صفات الكاهن

كثيرة هي النصوص التي تتحدث عن الصفات التي يجب ان يتمتع بها الكاهن، سننشر هنا الفتات من هذه النصوص.

يقول يوحنا بن زكريا ان سباع { القرن الثالث عشر في كتابه :الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة }:" على الكاهن الذي يتقدّم لخِدمة القدّاس بان يراجع نفسه أولا لتكون خالية من كل وجد على احد،وإلا فلا تُقبل منه شفاعة. فإن كان حاقدا ويعلم ذلك من نفسه،فلا يتقدّم إلى الخدمة أبدا لئلا يطلع عوضا ان يأخذ نعمة ورحمة فيجد عطبا ونقمة  ".

يبقى السؤال، كيف مطران او خوري يقدّم شكوى للشرطة بحق عائلات تنتقد وتكشف جهل خوري او مطران،هل يستحق بإقامة الذبيحة الإلهية الرهيبة؟ في عصر الانفتاح التكنولوجي الكل يعلم ويدرك تاريخ كل اكليريكي بشتّى الدرجات،فكيف يتجاسر البعض على المثول أمام المذبح المهيب المرهوب.

ويقول النبي ملاخي :" «وَالآنَ إِلَيْكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ: إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَجْعَلُونَ فِي الْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْدًا لاسْمِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَ، وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَاعِلِينَ فِي الْقَلْبِ. هأَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ، وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ، فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ، فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ. "

الأغلبية الساحقة من الجماعة تدرك تماما من يعمل بصلاح في هيكل الرب،كل خادم مذبح المسيح لا يعمل بحسب التعاليم الإنجيلية والابائية في الخدمة الكهنوتية كما يخبرنا النبي ملاخي :" فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَ، وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا "،هل بتنا نرى مع الأغلبية من لابسي الثوب الأسود يشفون جراء صلاتهم ،أليس كما يقول النبي بسبب ابتعادهم  التعاليم وانزل عليهم اللعن.

يشرح البابا غبريال الخامس { 1409 _ 1427 م }:" يلزم الكاهن أولا ان  يستبريء أفكاره وأحواله داخلا وخارجا ان لا يكون غاضبا ولا واجدا على احد، ويفتّش ذاته ويفحصها لئلا يكون احد غاضبا عليه ،فإذا لم يكن الكاهن قلبه وخاطره  طيّب على شعبه، والشعب خاطره طيب عليه، فلا يتقبّل الله منه طلبته في شعبه،ولا يتقبّل الله طلباتهم فيه، وكفانا الله من ذلك".

ان دعوة الكهنوت تتوجه إلى صميم الشخص المدعو،ولا يمكن ان تنفصل عنه. فمن الخطأ فصل الكهنوت عن الشخص، وكأنّ الكهنوت رسالة او خدمة مغلقة  جامدة قائمة بذاتها، لا علاقة لها، لا من قريب ولا من بعيد بالشخص الذي سيتمّمها.

انّ أي تمييز قاطع كهذا، هو تمييز خاطئ، لأنه يشوّه طبيعة الكهنوت نفسها، كاستمرار لكهنوت المسيح في الكنيسة.

هنا لا بدّ من وقفة،لان الكثيرين يقولون ويبرّرون ان الكاهن إنسان عادي مثل أي شخص آخر يقوم بالذبيحة،فإذا كان الأمر كذلك هل من واجب لنصوص إنجيلية تحدد صفات وميزات الكاهن؟

هل يجوز ان نأتي بأي شخص من الشعب ليقوم بالخدمة بعد سيامته هل خدمته مقبولة وهي منافية لشروط السيامة؟

ويقول القديس مكسيموس:" ولذلك يجب على كل كاهن أن يمتحن نفسه فإذا رأى أنه غير مقدَّس وغير طاهر فليندم ويتب بدموع حارَّة. وإلا فليهرب بعيداً من الخدمة لئلا يحترق نفساً وجسداً. ".

