البطريرك الراعي: استهداف المسيحيين في الشرق هو انقلاب على حقيقة هذا الشرق التاريخيّة      بطريركية الأرمن الكاثوليك تدين الهجوم الإرهابي في كنيسة مار الياس بدمشق      البطريرك ساكو يعزي غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق      الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة: لتزال مستنقعات الحقد والتعصّب من جذورها      الكنيسة الكاثوليكية بمصر تنعى شهداء كنيسة مار إلياس في دمشق      بيان صادر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس      بطريركية كنيسة المشرق الآشورية تستنكر العمل الإرهابيّ المدان الذي استهدف كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة – سوريا      غبطة البطريرك يونان يستنكر ويدين التفجير الإرهابي الذي وقع في كنيسة مار الياس في الدويلعة - دمشق، سوريا      بعد تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق… ما أبرز المواقف الكنسيّة؟      "السرياني العالمي": استهداف كنيسة مار إلياس جريمة منظمة لترهيب المسيحيين… ونطالب بحماية ذاتية بتنسيق رسمي      تغيير بسيط في نمط التفكير قد يحدث فرقا كبيرا لصحة الدماغ      "شات جي بي تي" يعلّق على احتمالية الحرب العالمية الثالثة      نجم ريال مدريد يتعرض لـ"إساءة عنصرية".. وفتح تحقيق عاجل      مؤسسة مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان: إسقاط طائرتين مسيرتين مفخختين في أربيل      ثغرة أمنية خطيرة.. سرقة 124 لغماً حربياً من أكبر حقول النفط العراقية يُثير قلقاً واسعاً      "انتحار اقتصادي".. أميركا تحض الصين على إقناع إيران بعدم إغلاق مضيق هرمز      ايران تنتحر      هيئة البيئة: لم يُسجَّل أي إشعاع نووي في إقليم كوردستان      البابا لاوُن الرابع عشر: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح آفاقًا جديدة للمساواة أو أن يثير النزاعات      الأمن الوطني العراقي: سنتعامل مع أي خطاب تحريضي ينال من وحدة البلاد
| مشاهدات : 10217 | مشاركات: 0 | 2011-04-02 10:28:02 |

البعد الرابع وعالم الارواح

وردا أسحاق عيسى القلًو


لأجل معرفة البعد الرابع وما يحتويه من أسرار وتأثير على عالم المادة ، وكذلك الغوص في أعماق عالم الأرواح وأنواعها ، فعلينا أولاً البحث في عالم المادة لكي نلتمس الحوادث والخروقات وخاصة التي هي خارج سيطرة العلم والمعرفة والطبيعة ، ونبحث

.عن القدرات التي تتعامل معها أو تحكم بها لكي نستطيع الوصول الى عمق الموضوع لدراسته وفهمه والأستفادة منه

في مختلف بقاع العالم نجد قدرات معجزية وسحرية يقوم بها بعض الرجال الذين يتقنون تلك العمليات المعجزية الخارقة للطبيعة وقوانينها ، كما يستخدم البعض كتب وصلوات وطلبات للأتصال بالأرواح ومناجاتها لغرض الحصول على غاية ما كالشفاء من مرض أو لنيل مراد أو لكشف السارق أو لأعمال سحرية مختلفة تنال من افكار الكثيرين فيقتنعون من تلك الرؤى والعروض فيؤمنون بعظمة تلك القدرات . مثل هذه الأعمال موجودة منذ القدم ، كسحرة فرعون الذين تحدوا موسى بمعجزاته . هناك أيضاً قدرات معجزية تحصل على يد المؤمنين بالرب يسوع ،هؤلاء لديهم قدرات موهبية مستمدة من الروح القدس العامل فيهم فتحدث على أيديهم معجزات وحسب وعد الرب لأبناء الكنيسة : ( ستعملون أعمالاً أكثر مني ) . لماذا أذن لا تستعمل الكنيسة تلك القدرات في التنبؤ أو الشفاء أو التحدث بالألسنة والى غير ذلك من المواهب التي ذكرها الرسول بولس في رسالته الأولى الى أهل قورنتوس :(12 : 4 – 11 ) فيستخدمونها لغرض التحدي والبرهان بأن قوة الله هي أقوى من تلك القوى ؟

