كريستيانو رونالدو يكسب معركة النفس الطويل أمام ليونيل ميسي

خطوات ثابتة تعلو بالنجم البرتغالي إلى درب العمالقة

عشتارتيفي كوم- العرب/

مضت سنوات طويلة من المقارنات المستمرة، لاسيما بعد تقاسم الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي منصات التتويج بالجوائز الفردية منذ عام 2008، دون ترك فرصة سوى للقلائل لأخذ نصيب من الكعكة. وبينما تقدم العمر بهما، ببلوغ رونالدو 39 عاما واقتراب ميسي من تجاوز 37 سنة، مازال عشاق الأسطورتين في صراع دائم بشأن أفضلية كل منهما على الآخر.

منذ وصول “الدون” إلى الأراضي السعودية مطلع يناير 2023، بانتقاله إلى النصر، ظن البعض أن الصفحة التاريخية لأسطورة البرتغال ستطوى إلى الأبد، لكن ابن ماديرا خالف التوقعات. تألق مستمر وأرقام قياسية استثنائية مستمرة في التحطم تحت أقدام رونالدو، الذي بات قريبا من نيل لقب هداف الدوري السعودي بعد صراع شرس مع ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الهلال.

وفي الوقت الذي يبقى فيه رونالدو حديث وسائل الإعلام العالمية، بفضل توهجه الذي لا ينقطع مع فريقه الحالي النصر والمنتخب البرتغالي، خفت بريق البرغوث ميسي، وابتعد اسمه قليلا عن الساحة. هذا يتزامن مع بداية موسم الدوري الأميركي، لكن ميسي يغيب عن الملاعب منذ شهر بسبب الإصابة، وهو ما جعل اسمه يتراجع بشدة، مقارنة بغريمه البرتغالي.

ولا يتوقف الأمر على الأشهر الأخيرة، بل إن اسم رونالدو مازال مرتبطا بالأرقام التاريخية والقياسية بين كل حين وآخر، في الوقت الذي يحفظ فيه لقب كأس العالم 2022 ماء وجه البرغوث، رغم عدم بزوغه بالشكل المعتاد مؤخرا. ومنذ خروجه من برشلونة عام 2021، لم يعد ميسي كما كان مع ناديه السابق، خاصة في رحلته الماضية مع باريس سان جيرمان، الذي لم يستطع أن يكون نجمه الأول على مدار موسمين.

صدقت النبوءة

وبالتزامن مع خفوت بريق ميسي مع الأندية كان رونالدو يعاني لفترة وجيزة في موسمه الثاني مع مانشستر يونايتد بعد قرار المدرب إيريك تين هاغ المفاجئ بتهميشه وإجلاسه على مقاعد البدلاء. وبعد تدهور العلاقة بين الطرفين وفسخ عقد رونالدو، توقع الكثيرون أن النجم البرتغالي سينطفئ بلا رجعة، لكنه عاد لمفاجأة الجميع كعادته، بإحياء مسيرته من جديد بقميص العالمي، وذلك بتسجيله 56 هدفا في 60 مباراة، وهي حصيلة ضخمة بالنسبة إلى لاعب أوشك على بلوغ سن الأربعين. بينما يستمر النقاش حول مسألة أيهما أفضل ميسي أم رونالدو، تتواصل ماكينة الهداف التاريخي لكرة القدم في إنتاج الثلاثيات (الهاتريك).

لكن قبل الحديث عن قدرة رونالدو “العجوز” على الاستمرار في هوايته المفضلة، تجدر العودة 9 سنوات إلى الخلف لاستعادة تصريحات أدلى بها المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، حول المقارنات الدائمة بين رونالدو وميسي.

وفي مقابلة عبر شبكة “بي بي سي” عام 2015 سُئل فيرغسون بشكل مباشر عن رأيه حول الأفضل بين لاعبه الأسبق في ملعب أولد ترافورد وأسطورة برشلونة. فيرغسون قرر الرد بدليل عملي مستقبلي في آن واحد، بقوله “كريستيانو يمكنه اللعب لميلوول أو كوينز بارك رينجرز أو أي فريق آخر، ويسجل هاتريكًا في أي مباراة. لست متأكدا من قدرة ميسي على فعل ذلك”.

هذا التصريح يشير إلى تشكيك فيرغسون في نجاح ميسي خارج منظومة برشلونة، وهو ما أدلى به حينما كان اللاعبان يتنافسان في ملاعب الليغا بقميصي البارسا وريال مدريد. وفي صيف 2018 غادر رونالدو الملكي ولعب عقب ذلك لصالح ثلاثة أندية، بينما رحل ميسي عن البارسا بعد ذلك بثلاث سنوات، ليلعب لناديين. لكن المثير أن نبوءة فيرغسون تحققت حتى هذه اللحظة، فاستطاع رونالدو تمزيق شباك المنافسين بقمصان تلك الأندية (يوفنتوس ومانشستر يونايتد والنصر)، مسجلا 10 هاتريكات على الأقل بعد رحيله عن مدريد.

