في يوم السابع من شهر أب الحزين
أتت مدرعات الى قريتنا ورأينا جنود مسلحَيْن
وسمعنا صوت جارتنا شميران تصرخ ... ساعدوني ... ساعدوني
حاولت انا وأختي مساعدة أمي المريضة كي نهرب
ولكنها كانت متعبة لا تستطيع ان تتحرك
وقالت ..... لا تتركوني
سمعنا صوت إطلاق رصاص في الخارج
وبعد لحظات كسروا الباب
ودخلوا باحة الدار حاولتُ مواجهتهم فشتموني
واحطوا بِنَا ونحن نرتجف خوفاً
توسلت أمي وقالت اتركونا لا تطلقوا ... النار أتوسل إليكم
وصاحت جدتي وأعصابها مشدودة .. يا أولاد العار
اتركوا هولاء الصغار اتركوهم
أنا مكانهم وافديهم .... فأقتلوني
لكن رغم هذا لم يرحمونا
وأطلقوا النار على أمي وجدتي
وأصبوا أختي برأسها وكتفها
ورصاصة اخرى جاءت في قدمي
وبعدها سحبوني الى خارج الدار
بعد ضربي با اخمس البندقية
سألوني
عن رجال القرية واين هم ؟
ولكن من هول الصدمة والمصيبة
والدماء التي كانت تنزف من
رأسي وقدمي ...
وقّعت أرضاً ... وفقدت الوعي
فكروا أني مُت ... فتركوني
وبعدها حرقوا بيتنا
وبقيت يتيم ، مقعد
بلا أهل .. محروم
وبعد المجزرة جاء بعض الاقارب
والى قرية القوش الابية
رحلت مع بعض من بقى من أهل القرية
وهنالك لم تسعفني إصابتي
فتمرضت واقتربت ساعة موتي
فطلبت منهم أن يأخذوني الى سميل الشهيدة
وبجانب أمي وأهلي طلبتُ أن اُدفن بقربهم بجانبهم براحة وسلام
عسى ان يجمعني تراب سميل معهم بعد إن افترقنا في الحياة .