معتقدات بلدان الشرق الأدنى مثلاً كثيرة ، كأعمال البوذا والهندوس وغيرها ، فمثلاً نجد عند كهنة البوذا قدرات معجزية خارقة وكثيرة ، كما يوجد عدد كبير من ممارسي اليوجا يقومون بشفاء أمراض مختلفة ، فنرى الصم يسمعون والخرس ينطقون ...الخ لهذا تشعر الكنيسة بالكثير من الصعوبات لنشر رسالتها في تلك الأوطان التي تطلب من المبشرين قدرات معجزية تثبت أقوالهم ورسالتهم وتتحدى قدراتهم . لهذا نرى نسبة المسيحية في تلك البلدان قلية جداً قياساً بالملايين الكثيرة التي تنتمي الى تلك المعتقدات والتي تشكل ثلث سكان العالم تقريباً من البوذا والهندوس ومعتقدات أخرى . أذن هناك لا يكفي التبشير بأسم المسيح وبكلمات أنجيله المقدس ووعود الآخرة أو التحدث بفلسفة اللاهوت والعقائد بدون أن تصحب البشارة آيات ومعجزات وكما كان التبشير في القرون الأولى .

هذه الطريقة هي الأنجح لتحدي أعمال كهنة البوذا وغيرهم ، كما تحدى الرسول بولس الساحر اليهودي باريشوع الذي كان نبياً كاذباً ومقرباً من حاكم قبرص ، هذا الذي دعا بولس والساحر معاً فأراد الساحر أن يحول الحاكم عن الأيمان الذي كان يتحدث عنه بواس ، فنظر اليه بولس بعد أن أمتلأ من الروح القدس فقال : ( أيها الممتلىء غشاً وخبثاً يا أبن أبليس يا عدو كل بر أما تكف عن تعويج طرق الرب المستقيمة ؟ الآن ستمد يد الرب عليك فتصير أعمى لا تبصر النور الى حين ، فأخذ يطلب من يقوده بيده فآمن الحاكم ) “ أع 13 : 6-12 “ . الدجالون من عملة السحر والعجائب موجودين في كل العصور والى منتهى الدهور ، لهذا أحذرنا الرب من مكائدهم قائلاً : ( فسيظهر مسحاء دجالون وأنبياء كذابون يأتون بآيات وأعاجيب ليضلوا المختارين لو أمكن الأمر . أما أنتم فأحذروا ، فقد أنبأتكم كل شىء ) “ مر 22:13 “ . أننا نعلم ونؤمن بأن الله هو الأله الواحد الفريد الخالق لكل شىء ، لهذا نضع هذه الأفكار المزعجة أمام أنظارنا ونتأمل بها مستندين الى نور الكتاب المقدس فيتضح لنا بأن الخليقة كلها بما يرى وما لا يرى تحتوي على ثلاث أرواح وهي :

1- روح الله القدوس ( الروح القدس ) 2- روح الأبليس ( الروح الشيطاني ) 3- الروح الأنسانية ( الأنسان الباطني ) .

تسمى هذه المجالات الروحية بالبعد الرابع . اذن ماهي الأبعاد الأخرى ؟

تعلمنا من علم الهندسة البعد الأول والذي هو أقصر مسافة مرسومة بين نقطتين أي الخط المستقيم .

أما البعد الثاني فيتكون من أضافة عشرات أو مئات أو ألوف من الخطوط المرسومة الى جانب الخط الأول لكي يشكلوا لنا شكلاً آخر وهو المستوي . أذن البعد الأول دخل في البعد الثاني فصار من ضمنه وينتمي اليه فيخضع الى قوانينه وسيطرته .

وهكذا لو وضعنا عشرات أو مئات او الوف او ملايين من المسطحات على بعضها فسيكون لنا جسماً له حجم وهذا الشكل يسمى بالبعد الثالث الذي دخل فيه البعد الثاني فيخضع له ويتحكم به البعد الثالث لأنه صار جزءاً منه . ومن الأمثلة على البعد الثالث الحجر والسيارة والأنسان والكرة الأرضية والكواكب السيارة والأجرام السماوية ...الخ .

انسأل ونقول : من سيتحكم على عالم المادة أي البعد الثالث ؟

لا نستطيع بالعلم أن نكتشف بعداً آخراً لأن كل ما يكتشفه العلم يعود الى عالم المادة الذي هو البعد الثالث وقوانينه . علينا أذن البحث عن الذي خلق هذا البعد ويسيطر عليه ويحتويه لكي نستطيع الوصول الى البعد الآخر والذي نسميه البعد الرابع . وهل هناك أبعاد أخرى ؟ الجواب هو : أن عقل الأنسان المحدود لا يستطيع أن يستوعب أكثر من البعد الرابع ولا يستطيع أيضاً أن يصل الى أعماق البعد الرابع لكي يفهم كل أسراره بما يمتلك الأنسان من قدرات عقلية محدودة تنتمي الى البعد الثالث فعليه اللجوء الى بعده الرابع الموجود في ذات الأنسان ( البعد الثالث ) لكي يكشف له الروح أسراراً خفية .

