تعيين سيادة المطران حبيب هرمز زائرا رسوليا جديدا لأوروبا      نيافة الحبر الجليل مار طيماثاوس موسى الشماني يزور طلاب الدورة الدينية الصيفية ( مدرسة ديانا )/ برطله      كنائس دمشق تتحدّى الخوف وتواصِل قداديسها بعد التفجير الأخير      بعد تفجير كنيسة مار إلياس.. دعوات للمحاسبة والوحدة من قلب السويداء      نورشوبينغ تتضامن: وقفة مؤثرة مع ضحايا الاعتداء الإرهابي في دمشق      مدرسة الموهوبين /نينوى، تحتفي بتأهل الطالب جرجس علاء جرجس لتمثيل الفريق الوطني العراقي في الأولمبياد الدولي للكيمياء      قداسة البطريرك مار آوا الثّالث يترأس طقس رسامة المؤمنَين ديماتور بيث اوشانا ونينوس ابرم الى درجة الهيوبذيقنى، والهيوبذيقنى كريس ججو للدرجة الشمّاسيّة - كنيسة مار يوسف في كاليفورنيا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد القديسَين مار بطرس ومار بولس - الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت      البابا يترأس القداس الإلهي في عيد القديسين بطرس وبولس ويتحدث عن الوحدة والشركة الكنسية وعن حيوية الإيمان      المحامي الآشوري الشاب من سيدني، أوليفر صليوا، يتسلّم جائزة السلام العالمية      إيجابيات وسلبيات النوم تحت المروحة      آخر صناع العود في دارمسوق (دمشق*): إرث عائلة مسيحية      الكاردينال غوجيروتي يعرب عن قلقه حيال مصير الحضور المسيحي في الشرق      بغداد وأربيل تقتربان من الاتفاق على النفط والرواتب      مشروع الإمداد السريع بالمياه في أربيل يقترب من الاكتمال بنسبة 90%      الإعلام الحكومي: تحويل ما يقارب الـ 17 مليون وثيقة صحة صدور من ورقية إلى إلكترونية      وسط مفاوضات معطلة.. روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا وتستعد لاستنزاف كييف بـ"هجوم صيفي"      ترمب يوقع أمرا تنفيذيا برفع العقوبات عن سوريا      الهلال يكتب التاريخ.. أول فوز عربي وآسيوي على مانشستر سيتي      سيارة رباعية الدفع بحجم دراجة نارية للتغلب على ازدحام المدن
| مشاهدات : 1500 | مشاركات: 0 | 2024-11-16 06:25:08 |

"في عناق اللحظة"

نشوان عزيز عمانوئيل

 

 
 
قصة قصيرة 
 
إهداء :
 
إلى التي وجدت الحرية في الانسلاخ من الخرائط، ولامست المعنى بين ألوان الغروب وسكون الحقول.
لرحلتكِ الأبدية، بلا وجهة، بلا قيود، وبكل الصفاء الذي تستحقينه.
إلى الشاعرة الأنيقة.... كولالة نوري 
.... صديقتي الأبدية 
 
 
 
في مساء خريفي خافت، جلست كولالة في مقهًى صغير قرب محطة قطار مهجورة، كأنها شبح يتأمل انعكاسه على زجاج نافذة عتيقة. بين يديها خريطة مهترئة، تتشابك عليها الخطوط كأوردة مشبّعة بحلم قديم: أن تعبر الولايات المتحدة كمن يفر من ذاته، بحثًا عن غدٍ لا يحمل ظل الأمس. كانت المدن المرسومة على الورق تبدو لها كوعود هاربة، كأبواب مفتوحة على الحرية، أو كأسرار تطل من وراء ستار كثيف.
 
مع أول خيوط الفجر، انطلقت على الطريق بلا وداع. 
وسيارتها تئن تحت وطأة الطريق المفتوح، بينما الهواء يلثم وجهها وكأنه يريد انتزاعها من ماضيها. كل ميل قطعته كان يشبه اقتلاع جذور من أرض أرهقتها. الطريق امتد أمامها كخط أزلي، بلا وجهة سوى تلك اللحظة ذاتها، تلك النشوة التي جعلتها تتوهم أن العالم صار ملكها أخيرًا.
 
لكن عند أحد المنعطفات الحادة، كأن القدر قرر اختبار يقينها. فقدت السيارة السيطرة، وانزلقت كطائر أصيب بجناحه. الزمن تجمّد، وتحوّلت الضوضاء إلى صمت مطبق، إلا من صوت خافت يشبه ارتعاش الضوء في بركة مظلمة. حين أفاقت، وجدت نفسها ممددة على العشب، تنظر إلى السماء التي بدت شاسعة أكثر من أي وقت مضى، وكأنها ترحب بها.
 
ابتسمت كولالة؛ لم يكن ذلك الشعور بالخوف أو الألم، بل كان أشبه بانكشاف سرٍّ خفيّ، كأن الكون أخيرًا همس لها بمعناه. أدركت فجأة أن كل المدن التي سعت إليها، وكل الطرق التي رسمتها على الورق، لم تكن إلا وهمًا. السلام الذي حلمت به طويلاً لم يكن في وجهة، بل في لحظة واحدة خالية من كل شيء عدا وجودها.
 
لامست الأرض بيدها، شعرت بحرارة الحياة تتدفق من خلالها، كأن التراب أراد أن يخبرها أن كل خطوة مشتها قادتها إلى هنا. رفعت عينيها إلى السماء التي انسكبت ألوانها كأغنية صامتة. لم يكن الغروب بالنسبة لها نهاية، بل بداية جديدة لم تطلبها.
 
وقفت بهدوء، ألقت بالخريطة على العشب، وابتسمت. لم تعد بحاجة إلى خطوط تحدد مسارها. عادت إلى الطريق، لكن هذه المرة بلا عجلة، بلا خوف، بلا أي شيء سوى يقين عميق أن الرحلة ليست في الأماكن التي نصل إليها، بل في تلك اللحظات التي نعانق فيها الحياة بكل تناقضاتها: جمالها وصخبها، ثقلها وخفتها، وفي النهاية، سلامها العميق الذي يتسلل إلينا عندما نتوقف عن الركض.
 









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4741 ثانية