معظلة اجتماعية، تهدد كيان الأسرة والمجتمع، وتؤدي إلى تدمير وتهميش الحياة الاجتماعية، وتترك اضرارها الفادحة على البشرية، من المناحي الجسدية والنفسية، فينتج عن استخدامه، جملة من الامراض والعقد النفسية، مثال ذلك (فقدان الثقة بالنفس، والانحراف في السلوك، والرهاب الاجتماعي،...وما شابه ذلك)، فتنشا عن بروز هذه العقد، عواقب وخيمة، لا يحمد عقباها، على مستقبل الاجيال .
وتلعب التوعية من الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، دورا فادحا في التخلص من هذه الظاهرة، أو الحد من مخاطرها، فالاسرة، والمحيط الاجتماعي، بامتلاكهما للثقافة العامة، بالإمكان أن يصبحا نماذج حسنة،وقدوة رفيعة، في حياة الأبناء، أما بافتقادهم للثقافة العامة، والتجاءهم الى اساليب العنف والقسوة، فيمثلون أسوء النماذج، التي تتبع في هذا الصعيد، فطريقة التنشئة الاجتماعية، لها أبلغ الاثر، في رسم ملامح شخصية المرء، منذ نعومة اظافره.
ولكن من أفضل النعم التي اسبغها علينا الباري عز وجل، هي(العقل)، فالإنسان عندما يرشد، لا بد ان يغير في نفسه، العديد من القيم والمبادئ الخاطئة التي تربى عليها في طفولته، ومن بينها:الايمان بالعنف، فليس من العسير، إحداث التغيير، طالما وهبنا الله، عقلا نفكر به، وينشأ هذا التغير، عن امكانية الفرد، من تحسين مفاهيمه التربوية والسلوكية، بالابتعاد عن الهمجية والتخلف، والاستعانة بالعلم، الذي يفتح الباب، على مصراعيه، لنشوء التوعية في هذا الجانب، فايجاد سبب المشكلة، هو نصف الحل، ويكون الحل: بتغير المفاهيم السلوكية المخزنة في تكوين البلورة النفسية والاجتماعية للفرد، وذلك بمساندة دور الصحافة والاعلام، ودور التكنلوجيا، التي تقدم برامج مكافحة العنف، ودور الارشاد النفسي والتربوي، في هذا المجال، أو حتى قراءة الكتب، والمؤلفات التي صنفت في مكافحة العنف، بالتعرف على اسبابه، ونتائجه، وطرق علاجه، كما لا ننسى دور، المؤسسات الإجتماعية، التي تناشد بحقوق الإنسان، بحماية هذه الحقوق، وفي مقدمتها:حق الحماية من العنف، وكما لا ننسى دور الدولة، في ردع أولئك الذين يمارسون العنف، بسن الأنظمة،والقوانين، التي تقوم بمعاقبة كل من تسول له نفسه، ارتكاب هذه الجريمة، بدنيا ،ولفظيا، وجنسيا؛ بهدف مساندة الفءات المعنفة، والدفاع عنها؛ لأن غياب سلطة القانون، يقود المجتمع، إلى إبراز غابة من الذءاب البشرية، التي تنهش ببعضها البعض، وأن يطبق هذا القانون، على الجميع دون إستثناء، تطبيقا فعليا على ارض الواقع، دون أن يكون مجرد حبر على ورق، وشعارات كاذبة، فالعنف آفة اجتماعية، ينبغي اجتنابها، والتخليص من آثارها، على الافراد والمجتمعات.