كذلك عن رأي العلم والعلماء في البعد الرابع : قال العالم الفيزيائي الشهير ألبرت أنشتاين وهو العالم الوحيد الذي فكر بموضوع البعد الرابع فأعتبر الزمن هو البعد الرابع ، حيث صور الكون بأنه ذو أربعة أبعاد وهي الطول والعرض والأرتفاع والزمن . الزمن الذي لا يمكن رؤيته أو نلتمسه بل ندركه ونعرفه ونعيشه . بهذا المفهوم هندس هذا العالم الكون كله وبهذه الأبعاد فأصبح الناتج في غاية التعقيد لأن نتائجه غير متوقعة وغير مرضية لدى الكثيرين ، لكن هذا ما صاغه في نظريته النسبية الشهيرة . لكننا نرجع ونقول من هو الذي يسيطر على الأبعاد الثلاثة ، هل هو الزمن الذي له بداية ونهاية ؟ وكيف نفهم تلك السيطرة ؟ علماً بأن غيره من العلماء الذين سبقوه ومن بينهم العالم الكبير نيوتن أعتبروا الزمن مطلق ويجري بالتساوي دون أن تكون له أية علاقة بأي مؤثر خارجي أو بألأبعاد الأخرى . لكن أنشتاين أصر على رأيه دون أن يصل الى النتيجة الصحيحة الغير مرئية أيضاً وهي الروح اللامحدود ولا يستطيع الزمن المحدود أن يحدده . نظريات وعقل أنشتاين المحدودة لاتدرك الغير المحدود أي الروح الذي هو البعد الرابع الحقيقي والذي يتحكم في الزمن وعلى الأبعاد الأخرى ومصدر كل الأرواح هو واحد وهو روح الله الخالق لكل شىء ، والله هو في اللازمن لا وبل هو الذي حدد الزمن ووضعه فكيف يخضع الله الى الزمن ؟ أو كيف الزمن يحدد عمر الله ؟ الله روح وكل الأرواح أنبثقت منه أو خرجت منه كروح الشيطان الذي خلقه ملاكاً ووضع فيه من روحه كما خلق الله الأنسان على صورته الروحية فنفخ في جسد الأنسان من روحه عندما صنعه من التراب .

لنلجأ أذن الى الكتاب المقدس ونقرأ الآيات الأولى فيه والتي تقول : ( … وكانت الأرض خربة وخاوية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياه . ) “ تك 2:1” . في اللغة اليونانية القديمة التي هي لغة الكتاب الأصلية تفسر كلمة يرف والذي يعنى بها الروح القدس ( البعد الرابع ) الذي كان يرف على الغمر ، أي كان يحتضن لا وبل يحتوي الأرض الخربة ( البعد الثالث ) هذا بالنسبة الى الكرة الأرضية فقط وهكذا كان يحتضن كل أجزاء البعد الثالث من كواكب ومجرات أخرى في الكون كله . هذا الروح الألهي الذي خلق هذا الكون ينتمي الى البعد الرابع ، وهو الذي يحتضن ويسيطر على عالم المادة ويخلق فيه الخير والجمال أو الموت ، وأخيراً الزوال ( طالع 2 بط 3 ) . نعم هكذا كان روح الله الخالق يحتوي البعد الثالث للأرض ويسيطر عليه الى حين خلق الحياة فيه والتي تنتمي الى البعد الثالث كالأنسان والحيوان والأشجار … الخ وحسب قول الكتاب : ( فخرج أمر جديد من آخر عتيق وأنبثق حياة من الموت وتكون جمال من قبح وحل الغنى محل الدمار والخراب ) .

