الراهب
آشور ياقو البازي
يبرود
مدينة سورية قديمة قدم التاريخ ما تزال مأهولة، وجدت فيها أقدم كهوف
عصور ما قبل التاريخ ( كمغارة وادي اسكفتا ).
تقع مدينة
" يبرود " على بعد
وكانت
مدينة يبرود نفسها من المدن المهمة في العصرين الروماني والبيزنطي، وعرفت بالاسم
يبرودا (Iabruda). وقد أظهرت الملاجئ الصخرية والمغاور في منطقة
يبرود أدلة على استيطان يعود إلى عشرات الآلاف من السنين وخاصة في قليتا واسكفتا،
عند الطرف الجنوبي لمدينة يبرود الحالية، وذلك على ارتفاع يصل إلى 1420م فوق مستوى
سطح البحر. ويمر بيبرود وادٍ يشق مجراة في الصخور.
تعتبر
يبرود احدى أهم مناطق استيطان الإنسان الأول في الشرق الأوسط، وفيها ذكر أحد علماء
الاثار الفرنسين ( ان أول قرية زراعية في التاريخ البشري وجدت في منطقة يبرود شمال
دمشق )، ويبرو غنية باثار إنسان عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية التالية
ولعل أهمها.
ملاجئ
انسان العصور الحجرية
في وادي
اسكفتا والمشكونة وأهمها الملجأ الأول الذي اكتشفه العالم الالماني (الفرد روست)
وعثر فيه على أدوات حجرية صوانية يزيد عمرها عن ( 350 ألف سنة مضت وقد اكتشف روست في هذا الملجأ ( 25
) طبقة حضارية أقدمها الطبقة الحضارية اليبرودية، وبعد ذلك اكتشفت بعثة جامعة
كولومبية الامريكية وادي اسكفتا أقدم موقد للنار استخدمه إنسان العصور الحجرية في
العالم كما عثرت البعثة على طبعة قدم إنسان مغروسة في الطين، وتعتبر الوحيدة، والفريدة،
والأقدم في العالم لإنسان عاش في هذا الوادي منذ ما يزيد عن ( 50 ألف سنة ).
قبور
خابية رشيدة
والتي
تقع قرب مستشفى يبرود. اكتشفت هذه القبور عام 1964م، وقد تم العثور فيها على ختمين
اسطوانيين حجريين، والعديد من الصحون والأباريق، والجرار الفخارية، وأيضاً أسلحة
برونزية متعددة، وادوات زينة زجاجية ومعدنية، وهيكل عظمي مغروس في عموده الفقري رأس
نصل رمح برونزي مكسور فيها، وجميع هذه الأدوات تعود إلى العهد الكنعاني في اواخر
الألف الثالث إلى أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، والقبر الرئيس لامير قبيلة
كنعانية عاشت في يبرود وجميع هذه الموجودات في متحف دير عطية حالياً.
3- معبد
الهواء الطلق
في أعلى
وادي اسكفتا، وهو معبد وثني يعود إلى العصر الكنعاني، وهو ثالث معبد في العالم من
نوعهن الأول في المنطقة (عبده) في صحراء النقب بفلسطين، والثاني في البتراء في
الاردن، والثالث في يبرود، وفيه كانت تعبد آلهة وثنية وتقدم إليها القرابينن
ويحتوي هذا المعبد على عدة قبور للكهنة منقورة بعمق في الصخور.
4- بقايا
الحصن الروماني
الذي
اقيم في أعلى تلة القبع، وكان مقراً لحاكم يبرود، ومعسكراً لحامية عسكرية لحماية
المنطقة، وفيه بقايا من أعمدة وجدران مبنية بحجارة ضخمة. لم يجر التنقيب الاثري في
هذا الحصن حتى الوقت الحاضر.
5- معبد آلهة
الشمس الآرامي
الذي أشاده
الآراميون سكان يبرود في منتصف القرن الأول قبل الميلاد بحجارة ضخمة، وهندسة
متطورة وأقاموا فيه تمثالاً لإله الشمس ( بعل شمين )، وقد تحول هذا المعبد الوثني إلى
عبادة الإله جوبيتر كبير آلهة الرومان في العصر الروماني إلى كاتدرائية بأسم
القديسين قسطنطين وهيلانة بعد انتشار الديانة المسيحية.
6- كنيسة
السيدة
كانت
فيما مضى معبداً وثنياً في شمال شرق يبرود ثم تحول إلى دير وكنيسة مسيحية لا تزال
بعض جدرانها واطلالها موجودة حالياً، وقد بنيت فوقها في السنوات الأخيرة كنيسة
حديثة.
