الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024.      صور.. رتبة غسل أقدام التلاميذ - كنيسة الصليب المقدس للأرمن الأرثوذكس/ عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس خميس الفصح ورتبة غسل أقدام التلاميذ في كنيسة عذراء فاتيما، جونيه – كسروان، لبنان      البطريرك ساكو في قداس الفصح في قرية هزارجوت: غسل الارجل يرمز الى غسل القلوب      المديرية العامة للدراسة السريانية تفتتح معرضا للرسم والخط والزخرفة باللغة السريانية في محافظة البصرة      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      "يورو 2024".. اليويفا يدرس مشكلة تؤرق بال المدربين      البابا فرنسيس: لنطلب من الرب نعمة ألا نتعب من طلب المغفرة      الإبداع والتميز مع الشابة العراقيّة فبيانا فارس      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"
| مشاهدات : 1084 | مشاركات: 0 | 2022-09-25 16:06:45 |

قراءةٌ في كتاب "نَجِّنا مِن الشِّرير".. تأليف المطران د. سليم الصائغ

حنا ميخائيل سلامة نُعمان

 

    حين نرفع أيْدِيَنا ونحن نتلو الصلاة الرَّبَّانِيَّةَ التي علمنا إياها السيِّد المسيح ونَصِل لِدُعاء " نجِّنا من الشِّرير" فهذا يُشيرُ، بل ويؤكِّد على وجود الشِّرير في هذه الحياة "فوجوده ليس وَهماً أو خيالاً كما يعتقد البعض". والشِّرير هو المُجَرِّب إنَّه إبليس أو الشيطان المَوصوف بِكثيرِ الشَّر والمُولَع به. وعليه فنحنُ نُصلِّي للآب السَّماوي مَن لهُ "الملك والقوة والمجد إلى أبد الآبدين" مُلتمسينَ النَّجاة والحماية والخلاصَ مِن شِباكه وَصَدّ عثراتهِ ومكائده.

  في مَعْرِض تقديمهِ لِكِتابهِ القَيِّم الذي برز للنور حديثاً والمُعَنون " نجِّنا من الشرير" يقول مُؤلِّفُه سِيادة المطران د. سليم الصائغ: "يَخوضُ المسيحي الصالح في حياته معركة شرسة ضدَّ الشيطان وتكون نتيجتها هلاكاً أبدياً أو سعادةً أبديةً، وأنَّه يُؤمِنُ أنْ يَجِب عليه أن يخرُجَ مِن هذه الحياة ويدخلَ عالمَ الأبدية منتصراً لا مهزوماً. فإذا سار في طريق المسيح وجدَ في المسيح قوةً ونوراً وغذاءً ورفيقاً أميناً حتى النهاية، وبالتالي فإن الانتصارَ الأبدي مع المسيح يكونُ حَلِيفه".

وقد ضمَّ الكتاب بين دفتيه مِئـَة وثمانٍ وخمسين صفحة، وتوزعت الموضوعات على ثلاثة أقسام تفرَّع مِن كُلٍ منها مجموعة فصول لتُغطِّي شرحاً وتفصيلاً وتحليلاً لكل ما يتعلق بعنوان الكتاب وغاياته مع تخصيص صَفَحات لابتهالاتٍ وصلواتٍ ذات نفعٍ روحيٍ لمعشر المؤمنين بسائر أطيافهم لتحصين نفوسهم والانتصار بدرع الإيمان فلا يُضِلّ الشيطان أحداً أو يقوده بعيداً عن الله.

وفي إضاءَةٍ سريعة على أقسام الكتاب، نجد القِسْمَ الأول وعنوانه "عَالَم الأرواح وعلاقته بعَالَم البشر" قد اسْتُهِلَّ بما جاء في مَطلع قانون الإيمان الذي ينُصُّ "نُؤمن بإله واحدٍ آب ضابط الكُل، خالق السماء والأرض، كل ما يُرى وما لا يُرى..." ويجيء هذا الاستهلال المقرون بشرحٍ لمدلولِ عبارة "وما لا يُرى.." للتمهيد للفصل الأول الذي حمل عنوان "الملائكة". يقولُ المؤلِّفُ: "هُم الأرواح المَحْضة الذين يُنيرهم الرب ويكشف لهم إرادته، ورسالتهم أن يكونوا على استعداد دائم لتنفيذ مشيئة الله لخلاص البشر". ويُضيف ما قال يسوع فيهم: "إنَّهم يشاهدون بلا انقطاع وجه أبي الذي في السَّموات". وتمّ في هذا الفَصل مِن الكِتاب تناول ما ورد عنهم في العهدين القديم والجديد بما في ذلك دورهم في حياة الكنيسة وعونهم ورعايتهم لها. ويتحدَّثُ الفَصل عن الملائكة الحُرَّاس "والحكمة الإلهية في تعيين ملائكة لرعاية البَشَر لإنارة العقول وإرشاد النفوس وتخليصها من الشر مع حَثِ الكنيسة على المواظبة في الصلاة للملاك الحارس حسْبَ النَّصِ المعروف". وجاء في الفصل نفسِهِ شرحٌ لأسماء رؤساء الملائكة الذين ارتبط اسم كلٍ منهم بالرسالة التي حملها للبشر، وصولاً لتسميات جوقات الملائكة وما يلزم من شُروحات وإيضاحات روحيّة عنهم.