والقديس بولس { رو 15:2 } :" فليُرضِ كلّ واحدٍ منّا قريبَه للخيرِ لأجل البنيان" أي الإرضاء منوط و { 2 كو  9 _ 8 : 10  و0 13:1 } :" فاني  وان افتخرت شيئا أكثر بسلطاننا الذي أعطانا إياه الربّ لبنيانكم لا لهدمكم لا اخجل. لئلا اظهر كأني أخيفكم بالرسائل. لذلك اكتب بهذا وأنا غائب لكي لا استعمل جزما وأنا حاضر حسب السلطان الذي أعطاني إياه الربُّ للبنيان لا للهدم" عن أي بنيان يتحدث بولس، وأضاف:" الناطق بلسان إنّما يبني نفسه أما الذي يَتَنبّأ فيبني كنيسة الله " { 1 كو 4 :14 } وأيضًا  { 1 كو 39:14 } :" وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب". وبطرس الرسول { ابط 13 :2 } :" فاخضعوا لكل ترتيبٍ بشري من اجل الربّ .

نشر قدس المتروبوليت الدكتور أنطوان يعقوب مقاله هذا في وسائل التواصل،لأهمية الموضوع لما يحدث اليوم في العديد من الرعايا في أرجاء المعمورة غير مقتصر بمكان أو زمان لئلا يقول بعض الحوارنة أن القصد عنهم قلناها ونكررها على الدوام كتاباتنا لا تمت بصلة لمكان وزمان وكل خوري يرى أن الحديث عنه وهو المقصود فهو إذا في ضائقة وبحاجة لعلاج نفسي وينطبق المثل:" القبعة على رأس السارق ملتهبة".

"الكهنًوت دعوة للخدمة، وليست دعوة توظيف كما يفعل البعض اليوم. من الذين فشلوا في  تحصيل العلم أو العمل في الحياة المدنية .فالكاهن هو الشخص المدعو من الله  أو هو الشخص الذي اختاره الله _ لا كما يحدث اليوم، يختاره الأسقف لمنفعة مادية، فيبيع الدرجة كما كانت تباع صكوك الغفران في العصور التاريخية المظلمة، وكأنهم أرادوا بذلك  إعادة هذا العصر .. عصر السيمونية  وحجز أماكنهم في الجنة ونوال غفران  الخطايا ...!

إذا لا يجوز ان يدخل احد هذا السلم ما لم يكن مدعوا ومستحقا لها ... فطالب الكهنوت

الحقيقي هو الذي شغف نفسه بالمسيح  وأراد إتباعه وحمل صليبه والسهر من احل خلاص نفسه ورعيته.. سمع الدعوة فلبى والتحق للتخصص في العلوم اللاهوتية بوعي وحرية إرادة  .. فما من احد يتولى بنفسه هذا السلك إلا للمختار {عبر5: 4}،فليس الكهنوت ضربة حظ السعي وراء المنصب ولا المال لأنها يحبان تكون من فوق من الله الذي يغرز للخدمة ... وهكذا ينطبق

على الكاهن الحقيقي كلام معلمنا " لستم أنتم اخترتموني  بل أنا اخترتكم وأقمتكم "{بو5: 16 }  الكهنوت ليس دعوة وظيفية بل دعوة حمل الصليب انه دعوة حب ..فيا حسرة هذا الشعب. الذي يرى الويلات.

من اكليروس الوظائف من أساقفة. وكهنة وشمامسة ..انظروا حولكم حتى تتأكدوا من الذين يخدمونكم بالصلاة .. انظروا إلى سيرهم وسوء ..... هل هم حقا مدعون من الله لتولى خدمتكم؟ أغلبية الأساقفة اليوم يسعون من لحظة توليهم إلى تأمين حياتهم المادية قبل

التقاعد! كذلك الكهنة يجمعون ما استطاعوا جمعه لتأمين مستقبلهم! حتى باتت الطقوس والأسرار لها أسعار ومن لا بدفع لا ينالها.. تحقّقوا من ذلك في المعمودية وفي الزواج وفي الممات وفي إقامة القناديل في البيوت.. حتى مباركة البيوت وزيارة المرضى أصبح لها أسعار ..

اللي معندوش مايلزمهوش.....؟  اكليروس الوظيفة وحب المال ...

فأين  تلك الشعارات عن حب التجرد والفقر  المسكنة التي يتكلمون عنها ؟ انظروا بيوتهم .. انظروا سياراتهم .. انظروا أين يتم علاج أساقفتهم؟ ... انظروا إلى سفرياتهم المتكررة التي يدفع ثمنها الشعب المسكين الذي يعمل من اجل دفع عشوره فينتهي بها المقام الى حسابات وجيوب اكليروس حب المال ...يا ليتكم تستيقظون من غفلتكم تسألون أساقفتكم وكهنتكم من أين لهم كل هذا ؟من له أذنان للسمع فليسمع ...."

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف-منتدى أبناء المخلص