هكذا عرفنا أن البعد الرابع هو الروح وهذا الروح الذي لا يرى ، علينا أن نؤمن به كما نؤمن بوجود الله ، والله لا يرى ، كذلك نؤمن بوجود الملائكة ، ووجود ارواح أخرى وكلها لا ترى بعيوننا المجردة ، وهذا هو الفرق بين الأيمان والعيان . الروح يدخل في الإنسان أيضاً لأن كل إنسان هو كيان روحي كما هو كيان جسدي ، فالإنسان يحتوي في كيانه على البعد الثالث والبعد الرابع وأنه ليس مجرد حيوان آخر ناطق ، بل يمتلك بداخله بعداً رابعاً له السلطان على البعد الثالث ، فعندما يستطيع الإنسان أن ينمي مجاله الروحي من خلال التركيز في رؤيا أو حلم ما ، يستطيع عندئذ أن يسيطر على البعد الثالث أي عالم المادة ويغيره ويمنح الجمال لكل قبيح والشفاء لكل مرض باحتضان الإيمان ، وعن حقيقة البعد الرابع التي تؤسس على الإيمان بواسطة الكلمة المنطوقة وقوتها الخارقة وأهمية استخدامها ستحدث الأعجوبة ، كما قال يسوع للبنت المائتة : ( يا طابيثا لك أقو ل قومي ) , أو عندما صاح إلى لعازر المائت قبل أربعة أيام والمنتن في القبر : (... لك أقول أخرج فعاد إليه الروح ) .

مطلوب من كل مؤمن أن يطور فيه البعد الرابع لكي يستطيع الوصول الى الله أي علينا أن لا نفكر في أجسادنا كيف تنمو وكيف تصح ، بل بالحري علينا أن نفكر في أرواحنا كيف تنمو وتلتصق بالله . لهذا قال لنا الرب : ( لا تفكر ماذا تأكل وماذا تشرب بل أطلب البر أولاً “ البعد الرابع “ والباقي يزاد لكم “ أحتياجات البعد الثالث “ ) . الروح الأنسانية التي تصنع الثمر . ليست لوحدها بل يجب أن تشترك مع الله في العمل لأنها تقترن مع روح الله وحسب الآية : ( ... وأما من أقترن بالرب فقد صار معه روحاً واحداً ) “ 1 قو 17:6 “ . الروح الأنسانية تدخل في شركة الروح القدس ، وأن أشتركت روح الأنسان مع الروح القدس ، سوف تستطيع أن تشترك الجسد معها ، وتقوده في العمل الروحي فيسيطر على عالم المادة ، وقد يستطيع الروح أن يرفع الجسد الى الجو كما أرتفع يسوع أمام ألأنظار ، وكذلك قديسين كثيرين وهم في الحياة وكما كان يحصل مع القديس الأيطالي الراهب الأب بادري دي بيو وهو في الحياة ، والذي أنتقل الى الحياة الأبدية عام 1968 وهذه واقعة حصلت له وكما دونت في كتاب “ القديس البادري بيو الكبوشي “: ( في نهاية الحرب العالمية الثانية قاد عميد القاعدة العسكرية الأمريكية سرباً من الطائرات ليقصف مستودعاً للذخيرة الألمانية قرب سان جيوفاني روطوندو الأيطالية . لكن القائد فوجىء برؤية راهب يرتفع من الأرض باسطاً ذراعيه فوق الهدف والمنطقة ، واذا بجهاز الطائرات يتوقف ولا يلبي الأوامر لضرب الهدف . أغتاظ القائد بعد محاولات فاشلة ، وقال من يكون هذا الراهب الذي يعرقل المهمة ؟ أبتعدت الطائرات عن الهدف ورمت قاذفاتها في البحر . بعد فترة من الزمن سمع القائد الأمريكي عن الراهب الكبوشي فأنطلق الى سان جيوفاني روطوندو لكي يتحقق الأمر . ما أن دخل الى سكرستيا الكنيسة فشاهد بين الرجال وعدد من الرهبان البادري بيو فعرفه على الفور فقال : ( هذا هو الذي شاهدته سائحاً في الجو ) لكن البادري بيو دنى منه ووضع يده المكممة على كتفه وقال له : ( أذن ، أنت الذي كنت تنوي أغتيالنا جميعاً ) فدهش القائد ، وتحرك قلبه عند نظرة ذلك الراهب . كان الناس يرون ذلك الراهب في بلدان عديدة من أيطاليا وفرنسا وأميركا دون أن يسافر الى تلك البلدان ويشتمون رائحة زكية تنبىء بحضوره . كذلك يستطيع الأنسان ألسير فوق الماء دون أن يخضع لقوانين البعد الثالث فتنال منه الجاذبية ، وكما سار الرب يسوع والرسول بطرس قبل أن يشك لكن بعد أن شك بطرس عاد الى البعد الثالث فبدأ يغرق . أما أذا كان الروح رديئاً فسيسحب جسد الأنسان الى عمل الشر كما سحب الروح الشيطاني أمنا حواء الى الشجرة ، وشاؤول الملك الى قتل داود . أذن ثمر الروح ، هوالذي يقود الجسد فيصبح معه ، فعلينا أن نميز الروح الذي نتعامل معه لكي نعرف هل هو من الله لكي نقرر السير معه ؟ قال بولس في “ رو 14:8” : ( لأن كل الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أبناء الله ) . تبين لنا بأن ثمر الروح هو نتيجة شركة الروح القدس مع الروح الأنسانية ، لأن الروح الأنسانية لوحدها لا تستطيع أن تعمل شيئاً بدون شركة روح الله معها علماً بأن الأنسان خلق لكي يكون هيكلاً للروح القدس وأن روح الله يسكن فيه وكما في الآيات : “ 1 قو 3 : 16 “ و “ 1قو 6 : 19 “ .