وفي الفصلِ المُعَنونِ "الشياطين" بيَّن المُؤلِّف "أنَّها الملائكة المتمرِّدة والرافضة إرادة الله والمُتَّسِمَة بالتكبُّر والغرور فسقطت من السماء هابطة للجحيم جزاءً لها". وأشارَ أيضاً: "إلى أنَّها الأرواح الشريرة التي تُغوي الإنسان للفساد لِتُبْعِدَه عن الخير وتحيد به عن طريق الحقِّ كي يكون شريراً وهالِكاً معها إلى الأبد". ويُسجَّلُ للمؤلِّف تلكَ الإجابات التي دوَّنها على مجموعة تساؤلاتٍ كان طرحها في هذا الفصل وَماَ تلاهُ المُعَنون " السِّحر والعِرافة "، لتكونَ عَوناً للمؤمنين ولِتُزِيلَ في الوقت نفسه المفاهيم المغلوطة السائدة لدى كثيرين.

 أمَّا القسم الثاني من الكتاب فحملَ عنوان "رحمة الله بلا حدود" وقد تعددت فُصول هذا القِسم الزاخر بالموضوعات المتعلقة بِفَيضِ رَحمة الله للبشر، ودعوته غير المنقطعة للتوبة لِتزكوَ النفس وتتهذب لأنَّ الإنسان عُرْضَة للتجارب. وجاءَ في موضعٍ مِن هذا القِسْم "إنَّ الكنيسة منذ نشأتها تحمل للعالم رسالة الرحمة، وتنادي برحمة الله على حقيقتها وتقود أبنائها إلى تلك الينابيع الفيَّاضة بالنِّعَم والبركات". ويتوهَّجُ فَصلٌ عُنوانُه "سِلاحُنا: مَريم، أمّ الله وأمّنا، أم الرحمة وملجأ الخطأة" يقول المؤلِّف في مَطلعهِ: "مريمُ العذراء أمّ يسوع وأمّنا هي هدية الله العظيمة للبشرية برُمَّتها، رسالتها أن تُعطي الحياة البشريةَ لِطفلٍ هو اللهُ الابنُ، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، أن تكونَ له أُمَّاً بالجسد، وأُمَّاً روحية لكل البشر. بصفتها، أُمّ الله فهي أمّ الرحمة، وبصفتها أمنا فهي ملجأ الخطأة". ويُضيف قائلاً: "عندما نلتجئ إليها، تَقِفُ سدَّاً منيعاً أمام ما يقومُ به الشيطان من شرور لكي تنجينا من خِداعه ومن الهلاك الأبدي الذي يقودنا إليه".

وتناول القسم الثالث من الكتاب دعوة المسيح لنا بان نُصلي على ما ورد في الصلاة الربَّانية قائلين: "الَّلَهُمَّ نجَنا من الشرير".  مستذكرين أنَّ " السَّيد المسيح قبل أن يغادر هذا العَالم صَلى إلى الله الآب من أجل تلاميذه أيضاً أن يحفظهم من الشرير". "والشرير هو الشيطان الذي يقاوم الله ويعيق قصده الإلهي وعمله الخلاصي ويضلّ المسكونة كلها" على حدِّ تعريف المؤلِّف الذي يُشيرُ أيضاً لحقيقةِ: "أنَّ الشياطين لا يستطيعون بتمرُّدهم أن ينالوا سعادة السماء لذا يَسْعَونَ وَيَعملونَ على ألاَّ ينالها غيرهم من أهل الأرض". وقد تفرَّعت مِن هذا القِسْم جُملة عناوينَ اختُتِمَت بمجموعة صلواتٍ وابتهالات وأخُصُّ بالذكر منها تلك المتعلقة "بصلوات المؤمنين العَلمانيين لطرد القوى الشريرة لكي يُصَلِّيَها الأفراد أو مع أهل بيتهم في عراكهم مع القوى الشريرة، فلا يسمح الله للشرير بأن يُغلّفَ بِظُلمَتِه أيَّاً كان، بل يمنحه أن يبقى دائماً مُحافظاً على حُرّية الروح ونعمة الرب المقدسة التي مَنحهُمَا له بالمسيح ربنا" كما أشار المؤلِّف. وَأراهُ قد أحسنَ صَنيعاً في إدراجِ نُصُوصِها في الكتاب لتكونَ لأهميتها وفاعِليتِها تحت أبصار الجميع لإعانة النفوس المُضطَربة وبعث السكينة، وإزالة اليأس والخوف، ولِتذليل قوَّة الشِّرير وإقصاء مَقاصِده.

