من ذاكرة التاريخ إلى أفق الانتعاش… ملامح نهضة مسيحيّة في ماردين      البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني يترأس القداس الالهي في كاتدرائية ام النور للسريان الارثوذكس/عينكاوا      تراجع الوجود المسيحي في الموصل: أقل من 70 عائلة باقية في المدينة التاريخية      الدكتور رامي جوزيف آغاجان يستقبل رئيس وأعضاء اللجنة المركزية لطائفة الأرمن الأرثوذكس      مسرور بارزاني يفتتح كنيسة أم النور في عينكاوا      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يلتقي بكهنة أبرشية دير مار متى      بعد 1700 عام.. العراق يعيد افتتاح «أم الكنائس السريانية»      البطريرك ساكو يزور السليمانية للاطمئنان على المطران يوسف توما والأب اسطيفان ربان      رئيس طائفة الارمن الارثوذكس في العراق واقليم كوردستان المطران اوشاكان كولكوليان يقوم برسامة المستحقين لخدمة الكنيسة      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس الإفتتاحي لطلاب التعليم المسيحي في مدرسة ليسيه المتحف مع بدء العام الدراسي الجديد، بيروت      الصمت الرقمي.. ماذا يقول علماء النفس عن التصفح دون تفاعل؟      حكومة إقليم كوردستان تعزز أمنها المائي      بعد 50 عاما على سرقتها.. سيدة تعيد قطعة أثرية إلى اليونان      الغبار "يغمض عين العراق" ويخفي خلفه مفاجأة.. ليالٍ شتوية مباغتة      الرئاسة الفرنسية تعلن عن تشكيل حكومة جديدة      ترامب يحذر روسيا: سنرسل صواريخ توماهوك لأوكرانيا إذا لم تنه الحرب قريبا      مهمة غير متوقعة.. ترامب يمنح حماس تفويضا مؤقتا في غزة      كيف تؤثر الرضاعة الطبيعية على صحة الأطفال مدى الحياة؟!      مفاجأة مدوية بتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم      البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي ويأمل بأن يشكل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بداية لمسيرة تقود نحو سلام عادل ودائم
| مشاهدات : 2897 | مشاركات: 0 | 2024-08-14 10:34:45 |

مقطع من روايتي القادمة.. الفصل ( السماء الثلجية)

كفاح الزهاوي

 

    لقد أقبل الشتاء إلينا باكرًا، وكان الجو باردًا، حتى إن النَفَسَ التي خرجت من أفواهنا، كانت مجرد مليمترات قبل أن تتجمد. مشينا في مساحة بيضاء ناصعة، وغطى الثلج أجسادنا، حتى لم يعد من الممكن تمييزنا، بَدَونا كأشباح تتحرك في وحشة الأرض وصمتها. قوة مسلحة تخترق طرقًا صخرية، لا حياة فيها، عالَمًا ساكنًا كأنه أفق مجهول الأبعاد.

   ساد الصمت في كل مكان، ولم نفتح فمنا بكلمة واحدة، لئلا تتجمد أنفاسنا، وتفسد جهودنا، وتقودنا إلى الهلاك، والضلال. في هذه اللحظة تذكرت نكتة عبد الله آغا، عندما كان يتحدث عن رحلته مع بعض مقاتليهم، في أجواء باردة تحت الصفر. قال: إنه نادى على مقاتليهم من بيشمرگة حزبهم:

    ـ حمه، نوري، صادق… ولكن لم يرد أحد منهم.

    وأضاف بتواضع:

    ـ وحالما وصلنا الى أحد الكهوف، وأشرقت الشمس، وإذا بصوت يصدح في الهواء؛ يردد الأسماء: حمه، نوري، صادق…

    عندما سئل عن مصدر الصوت، أجاب بثقة كبيرة:

    ـ عندما ناديتهم في المرة الاولى، بدا صوتي متجمدًا من قسوة البرد، وما إن بزغت الشمس، حتى ذاب حرارتها كلماتي وأصبحت مسموعة.

    لم يكن في حساباتنا أي شعور بالتسلية أو قضاء وقت ممتع، فهطول الثلج بهذه الغزارة يعد عائقًا حقيقيًا في مسيرتنا الطويلة، ثم إن الرياح السامة في هذا البرد القارس كانت تصفع وجوهنا، وتمر عبر مسامات قُفازاتنا الرقيقة، كأنها سكاكين قاصِلة تترك شروخًا خلفها.

    وفي المنحدرات الحادة تنفث الريح الثلوج؛ فتتطاير باتجاه الطريق الضيق الواقع بين السفوح العالية، والهاوية السحيقة؛ فتخفي الأرض الصلبة عن الأنظار. كان هذا المقدار المتراكم على الأرض كافيًا لمواصلة المشي، وتحريك القدمين بخطوات متقنة لتتناغم مع استقبال الأرض لها. كلما استمر تساقط الثلوج، ونفخ الريح لها من المنحدرات المطلة على الطريق، وتجمعها أكوامًا؛ أثقلت حركة القدمين من التقدم بسهولة؛ لأنهما تغوصان فيها.

    لو كانت البغال معنا في رحلتنا؛ ليسرت علينا مشقة البحث، واتخاذ الحذر؛ لأنها متمرسة في تناغمها مع الأرض فضلًا على ذلك، فهي تمشي على أربع، وقادرة على فتح الطريق، مما تفسح لنا الفرصة في تتبع آثار حوافرها؛ والأنكى من ذلك، هو ما نحمله من حقائب على ظهورنا، وعلى أكتافنا أسلحتنا الشخصية، وحول بطوننا مخازن الرصاص، وهذا ما يزيد الطين بلة.

    تلك الإرادة الفذة كانت في العمق، صفة الأنصار، لا تستسلم للموت ببساطة، تجده على الرغْم من هيجان العواصف، وضراوة الأعاصير في كنف الثلوج، والصقيع منتصبًا بقامته العمودية متحديًا الأهوال الشاقة.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6798 ثانية