هكذا يستطيع أتباع اليوجا والبوذيين وغيرهم أن ينموا البعد الرابع داخلهم أي في" كيانهم الروحي" من خلال التركيز في رؤيا واضحة وصورة ذهنية للشفاء الذي يرجونه وبتركيز كل حواسهم نحوه وبالتالي يسيطرون على أجسادهم المادية التي تنتمي إلى البعد الثالث, فالكيان الروحي الإنساني لديه قدرة محدودة على الخلق والتغيير , الله أعطى الروح الإنسانية قدرة للتحكم في المجال المادي والسيطرة عليه ، وهكذا نفهم أن غير المؤمنين أيضاً يستطيعون من خلال إطلاق قدراتهم الروحية أن يسيطروا على عالم المادة المحيط بهم بما في ذلك أمراض الجسد, فلو نظرنا إلى هؤلاء المتعبدين للأوثان أمثال البوذيين ، فإنهم ينتمون للشيطان وأرواحهم البشرية تربط بروح الشيطان المخيمة على العالم ، ومن خلال البعد الرابع الشيطاني يستطيعون السيطرة على أجسادهم والأشياء المحيطة بهم ، وبنفس تلك الطريقة استطاع السحرة المصريون أن يصنعوا العجائب كما صنعها موسى تماماً لكن موسى غلبهم بقدرة روح الله القدوس .

الله غضب وحذر من هذه الأعمال وحرم آبائنا من تقديم أبنائهم وحرقهم بالنار المقدمة للآلهة وكما يفعل أتباع بعض المعتقدات في بلدان الشرق الأدنى والعالم . قال الرب منذ القديم لشعب إسرائيل : (عندما تدخل إلى أرض كنعان لا يجيز أحدا ابنه أو ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عارف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقي رقيةً ولا من يسأل جاناً أو نابغة ولا من يستشير الموتى لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب ) " تثنية 18: 10-12" وكما غضب الله من شاؤول الملك لأنه سأل عرافة ولم يسأل إلهه القدير . بإمكاننا نحن المسيحيون أن نتحد بأرواحنا ( البعد الرابع الإنساني) مع روح الله ( البعد الرابع الإلهي) وهكذا نسيطر ونتحكم في عالم المادة المحيط بنا كما فعل بطرس عندما قال للمشلول : ( باسم يسوع الناصري قم وأمشي ) فغلب على المرض "البعد الثالث " ليس بقوته كبعد ثالث بل كقوته كبعد رابع إنساني مع البعد الرابع الإلهي المنبثق من يسوع الناصري الإله الحي فأتحد الاثنان وتكونت قوة خارقة فكانت النتيجة قوية وملموسة.

هكذا نستطيع نحن المسيحيين بقوة الله أن نكشف كل شيء بواسطة الروح الذي يكشف لنا كل شيء فنعمل أشياء كثيرة ونتحكم بها بقوة الإيمان كما قال يسوع : ( إذا كان لديكم إيمان بقدر حبة خردل تستطيعون أن تنقلوا الجبال ) .

وبهذا الإيمان سيتحد البعد الرابع الإنساني بالإلهي فتتكون المعجزة, وهكذا أيضاً تحدث معجزات في ديانات أخرى حيث يستطيعون أن يصنعوا معجزات كما صنع السيد المسيح وأتباعه, وذلك لأنهم يمتلكون بعداً رابعاً في داخلهم يستطيعون من خلاله أن يسيطروا على أجسادهم وظروفهم حيث تتحد قوتهم هذه مع البعد الرابع الإبليسي فتحدث المعجزة ، والفرق بينهم وبين أتباع المسيح هو أن روحهم عندما تتصل مع روح الإبليس فستعتمد عليه فلا يمنحهم الإبليس الخلاص من الدينونة وحتى ولو صنعوا كل المعجزات وكان لهم كل المواهب بل سيكون مصيرهم النار كما يقول سفر الرؤيا : (الجبناء والغير المؤمنين والفاسدين والقاتلون والزناة والمتصلون بالشياطين وعبدة الأصنام وجميع الدجالين فمصيرهم إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت الذي هو الموت الثاني ) . لذا يجب أن نحذر من مكائدهم ونؤمن بأن إلهنا فقط هو القدوس الوحيد الفريد القادر على كل شيء أكثر من الشيطان وأتباعه, وقد أخبرنا الكتاب المقدس في سفر التثنية (13 : 20 –3 ، 7 ، 8 ) .

