الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 1024 | مشاركات: 0 | 2021-04-24 10:07:43 |

أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

    في السنة الأخيرة من وجود يسوع على هذه الأرض إستطاع نشر كلمة الملكوت بين الشعب فمال إليه الجمهور بسبب كلامه ولكثرة الآيات التي اجترحها في وسطهم والحكمة والتعليم بقوة كمن له سلطان ، بل كانت كل أعماله تحدياً في كل المجامع الدينية والسياسية للكتبة ومفسري الشريعة والفريسيين " المفروزين عن الشعب لقداستهم " وهم الطبقة المتدينة والوطنية ، ، تتكون من الكهنة والعلمانيين . كما تحدى الهيروديسيين الموالين لهيرودس الملك الذي منحهم نفوذاً كبيراً لكي يكسبوا الشعب لموالات الإستعمار الروماني ودفع الجزية لقيصر روما ، وكانوا اليهود ينبذون أعمالهم . كذلك الحال مع طبقة الصدوقيين الذين كانوا من الطبقة الإرستقراطية ومنهم كان معظم رؤساء الكهنة ، كانوا ينكرون موضوع قيامة الأموات ووجود الأرواح والملائكة . رغم هذه الفروقات بينهم أنظموا مع الفريسيون ضد المسيح بعد أن شعر الجميع بأن المسيح بات يهدد وجود الجميع ، فأتحدوا مع الفريسيين وتشاوروا مع الهيروديسيين لينالوا من يسوع بحيلة ومن ثم تقديمه للسلطات لتقتله ( طالع مر 6:3 ) .  

   كانت الخطة المرسومة بحكمة ودقة لإيقاع يسوع ليمسكوه بحجة مع وجود الشهود لغرض تسليمه إلى السلطة الحاكمة لتصفيته . جاءوا إليه متظاهرين له بأنهم يؤمنون بأنه صالح ، ويتحدث بالصدق ، وينطق بالحق . والسؤال الذي طرحوه له يحتاج إلى جواب بسيط وقصير ويختصر ب ( نعم ) أو ( لا ) وفي الحالتين سيقع في فخهم . فإذن كانوا متيقنين بأنه سيسقط في تجربتهم الشيطانية لا محال . فقالوا له ( يا معلم ، نعلم أنك صادق ولا تبالي بأحد ، لأنك لا تنظر إلى وجود الناس ، بل بالحق تُعَلّم طريق الله . أيجوز أن نعطي جزية لقيصر أم لا ؟ ) يبدو كلامهم معسول فيه التملق والتبجيل لكنه مبَطَن بالرياء يتحيلون عليه لغرض النيل منه .  

   عَلِمَ يسوع برياءهم وحيلتهم لأنه كان يقرأ المخفي في القلوب والنيات ( طالع لو 5: 20-23 ) وبعد ذلك طلب منهم ديناراً ليراه ،  فقال لهم ( لمن هذه الصورة وهذا الأسم ؟ ) فقالوا ( لقيصر ) فقال لهم ( أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) أي يجب إحترام الله الذي هو في السماء والسلطة الأرضية مهما كانت طالمة لأنها وضعت برضى الله فيجب الخضوع لسلطانها وكما وضّحَ لنا الرسول بولس بقوله ( ليخضع كل إمرىء للسلطات التي بأيديها الأمر . فلا سلطة إلا من عند الله ، والسلطات الموجودة هو الذي أقامها ، فمن قاوم السلطة قاومَ النظام الذي أراده الله ... ) " رو 13: 1-2 " . كان جواب المسيح لهم صاعقاً ، فتعجبوا به ملتزمين الصمت ، بل إنسحبوا فاشلين مقهورين ، وجواب يسوع لهم صار قاعدة للأجيال لكي يقومون بواجباتهم الدينية والعلمانية بحسب القوانين والشرائع الصحيحة الموجودة في الدين والسلطة الزمنية ، والخضوع للسلطتين الدينية والدنيوية واجب وإن كانت طلبات الدولة من الشعب ظالمة .  

   سبق وأن جُرِبَ يسوع مرة أخرى عندما تقدموا إلى بطرس في كفرناحوم فقالوا له ( أما يوفي معلمكم الدرهمين ؟ ) فقال ( بلى ) وقبل أن يخبر بطرس الرب سبقه هو بالقول ( ماذا تظن يا سمعان ، ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية ، أمن بنيهم أم من الأجانب ؟ ) فقال بطرس ( من الأجانب ) فرد يسوع عليه ( فإذاً البنون أحراراً ، ولكن لئلا نعثرهم ، أذهب إلى البحر وإلق صنارة ، والسمكة التي تطلع أولاً خذها ، ومتى فتحت فاها تجد إستاراً ، ففخذه وإعطهم عني وعنك ) " مت 17: 24-27" .  

السؤال الذي سألوه اليهود لبطرس عن دفع المسيح للجزية كان سابقاً للسؤال الذي سألوه له مباشرةً عن دفع الجزية لقيصر ، والغاية من السؤالين هو لإيجاد عِلّة عليه. الخطة المرسومة لإيقاع يسوع في موضوع دفع الجزية لقيصر تشبه خطتهم له عندما أحضروا أمامه المرأة الزانية والتي كانت غايتهم الأساية ليس لرجم المرأة ، بل لإيقاع يسوع في مشكلة لمحاكمته أمام السلطات الرومانية . فإذا قال لهم لترجم المرأة حسب شريعة موسى سيخالف القوانين الرومانية لأن لهم السلطة فقط لقتل المجرم . وإن قال لا ، فسيرفعون شكواهم إلى السلطات الدينية لأنه ناقض الناموس . لهذا ظنوا أيضاً بأنهم سينالون منه ، لكن جوابه لهم كان كالسيف القاطع ، قال ( من كان بينكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر ) " يو 7:8" .  

 نختم مقالنا بهذه الكلمات: الإنجيل المقدس يعلمنا الطاعة لله وللسلطات الحاكمة ، فعلينا أن نحب وطننا وندافع عنه بإخلاص ونحترم قوانينه ونخضع لها ونصلي من أجل المرؤوسين ليحكموا بالعدل لنحيا في سلام ومحبة ، كذلك لا نهمل واجباتنا الإيمانية وبهذا سنرضى الله والسلطات معاً .  

والمجد الدائم ليسوع المخلص. 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5984 ثانية