أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 788 | مشاركات: 0 | 2023-04-26 13:29:17 |

آراء وأفكار في المسيرة

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

     في البدء        

نعم، يمرّ العالم بأزمة دولية خطيرة، بل بأزمات عديدة ومختلفة منها: الأزمة الاقتصادية، أزمة السلام بين الشعوب، أزمة الحروب بين الدول، الأزمة الصحية بسبب كورونا وتوابعها، أزمة الحرية الإيمانية، وأخرى وأخرى... وهذه الأزمات لم يشهدها العالم إلا في أيامنا. فمنذ الحرب العاليمة الثانية كانت هذه ولكن بصور أخرى، واليوم إنه زلزال

ليس فقط ما حصل ولكنه زلزال في جميع البلدان وزلزال ذو أبعاد مخيفة بسبب الأخبار الكاذبة والتقارير المظلِّلة السوداء. فحقوق الإنسان نقول عنها الكثير ولكن أحياناً ندوسها بالأقدام من أجل مصالحنا وكبريائنا، وهذه كلها تهدد بالانهيار إذ ننقلها حسب مصالحنا لكي نسجل فيها حقيقتنا فنُظهر صورتنا في أحسن ما يكون وأحسن حال. إنها دعاية سيئة ستساهم يوماً ما في انهيار الشخص ورسالته الإنسانية السامية.

            وليس من المستبعَد أن نقول كما قال الشاعر الفرنسي يوماً "هكذا دولة هكذا معبد". فالكنيسة وخاصة في شرقنا الجريح تعيش ظروفاً صعبة حيث كما أعلم أن حضارة الإنجيل بدأت بالانكماش قليلاً فقليلاً وفي أنفسنا أولاً نحن المؤمنين ونحن كبار الزمن والدنيا، وهذا ما يؤثر في عمق حياتنا الشخصية العامة والإدارية والعملية والخاصة، والمشكلة ربما لا نعلم فيها كيف نصغي إلى قول المسيح الحي "أنا اخترتُكم لتنطلقوا وتعلنوا رسالة الإنجيل في العالم أجمع" (يو16:15)، فأصبحنا اليوم نعبد الإنسان والكبير، ونقول ما يشاء لكي نرضيه وما يطيب له من أجل خططنا ومنفعتنا، وننسى أن الرب يرسلنا وليس الإنسان.

 

     أفكار ... وبيانات

            فالمسؤول والكبير ليس هو المدير الديواني فقط دينياً ومدنياً بل هو الذي يصغي ويخدم ولا ينتظر التصفيق حتى يكمل بيانه ورسالته والتي ربما يكتبها عبر كلمات رنّانة في بيانات لا يعرف فحواها إلا رب العالمين وكاتبها. فإذا كان الإنسان يعيش بدون إيمان بلباسه وهندامه فإنه سيعيش في ظلمة وخاصة إذا كان رجل إيمان وهو يظن أنه يعيش في النور كما يبان له، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً فقد توهم في تفسيره ذلك.

            فالشعب لا يهمّه اليوم الأفكار والبيانات والكلمات الرنّانة والذهاب والإياب والزيارات، وليس بحاجة إليها من خلال الاجتماعات والتشكيلات واللجان واللقاءات، كما لا يريد العمل بالكلام وبالبيانات كما أسلفتُ بل بالعمل كما يقول مار يعقوب "الإيمان بدون أعمال ميت" (يعقوب 26:2) كي يكون أمام الله بضمير مرتاح وصالح، لذا عليه أن ينصت إلى الآخرين وإن كانوا أعداء أو مبغوضين أو حاقدين، ولا يرسم لنفسه خطة ليست إلا كما يفكر.