هكذا عرفنا بأن :

روح الأنسان + روح الأبليس ، أضعف من ، روح الأنسان + روح الله .

روح الأبليس أقوى من روح الأنسان لأنه عندما فقد طهارته بسبب سقوطه ، لم يفقد طبيعته ، فلا تزال له الطبيعة الملائكية وطبيعة الملاك هي أقوى من البشر وكما يقول “ مز 5:8” أما الأنسان فقال عنه الرب : ( أنقصه قليلاً عن الملائكة ) وأن للملائكة طبيعة قوية : ( ...المقتدرين قوة ..) وحسب الآية “ مز 103 : 20 “ . لهذا يصف مار بطرس قوة الأبليس بالنسبة الى قوة الأنسان في “ 1بط 8:5 “ قائلاً : ( … أبليس خصمكم كأسد يزأر ، يجول ملتمساً من يبتلعه هو ) .

وقال : ( إذا قام في وسطك نبي وحالم وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة أخرى لا تسمع له لأن الرب إلهك يمتحنك لكي يعلم هل تحبه من كل قلبك, وحتى ولو كان ذلك النبي والحالم هو أخوك أبن أمك وأبيك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك فلا ترضى منه ولا تسمع له ولا تشفق عينيك عليه بل قتلاً تقتله يدك تكون عليه أولاً لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيراً هذا ما كان يوصى به العهد القديم لهؤلاء الذين يعملون من أجل إبعاد الناس عن الله والاتكال على آلهة أخرى وعلى معجزاتها ) “ تث 13 : 1-3 ، 7-8 “.

أن روح الشرير منتشرة في العالم يسكن فيغير المؤمن ، أما المؤمنون فروح الله يسكن فيهم منذ المعمودية. هؤلاء المقاومون هم من العالم لذلك يستمدون كلامهم من العالم فيصغي أهل العالم لهم أما المؤمنون فهم من الله لذلك يصغي إليهم فقط من يعرف الله".

يوجد في بلدان مختلفة فئات يتصلون بالأرواح الشريرة فيقومون بأعمال عجيبة وقاهرة للطبيعة وقوانينها, فمثلاً في العراق يوجد جماعة تسمى (الكسنزائيين) يدخلون في حالة غير طبيعية بعد الاتصال بأرواح أخرى , تسمى هذه الحالة عندهم بالدروشة فيقوم بطعن صدره بالسيف ويخرجه من الجهة الثانية أمام أعين الناس , أو يبتلع قطعة كبيرة من الحديد أو يدفعه في بطنه لكي يخرج من الظهر أو يأكل زجاج أما م الناظرين وهذه الأعمال لا يستطيع القيام بها إلا بعد دخوله في حالة الدروشة وإلا فإنه سيموت برصاصة صغيرة كما مات الكثيرين من هذه الفئة في الحروب التي دخلها العراق في العقود الأخيرة فقتلوا بشظية مدفع أو رصاصة بندقية. كل تلك الأعمال تخدع حواس الناظر لكي يؤمن بقدراتها فيبتعد عن دائرة الأيمان الحقيقي .

هناك أيضاً فرق بين الأعمال السحرية أو الاتصال بالأرواح وبين الفنون , فهنالك فنون سحرية تعتمد في أدائها على السرعة واستخدام مواد لمساعدة الفنان في خداع الناس لو سرد عملها لأي إنسان يستطيع القيام بها وهناك بلدان متقدمة في هذا الفن كروسيا وغيرها كذلك يوجد مشاهير في هذا المجال.

أما عن لغات البعد الرابع فهي إن الروح القدس غير محدود بمكان لذلك يستطيع احتواء كل الأرض والسيطرة عليها أما روح الإنسان فمحدودة داخل الجسم المحدد بالزمان والمكان كما قال الفيلسوف الكبير سقراط : الجسد هو عائق لحرية الروح ويقيد انطلاقها إلى الخارج .

