مقدّمة
قبل ان نذكر عن خدمة الأربعاء _نصف الخمسين، لا بدّ من وقفة مقتضبة عن الخمسين _ اليوبيل _ وعيد المظال وعلاقة المياه والنص الإنجيلي المقدس الذي نقرأه يوم الأربعاء.
" سنة اليوبيل" في التوراة هي سنة مقدّسة. في هذه السنة {اليوبيل _ الخمسين} يجب إطلاق سراح العبيد، وعدم فلاحة الأرض مثل سنة الإبراء. {سننشر مادة منفصلة عن الموضوع}.
سنة اليوبيل ترتبط بالوصايا المتعلّقة في البلاد، ويجب على كل الشعب الإسرائيلي ان يسكن ببلاده لذلك اغلب الفترة التاريخية اليهودية لم تنفّذ سنة اليوبيل والوصايا المتعلقة بالخمسين.
حسب الرمبم {רמב"ם} هناك ثماني وصايا متعلقة باليوبيل، سنة اليوبيل وما يتعلق بالوصايا ورد في سفر اللاويين 13 _7 :25 .
من الناحية اللغوية تاثيليا أصل اللفظة { Etymology }غير واضح حسب ترجوم اونكلوس ويوناتان{ אונקלוס _יונתן } استخدما اللفظة ولم يترجما " יובלא " أما حسب المفسّر الكبير راشي {רש"י}وغيره، معنى اللفظة :"أيل _ אַיִל" حسب :" ישאו שבעת שופרות היובלים "حيث في يوم الكفّارة ينفخون بالأبواق بوق الأيل.
الرمبان { הרמב"ן } يفسر اللفظة :" الحرية" حيث كل إنسان يستطيع السكنى أينما يشاء،والنص بالعبري يوضح ذلك:" ואמר יובל היא, שבה יובל כל איש אל אחוזתו ואל משפחתו".
المسيح النون
قصّة الأحرف وترتيبها، نالت الكثير من التفاسير في الأدب العبري منها التلمود والمشناة وتفاسير مثل "تفسير كبير لكل سفر من أسفار التوراة".
ترتيب الحرف"نون"في الأبجدية العبرية رقمه "14"{انتبه للرقم 14 ومعناه في المسيحية وقارن معنى النون و14 الأجيال} ومن المفسّرين الذين يفسرون الاسم بمعنى "السمكة"وترمز السمكة للخصب والإخصاب والتكاثر لذلك ترتيبها بعد الحرف الثالث عشر {المعنى للعدد وعن السمكة قد خصصنا مادة منفصلة} وتدل على "المياه " " הַמַּלְאָךְ הַגֹּאֵל אֹתִי מִכָּל רָע יְבָרֵךְ אֶת הַנְּעָרִים וְיִקָּרֵא בָהֶם שְׁמִי וְשֵׁם אֲבֹתַי אַבְרָהָם וְיִצְחָק וְיִדְגּוּ לָרֹב בְּקֶרֶב הָאָרֶץ. الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ، يُبَارِكُ الْغُلاَمَيْنِ. وَلْيُدْعَ عَلَيْهِمَا اسْمِي وَاسْمُ أَبَوَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، وَلْيَكْثُرَا كَثِيرًا فِي الأَرْضِ».{تكوين النص العبري يظهر اللفظة السمكة والمعنى للكلمة}.
ومن المفسّرين الغنوصيين يقولون ان ترتيب الحرف نون بعد الميم تدل على الإنسان الذي يسبح مثل السمك في مياه الكتاب المقدس ومن يتخذ تفسيرا آخرا بان الحرف نون مصدره في "الغيمة ענן" ورمز الغيمة للدلالة على عدم دخوله للخيمة كما وردت في سفر الخروج. ومكانة الحرف نون في الخلاص يوم الدينونة.
شكلان للحرف "نون" الأول منحني "נ" تمثل الملك على عرشه والشكل الثاني في نهاية الكلمة " ן" مثل الواو، ترمز للرحمة المكتمنة بالواو الرحمة التي ترافق الساقط المنحنى كما في النون الأولى.
والشكل المنحنى لأنها قبل الحرف " ס " التي تسندها لتقيمها بمعجزة كما يفعل السمك {أنتبه للسمك والرمز المسيحي الأول للسمكة ومعنى الاسم سمكة باليونانية ورمزه للمسيح الخ}.