7-
المقبرة الملكية
في وادي
اسكفتا ( مغارة الشيخ محمد، او مار سابا )، وقد تم نقرها في عمق صخور وادي اسكفتا.
وتتالف المقبرة من باب صغير ينفذ منه إلى غرفة مربعة صغيرة، ومنها مدخل إلى غرفة
الدفن المتسعة ذات السبعة أقواس المنقورة باتقان في الصخور الصلبة، وتحت كل قوس
قبرين، أو أكثر، وعلى طرفي الباب الخارجي عدة أنصاب محفورة في الصخور تدل على عدد
الموتى المدفونين داخلا، وتعود هذه المقبرة إلى اسرة ملكية حكمت منطقة يبرود.
8- المقابر
والنواويس الجماعية
في وديان اسكفتا وقرينا وهي عديدة تم نقرها في
عمق الصخور الصلدة في العهدين اليوناني والروماني. وكل ناووس له باب مدخل صغير يفضي
إلى غرفة الدفن المؤلفة من ثلاثة أقواس منقورة بدقة متناهية، وهندسة عجيبة، وأسفل
كل قوس قبر، أو قبرين منقورة في أرضية غرفة الدفن، وتعود هذه القبور إلى اسر
اقطاعية، أو ارسطقراطية عاشت في يبرود، بينما الفقراء فكانت قبورهم في العراء.
9-
الصخرة المنقورة
وهي
عبارة عن مقبرة جماعية منقورة في عمق صخرة ضخمة في مدخل وادي اسكفتا، وهي على غرار
نواويس قرينا، وتعود لاسرة ارستقراطية لها مدخل صغير، وتحتوي على ستة قبور في
جوفها تحت ثلاثة أقواس صخرية.
10-
مئذنة جامع الخضر
وهي تتالف
من جزأين، الأسفل عبارة عن بقاية برج كنيسة بني الجامع على أنقاضها، وهي كنيسة
القديس نيقولاوس، والتي كانت قبلاً معبداً وثنياً.
هذه
المئذنة تم بناء نصفها الأعلى في العهد المملوكي، وبعد انتشار الاسلام في المنطقة
حوالي 1226م ، وتشبه في شكلها إحدى مأذن الجامع الاموي في دمشق وهي أقدم مئذنة في
منطقة القلمون.
11-
كنيسة القديس استيفانوس
وهي
حاليا بيد الروم الكاثوليك منذ العام 1834م، وقد تم ترميمها منذ وقت ، وفيها
كتابات يونانية منها واحدة للحاكم الروماني (أغريبا الثاني ).
12-
المقبرة الجماعية
في أعلى
وادي قرينا (قرب مخنق سعد الدين )، وقد نقرت قبورها في الجرف الصخري تحت مغارة
طبيعية وتحوي على ( 33 ) قبراً متجاورة منها الكبير، ومنها الصغير محفورة بأعماق
قد تصل الى ( 2,5م )، ويصعد إلى هذه المقبرة بدرج منقور في الصخر لارتفاعها عن
طريق يبرود _ راس العين، وفي الجرف الصخري المقابل في وادي قرينا على طريق قرينا -
راس العين القديم نقرت مقبرة جماعية ترتفع عن الشارع حوالي ثلاثة أمتار يصعد إليها
بدرج صخري وتحتوي على عدة قبور منقورة في الصخر.
13- مغارة
فتنة
وقد سميت
باسم شقي يترأس عصابة قطاع الطرق قتل فيها بداية القرن العشرين، وكان يتخذها مع
عصابته ملجا له، وتقع في أسفل الجرف الصخري الغربي لوادي قرينا، ولها نافذا مرتفعة
تطل على الطريق العام، وبالقرب منها توجد صخرة كبيرة متربعة على المنحدر وبداخلها
مغارة طبيعية كبيرة الاتساع طولها يزيد عن ( 15) متر، وبعرض حوالي ( 7 ) أمتار، ولها باب في طرفها
الشمالي الشرقي، وتصلح لعدة أغراض سياحية بسبب شكلها الداخلي المهيب.
مسك
الختام
اشكر في
هذه المقالة السيد مرعي البرادعي رئيس مجلس الإدارة لجمعية أصدقاء مدينة يبرود
الذي استقبلنا في هذه المدينة بكل حفاوة، وشرح لنا الأماكن والمعالم الأثرية في
هذه المدينة.
ابن
الرافدين
الراهب
آشور ياقو البازي
للمزيد
انقر على الروابط الآتية
منتدى
البازيين
بزناي
دوت كوم
http://www.assyrian4all.net/baznaye/index.php
BAZNAYE GABARE IN THE WORLD
http://www.facebook.com/group.php?gid=10517593952
4350&ref=ts