لذا لم يخف سقراط من الإعدام لأنه كان مؤمنا بأن روحه ستنطلق من قبضة الجسد وستحلق حيث الخير والحق والجمال السرمدي. ولهذا نقول أن الوسيلة التي يستطيع بها روح الإنسان أن ينطلق ويمارس عمله هي من خلال الرؤى والأحلام التي يغرسها الروح فيه والتي هي لغات البعد الرابع .

وهذه نبذة تاريخية عن الرؤيا والأحلام : كان البعض من المفكرين في الأزمنة القديمة يعتقدون أن مستقبل كل إنسان في أحلامه إذا تمكن من تفسيرها, وهي عالم غير محدود ينتقل إليه النائم ليتحسس أفكاره وبصماته في سير أعماله وشؤونه الشخصية ولا تجد أي من حضارات الأرض القديمة إلا وأولت الأحلام أهمية خاصة اقترنت بالاعتراف منهم والإقرار بأسرار غيبية فيها بدأ ًمن الحضارات الشرقية القديمة إلى الحضارة اليونانية حيث كان أفلاطون وأفلوطين من جملة من أعتقد بالأحلام . حتى أن أرسطو وغيره علموا بوجود قوة خارقة للعادة , وتكلموا في ماهيتها وعالجوها بالاستدلال و البرهان ولكنهم لم يستطيعوا إخفاء عجزهم عن الوصول إلى نظرة موضوعية للرؤيا والتي لا بد أن تحتاج إلى عنصر الإيمان سواء كان الإيمان بالطريق السلبي الشيطاني أو الإيجابي الإلهي وهذا الإيمان سلاحاً ودليلاً وغاية فكان الإرباك واضحاً في وجهات نظرهم وربما نظرت بعض الشعوب إلى الرؤيا بشكل آخر كباب العرافين والمنجمين... الخ.

عندما يعطي الروح القدس رؤيا في روح الإنسان فإنه سيبدأ في احتوائها وتنطلق روحه لتصبح في أجوائها خارج نطاق المكان والزمان المحيطين به وتظل هكذا حتى تبدأ هذه الرؤيا تتحقق في عالم الواقع المادي وعندئذ يكون البعد الثالث قد خضع إلى البعد الرابع فيكون ذلك الإنسان قد شارك الروح القدس في عملية خلق جديدة, لهذا يقول الكتاب المقدس: ( سيجعل شبابنا يرى رؤى ويحلم شيوخنا أحلاماً ) فمن خلال تلك الرؤى والأحلام نستطيع أن نتخطى محدودبة الجسد المادي ونخلق مع الروح القدس فوق كل الخليقة ولهذا السبب أيضاً يقول الكتاب المقدس (بلا رؤيا يجمح الشعب ) "أم29: 18” و يقول أيضاً الذي يكون بلا أحلام أو رؤيا فإنه لم يكن مبدعاً خلاقاً. إذاً فالرؤيا و الأحلام هي لغة البعد الرابع ومن خلالها يتعامل الروح القدس مع أرواحنا وقد يخطف الروح القدس أرواحنا إلى عوالم أخرى كما خطف الرسول بولس الى السماء ، واسطفانوس ويوحنا الإنجيلي وغيرهم من المؤمنين الى تلك العوالم التي وجدوا فيها العجائب وكما قال بولس : ( ما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن … أعده الله لمحبيه ) “ 1 قو 9:2” كيف عرف بولس هذه العطايا ؟ عرفها بالروح وحسب قوله : ( الله كشف لنا ذلك بالروح فأن الروح يتقص كل شىء ، حتى أعماق الله . فما من الناس يعرف ما في الأنسان الا روح الأنسان الذي فيه وكذلك فأن ما في الله أيضاً لا يعرفه أحد الا روح الله ، أما نحن فقد نلنا لا روح العالم بل الروح الذي من الله ، لنعرف الأمور التي وهبت لنا من قبل الله ) “ 1قو 12:2 “

لقد سقط آدم وحواء من النعمة لأن الإبليس يدرك أن الرؤيا الموجودة في ذهن وروح الشخص لا تستطيع أن تتحكم في أفعاله ومصيره ولهذا فقد استخدم تكنيكاً يرمي فيه غرس رؤيا في ذهن حواء إذ قال لها :"تعالي وانظري إلى ثمرة تلك الشجرة المحرمة إن النظر إليها ليس محرماً, فلماذا لا تأتين وتنظرين ؟! ولا النظر إلى الشجرة يبدو غير ضار, تقدمت حواء ونظرت إلى الثمرة, ولم تنظر نظرة عابرة بل ظلت ناظرة إليها حتى تكونت الرؤيا داخل ذهنها وفي روحها ويقول الكتاب : ( فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل , وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل) “تك3 :6 “ قبل أن تمد يدها لتقطف الثمرة كان قد تكون بداخل ذهنها رؤيا عن الثمرة أنها جيدة للأكل وبهجة للعيون وشهية للنظر , وعندما سيطرت تلك الرؤيا الموجودة في البعد الرابع بداخلها على جسدها جعلتها تمد يدها وتأخذ من ثمرها وتأكل .