يشكل الحرف "نون נ" كأن اليدين للوراء والوجه باتجاه الحرف " ס " وحسب الحكماء ترمز النون لمملكة بيت داود وحكم بيت داود {قارن والرب يسوع} ولذلك الحرف نون مباشرة بعد "الميم _ مملكة _ מלכות " ومن الحكماء يشبّه النون بالبوق للنفخ للخاص {قارن النفخ بالبوق والمسيح}.
الحرف نون، علامة ورمز للكمال والحكمة والإدراك، ولا يستطيع الإنسان العادي إدراك هذه الحكمة والكمال، لأنها هي للرب فقط.
القيمة العددية للحرف 50، أي الكمال الكامل الحكمة الكاملة، في مجموعة الأحرف المقارنة بالعبرية أي א =ט, ב=ח, ג=ז " אטב"ח" نرى الحرف نون منعزل مثل الحرف " ه _ ה "في مجموعة الأحرف " אלב"ם , א=ל, ב = ם ،ג =ן גן الخ. و “גן " أي "جنة عدن".
ذكرنا أعلاه عن شكلين صورتين للحرف نون، تشبه النون الكرسي العرش والخلاص، وللخلاص كقول النبي:” اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ"{اشعياء}. وبذلك ترمز النون المنحنية " كرسي العرش الكامل".
يرمز الحرف "نون" للسمكة التي تعيش وتسبح في " المياه" {الحرف ميم} وتأتي قبل " ס _ ע" والسبب بهذا الترتيب كقول الحكماء الشيوخ:" السمكة حماية من العين الحاسدة" { נונא סמא לעין من الآرامية } وبحيث السمك لا يحسد وليس له عين حاسدة ويرمز السمك للطهارة والنقاوة.
וַיְהִי בִּנְסֹעַ הָאָרֹן בהרמת ארון הקודש וַיֹּאמֶר מֹשֶׁה, קוּמָה יְהוָה וְיָפֻצוּ יתפזרו אֹיְבֶיךָ וְיָנֻסוּ מְשַׂנְאֶיךָ מִפָּנֶיךָ. וּבְנֻחֹה בהנחתו במקומו יֹאמַר, שׁוּבָה השב למנוחתם יְהוָה רִבְבוֹת את עשרות אלפי אַלְפֵי ישראל"
في الصلاة اليهودية ومقتبسة من سفر العدد تشمل الحرف نون من البداية والنهاية والسؤال لماذا؟ يفسر الحكماء الشيوخ المثل :" نعمل ونسمع שמענו ועשינו " وزيّن الله بهما تابوت العهد وبذلك رافقت النون التابوت بشكل دائم في كل المسيرة {انتبه لتابوت العهد أو خيمة الاجتماع والكنيسة والمسيح ومرافقة النون أي المسيح لتابوت العهد } وكذلك كفالة الشعب اليهودي ان يقبل التوراة ويقيم تعاليمها وتسلسل للأحفاد وأحفاد الأحفاد وبالعبرية تستهل الكلمات بالحرف نون { נכדים _נינים} وهم الشهود والكفالة والزينة لتابوت العهد.
حسب الحكماء الشيوخ، الحرف نون بقيمته العددية يرمز لخمسين أبواب الحكمة والكمال وحسب التقليد العبري أبواب الحكمة والكمال والخلاص عددهم 50 يتمثل بالحرف نون وما من إنسان يستطيع ان يصل للكمال والحكمة وحتى موسى النبي لم يصل للخمسين بل للتسعة وأربعين {וַתְּחַסְּרֵהוּ מְּעַט מֵאֱלֹהִים וְכָבוֹד וְהָדָר תְּעַטְּרֵהוּ. وَتَنْقُصَهُ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ {الله يجب ان تترجم وأغلبية التراجم بالعربية ترجمة الملائكة وهذا خطأ ويفسد المعنى لان المقصود وتنقصه للأنبياء والملائكة وليس عن الملائكة بل عن الله لان الله وحده الكامل والمقصود عن موسى تنقصه واحدة وله 49 وأما النون المسيح الرب الكامل وهو الوحيد}، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ.تسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ:".
