامر قررت الاختفاء في ذلك اليوم والسفر في اليوم التالي الى الشمال فذهبت الى بيت خالة والدتي في الدورة حيث لا يوجد في البيت.. ان لا يعلم باني متى وكيف تركت سيارتي في بيت عمي في امين الثانية وبقيت ذلك اليوم في الدورة فحضر الى هناك الاخ كورش وتحدث عن الاوضاع وارتأيت ان ابقى في ذلك البيت لمدة اسبوع او اكثر خوفا من ان يكون الامر قد وزع الى نقاط التفتيش فبقيت في ذلك اليوم هناك وفي اليوم التالي اي بتاريخ 21/7/ 84 حضرت خطيبتي من كركوك وسألت عني فثالت لها والدتي انه في بيت (ليا) في الدورة فجاءت عندي واخبرتني بانه في الساعة الخامسة عصرا حضر الى البيت سيارتان وبداخلهم عضرة اشخاص وسألت عنك فلم يجدوك وبدا يفتشون البيت واخذوا بعض الكتب الاشورية والدينية من البيت وصور فوتوغرافية لك وللاخ ياقو وبينما هم يفتشون البيت حضر عندنا كل من ياقو سور ابو شمعون وزوجته الشوا فمكثا معا. لحين انتهاء التفتيش وذهبا وقالت لي ايضا بانه قد القي القبض على كل من عمانوئيل بادل ورمسن ابرم (2-5) وريمون وفي نفس اليوم وفي الليل القي القبض على الرفيق سامي عزيز والصديق فريدون ايشو وفتش بيت الصديق روفائيل نويا الذي كان في بغدادوعاد في اليوم التالي والقي القبض عليه ايضا بعد ان ذهب بنفسه الى مديرية امن كركوك وكذلك على الرفيق فرنسيس فمن خلال كلامها علمت بان جميع التنظيم كركوك قد القي القبض عليه عدى الرفيق والنتين بنيامين الذي لم يكن موجودا بل كان في المعسكر في شمال العراق وانا بقيت في ذلك البيت للايام التالية ولم يزرني احد سوى الاخ كورش والاخ قسطنطين (ابن عمتي) ووالدتي وخطيبتي وفي يوم 27/7/84 وفي الساعة السابعة صباحا حضر الى ذلك البيت المدعو شدراك يوسف وهو من القرابة فهو متزوج ابنة خال والدي فكان هو قد اقنع والدي ووالدتي (الذي كان قد تحدث معهم) بانه سوف يخلصني من هذه المشكلة فقط وعدني التقي به واكلمه فاخبرته والدتي بمكان اختبائي( حيث كان قد وقف موقف مشرف من مرض والدي فادخله مستشفى الرشيج العسكري) فحين دخوله البيت اندهشت كثيرا فقال لي انا سوف اساعدك فلا تهتم فتعال معي نذهب الى مسؤول استخبارات هنا في بغداد لنرى الامر معه وندعي بانك كنت تعمل لدينا واننا اعطيناك هذه المهمة فرفضت اقتراحه وقلت لع بان الامر مجرد شك فانا ليس لي صلى بهذه الجماعة ولست متورطا كي اربط نفسي بالاستخبارات فجلس معي قرابة الساعة وبعد ان يأس من موقفي قال لي انني جئت لمساعدتك ولكنك رفضت لذلك فسوف يلقي القبض عليك حالا وهاهم جالسون في السيارة ينتظرون الاوامر فرايت من خلال النافذه فشاهدت سيارة لا ندكروزر بيضاء واقفة في الفرع وبداخلها ثلاثة اشخاص فلم يبقي امامي سوى الذهاب  معه الى منظمة الاستخبارات فجلست في سيارته الفوكس واكن برازيلي حمراء فتحركنا وتحركت خلفنا سيارة اللاندكروزر وسرنا في شوراع بغداد ولمدة نصف ساعة تقريبا وبعد ذلك  توقفت امام احد البيوت فلم  اعرف المكان بالدقة لكون افكاري مشتتة ولكن كان قريبا من النهضة فخرجت من السيارة ودخلت البيت ووقفت ايضا السيارة التي خلفنا فدخلنا احد الغرف وكان جالسا هناك شخص واحد فادى المدعو شدراك يوسف التحية العسكرية فقال الشخص تفضلوا ودخلنا فقال له شدراك هذا هو قريبي يا سيدي فهو مستعد للتعاون معنا من اجل معرفة الحقيقة فقال لي الشخص اننا دائما نقيم ونساعد الشخص المخلص فاعطونب ورقة وقلم وبدأت بكتابة التقرير فذكرت في التقرير بانني لست منتميا الى الحركة رسميا سوى انني صديق ياقو فقال لي اذن ما هي علاقتك معهم فقلت بانني كنت قد اطلعت على عددين او ثلاثة من اعداد جريدتهم التي تصدر من الشمال من خلال الاخ ياقو فقال لي ماذا تعرف عن النقيب بطرس فقلت له بانني لا اعرفه فبقيت جالسا لمدة ساعة تقريبا فقال لي هيا اذهب مع هذا الشخص فتركنا شدراك يوسف وذهبنا انا واحد الاشخاص في سيارة سوبر صالون بيضاء الى مديرية الامن العامة بغداد فبقينا في الاستعلامات خمس دقائق فحضر احد الاشخاص واستلم الكتاب وقرأه وقادني هو الاخر الى الداخل وقبل وصولنا احد البنايات ومن القبو وضعوا نظارات سودائ على عيني فقادنا الى الداخل فصعدنا طابق او طابقين وبعد ذلك قال لي اجلس هنا وتركني وذهب وجاء شخص ثاني فقال لي ما هو اسمك