عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/
صاحب القداسة أخانا مار اغناطيوس أفرام الثاني الكلّي الطوبى
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع
بعد المعانقة الأخوية وتحيّة المحبّة والسلام بالرب يسوع الراعي الصالح:
بحزن عميق وأسف بليغ، تلقّينا نبأ رقاد المثلَّث الرحمات مار غريغوريوس صليبا شمعون مطران أبرشية الموصل وتوابعها سابقاً والمستشار البطريركي لكنيستكم السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، بعد عمر طيّب قضاه في خدمة الرب وكنيسته بالتفاني والإخلاص والأمانة، بروح الراعي الصالح والمدبّر الحكيم، في المسرّات كما في أحلك الظروف وأقساها. فتاجر بالوزنات الإنجيلية التي أودعه إيّاها الرب يسوع، وربح الأرباح الوفيرة، مجسّداً قول الرب: "والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11).
عرفنا المثلّث الرحمات إنساناً وديعاً ومتواضعاً، وحبراً هماماً متفانياً، خدم الكنيسة والمؤمنين بهمّة الشباب وحكمة الشيوخ، ونحن على يقين من أنّه سينعم بالسعادة الأبدية مع الرب يسوع والعذراء مريم والرسل الأبرار والآباء الميامين، طبقاً لوعد الرب القائل: "نعمّا يا عبداً صالحاً وأميناً، كنتَ أميناً على القليل، سأقيمك على الكثير، أدخل فرح سيّدك" (مت 25: 21).
نعم، لقد سكب المثلَّث الرحمات محبّة الجميع، وترك أثراً طيّباً واسماً صالحاً. وهنا يستحضرني قولٌ لأحد الآباء السريان، ينطبق عليه: «ܥܳܠܡܳܐ ܥܳܒܰܪ ܘܰܫܡܳܐ ܛܳܒܳܐ ܠܳܐ ܥܳܒܰܪ܆ ܛܽܘܒܰܘܗ̱ܝ̱ ܠܰܐܝܢܳܐ ܕܶܐܬܟܰܫܰܪ ܘܰܩܢܳܝܗ̱ܝ̱»، "العالم يزول والإسم الصالح لا يزول، فطوبى لمن اجتهد واقتناه". لقد امتاز المثلّث الرحمات بالروح المسكونية، فنسج علاقات المودّة والتعاون الأخوي مع إخوته رؤساء الكنائس في محافظة الموصل. وأقام خاصّةً أطيب العلاقات الأخوية مع كنيستنا السريانية الكاثوليكية، برعاتها وإكليروسها ومؤمنيها، فكان مثالاً يُحتذى للجميع. ولا يسعنا أن ننسى غزارة علمه وفصاحة لسانه، يشهد على ذلك قلمه السيّال الذي به كتب العديد من المؤلّفات، وترجم الكثير من الكتب، تُعَدُّ كلّها مراجع هامّة في مختلف العلوم الكنسية.
أحرّ التعازي نقدّمها إلى قداستكم، باسمنا الشخصي، وباسم آباء سينودس كنيستنا السريانية الكاثوليكية وإكليروسها ومؤمنيها في العالم. كما نتقدّم بالتعزية من أصحاب النيافة آباء السينودس المقدس لكنيستكم الشقيقة، والإكليروس والمؤمنين، لا سيّما من أبرشية الموصل وكركوك وكوردستان وتوابعها، بشخص راعيها الجليل نيافة أخينا المطران مار نيقوديموس داود شرف، وإكليروسها ومؤمنيها، ومن عائلة المثلَّث الرحمات وأقربائه وأنسبائه.
وفيما نشارككم بالروح في صلاة الجنّاز، نكلّف أخانا صاحب السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، أن ينقل إليكم تعازينا ويمثّلنا في رتبة الجنّاز والدفن، وقد أقمنا القداس الإلهي والصلاة راحةً لنفس المثلّث الرحمات، سائلين الله أن يمتّعه بميراث الملكوت السماوي مع الرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء، وأن يعوّض على الكنيسة برعاة صالحين. وليكن ذكره مؤبَّداً، والنعمة معنا. ܘܒܪܟܡܪܝ.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي