بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟
| مشاهدات : 1134 | مشاركات: 0 | 2021-02-23 10:32:29 |

أمام الضجة الاعلامية، تجاه الكاردينال سارا، استقراء لاستقالة قانونية

الاب نوئيل فرمان السناطي

 

 

 كان من المضحك المبكي، أن يلاحظ المتابع لأخبار الكنيسة كيف أن الإعلام الغربي الذي يوصف عموما بالمعتدل والمهني، يطلع بفقاعات تحليلات، تحاكي الضحالات الاعلانية في اليوتوب، ومواقع الكترونية محلية أحادية الرؤية تروج لوقائع غير موضوعية أو غير حقيقية. فقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، أمام خبر قبول البابا لاستقالة الكاردينال الأفريقي روبرت سارا عميد المجمع الحبري للعبادة والأسرار في 20 شباط 2021، والتي كان قد قدمها في 15 حزيران 2020، وانتظر البابا حتى 20 شباط أي بعد 8 أشهر، لقبولها. هذه محاولة لاستقراء أجواء هذه الاستقالة.

بين الكاردينال والبابا

بعناوين مثيرة للجدل، تدأب صحف مغرضة لاستقطاب القراء، تتناول بنحو غير مبرر، مواقف وأحوال في الكنيسة الكاثوليكية، في مناسبة وغير مناسبة. فقد أبرزت وسائل الإعلام استقالة الكاردينال سارا، كإشارة الى موقف معارض له تجاه البابا فرنسيس. وهي بذلك تستأنف التسويق الاعلامي، في الخط عينه، عن الضجة الاعلامية التي أثارتها مع كتابه عن عزوبية الكهنة، والتي وضع البابا حدّا لها ولما روّجته من تكهنات باطلة حول ابتعاد الكنيسة الكاثوليكية عن خط رسامة كهنة عزاب على نهج الحياة المكرّسة.

ولأول وهلة، من متابعة الخبر، أقرّ أني تفاجأت بخبر الاستقالة، لأني كنت احسب الكاردينال سارا، في سن أقل مما يظهر عليه، أي في مرحلة واعدة بالمزيد من العطاء. فجعلتني تلك الضجة الاعلامية، أتوهم أن الاستقالة جاءت بسبب حدث خطير.

فقد توجهت الاضواء الاعلامية، الى تقديم الكاردينال سارا كرائد للمحافظين من القياس العريض جدا. في حين سنرى أنه هو ذاته يعبر عن الموقف المتوازن بالإدلاء بآرائه حول العقيدة الكنسية، وضمن الانضواء تحت خيمة الكنيسة. بحيث يقدمه المراقبون المعتمدون في الفاتيكان، في مجال ما تعرفه الكنيسة الكاثوليكية من ديمقراطية التعبير عن الرأي، على أساس المناوَءة في إطار الطاعة.

وشهد هذا الحبر الكنسي شعبية متزايدة، إذ تلاحظ عليه اشراقة إيمانية بكاريسما اجتذبت إليه قاعدة عريضة من المعجبين والمريدين. كما ينظر إليه الكثيرون كمنافس في طريقته الخاصة للخط التجديدي للبابا فرنسيس. لكنه، خلال خدمته الكاردينالية، استنكر الاتجاهات الاعلامية في تسويق مثل هذا الموقف، هو الذي كتب بحق البابا فرنسيس، كلمات مضيئة. جاء ذلك في ديباجة اهداء لكتابه الصادر بالانكليزية في 20 تموز 2019 تحت عنوان: (اليوم، حان الآن وقت امضائه)  “The Day is Now For Spent”.

إذ توجه لمن أهدى إليهم الكتاب بهذه الكلمات: “إلى بندكتوس السادس عشر، مهندس لا نظير له في إعادة بناء الكنيسة. إلى فرنسيس، إبن مؤمن ومخلص للقدّيس إغناطيوس. إلى الكهنة في كلّ أنحاء العالم كفعل شكر بمناسبة اليوبيل الذهبي لرسامتي الكهنوتيّة.

وفي مقابلة له مع جريدة الكورّيريه ديلا سيرا الايطالية، على هامش صدور هذا الكتاب، سأله الصحفي بدهاء عن حقيقة علاقته  بالبابا فرنسيس ليجيب بوضوح قاطع:

 "الحقيقة هي أنّ العديد من الذين يكتبون لا يشهدون للحقيقة، إنّما يضعون الأشخاص في مواجهة بعضهم البعض، لتدمير العلاقات البشريّة. مثل هؤلاء، الحقيقة لا تعنيهم." وأضاف سارا: “إنّ الذين يضعوني ضدّ قداسة البابا لا يمكنهم أنّ يقدّموا كلمة واحدة منّي، جملة واحدة أو موقفاً واحداً لكي يدعموا سخافتهم… الشيطان هو الذي يقسم ويضع الأشخاص ضدّ بعضهم البعض."

وأضاف في المقابلة إياها: إنّه من الطبيعي أن تواجه الكنيسة الصعوبات والانقاسامات، ولكن كلّ مسيحي مدعوّ "لكي يبحث عن الوحدة مع المسيح." ثم قال الكاردينال سارا كلمته المأثورة: أريدُ أن أضيف أنّ كلّ بابا هو مناسب لوقته. تعرفون، إنّ العناية الإلهيّة ترعانا بشكل جيّد جدًّا."

ولعل هذه الكلمات الاخيرة، هي المفتاح أمام ما أود مشاركته من استقراء بشأن هذه الاستقالة.

 السبب القانوني الذي تجاهلته الاضواء الاعلامية

قبل تناول الاستقراء، لا بدّ من التأكيد أن السبب القانوني للاستقالة، هو بكل بساطة قانون الفاتيكان لسن الاستقالة عن المهام الكنسية، سن الخامسة والسبعين وقد أشار اليه الكاردينال المحافظ في حسابه على التويتر، إذ قال: 

اليوم قبل البابا انسحابي عن مسؤوليتي كعميد لمجمع العبادة والأسرار، وذلك لمناسبة بلوغي سن الخامسة والسبعين (وهي الجملة التي لم تتوقف عندها معظم الصحف) وأردف: إني بين يدي الله. الصخرة الوحيدة هي المسيح.  سنلتقي في روما، وأماكن أخرى. 

وإذا كان سن الاستقالة، يدعو مثل هذا الحبر (مواليد غينيا 1945) الى التخلي عن مهامه الكنسية الاسقفية الادارية، فإنه يبقى حتى ما قبل سن الثمانين كاردينالا فاعلا في كونكلاف الكرادلة، لانتخاب البابا الجديد، من حيث امكانية ان يختاروه بابا، ومن حيث امكانيته على التصويت. مما لا يحق لمن تخطوا سن الثمانين كما كان الحال مع كاردينالية البطريرك الراحل عمانوئيل دلـّي.

بين كاردينالين: التقدمي كارلو ماريا مارتيني والمحافظ روبرت سارا

أجل "كل بابا مناسب في زمانه" كما قال كاردينالنا المنسحب من مجمع العبادة والأسرار. وبما يوحي لنا في هذا الاستقراء بأنه لا يختار الكاردينال التقدمي زمانه، ولا الكاردينال المحافظ حقبته المؤثرة، فالوقائع تشير الى مدّ وجزر بين هذا الخط وذاك.

كان الكاردينال الايطالي الراحل مارتيني (1927- 2012) معروفا كواحد من أبرز الرموز التقدمية الليبرالية في الكنيسة الكاثوليكية. واستقال عن منصبه (مطران ميلانو، ورئيس اساقفة اوربا) بعد بلوغ السن القانوني في 1993. واستمر يقدم الاضاءات في هذا الجناح التقدمي بنحو متزايد، متوازن ومشرق. كان ذلك في حقبة البابا الكبير يوحنا بولس الثاني، وخلال بروز نجم الكاردينال الألماني المعروف في محافظته، جوزيف رايتسنغر عميد مجمع العقيدة والإيمان، ذي النفوذ الملفت للنظر  خلال سنوات شيخوخة البابا القديس. ولا غرابة أن الكفة الراجحة كانت لصالحه في كونكلاف انتخاب خلف للبابا يوحنا بولس الثاني، عندما كان مارتيني في سن الـ 78. فانتخب رايتسنغر (وهو الآخر من مواليد 1927) على السدة البابوية، في نفس عمر الكاردينال مارتيني. ويقول مراقبون أن انتخابه للبابوية كان على إثر تنافس مع الكاردينال الارجنتيني التقدمي خورخي ماريو بيرجولي (مواليد 1936).

وثمة اكثر من توقع وتحليل ان بندكتس السادس عشر، بعد عقد ونيف من البابوية، وجد نفسه امام التزام تقديم استقالته التاريخية كبابا (28 شباط 2013)، ليس فقط بسبب الصحة وعامل السن، بل انه كان ثمة مدّ نحو التجدد والتقدم، لم يجد في نفسه الطاقة لمعالجته. مما أدّى إلى أن يتسنّم السدة البابوية منافسه الكاردينال الارجنيتيني تحت اسم البابا فرنسيس، في التاريخ الذي يحمل رقم 13، في اليوم والسنة (13 مارس 2013).

وقد ابدعت، كما يعتقد الكثيرون، سلسلة أفلام نيتفليكس، في فيلم شديد الرواج بعنوان: "البابوين" في ابراز التناظر الجميل وغير المصطدم بين حبرين يتميّز أحدهما عن الآخر بكاريسما التقدم والمحافظة، في داخل الشركة الكنسية الكاثوليكية.

أفق المستقبل

وهنا يحل ذكر الكاردينال سارا، الذي كان قد عبّر لأكثر من مرة، أنه لا ينوي طلب التمديد لرئاسته على مجمع العبادة والاسرار، مما يثير تكهنات قد يكون أبرزها هو أن المدّ ما زال لصالح مرحلة تجديد في الكنيسة، وما يستجد من استخدام عصا تطهير الهيكل، سواء في مدّ الخط التقدّمي أم في جزر الاتجاه المحافظ.

هذه الاستقراءات، مرشحة للتدقيق والتمحيص أمام اي نوع من الاحتمالات سيكون انتخاب البابا القادم بعد البابا فرنسيس وعمره الحالي 86 سنة. بابا لم يزل، في هذا العمر بعنفوان العطاء ليقدم ببأس منقطع النظير، على الزيارة التاريخية الرسولية المقدسة وغير المسبوقة التي سيقوم بها الى العراق في مطلع آذار القادم. ويميل الاستقراء، أن المدّ الحالي لم يزل مع ظهور خليفة له في خطه، من بين مجموعة كاردينالية اشرف على اختيارها، ليستأنف خلفه ما يحتاج الى استكمال في ختام حقبته البابوية.

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5901 ثانية