بنت المومن ويونادم كنا وفضيحة الانتخابات
المومن (المؤمن) هو لقب اطلق في مراحل معينة لرجل الدين الشيعي، وحكايته ان علماء الشيعة في بداية تأسيس الدولة العراقية افتوا بمقاطعة الدولة واجهزتها، فقامت الحكومة بتعيين الموظفين في المناطق الشيعية من بين ابناء السنة وكان نصيب كربلاء ان تم تعين متصرفها ومدير البريد من ابناء السنة فيها ، ولمحاربة الدولة ورجالها، تم اقناع واحد من المؤمنين او مومن بان يتم نشر دعاية بان ابنته تم اغتصابها من قبل ابن مدير البريد، فتم نشر الحكاية وعملت ضجة كبيرة وصارت الناس تكره الدولة وكل اجهزتها، الا ان متصرف كربلاء لم يسكت ولم يتناسى الامر فتتبع القضية ومسارها وتبين بعد ذلك ان بنت المومن فتاة في السابعة من عمرها وان مدير البريد له ابن لايزال طفل ليس الا، وان كل ما في الامر ان الحكاية حيكت لمحاربة اجهزة الدولة. تذكرت هذه الحكاية وانا اسمع الاستاذ يونادم كنا وهو يقول ردا على اسئلة مراسلة موقع الاتحاد الوطني الكوردستاني حول نتائج الانتخابات بالمختصر ما يلي انه من الناحية السياسية فهو مسرور ولكن في ما يخصنا ويقصد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فهناك خروقات في طول العراق وعرضه، وبالطبع في طول العراق ممكن لو افترضنا ان كان قد خصص لشعبنا ثلاثة مقاعد في نينوى وبغداد والبصرة وهي تمتد من الشمال الى الجنوب اما عرضيا فلم يحدث لانه وحسب علمنا لم يتم تخصيص مقعد لشعبنا في ديالي وواسط شرقا او الانبار وكربلاء المثنى غربا ولكنه هنا هو التصخيم للخبر واعطاء السامع ان القائل على علم بكل مجريات الحدث، ويستمر الاستاذ كنا في توصيف الخروقات وهي ما حدث في سجل الناخبين فسجل الناخبين يستحدث عندما يتقدم الناخب الى منطقته الانتخابية او المنطقة التي انتقل اليها ويعلمهم بوجوده، وحسب علمنا فان ما حدث ان الكثيرين من ابناء شعبنا لم يقم بالمهمة، ويضيف المهجرين، ولكن المهجرين موجودين في كل العراق ويشملون كل الطوائف، فاذا هي ليست مشكلتنا فقط بل هي مشكلة العراق كله. ولكن الاخطر في الاتهامات هي اتهام حراس الكنائس وهي مهمة انيطت بهم الحكومات المحلية وهي تعمل باسماء صريحة وبشكل علني، بانها مليشيات وهو اتهام خطير بنظرنا لانه يعطي انطباع ان ابناء شعبنا يمتلكون ميليشيات خاصة بهم ولو علمنا ان كلمة المليشيا تطلق على التنظيمات المسلحة غير القانونية، وفي وضع العراق الحالي لادركنا خطورة المسألة وخطورة ما يتم تسويقه بوعي او بلا وعي وفي موقع اخر يتساءل الاستاذ كنا لماذا فزنا في بغداد باكثر من عشرين ضعفا وهم فازوا علينا بضعف في الموصل موحيا بوجود تزوير وتلاعب بالنتائج. ويقول انهم قدموا شكاوي الى مفوضية الانتخابات وحسب علمي انه في نينوى قدمت خمسة عشر شكوى لم يتم الاخذ بها لانها افتقدت المصداقية ولعدم استلام الشكليات الموعودة فالغاية هي محاربة بني جلدته وان كان بطرح ما هو غير صحيح وقابل للافتضاح السريع. هذه التصريحات الخطيرة لم تأخذ مكانتها من النقد باعتقادي، وكان حبل النجاة الذي