ترجمة المزمور في أغلبية الطبعات مشوّهة هي للمعنى وللتفسير،فالنص العبري يحدثنا عن الله الكامل وعن موسى الذي تنقصه الحكمة الكاملة التي هي للرب فقط،وبدلا من الملائكة يجب ان تترجم الله وبهذا المزمور الذي يفسر معنى الخمسين والحرف نون الذي يرمز ويدل عن الكمال والحكمة والإدراك والكمال المتمثلة بالرب يسوع، ومن هنا نفهم حلول الروح القدس في يوم الخمسين، وكذلك بعد حساب الأسابيع وبداية الكمال ألا وهو الخمسين وذكرنا ذلك بشرحنا عن معنى لفظة اليوبيل.
عيد المظال أيام السيد المسيح
الشعب مطالب بعيد المظال، الصعود لأورشليم، وليس مطالبا بالصعود برأس السنة ويوم الكفارة، وتعجّ اورشليم بالحضور والتحضير ونصب المظال والذبائح وكل هذا بوقت قصير جدا.
طقس من طقوس العيد" سكب المياه _ נסוך המים" والعلاقة بين الطقس هذا والزمن لارتباط العيد بالمطر وهو أساس نمو المزروعات وهطول المطر دلالة لرضى الرب على الشعب.
يبدأ الطقس بنزول رئيس الكهنة إلى بركة سلوام مع حشد من الشعب وعازفين ويملأ جرّة من الذهب الخالص بالماء ويرجع والحشد والعازفين إلى الهيكل عبر بوابة " الماء" التي سُمّيت بهذا الاسم نتيجة الطقس نفسه وعند وصول رئيس الكهنة تُضرب الأبواق أولا نفخة طويلة ويعقبها نغمة مرتعشة او متهدّجة ومرة أخرى نفخة طويلة.
يدخل رئيس الكهنة منطقة الهيكل متجها للناحية الجنوبية وهناك حوضان من الفضّة في الركن الجنوبي الغربي، الحوضان يختلفان في الشكل والحجم أحدهما عن الآخر.
يستخدم الحوض الذي في الناحية الشرقية ذو فتحة عريضة واسعة لاستقبال خمر تقدمة السّكيب أما الحوض ذو فتحة ضيّقة يُسكب في الماء من بركة سلوام وهو في الناحية الغربية {انتبه لمكان جرن المعمودية في الكنيسة} وحين سكب المياه يصرخ الشعب:" ارفع يدك ارفع يدك". والسبب من هذه العبارة ليرى الشعب ان الكاهن يسكب المياه بالحوض وليس كما حدث مع أحد الكهنة في عصر المكّابيين بعيد المظال، وأثناء سكب المياه تعزف فرقة العزف ألحانا ما عدا يوم السبت واليوم الأول للعيد وينشدون:" هذا هو اليوم الذي صنعه الرب.." مزمور 25 _24 :118 وفي يوم الفصح تضاف الآية 26 :" هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ."
المعاني اللاهوتية الغزيرة للطقس أكثر عمقا هي من المحاصيل،المطر يرمز للروح القدس حسب تفسير الحكماء الشيوخ ليوئيل 28 :2 :" « وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى.".
لماذا سُمّي الطقس " سكب المياه"؟
لأنه يَسكب الروح القدس بحسب اشعياء 3 :12.وفي لفيفة المظال _ סוכה ה':" أي شخص لم يرَ فرحة طقس سكب المياه لم يرَ فرحًا في حياته".
عند حضور الرب يسوع لعيد المظال في اليوم الأخير" הושענא רבה_ خلاصنا العظيم " ففي هذا اليوم يختلف الاحتفال عن الأيام السابقة،يطوف رئيس الكهنة مع الحشد حول المذبح مرّة واحدة مرتّلين:آهٍ يا ربّ خلّص,آهٍ يا رب أنقذ" مزمور 25 :118، في اليوم السابع من العيد يطوفون حول المذبح سبع مرات ويتلون:" هوشعنا العظيم _ الأعالي " وسبع مرات :" يا رب خلّص".
المسيح في الطقس
أمام الآلاف من المحتفلين لطقس سكب المياه، أعلن المسيح بصوت جهوري:" وفي اليوم الأخير العظيم .." يوحنا 39 _37 :7 يوحنا 14 _13 :4 عن الماء الحيّ.