قلت له اسمي ودون اسمي وعنواني وعملي وبعد ذلك ضربني بصفعة على وجهي وكان هناك شخص ثاني فقال له دعه الان وبعد حوالي الساعة جاء شخص اخر فقال لهم احضروه الى الغرفة فقادوني الى غرفة فجلست هناك فجاء الى هناك شخصان احدهم كما علمت بانه رائد امن والثاني المدعو كمال المعروف بنقيب ادور فقال لي بانك قد كذبت في تقريرك الى منظمة الاستخبارات فسرد لي معلومات حقيقية مذهلة اولا بكون الشهيد يوسف هو مسؤولك المباشر وانا مسؤول كل من عمانوئيل ووالنتين وسامي وبعض الوقت مسؤول فرنسو وانا الذي كسبت الثلاثة الاوائل للانضمام الى الحركة وانني صديق حميم للرفيق روفائيل انويا وانه بعد فترة وجيزة سوف ينظم رسميا الى تنظيم وكذلك (3-5) انهم اخبروني بالتفصيل عن عدد المرات التي ذهبت الى شمال والتقيت بالرفاق مع الرفيق الشهيد يوبرت وكذلك اخبروني بانني انا كنت مع الرفيق الشهيد يوسف عند     توزيعه المنشورات الخاصة بالشهيدين سنخيرو وفرنسو وقال لي ايضا بانه انا الذي اوصلت  اخوات الرفيق ياقو الى قرية كوري كافانا واوصلت ياقو الى قرية بليزنكي وان السيارة كانت بيضاء كوميت خصوصي ومن خلال التحقيق رأيت اسماء جميع اعضاء قيادة الحركة في ورقة امامه مع مناصبهم واسماءهم الحركية والحقيقية وامام اسم الرفيق اشور والرفيق يوسف كلمة سوريا وكذلك رايت اسم القس زيا مكتوب مقابل اسم مار كوركيس مكتوب محتمل وتكلم فيما بينهم على شخص يدعى الشماس بنيامين فقال نقيب ادور لقد عملنا برقية فسوف يحضر وبعد ذلك قال لي الرائد ان جميع الموجودين هنا جيدون عدا يوسف فهو نذل وغير جيد فهو يثقفنا اشوريا وقال لي سوف نكلفك بمهمة وكان قبلك يوبرت مستعدا لادائها فقال لي مهمتك هي ان تذهب الى هناك وتحاول اقناع ياقو بالحضور الى هنا لانه كما يقولون اصدقاءكم انه صديقك الحميم وبعد حوالي ثلاثة ساعات قال لاحد الاشخاص هناك خذوه ودعه ينام في الممر وبقيت في الممر وكان الوقت عصرا شاهدت من خلال نظارتي السوداء الرفيق الشهيد يوبرت يذهب الى المرافق بصحبة احد الاشخاص وبعد ان ذهب وعاد علمت بانه هو الاخر ينام في الممر نفسه ولكن خلف الباب الذي يوجد في ممر ويبعد عني مسافة مترين تقريبا فقال لي حال جلوسه وكأنه قد راني من خلال نظارته السوداء ماذا قلت فحاولت الكلام معه صاح احد الحرس هناك فقال ما هذا الصوت فلم استطع ان اجاوبه وبعد ذلك رايت الرفيق امير اوراها ولكنه لم يكن يضع على عينيه نضارات بل كانت يداه على وجهه وقد خفض راسه الى الاسفل فكان الاخر ذاهبا الى المرافق وحين عودته سمعت صوت المفتاح وانفتاح الباب واغلاقه فعلمت انه في الغرفة وليس في الممر.. وفي الساعة السابعة مساء جاء المدعو نقيب ادور وقادني الى احدى الغرف وقال لي بان الشخص الموجود هنا هو معاون مدير الامن العامة وان حضك من السماء وانه وافق على اطلاق سراحك مقابل ان تجلب لنا ياقو فجلست عند الشخص المذكور لمدة ربع ساعة تقريبا وقدم لي علبة بيبسي كولا فلم اشربها خوفا من التسمم فقال لي اننا نثق بك وانك شخص وحيد واننا علمنا من خلال التحقيق مع اصدقاؤك بانك الشخص الوحيد بعد يوسف تربطك مع ياقو علاقة خاصة لذلك حاول الذهاب عنده واجلبه لنا للتباحث وان رغب سوف نرسل نحن له اشخاص معينين الى منطقة زاويته لاجراء المباحثات معه امثال شمئيل ايرميا وشليمون بكو وكذلك اجلب لنا ادبيات الحركة ونحن بدورنا سوف نوزعها وبعد عودتك سوف نرسلك الى الخارج بحجة الدراسة وتكملة علومك, وبعد ذلك خرجت من هناك وجلسنا في غرفة ثانية انا والنقيب ادور فقال لي سوف نعمل لك صحيفة اعمال وبعد ذلك تذهب فعمل لي الصحيفة اعمال واستفسر مني عن كل شئ بالتفصيل وبعد ذلك فنزلنا الى الاسفل وجلسنا في سيارته الفولكس واكن برازيلي زرقاء فقال لي بهذه السيارة القيت القبض على الرفيق يوبرت بنيامين فقال لي اتريد ان اوصلك الى الدورة فقلت له لا خذني الى بغداد الجديدة فنزلت هناك وذهبت الى بيت الاخ كورش واخبرته بالامر فقال لي حاول الهروب افضل لك فقلت له اعلم ذلك وفي اليوم التاليجاء الى بيت عمتي في منطقة الامين الثانية المدعو شدراك يوسف فقال لي ان حضك من السماء فانك لم تمكث هنام حتى يوم واحد الم اقل لك ان الحكومة جيدة مع المواطنين الصالحين امثالك وامثالي..

