تحرّر، وأترك الجميع، ولا تهتم لما يقال، وما قيل، وما سيقالُ عنك، دام إنك تعيش لنفسك، فاترك اقاويلهم، فالكلام سينطق حتى لو كنت نبياً معصوماً، ولو نجى احداً من الإنتقاد، لكان خيرَ الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم)، فالألسنة تحولت خناجر سامة، لا تمزق الطالح فحسب، بل اصبح تمزيقها للصالح أشد، فأفعل ما تهوى نفسك وترغب، ولا تتأثر بمطباتهم التي جعلوها في كل طريق لكي تتعثر، لتأخر سيرك في كل مرة، ربما عراقيلهم هذه، تجعلك تجد طريقاً أفضل وأقصر للوصول لهدفك ونجاحاتك.
ولا تعطِ احداً إهتماماً، فكثرته كنقصانه، إن زاد سينقلب ضدك .. كالنباتات المنزلية، ان زاد سقيها؛ تتعفن جذورها وتموت، فأجعل اهتمامك مكرساً لنفسك، فهي من تستحق منك هذا، وما دونها فناكر لجميلكَ وافضالك، فالمرغوب والمحبوب في زمننا، هو من يشابههم في افعالهم، وانتقادهم لكلِ صغيرةٍ وكبيرة، وأقطع جميع علاقاتك بمن لا يريد الخير لك، واصنع مجدك بيدك، كالشاعر حسين مردان، الذي صنع مجده من ارصفة الشوارع، هي الوحيدة التي استقبلته بعد ان تخلى عنه الجميع، حتى اهله، لتجعله شاعراً فذاً، صنع من اللاشيء تاريخاً خالداً بالمجد والأدب، تمرد على الجميع، ليعتلي القمم، كان متمرداً حتى في شعِرهِ، رغم تحطيمه من قبل الجميع، حتى من الحكومات آنذاك، وسجن وغرّم، لكنه استمر بمسيرته ليخط لنفسه سطوراً في تاريخ الأدب.
إصنع سعادتك بيدك، فالحياة ليست طويلة، بل اقصر ما يكون، فلا تضيع يوماً او ساعة واحدة، في غير الإبتسامة والضحك، وإسعاد الذات، واترك كل ما يجعلك حزيناً وراء ظهرك، قد يسميها البعض انانية ان كنت كذلك، لكنها افضل من عالم مليءٍ بالنفاق، فهي الطريقة الوحيدة للعيش بسلامٍ، في هذا الزمان السيء.