رمي للسيد يونادم كنا هو ما اقترفه بعض اعضاء لجنة شؤون المسيحيين في تلسقف من ممارسة مدانة وغير مقبولة التي غطت على هذه التصريحات. الا ان معالجتها سريعا من قبل مكتب الاستاذ سركيس اغاجان دل على ان ما مورس لم يكن سياسة متبعة بل هو تصرف خاطئ مدان من قبل الجميع، الا ان فعلها قد كسى على الاقوال الغير الصحيحة والمدانة ايضا للسيد كنا. اليوم بات واضحا ان قائمة عشتار لم تفز في الموصل فقط بل في بغداد ايضا وهو فوز مستحق ونهنئ عليه قائمة عشتار كما نهنئ حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني على فوزه في البصرة. اذا كيف انقلب الفوز بعشرين ضعفا الى خسارة اخرى؟ هذا السؤال يجب ان يجيب عليه السيد كنا وليس احد اخر. في محافظة نينوى دخل الحزب الوطني الاشوري في ائتلاف مع احزاب كوردستانية ووطنية اخرى، مؤملا في زيادة حصة شعبنا من التواجد في مجلس المحافظة، وداعما لرؤيته بعدم الدخول في الكوتا المسيحية والعمل مع القوى الوطنية، فلم يحصد الحزب هذه المرة الا الخسارة، والخسارة والربح امران جائزان في الانتخابات ولكن المرور من هذه الخسارة مر الكرام امر ليس بوارد باعتقادي، فالتبريرات لن تنفع ويجب ان نقتنع بان هناك حتما معيارا لتحديد التقدم والانحسار وهنا المعيار هو الانتخابات، وهناك حتما امر ما خاطئ، وا لا لما خسرت مرشحة الحزب في الانتخابات؟ ان البحث وراء اسباب الخسارة امر يجب ان يقوم به الحزب الوطني الاشوري قيادة وقواعد، وهذه الخسارة وان لم تكن نهاية المطاف، الا انها تحسب على الحزب، بمعنى ان الحزب لم يكن بالمستوى المطلوب ولم يهيئ نفسه جيدا، وخصوصا ان الحزب حاول العمل على جبهتين وهي رغبته في فوز مرشحته ورغبته ايضا في فوز قائمة عشتار، ومن الملاحظ ان الحزب لم يقم باي نشاط ملحوظ في الكثير من المواقع التي يتواجد فيها شعبنا لدعم مرشحته، فهل كان مطمئنا كل الاطمئنان بالفوز؟ يبقى ان نقول ليس عيبا ان تتعثر ولكن العيب هو ان لا تتعلم. وبالرغم من ان ممثلة الحزب حازت على ما يقارب الالف وسبعمائة صوت بحسب بعض المصادر غير الرسمية وهذه الاصوات هي من القاعدة الحزبية للحزب الوطني فقط، فليس معقولا ان الكورد المسلمين والازيدية او الشيعيون سيختارون اسم السيدة ايفلين كمرشحتهم الفردية، لا بل يمكن القول ان كل القاعدة الحزبية لم تصوت للسيدة ايفلين فرديا لعدم دراية الكل بالتصويت الفردي. ان فوز عشتار هو فوز للحكم الذاتي وللتسمية الموحدة، فشعبنا صوت لهذين الامرين وعلى احزاب شعبنا العمل بهذا الاتجاه ولكن يبقى ان نقول انه لا لالغاء الراي الاخر، الراي الاخر يعني ان يكون رايا منطقيا ومعللا وليس تهجما ومسبات وخلق عداوات وشروخ بين شعبنا وبقية شعوب الجوار من الكورد والعرب، ان من يقوم بذلك يجب ان يعزل، لانه بالضرورة يعمل باتجاه الاضرار بشعبه ويعمل من اجل قلع شعبنا بصورة مباشرة او غير مباشرة من ارضه التاريخية. تبقى امور اخرى يجب مناقشتها وهي ان السيد سعد طانيوس ججي قد فاز ب 13760 صوتا وهو امر معقول بالنسبة لمنطقة نينوى