فبقيت في بغداد من اجل بيع سيارتي  ومعالجة والدي لان حالته الصحية كانت سيئة جدا وخلال بقائي في بغداد تواجدت في اربع امكان مختلفة اولا بيت عمتي في امين الثانية ثانيا بيت كورش نعيرية وكيارة ثالثا بيت ليا في الدورة ورابعا بيت شميران ولمدة خمسة ايام في منطقة الرياض وخلال بقائي في بيت شميران جاء الى هناك المدعو ججي شقيق الرفيق كني فتكلمنا معا فقال لي بانه في  اليوم الثاني (4-5) حجزت سيارته الماليبو العائدة لشقيقي بحجة انها مشتاركة في نقل الاسلحة الى الشمال فقلت لا اعلم بالامر وبعد ذلك وبتاريخ 25/8 بعت سيارتي الى احد الاكراد من اهالي سليمانية في بغداد وبتاريخ 26/8  ذهبنا الى كركوك وحولت السيارة الى اسمه وعجت في بغداد اليوم ذاته وبتاريخ 27/8 توجهت من بغداد الى دهوك وبقيت عند السيد كوركيس وهو من اقارب كورش وهو من قرية دهي فقلت له اود الالتحاق فقال لي انتظر يوم او يومين لان الوضع في المنطقة غير جيد بسبب تحشد الجحوش زذهبت الى بيت اخت ياقو في دهوك وسألت عنه فقالت لا ادري بالضبط وبعد يومين قال لي كوركيس سوف نذهب مع هذا الشخص الى قرية كاني بلاف بسيارة تكسي وقال للسائق وكان صديقه ان يوصلني الى بيت حماته في كاني بلاف فاوصلني هناك والتقيت في المساء بركيزة الحركة المدعو بنيامين فهو بدوره اوضى شخصين بان يوصلوني الى (مسكة) وهناك التقيت الرفيق اسحاق فقادني هو والرفيق ادم الى مقر الحركة الديمقراطية الاثورية..

تغلت

في تاريخ 23/8/ 1985

ملاحظة فوتوكوبي النص الاصلي بخط يد فريدريك محفوظ في ارشيفنا وتم تنضيده بالكومبيوتر لوضوح القراءة.

الارقام (1-5) تشير الى تسلسل الصفحات حسب التقرير الاصلي، حيث تكون من خمسة صفحات بخط اليد

 

تيري بطرس