فعل الشرب يشير إلى الإيمان بالمسيح" كما قال الكتاب" يشير اشعياء 3 :44 وموضوع الماء الحيّ تكلّم عنه زكريا 9 _8 : 14 وكذلك يوئيل وحزقيال 23 :2 و 28 _25 :36 .
هذه النبؤات فسّرها الرابيّون أنها ستحدث في زمن المسيح والآن المسيح جاء بنفسه وأعلن حضوره، لذا حدثت مشاحنة بين الجمع يوحنا 43 _40 : 7 قارن عبارة" هو النبي " ونص التثنية 19 _18 :18 وفي اليوم الأخير انطبق المرموز الإلهي على الرمز وبدا عصر المسيح الذي فيه يسكب الله روحه القدوس.{عن طقس إنارة الهيكل بمقال آخر}
فالمسيح حقّق العيد بكلّ دقة متناهية،نوجز:
1 _ بناء المظال،الله ينصب مظلّته بين الناس، والكلمة صار جسدا وحل بيننا بوحنا 14 :1 .
والمسيح هو حضور" مظلّة" الله بين البشر،حيث ان الكلمة اليونانية " حلّ" تعني " نصب مظلّة" او " يسكن في " او " حضور مجد الله _ الروح القدس" هو عمّانوئيل.
2 _ طقس "سكب المياه "، المسيح هو الصخرة التي تفجّرت في البرية، بريّة سيناء، وجميعهم شربوا شرابا واحدا 1 كو 8 _4 :10 ويو 39 _37 :7
العيد بعد خراب الهيكل
توقّف تقديم الذبائح في عيد المظال وممارسة طقس " سكب المياه" و " إنارة الهيكل" وما بقي تشييد المظال والصلوات.
لا تُبنى المظال تحت الأشجار وتكون من ثلاثة جدران فقط وتعلّق ستارة بدلا من الباب والسقف لا يكون مغلقا تماما، وتُترك فراغات يمكن للشخص من خلالها ان يتطلع إلى النجوم وتُسمح بهطول الأمطار، وتكون جميلة بقدر الإمكان حسب تفسير الرابيين لسفر الخروج 2 :15 .
ويُدلّى من سقف المظلة ثمار الموسم التي تنضج في الأرض المقدّسة حسب تفسير الحكماء لسفر التثنية 8:8 ،وذلك عن سخاء الرب في عطاياه ومن العادات التي ما زالت متّبعة حتى يومنا " دعوة الضيوف القدّيسين" فحسب تقليد يهودي قديم ،ان بناء المظال هو تذكار لأول مظلة بناها إبراهيم أبو الآباء لضيوفه الثلاثة، فبناء المظال تُثير في الشعب اليهودي فضيلة إكرام الغرباء الذين يزورونهم في مظالهم في عيد المظال ،تشبّها بابيهم إبراهيم، ومن ثمّ ينبغي أيضا ان تكون المظلة جميلة تليق بهؤلاء الضيوف القديسين.
ذكر الرابيّون ان هؤلاء الغرباء هم " ضيوف السماء " يزورونهم خفية في صورة بشر ويبدو ان بولس الرسول تأثر بهذا الفكر عندما تحدّث عن إكرام إبراهيم لضيوفه الثلاثة، عبرانيين 2 :13 :" لاَ تَنْسَوْا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ." وهذا تعليل وضعه الرابيون لمبدأ " الباب المفتوح".
في المظلة ووجود الستارة يعلن استقبال لضيوف والمظلة مفتوحة دوما على خلاف الباب المغلق الذي يرمز لعدم الترحيب بقدوم الضيوف وحسب التقليد يزورهم إبراهيم في الليلة الأولى من عيد المظال ومن ثم بالليالي التالية: اسحق ويعقوب وموسى وهارون ويوسف وداود.
الأربعاء نصف الخمسين
:" في انتصاف العيد اسقِ نفسي العطشى من مياه التقوى. لانّك، يا مُخلّصُ، هتفت بالجميع: ان عطِشَ احدٌ فليأت إليّ ويشرب.فيا أيها المسيح الإله،ينبوع الحياة،المجد لك".
