لم يبقى سوى اقل من اسبوعين على سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من الشهر المقبل، والصراع يشتد بين الحزبين للفوز بمنصب الرئاسة الأمريكية، والذي يؤثر بشكل مباشر على العالم اجمع وعلى منطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة لكون منطقة الشرق الأوسط هي اكثر المناطق اضطرابا بسبب النفط والمصالح الدولية التي تتقاطع في هذه المنطقة، فخلال الزمن البعيد كانت الحضارات القديمة تتصارع على تلك الجغرافية وعلى منافعها،فالتأريخ يشهد على عمق تلك الصراعات والحروب التي غيرت الى حد كبير الخريطة الديمغرافية لشعوب تلك المنطقة واصبحت خليط من السكان والأعراق والقوميات والمذاهب والأديان، بسبب تلك الصراعات التي لم تتوقف لحد هذا اليوم.
وأخر تلك الأمبراطوريات كانت العثمانية التي استخدمت الدين والقوة في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا اضافة الى تمددها في اسيا وأوروبا، وها هو اليوم اردوغان يحاول اعادة امجاد اسلافه العثمانيين عن طريق تدخله في سوريا والعراق وفي ليبيا وفي قبرص وفي المتوسط ويطالب بأرث العثمانيين الذين استولوا على المنطقة وعلى تركيا الحالية ونسبوها لأنفسهم، وكذلك تفعل ايران الفارسية،عندما تتدخل في لبنان وفي العراق وفي سوريا وفي اليمن، عن طريق ذيولها التي تمولهم من اجل تحقيق اطماع واحلام فارسية على حساب شعوب المنطقة.
من هنا تظهر اهمية الأنتخابات الأمريكية الحالية بين الجمهوريين بقيادة الرئيس ترامب وبين جو بايدن الذي يمثل الديمقراطيين، ان فوز الرئيس ترامب سوف يجعل امريكا عظيمة وسوف يضع حدا لغطرسة نظام الملالي في ايران ويضع حدا لأردوغان المتحالف مع الأخوان المسلمين الذي يريد ان يكون زعيما للأرهاب عن طريق استخدام الدين في عسكرة المنطقة وشن الحروب عليها،اما اذا فاز بايدن وهذا امر مستبعد جدا، سوف يطلق يد ايران في المنطقة ويهادن المتطرفين الأرهابيين، مثل ما فعلت ادارة اوباما وهلاري كلنتون، بعد ان رفعت السرية عن تلك الملفات التي كشفت مدى تعامل تلك الأدارة مع الأخوان المسلمين وكيف اعطت لهم الضوء والمجال لكي ينشروا الفوضى في الشرق الأوسط.
لذلك على العرب وعلى جميع العراقيين في الولايات المتحدة ان يساندوا الرئيس ترامب ويدلوا بأصواتهم لكي يمنعوا اعادة الفوضى الى بلدانهم الأصلية، لأن الرئيس ترامب يريد من هذه المنطقة ان تستقر ويعم السلام فيها بعيدا عن مطامع ايران ومطامع اروغان، اما الذين يفكرون في مسألة التعصب ولا يختارون الأفضل لهم، سوف يخسرون كثيرا على المدى القريب والبعيد، فهل مستوى الوعي لدى الناس قادر على فهم الأمور بصورة صحيحة بعيدا مصالح ضيقة وخاصة. ان الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود العالم تحتاج الى مساندة الناس الذين لديهم الضمير والمنطق من اجل مصلحة الجميع سواء كانوا في الولايات المتحدة الأمريكية او في العالم..
والله من وراء القصد......