الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 721 | مشاركات: 0 | 2023-04-29 11:04:44 |

الهوية الوطنية الضائعة في الفوضى العراقية

لويس اقليمس

 

 

الكاتب الناضج المفعم بالمسؤولية الوطنية والالتزام الاجتماعي والأخلاقي يسعى فيما يسعى إليه إلى تغيير أنماط مجتمعية خاطئة فرضها الواقع السياسي عادة، والتي لا تمتُّ بصلة إلى المصلحة العليا للوطن والشعب والمجتمع. وهذا جزءٌ من المسؤولية الإيجابية الكبرى لوسائل الإعلام الصادقة في نقل واقع الحياة الصحيح كما هو والسعي لتغيير الجانح منه نحو الأفضل، سواءً ضمن الرقعة الجغرافية المحددة للكاتب ووسيلة الإعلام أو ضمن المساحة الشاملة التي تتعدى حدود المدينة والبلد. فالكلمة الصادقة التي تنبع من القلب المتوجع من مخاضات متعبة بسبب غدر الزمن وأدوات الإدارة غير السوية في أي مجتمعٍ أو بلد أو منطقة ينبغي أن ترى وقعها الصارخ وسط المجتمع وفي أوساط إدارة المدينة أو الدولة على السواء. فهي إلى جانب أهميتها في نقل الحقيقة، تزداد قوة ورصانة ومصداقية في حالة خروجها عن المعايير الهشة الهزيلة التي تتبعها في الغالب أدواتٌ إعلامية غير مسؤولة وبعيدة عن المصداقية في نقل حقيقة الواقع لأسباب معروفة ومبطنة في غالب الأحيان. كما أنَّ أية مقاربة أو مشاكسة بين جهاتٍ طارئة أو متطفلة في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمقروءة مع ما يأتي به وينشرُه أصحاب الأقلام الصادقة المسؤولة والمعروفة بهويتها الوطنية قد تذهبُ بفاعلية الكلمة وبنتيجة ما تنقله هذه من حدث أو واقع إلى سلّة المهملات ولأجل الاستهلاك المحلّي لا غير، في حالة خضوع هذه الكلمة وهذه الأقلام لأجندات مشبوهة ومغرضة تفرض رؤيتها وتضع مصالحها قبل اية مصلحة أخرى، بحيث تنتفي فاعليتها وتبور منفعتُها وتغرقُ في المتاهات والمجاملات والترّهات.

 

إثبات وجود

 إن كانت الكتابة وسيلة للبعض لإثبات الوجود في المجتمع، فهي من أجمل الغايات وألطف الوسائل لإثبات الهوية الوجودية لهذا النفر الصادق في وعيه وسيرته ومهنته. فالقيم العليا الصحيحة تدوم للأبد بالرغم من محاربتها بأشكال ووسائل وأدوات كثيرة يصعبُ ترويضًها بسهولة بسبب تعقّد المشهد من جهة وصعوبة بلوغها في مجتمعات هزيلة مشوّشة تكتنفها الفوضى ما أتاح لها إتقان صناعة الكذب والتفنّن في كسب ضعاف النفوس إلى جانبها بالرغم من قناعة هذه الفئة الضحية بعدم صحة ما تقوم به أو تمارسُه من خروج عن أخلاقيات مهنة الكتابة والنشر. وهذا حال أعداد كبيرة من كتابنا وإعلاميّينا في هذه الأيام العصيبة والسنين العجاف التي رافقت احتلال البلاد منذ عام 2003 ولغاية الساعة. فقد وقع العديدون في شباك هذه العصابات الضالّة أو الجماعات التي تتولى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية التي اشترت أخلاقيات المهنة بالسحت الحرام وأنواع اللصوصيات والسرقات التي يندى لها الجبين، بحيث أصبحت واقع حالٍ ومن ضمن ثقافة مجتمعنا العراقي. ليس القصد بهذا النقد الإيجابي تعميمًا، بل تذكيرًا أيضًا بجدّية الأقلام الصادقة ووسائل الإعلام شبه "المستقلّة" الرصينة التي كرّست مؤسساتها وفتحت أبوابها لأصحاب الهويات الوطنية التي ندر وجودُها في هذه الأيام وآثرت الخسارة المادية على بيع أقلامها للحثالات. وهذا سرّ وجودها ومقاومتها الإيجابية ورفض مغازلتها أية مساعٍ لحلحلة مبادئها وزعزعة مواقفها الشريفة.

