كلمة تريزة موشي (أم يوسف) للمؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني
بناتي وابنائي المؤتمرون اخواتي واخواني الضيوف الكرام السلام عليكم جميعا وتحية الرب معكم ، بداية اتمنى لكم من كل قلبي النجاح والتوفيق في اعمال مؤتمركم الثاني لمجلسكم القومي الكلداني ، واسمحوا لي بناتي وابنائي المؤتمرين، أن أتقدم أليكم برسالتي وأنا في نهاية العقد الثامن من عمري تقريبا وعشت من العمر ما يكفي، واسعد لحظاتي أن أراكم يا بنات وأبناء شعبي على المحبة مجتمعين ، فقبل ان احدثكم عن بعض من المنعطفات في حياتي بمناسبة مؤتمركم السعيد وحياتي التي جبلت بالنضال عبر اكثر من نصف قرن من القرن الماضي كوني زوجة لمناضل سياسي وأم لأبناء نذروا وافنوا عمرهم وشبابهم من اجل شعبهم في مقارعة النظام السابق . اعرفكم عن شخصي واعتقد اكثركم اصدقاء ورفاق اولادي ، انا تريزة موشي هرمز ويلقبون عائلتي في قريتي تللسقف الحبيبة ببيت موشي جاسم من عشيرة ميخائيل والتي هي قسم من العائلة العريقة بيث البشارة ونكنى بجاسم لكون ابي كان يشتغل قصابا وصانع الفرو في تلعفر في ثلاثينيات القرن الماضي ، تزوجت من زوجي زومايا طوانة القادم من اعالي الجبال نازحا لاجئا حاله حال اهلنا الناجين من المذابح وطريق الموت يلاحقهم والذي صارعوه مشيا على الاقدام بداية القرن العشرين ، عندما جاؤوا الى قرية تللسقف والقرى المجاورة طلبا للامان عند ابناء جلدتهم ، لم نشعر بهم غرباء وهم كذلك بل عملنا الواجب مع أبناء جلدتنا.. هكذا كان يقول أبي لنا رحمه الله ... ايها الاحبه ، تشرفت بزواجي من ذلك الاشوري القادم من الجبل وانا البنت الكلدانية التلسقوفية من السهل ، وعشت معه الحلوة باخلاقه والمرة لما قاسى وعانى بسبب الاوضاع السياسية في عراقنا العزيز انذاك ، كنت معه في قرية بيباد اول سنين زواجنا عشت في تلك القرية الجميلة أحلى سنين عمري بين ناسي واهلي الطيبين، وانا تلك الكلدانية من تللسقف وهو ذلك الاشوري القادم من هكاري . كنت أمينة وحافظة اسرار ابو يوسف زومايا طوانة زوجي حافظة أسرار حزبه وشعبه وهو يقاوم الهجمة الشرسة في 1959 في مدينة الموصل من المتطرفين اسلاف اليوم وما اشبه اليوم بالبارحة ، كنت شاهدة على الاحداث الدموية للمجرمين اعداء الانسانية في تلك المرحلة والتي بسبب تلك الاحداث هجرنا الى بغداد بعد أن فقدت ابني الحدث ابن التسع سنين لحقدهم الاسود في تاريخ الحبيبة موصل . كان زوجي ذلك الاشوري الذي احترمني وكرمني طوال حياته ولم ينهرني يوما حتى بكلمة ، كنت حقيقة احيى حياة سعيدة بالرغم من صعوبات الحياة وتعقيداتها ، وكانوا اهل تللسقف الحبيبة بالنسبة لزوجي جميعا اهله واحبائه وأعز اصحابه، علما توفي ابوه وزوجة ابيه في تللسقف ودفنا فيها بعد وصولهم الى تللسقف بفترة وجيزة . واليوم ايها الاحبة وانتم في يوم افتتاح مؤتمركم المبارك ، اسمحوا لي أن اطالبكم كأم وأخت لكم في خريف عمرها أن تكونوا موحدين مع ابناء جلدتنا، فأذا زرع الشك في قلوبنا لا سامح الله ، فيا ترى لمن ينتصروا ابنائي؟؟ لكلدانيتهم ام لآشوريتهم؟؟ فنحن ابائكم وامهاتكم دمائنا ودموعنا وآهاتنا تجري في عروقكم واحاسيسكم كلدانية كانت أم سريانية أم اشورية كانت على حد سواء . ولمن ينحازون اولادي ؟ وكيف تنحاز لأبيك وانت لست جزءا مني بل كل روحي وحياتي وسنين شبابي التي مرت على عجال من اجلكم ؟؟ وكيف يمكنك ان تنحاز.. بالوقت ابوك وامك جسدين بروح واحدة .. كيف بأمكانكم ان تفصلوا ذلك وبينكم مصير واحد ولغة واحدة ودم واحد .. أليسوا كلكم سوراي؟؟ . ايها الاحبة بناتي وابنائي اعضاء المؤتمر وحضرات الضيوف الكرام تربيت في بيت كان التسامح عنوانه والاعتدال احد اركانه وكلمة الحق غاية وهدفا لتحقيقها في مشوار حياتنا الطويلة ، وكنت اختا للذين مروا في ايام النضال السري لرفاق زوجي وكنت ايضا أما حنونة لكل رفاق ابنائي في تلك الايام الصعبة في النضال ضد الدكتاتورية. تعرفت على جميع مواقف وسجون ومعتقلات الانظمة السابقة كنت ابحث عن زوجي تارة وعن ابنائي عندما كبروا تارة اخرى ، تعلمت وخبرت الحياة بالرغم من كل مرارات وعذابات السنين، على ان الانسان لا بد ان يضحي من اجل وطنه ومن اجل قضيته ومن اجل كرامته نحن السورايه فلا حياة بدون كرامة ولا كرامة بدون توحيد الصفوف فلنعرف جيدا لا احد سوف يحترمنا لا سامح الله اذا تفرقنا ونعادي بعضنا البعض . يوم امس حدثني ابني اخوكم كامل زومايا عنكم فسألته هل يفرقون بين كلداني وسرياني واشوري فأجابني اعتقد لا يفرقون ، اجبته اذن اتمنى لهم النجاح من كل قلبي وان يخدموا جميع السوراية بدون استثناء وبدون تفرقة ... بناتي وابنائي ، تقبلوا تحياتي وامنياتي لكم بالنجاح والتوفيق لمؤتمركم القومي خدمة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري أمكم تريزة موشي هرمز ( أم يوسف ) ديترويت / 24/ نيسان /2009
|