وخصوصا انه تعرض للمنافسة من قائمتين اخريتين ناهيك عن من صوت للقوائم الوطنية الاخرى ، وقد كانت مجموع اصوات المكونات في الموصل هو50761. جمع الفائزون الاخران من الشبك 12949 والازيدي 6174 وبالتالي فالهدر للقوائم الاخرى وهي قائمة الرافدين وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني وقوائم الازيدية والشبك الغير الفائزة هو بحدود 17878 صوت. ولكن المعضلة الكبرى هي في بغداد فالسيد كيوركيس ايشو سادة قد فاز ب 4334 صوت من مجموع الاقليات البالغ عددها 9572 صوت ولو استخرجنا منها اصوات الاخوة المندائيين الصابئة والتي كانت بالتزكية والبالغة 241 صوت لبقى من صوت لكل قوائمنا الاربعة هو9331 صوت على اربعة قوائم ولو استخرجنا منها اصوات الفائز والبالغة 4334 لبقى لدينا 4997 لقائمة حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والرافدين والمستقل. وهنا نود الدخول الى استنتاجات معينة قد تفيد السياسي والمفكر من ابناء شعبنا لكي يحدد مواقفه المستقبلية باعتبار الانتخابات المعيار الوحيد الحالي بيدنا لتحديد اتجاهات ابناء شعبنا. قلنا في اعلامنا مرارا وتكرارا ان مجموع ابناء شعبنا في بغداد هو 600,000 ستمائة الف نسمة’ وباعتبارنا نحن لا نزيد في اعدادنا كوننا صادقين مع انفسنا، فانه وبعد الهجمة الاصطيافية الى دول الجوار والهجرة المفروضة من الارهاب الاخيرة يكون قد بقى في بغداد بحدود مائتي الف نسمة على اقل تقدير، ولان شعبنا قليل الولادات (اي ان نسبة الباغلين فيه هي الاكثر) فيحق القول ان نصف المائتي الف يحق لهم الانتخاب وهو بحدود مائة الف نسمة، شارك منهم 9331 في الانتخابات اي بنسبة اقل من عشرة بالمائة والنسبة الوطنية للمشاركة كانت 51% والفارق شاسع جدا ولا يقاس ولا يمكن تبريره، الا بان 42% من شعبنا التي لم تمنح صوتها لتنظيماتنا قد منحته لقوائم وطنية اخرى، بل ان مجموع اصوات شعبنا الممنوحة لكل قوائمنا في بغداد كان اقل من ثلث القاسم الذي بموجبه دخل الاخرين في مجلس المحافظة والذي كان 30642 صوت. وهنا لم يكن هناك اكراد ليرهبوا ابناء شعبنا كما يشيع البعض. اذا ما السبب؟ الا يعتبر ما حدث في بغداد فضيحة حزبية لاحزاب شعبنا كلها؟ واين الحزب الذي ادعى ان الاخرين هم احزاب عائلية وجم نفر واين الته الدعائية ومقراته المملوئة. من الواضح جدا ان هناك فشل في استقطاب ابناء شعبنا من قبل احزابنا، وهذا الفشل يعود الى اسباب تنظيمية وتعبوية وفكرية علينا اعدة النظر فيها. ان تبرير نجاح هذا وسقوط ذاك ببيع الاصوات التي يروجها نفر غامزين من طرف قائمة عشتار، كان يمكن ان يكون مفهوما لودخلنا صراعا انتخابيا وحصل المرشحون على اصوات عالية تقارب القاسم او لو كانت نسبة منح شعبنا اصواته لقوائمنا قريبة من النسبة الوطنية. اننا نقول لهؤلاء من صدكم من جلب الناس الى صناديق الاقتراع في بغداد؟ لماذا كانت نسبة التصويت متدنية لحد الفضيحة؟ علينا ان نواجه واقعنا والا فحتى المصداقية الباقية لدى ابناء شعبنا بالعمل القومي ستذهب هباء. تيري بطرس
|