عندما يدافع الكاتب الناضج عن القيم العليا لبلاده والتذكير بحضارتها وتعدّد ثقافاتها وغنى تراثها منطلِقًا من مسؤولية وطنية وأخلاقية معًا، فهو الدليل على إدامة زخم ما تبقى من الشعور بالمواطنة الصحيحة التي فقدت بريقها وكاد وجودها يتلاشى في عقل وذاكرة مَن يدير الدولة بعد السقوط الهمجي الآثم وعبر حكومات فاشلة متعاقبة ركنت الهاجس الوطني جانبًا وانغمست بالغرف من خزائن البلاد بطرق ووسائل فاقت الحدود والخيال في شكل السرقات وهدر المال العام وسط غياب التخطيط الاستراتيجي للبناء والإعمار والإدامة، بحيث أصبح الإعلام وعدد لا بأس به من أقلامه ورواده والطارئين عليه، جزءً من شكل هذه المهزلة. ونظرًا لأهمية الإعلام ووسائله بكافة أشكالها وتنوع مصادرها وأدواتها، فقد بات من غير الممكن غضّ الطرف أو التغاضي عن هفوات ومعاصي فئات من هؤلاء ممّن اتبعوا طريق التضليل وإخفاء المعلومة وتجميل الوجوه الفاسدة ولصوص الخزائن وحتى أروقة القضاء في التأثير على جانبٍ من قراراته، مهادَنةً أو خوفًا أو تلافيًا لأضرارٍ شخصية أو غيرها. وهذا ما يؤشر تشبثَ ضعاف النفوس من المتاجرين بالكلمة والقلم والأثير بفضاءات ضيقة الأفق طائفيًّا وإتنيًا ومناطقيًا وحزبيًا وفئويًا وشخصيًا على السواء مقابل دفاع أصحاب الأقلام الشريفة ووسائل الإعلام الإيجابية عن قيم الوطن والمواطنة ومصالح الشعب بكافة طبقاته وتلاوينه ومكوّناته من دون استثناء ولا تمييز.

 

الكلمة الصادقة نضال

نضال أصحاب الأقلام الشريفة والكلمات الصادقة لا يقلّ في صوته وتأثيره وأخلاقياته عن نضال السياسيّ الوطني المتمرّس الذي كرّسَ نفسَه وروحه وعقلَه من أجل المجتمع والوطن والإنسانية، كلّ بحسب الظرف والزمن والواقع. هناك مثلاً، مَن دافع في بلادنا عن قيم الجمهورية التي أزاحت الستار عن الحقبة الملكية الهادئة التي مازال الكثيرون يرون فيها أفضل مرحلة للاستقرار السياسي والبناء المجتمعي والإعمار بحسب البيانات والخبرات. لذا لا غرابة أن يحتدم صراع الكلمة والرأي حول هذه الإشكالية بالعودة إلى ما تعانيه طبقات الشعب المتعددة هذه الأيام وطيلة السنوات المنصرمة بعد الغزو الأمريكي، من أشكال الاحتلال والسطو والهيمنة وما أنتجته من مصائب ونكبات وتراجع في كلّ شيء مقارنةً بأيام الزمن الجميل حيث الأخلاق الطيبة وبساطة الحياة وسهولة الأحوال المعيشية التي اتجهت نحو التعقيد وماتزال في طريقها إلى التراجع الأسوأ. وخير برهانٍ ما تعانيه البلاد والعباد هذه الأيام من أزمة انخفاض قيمة العملة الوطنية التي فتكت بالطبقات الهشّة وخلقت إرباكًا متعدد الأشكال والمصائب لأصحاب الدخل المحدود وأرباب المشاريع والشركات الرصينة في القطاع الخاص على السواء. والمستفيد الوحيد من هذه جميعًا، هي الطبقة السياسية وأحزاب السلطة وميليشياتُها التي تؤمّن بقاءَها ومَن يدور في فلكها من الأتباع من دون بروز ما يُفصح عن حلولٍ جذرية للمعضلة. فالجميع مدرِك وبما لا يقبل الشك بل باليقين التام أن أفضل الحلول وأولها وآخرَها يكمن في تغيير المنظومة السياسية وإسدال الستار عن نظام المحاصصة الذي هو أساس المشكلة ومفجرُها. فهل ينبري أربابُ الأقلام الوطنية الشريفة أو بالأحرى ما تبقى منهم، بالتأكيد على هذه الحقيقة وعدم الزوغان في تقديم الحلول والإصرار على نشرها وتقريبها لعقول وضمائر طبقات هشّة وبائسة في أوساط الشعب العراقي المغلوب على أمره والذي أثبتت الأيام قبوله ورضاه بلدغه مرارًا وتكرارًا من جلاّديه بحجج واهية وتبريرات شرعية ومرجعية دينية بضرورة إطاعة أولي الأمر رغمًا عنهم حتى ولو حصل ذلك على حساب رقابهم ومصير أهلهم وناسهم واسرهم؟

