السعادة غاية يسعى لنيلها كل فرد، وتتباين الآراء، والمعتقدات، في تحديد مفهوم السعادة، ولكل شخص ،طريقة مختلفة، في التعبير عنها،فسعادة النفس: هي السعادة المعنوية، التي يشعر بها المرء، من صحة بدنية،ونفسية جيدة، او النجاح في الصعيد المهني، او تكوين علاقات اجتماعية، او تكوين اسرة ناجحة، او بلوغ اي هدف، يؤدي إلى تحقيق الذات، وتحفيزه، واما سعادة المال: فهي المتعة التي يشعر بها المرء، او الأسرة، اثناء تحصيلهم لعناصر السعادة، التي تأتي عن طريق المال، ولكن السعادة الحقيقية، تنبع من الرضا،والقناعة، والاحساس بالقبول، الذي يخلق لدى الفرد، الشعور بالسعادة، دون الالتجاء إلى المقارنات، اي ان يقارن الفرد نفسه بالآخرين، فلا يشعر بقيمة الحياة، ويفتقر حينذاك الى الشعور بالقناعة الداخلية التي تؤمن له السعادة، فتقاس السعادة،بمقدار ما يمتلكه الفرد، من المقومات المعنوية،والمادية، فهناك بعض الافراد، يمتلكون معظم السبل المؤدية إلى السعادة، ورغم ذلك نجدهم تعساء، فيعزى ذلك إلى ابتعادهم عن العلاقة الروحية بالباري عز وجل، ولا يشعرون بالامتنان الى النعم التي بين ايديهم،ويرتكزون على الاشياء التي تنقصهم دومآ، وتكون نضرتهم سوداوية، وتشائمية للحياة، فمعيار السعادة الحقيقية، الحمد،والشكر لله عز وجل، على نعمه،والتفاءل، والنضرة الإيجابية للحياة، والامتنان الى النعم، كالصحة البدنية، والحياة الاسرية الناجحة، او الامتلاك لموهبة معينة، استطاع الإنسان،ان يفرز فيها طاقاته،وينجح،ويبدع، او بلوغه لمستوى معيشي مطلوب، تؤمن له احتياجاته،واحتياجات اهل بيته،
ولا بد من الإشارة الى ان، المال وسيلة خلق؛ ليؤمن لنا العيش الكريم، واما السعادة: فهي غاية، وهناك فرق بين السعادة،والسرور، فالسعادة:قيمة معنوية كبيرة، تنبع من الداخل،ونشعر بها، ونتعايش معها،كالرسالة الهادفة، التي يحملها الإنسان، ويحققها،ويفلح في ايصالها، فيشعر بالانجاز، واما السرور:فقد يكون مجرد لحظات وقتية عابرة، كلحظات الفرح التي نشعر بها، حين نرتدي ثوبا غالي الثمن، ومن اغلى الماركات العالمية، او عند شراء سيارة فارهة، فتلك المشاعر اللحظية، ليست بالضرورة، ان تخلق لنا السعادة مدى الحياة، ويقول الدكتور(مصطفى محمود) (قيمة الإنسان هي:ما يضيفه الى الحياة بين ميلاده،وموته)
وانطلاقا من هذا المبدأ، فإن تلك القيمة التي يضيفها الانسان الى مسيرته، تشكل الدافع الاقوى؛ للشعور بالسعادة، وتبقى تلك القيمة، خالدة في سجله، فالعاقل:هو ما تبلغ به الحكمة،والنبوغ، الى التفكير بنيل سعادة الدارين: الدنيا،والآخرة، والسعادة:من أسمى الغايات التي تحقق لنا جودة الحياة، ونرتقي بها الى اعلى المراتب، عند توديع دار الفناء، والانتقال الى دار الخلود، فالسعادة: اشبه بشمعة منيرة، تنير لنا الطريق،واما التعاسة: فهي كتلك الليلة الحالكة السواد، بظلامها الدامس.