تحتفل الكنيسة يوم الأربعاء بعد احد المخلّع بما يسمى بالليترجيا" الأربعاء نصف الخمسين"، ذُكر الاحتفال بالعيد في تيبيكون موكيوس {وُلد موكيوس في أمفيبوليس المقدونية في كنف عائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء ذات أصل رومي. سيم كاهناً فأبدى غيرة متّقدة في الكرازة بالإنجيل وحثّ مواطنيه على نبذ عبادة الأوثان. وشى الوثنيّون به في العام 295 م أو ربما في العام 303 م، زمن الإمبراطور الروماني ذيوكلسيانوس. تلقّى القنصل لاوديكويوس الذي كان قد وصل منذ بعض الوقت إلى المدينة للاشتراك في احتفالات الإله ديونيسيوس، أقول تلقّى إخباريتهم باهتمام وأرسل فقبض على رجل الله. وقف موكيوس أمام المحكمة جندياً للمسيح، مشعّاً، كلّه ثقة بالله، فأجاب القاضي بثبات قلب. أبدى أنه ليست هناك حياة سوى الحياة في المسيح، أو قل المسيح نفسه. لذا تراه يعمل جاهداً من أجل انتشال بقية الناس من الظلمات ليأتي بهم إلى نور الحقيقة.
أثارت جسارة قدّيس الله حفيظة لاوديكيوس فأمر بتمديده على منصّة التعذيب وضربه بالسياط، فمزّق الجلادون لحمه. ولكن بدا كأن موكيوس يستمدد، من معين غير منظور، قوّة جديدة بإزاء ما ينزلونه به. كذلك تضاعفت جسارته واعترف بإيمانه من جديد.أمر القنصل بإشعال نار تلظّت ألسنتها وتعالت ظاناً بذلك أن يحرّك فيه الجزع. فبان كأنه أذعن وسحبوه إلى هيكل ديونيسيوس. ولكن، ما إن دخل وتدرّع بعلامة الصليب ودعا باسم الرب يسوع، الكليّ القدرة، حتى أُطيح بالصنم الأصمّ فسقط أرضاً وتحطّم.}في القسطنطينية سنة 903م، ويروي كيفية الاحتفال بحضور الإمبراطور مع حاشيته ويقام القداس الإلهي برئاسة البطريرك. بعد القداس يدعو الإمبراطور البطريرك والجميع لمائدة احتفالية في بلاط الإمبراطور.
فكرة العيد" انتصاف العيد" من انتصاف عيد المظال اليهودي،{15 _12 من تشري العبري} فأخذته الكنيسة ليكون في متصف عيدين سيّدين كبيرين:احد القيامة واحد العنصرة –الخمسين. وانتصاف الخمسين يحضّرنا لصعود الرب الذي يكون بعد 15 يوما منه. بعبارة مبسطة،يوم الأربعاء"نصف الخمسين"، يكون 25 يوما بعد الفصح، و25 يوما قبل العنصرة،أي منتصف البنديكستاري.
مراجعة سريعة لخدمة الغروب لعيد نصف الخمسين:" لقد حضر انتصاف الأيام التي ابتداؤها من القيامة الخلاصية وختامها عيد الخمسين الإلهي،وقد تُشرق بما أنها مالكة الإشراق من الجهتين ومقرنة كليهما وقد وافت مظهرة شرف الصعود السيّدي ولامعة به".
يجب ان نتذكر ان احتفال الأعياد اليهودية اليوم، لم تكن كما في زمن الهيكل الثاني _ المسيح.
فبدء السنة العبرية وقتها لم يكن في شهر تشري العبري كما هو اليوم، فكان زمن منتصف الخمسين يتزامن وعيد المظال العبري الذي هو ثالث عيد من الأعياد اليهودية أهمية بعد الفصح العبري والعنصرة _البواكير.
يقول المؤرخ اليهودي الذي عاش بزمن المسيح {يوسف بن متتياهو_يوسفوس فلافيوس}" عيد المظال فائق القداسة والأهمية عند اليهود".
عيد المظال عيد توراتي، لمدة سبعة أيام بين 21 _15 تشري، العيد يشمل الكثير من الوصايا والعادات، وهو أحد الأعياد الملزمة للصعود للهيكل {لاويين 43 _39 :23 عن العيد والعادات الخ في مقال منفصل}.
عيد المظال هو تذكار لحفظ الله لبني إسرائيل خلال ترحالهم بالصحراء، نذكر باختصار عادة رش _نضح الماء بعيد المظال في الهيكل. نقرا إنجيل يوحنا 36 _14 :7.
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org