 لا بدّ لحالة الفوضى القائمة إذن أن تتوارى شيئًا فشيئًا بفضل إصرار الطيبين من النخب المطالبَة اليوم أكثر من أي وقت مضى بفتح قنوات الإعلام الصادق على مصاريعها وحثّ غيرها من السائرة في ركاب الأسياد المغمورين والطامعين والدخلاء، ومنهم أقلام الكتّاب والأدباء والشعراء كي ينتخوا لبلادهم بالوقوف في صفوف الشعب الحائر المرتبك وفاقد القرار بسبب تزايد بؤسه وقيامه بين مطرقة الفئات الحاكمة الظالمة وصولة المراجع الداعمة لها خلسةً والتي لها رأيٌ مغاير في الولائية والانتماء والحركة، وبين سندان الفاقة والحيرة والإرباك والقدرة على التصرّف الحاسم والسلوك الصادم الذي آنَ أوانُه في إزاحة سائر الهويات الفرعية والولائية الأخرى غير الهوية الوطنية. وإلاّ فإنّ ثورة الجياع قادمة لا محال.

وهنا لا بدّ من الحرص على تمكين الهوية الوطنية من أخذ دورها ونزع كافة الهويات الفرعية الأخرى نخوةً بمصير الوطن وتأييدًا لكلّ جهدٍ وطني تتخذه النخب وأصحاب الإرادات الطيبة والنوايا الحسنة. والأهمّ من هذا كلّه، التعريف بالتخلّي عن أي انتماء دخيل أو ولاء غريب على البلاد والعباد، أصحاب الحضارة والثقافة والإرث بتعددية هذه جميعًا. لذا، لا بدّ من إصلاح الفوضى القائمة عبر تعدّد القنوات وتفاعل الإرادات وهزيمة الانتماءات المزدوجة التي أدخلتنا في أنفاق مظلمة طائفيًا ودينيًا وقوميًا عندما تقوّضت الهوية الوطنية وغابت عن سلوكيات أحزاب السلطة التي ادّعت غير ما فعلتْ. وهذه هي النتيجة السلبية التي أحاطت حياة شعبٍ بكامله ووطن بأسره فقدَ الكثير من أدوات حماية الذات لصالح المتنفذين في السلطة وسط فوضى الساسة وأحزابها عبر منظومة التحاصص وتقاسم المغانم وفرض الأجندات التي ترسي لبقاء أدوات هذه المنظومة الفاسدة بكل أدواتها وأساليبها وتبريراتها لغاية حصول الانفجار المزعوم المرتقب. فمتى حينُه قبل أن يستفحل الضرر ويصير جزءً من واقع حالٍ مفروضٍ وإلى أجلٍ غير مسمّى؟ من هنا يكون عنصر الثقافة والتربية الصحيحة ومعهما اشكال التبصير بالوعي والنضوج الفكري والمجتمعي وعناصر أخرى كامنة في نفوس طبقات تتهيّبُ من اختراق التحديات التي يفرضها الواقع الهزيل، لتكون هي الدافع والحافز من أجل التغيير المرتقب بأدوات سلمية باتت هي الضامن لمثل هذا التغيير المقصود.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6486 ثانية