 وَعَلى هَدْي قولِ القديس بطرس الرسول "اصحوا واسهروا، لأن إبليس خصمَكم كأسدٍ زائر يجولُ مُلتمِساً مَن يبتلعُهُ هُوَ". وَلِكونِ الإنسان بطبيعته البشرية عُرْضَة للتجارب وعُرْضَة للسقوط في حبائل الشيطان "الذي يُسخِّر كثيرينَ لمآرِبِه" نَجِدُ في طَيَّات الكِتاب توجيهاتٍ ونصائحَ يُوصِي بها المطران الصائغ وقد أوردها بِحُكم تراكم خِبْرات السنين في الحقول الرَّعَائية والأسْقُفِيَّة والقانونية وبِحُكمِ الإلمام بحاجات المؤمنين الروحية والزمنية، لتعودَ بالفائدة عليهم ولخلاص نفوسِهم ونَيل الحياة الأبدية. وَمِنها: الثَّبات على حُبِّ المسيح للانتصار على القِوى الشريرة، الالتفات بإيمانٍ وثقةٍ إلى الصليب ففيه القوة والمَنَعَة والخلاص، التقدُّم ودون انقطاعٍ بقلب تائبٍ طاهر مُنسَحِقٍ لتناول القربان المُقدَّس "سِرُّ حُبِّ الله للبشر"، مزاولة تلاوة السُّبْحَة الوردية المُقدَّسة، طاعة وصايا الله والامتثال لتعاليم الكنيسة.

وعلى ضَوْءِ ما سبق ذِكْرُه أقول، إن صدورَ هذا الكتاب في هذه المرحلة مِن تاريخنا، لَهُوَ أمرٌ مهمٌ للغاية، إذ تمادت قِوى الشر والظلام التي لا تكفُّ عن توجيه عقول مَن لم يَسْتمسِكوا بعُرى الإيمان، وما عاد للصلاة حِصَّة في حياتهم اليومية، فاعتراهم الفراغ الروحي، وأطلقوا لِنَزَواتهم العَنان فتشظَّت الأخلاق وتمَّ النَّيل مِن كرامة الإنسان وانتشر الإلحاد المُنكر لوجود الله، كما وأخذت الشعائر الشيطانية وإفرازاتها السلبية المخالفة للطبيعة البشرية تتكشف على الساحة العالمية. ومِن هُنا نتطلَّع إلى حملة توعيةٍ تشملُ الأُسَرَ والجمعيات المختلفة ومجموعات الكشَّافة، وأن يتم توجيهُ مُعَلِّمي المدارس المسيحية في المرحلتين الإعدادية والثانوية لتعميم ما ينبغي تعميمُه مِن مضمون الكتاب وتبيان ما يُبدِّد الكثير مِن المفاهيم المغلوطة، حتى إذا انطلق الطلبة لحياتهم الجامعية أو العَملية كانوا مُتَسلحين بالمعرفة الدينية بالشؤون المذكورة، ولِيُحَصِّنوا أنفسهم أمام الضيقات والتجارب وشِباك الشَّر فلا تفتح الأبالسِة مِن خلالها نوافذَ خدَّاعة براقة فينجذبون اليها فتسيطر عليهم فتقودُهم في نهاية المطاف للهلاك الأبدي.

بقيَ أن أقول: يُشكِّل هذا الكتاب القيِّم الذي يُضاف لعشرات الكتب التي أنجَزها سيادة المطران د. سليم الصائغ مدَّ الله في عُمُرِهِ، مُنْجَزاً مُتفرِّداً في موضوعاته وسامياً في غاياته الرَّوحية والتعليمية والإرشادية. فإليهِ نُقدِّمَ الشكر والامتنان على جهوده وتعبه وسهره. ومعَهُ نتطلَّعُ كما أوردَ في المُقدِّمَة " أنْ يَسُدَّ الكتابُ فراغاً في حياة المؤمنين، وأن يُلبِّي رغبة الكثيرين منهم في الاطلاع على تعاليم الإيمان بهذا الشأن كما تقدمها لنا الكنيسة الكاثوليكية المقدسة".

 

بقلم: حنا ميخائيل سلامة نعمان

Hanna_salameh@yahoo.com                                                                                                        










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5940 ثانية