            فالبابا فرنسيس يقول في هذا الصدد: لا تخافوا من الحياة ولا تقفوا مكتوفي الأيدي ولكن سيروا قُدُماً. نعم ربما سترتكبون أخطاء وهذا شيء مؤكَّد ولكن الخطأ الأسوأ هو أن نقف مكتوفي الأيدي. ولا تظهر حقيقة الكلام والصورة والعمل والرسالة جاهلين أن الله يقود البشر وليس الإنسان الذي نصّب نفسه قائداً دينياً أو مدنياً وكأن كل شيء مباح له، وفي كل شيء له باع طويل في المعرفة والصورة وينسى حقيقة وجوده كخادم إذ قال الرب يسوع "أنا بينكم مثل الذي يخدم" (لو 27:22).

     السينودس القادم

            وفي السينودس القادم 2023 "من أجل كنيسة سينودسية: شركة، مشاركة ورسالة" يدعو قداسة البابا فرنسيس إلى استشارة شعب الله والأشخاص الذين يتعرضون لخطر الاستبعاد، فالجميع مدعوون على وجه التحديد للمشاركة ولا ينبغي استبعاد أي شخص بغضّ النظر عن انتمائه الديني، لأن المشاركة هي الطريق ولديهم وجهات نظر مختلفة عنا، لأن الحوار يتضمن الالتقاء من خلال الآراء المختلفة (البند 5، 2، 1، 2، 2) لذا فنحن مدعوون إلى التفكير حول موقف الكنيسة في العالم كي نلملم الأزمات وجروحات شعبنا، وعلينا أن نتحمل المسؤولية لنقف في وجه مَن يعمل من أجل المكاسب الخسيسة، وللأسف هذا ما يحصل اليوم فكلٌّ يفتش عن مصالحه أين يزرعها وأنانياته أين يبذرها لكي يربح أناساً يصفقون له وليس شيئاً آخر وينسى أن الموت سيدعوه يوماً فيبقى في مجاهل النسيان والعقاب وإن كان مدفوناً كما الغني مع لعازر (لوقا 19:16-31). فليس المطلوب أن نسلّم أو نستسلم لظروف الحياة لأن الإنسان هو الذي يخلق الظروف للخير العام ولمصلحة السماء وليس لمصلحتنا ولنا.

            فالبابا فرنسيس يقول في هذا الصدد: إننا عرضة لهجمات كثيرة ومن أطراف وتيارات فكرية حاملين اسم معبد ومهددين رسالتها، فهذا يعني تهديداً للإيمان وضرب أركان هذا الإيمان والعقيدة والتعليم فتجنح سفينتنا إلى صخور البدع دون أن ندرك ذلك فقد ضاعت حتى ريحة الغنم ونسينا الذهاب إلى الشواطئ فهو يدعو بذلك علينا أن يكون البشر رسلاً وليسوا موظفين أو مدراء.

            والبابا الراحل بندكتس السادس عشر قال: إن الإيمان ليس جزءاً منفصلاً عن هوية الشخص بل يتخلله بالكامل. وحذّر البابا قائلاً: أنه من غير المعقول أن يقوم المؤمنون بقمع جزء من أنفسهم – إيمانهم – كي يكونوا مواطنين فاعلين. فليس من الضروري أبداً رفض الله، فحياة الحرية الدينية هي اليوم ضرورة ليس فقط بالنسبة للمؤمنين وإنما أيضاً لغير المؤمنين وللمجتمع ككل. فهناك جماعات متطرفة حرّفت المعنى الحقيقي الديني وشوّهت واستغلّت الخلافات بين الطوائف المختلفة مما جعلها عنصراً خطيراً للمجابهة والعنف بدلاً من التوجه نحو الحوار المفتوح حول ما يعنيه أن نؤمن بالله وباتّباع شريعته (كتاب ملح الأرض).

 

     الخاتمة

            فلنطلب من الرب أن يُلهم كبار الزمن والشعب والمؤمنين بما فيه خير المعبد والإنسان والمجتمع والعالم وليس إلى المصلحة الشخصية والحفاظ على صحة التعليم والابتعاد عن الخطأ والزلل... آمين.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6370 ثانية