في المقابل تبقى حصيلة ميسي “صفرا” عند البحث عن أي هاتريك له خارج حدود برشلونة، رغم لعبه بقميص سان جيرمان لعامين، وانتقاله إلى دوري أقل قوة بارتداء قميص إنتر ميامي. وهنا تكون إجابة فيرغسون واضحة حول الأفضل بينهما، من خلال قدرة كل منهما على النجاح في أماكن مختلفة، حيث أثبت رونالدو قدرته على التوهج بأي قميص، بينما عانى ميسي في رحلته الباريسية، ولم يستطع إظهار أفضل ما لديه حتى الآن في أميركا.

وربما استفاد ميسي كثيرا من تتويجه بالمونديال، وهو ما جعل عشاقه لا يكترثون بعد ذلك لبزوغه أو خفوته، بينما يرى آخرون أن توهج رونالدو حتى هذه اللحظة، رغم الضربات التي تعرض لها، يجعله فائزا حتى اللحظة في معركة النفس الطويل. وهذا تعززه قدرة رونالدو على إنهاء العام الماضي هدافا للعالم برصيد 54 هدفا، متفوقا على نجوم أوروبا، بينما اكتفى ميسي بلقبه في الأراضي القطرية، ليذهب إلى الولايات المتحدة من أجل إنهاء مسيرته تدريجيا بعيدا عن الصخب، بينما يصر غريمه على جذب الأنظار إليه بتألقه الدائم والمتكرر دون توقف.

سيشهد ملعب محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي غدا الإثنين ديربي سعوديا مثيرا، سيجمع بين الهلال وغريمه التقليدي النصر، في نصف نهائي كأس السوبر السعودي 2024. ويشارك الهلال في السوبر السعودي هذا العام بعد الفوز بلقب كأس الملك 2023، أما النصر فتأهل باعتباره وصيف الدوري السعودي في الموسم الماضي.

ويعد الهلال أكثر الفرق تتويجا بلقب كأس السوبر السعودي بواقع ثلاث مرات، وذلك في نسخ 2015 و2018 و2021، ويسعى إلى الفوز على النصر لمواصلة المشوار نحو التتويج بلقب هذا العام لتعزيز سجل انتصاراته، فيما يسعى النصر إلى التتويج بلقب كأس السوبر السعودي، لمطاردة عرش الهلال على اللقب، حيث سبق وأن توج العالمي باللقب مرتين في نسختي 2019 و2020.

كما يعد كل من الهلال والنصر والاتحاد أكثر الفرق حصولا على وصافة المسابقة (مرتين لكل فريق)، ثم مرة واحدة لكل من التعاون والفيصلي والفيحاء. والتقى الهلال والنصر في نهائي كأس السوبر السعودي مرتين، الأولى في عام 2015، والثانية في نسخة 2020. وفاز الهلال في المرة الأولى (1 – 0)، بينما فاز النصر في المرة الثانية (5 – 4) بركلات الترجيح.

وفي 12 أغسطس 2015 حقق فريق الهلال أول ألقابه في هذه البطولة، بعد فوزه على النصر بهدف نظيف، في المباراة التي جمعتهما على ملعب لوفتس رود في العاصمة البريطانية لندن. وسجل هدف الهلال الوحيد آنذاك البرازيلي كارلوس إدواردو في الدقيقة 63 من المباراة. وفي ذلك الوقت أقيمت منافسات كأس السوبر لأول مرة خارج المملكة لأسباب تسويقية ووجود عدد كبير من الجماهير السعودية في العاصمة البريطانية في فترة الصيف.

وعلى الملعب نفسه الذي شهد التتويج الأول للهلال، نجح الزعيم في الحصول على لقب السوبر 2018 مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان بالفوز أمام الاتحاد (2 – 1) على ملعب لوفتس رود في العاصمة الإنجليزية لندن. وقد سجل للهلال لاعبه البرازيلي كارلوس إدواردو في الدقيقة 35، وأضاف اللاعب الفنزويلي ريفاس الهدف الثاني في الدقيقة 61، فيما سجل للاتحاد هدفه الوحيد لاعبه المغربي كريم الأحمدي في الدقيقة 66.

وفي السادس من يناير 2022 توج الهلال بلقب كأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه، بعد الفوز على الفيصلي بركلات الترجيح (4 – 3)، بعد تعادل الفريقين (2-2) في الوقت الأصلي على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض. وتقدم الفيصلي بهدفين عن طريق محمد العمري (د 16) ورومان أمالفيتانو (د 24)، قبل أن يعود الهلال ويسجل هدفين بواسطة سالم الدوسري (د 40) وياسر الشهراني (د 53).