نبدأ حديثنا حول الموضوع بالحكمة التي تقول اذا وضع اساس البناء بطريقة خاطئة فلابد ان يتهاوى البناء، وهنا نقول ان نظام الحكم في لبنان غير صحيح لذلك لا بد ان تكون الكوارث مترافقة مع هذا الواقع،حيث المحاصصة الطائفية التي تحكم بالتوافق وتقسيم السلطات والمكاسب على حساب الشعب اللبناني المغلوب على امره،لقد كانت في السابق الحكومات دكتاتورية وتحكم بالحديد والنار والأن تحكم بالديمقراطية المزيفة التي وضعت اموال الشعب بيد الأحزاب الفاسدة والعميلة التي تسرق في وضع النهار وبالتوافق.
فعندما حدثت الحرب الأهلية في لبنان بسبب الوجود الفلسطيني في لبنان والطرف الأسرائيلي وكذلك التدخل السوري منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي،منذ ذلك الوقت والسلطة موزعة بين المكونات والأحزاب وبأشراف سوريا وحزب الله اللذان كانا بيدهما القرار والسلطة اما الباقي كانوا مجرد هياكل وديكور، فعندما استقر الوضع الأقتصادي في زمن رفيق الحريري بسبب علاقته الجيدة مع دول الخليج ودول العالم والذي كان يجلب بعض الأستثمارات الى الداخل اللبناني.
ولكن بعد اغتيال رفيق الحريري، وألأنسحاب السوري اصبح حزب الله هو اللاعب الرئيسي والمسيطر على قرار السلم والحرب في لبنان ومن يعترض يواجه بالتهديد وبالأغتيال، اما السلطة فأصبحت متكررة بين نفس الوجوه وبنفس المحاصصة السابقة التي تتناوب على السلطة منذ اكثر اربعة عقود فلا يوجد تغير نحو الأفضل .
وكلما يتقدم الوقت كلما سيطرحزب الله وبمساعدة الأموال الأيرانية في السيطرة على مفاصل الدولة ونهب اموالها، وحتى قرار الحرب والسلم اصبح بيد حزب الله، وكأن الدولة غير موجودة، حيث دفع البلاد الى الحرب مع اسرائيل في عام 2006 وكانت الخسائر باهضة ثم ذهب الحزب للمشاركة في الحرب لمساندة النظام السوري، بالرغم من معارضة الشعب اللبناني.
وفي هذه الأيام شهدت الليرة اللبنانية انهيارا في قيمتها بشكل غير مسبوق وأنهار الأقتصاد، ومع كل هذه المظاهرات ألأحتجاجية من قبل الشعب اللبناني لم تستطع تغير هذا الواقع بسبب القمع والتهديد من قبل حزب الله ومن النفوذ الأيراني، وهكذا اصبح الشعب اللبناني يعاني من الغلاء والفقر والبطالة، في ظل وجود هذه الطبقة السياسية الفاسدة ،وبالتوافق مع حزب الله،فلم يبقى لدى الشعب خيار سوى طلب اللجوء الى بلاد المهجر.
واليوم ومهما كان سبب حادث التفجير الرهيب الذي بلغت قوته قوة قنبلة ذرية بعد انفجار 2750 طن من نترات الأمونيا والذي تسبب بمئات القتلى والمفقودين والألاف من الجرحي ومئات الألاف من المشردين الذين اصبحوا بلا مأوى والسؤال كيف تخزن كل تلك الكميات الكبيرة من تلك المادة ؟ التي تستخدم في صناعة الأسلحة في ميناء ولمدة ست سنوات ولا احد يسأل عنها ولا احد يعرف لحد الأن سبب الأنفجار، ومع كل هذا الدمار لا احد يستطيع قول الحقيقة ولا احد يتجرأ ان يتهم حزب الله لأنه هوالمتهم الأول في تخزينه للأسلحة لغرض استخدامها ضد اسرائيل وفي التخطيط لعمليات الحزب من خلال حفر الأنفاق ومحاولة ارسال ارهابيين الى الداخل الأسرائيلي بحجة المقاومة، والمتاجرة بالمخدرات لأجل تمويل نشاطه بعد ان تقلصت الموارد بسبب تقليص الأموال الأيرانية.واليوم ماذا يفعل الشعب اللبناني الذي يقبع تحت هذه السلطة الفاسدة التي تقاعدت على كراسي الحكم دون ان تقدم الحد الأدني من الحقوق للشعب اللبناني، ومع وجود هذا الظلم يأتي الأنفجار لكي يضيف المزيد من المعانات والقهر والفقر الى حياة الشعب ، والسؤال هنا الى متى يستمر هذا الحال؟
والجواب بأختصار شديد طالما بقى حزب الله المصنف ضمن المنظمات الأرهابية مسيطرا على الشعب اللبناني فأن الواقع سوف يسير من سيء الى اسوأ
والحل يكمن بالثورة ضد هؤلاء الفاسدين والعملاء وتنضيف البلاد من الخونة والعملاء ولكي يخرج الشعب من سيطرة حزب الله ويزيح هذه الطبقة الفاسدة التي تهالكت وأنتهى مفعولها والتي لا تستطيع تقديم اي شيء
لذلك نقول ليكن الله في عون الشعب اللبناني المسكين الذي عانى ويعاني خلال اكثر من 4عقود وسوف يعاني اكثر اذا ظل صامتا.
في الختام نقدم تعازينا الى ذوي الضحايا والشعب اللبناني والشفاء العاجل للجرحى والخزي والعار لكل خائن وعميل الذي يخدم الأجنبي على حساب مصلحة شعبه وان التأريخ سوف يضع هؤلاء الخونة والعملاء في مزبلة التأريخ.
وأن غدا لناظره لقريب