الرؤيا في داخل البعد الرابع الإنساني يخلق خيراً وشراً ! لقد نظرت حواء جيداً إلى الثمرة وتكون بداخلها تخيل واضح عن جمالها وحلاوتها وقدرتها على أن تصيرها مثل الله عارفة الخير والشر. وهكذا وجدت نفسها منجذبة نحو تلك الشجرة كما لو أن هناك قوة تشدها تجاه الثمرة المحرمة فتقدمت وأخذت من الثمر وأعطت بعلها أيضاً فأكل معها وهكذا سقطا من النعمة. لو كان مجرد النظر ليس مهماً فلماذا أوقع ملاك الرب تلك الدينونة القاسية على امرأة لوط ؟ نقرأ في " تك 19 :17” ( أهرب لحياتك لا تنظر إلى ورائك ) لكن امرأة لوط نظرت خلفها فأصبحت عمود من ملح ، لقد وقعت عليها هذه الدينونة لمجرد أنها نظرت إلى الوراء. قد نقول بأن هذه الدينونة قاسية أكثر من اللازم لكن لو عرفنا قانون الروح لأدركنا أن هذه الدينونة عادلة لأن امرأة لوط عندما نظرت إلى الوراء لم تكن تنظر بعينيها الجسديتين فحسب, بل أن ما تراه سيدخل إلى نفسها ويصعد إلى روحها وتبدأ تشتهي الرجوع إلى ما تركته في سدوم وعمورة وإذا تملكتها هذه الشهوة فسوف تتحول رجوعاً إلى دائرة الموت ولهذا كانت دينونة الله عادلة على النظرة الأولى .

الله دائماً يستخدم تلك اللغة ، لغة الرؤى والأحلام ليغير بها حياة الكثيرين من أبنائه فمثلاً في " تك 13: 14, 15” ( وقال الرب لإبرام بعد اعتزال لوط عنه ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد ) .

لم يقل الله " يا إبرام أنا سأعطيك أرض كنعان " بل طلب منه أن يقف وينظر شمالاً وغرباً وشرقاً وجنوباً , لقد أراد أن يكون بداخله رؤيا لقد نظر إبراهيم إلى الأرض أولاً ثم عاد إلى خيمته لكي يحلم بامتلاك تلك الأرض وبدأ الروح القدس ينمي الرؤيا بداخل البعد الرابع لإبراهيم حتى استطاع الإيمان أن يمتلكه ويسيطر عليه وهكذا عندما وعده الله بإسحق وكان ابن مائة سنة وسارة بنت التسعين، فعندما أتى الله الى إبراهيم فقال له : ( سيكون لك ابن ) ضحكت سارة عندما سمعت بسبب عدم إيمانهما بذلك لكن الله عنده الطريقة المناسبة التي يعالج بها عدم إيمانهم باستخدام البعد الرابع , فذات مساء دعا الله إبراهيم إلى خارج الخيمة وقال له أحص نجوم السماء فبدأ إبراهيم يحصى نجوم السماء. والعلماء اليوم يقولون أننا نستطيع بالعين المجردة أن نحصي 6000 نجم وهكذا نتخيل كيف كان إبراهيم يحصي ويحصي ويخطئ وهكذا قال للرب إنني لا أستطيع أن أحصي كل هذا العدد الضخم من النجوم عندئذ أجابه الله أن نسلك سيكون مثل نجوم السماء وهكذا بدأ إبراهيم يرى تلك النجوم كأنها وجوه نسله الموعود وظلت هذه الصورة تتوارد إلى ذهنه وأصبحت حلمه الذي يلازمه دائماً وهكذا نمي البعد الرابع فيه وآمن بكلمة الله وبدأ يشكر ويسبح.

من الذي غيّره هكذا ؟ الروح القدس الذي تعامل بالرؤى والأحلام غّيره تماماً. إننا لسنا كائنات حيوانية مجردة من الروح بل عندما خلقنا الله وضع فينا بعداً رابعاً _ الكيان الروحي _ وأمرنا أن نسيطر على عالم المادة كبعد ثالث مع أشتراك روح الله الساكن في جسد الأنسان المؤمن .فمثلاً نجد الكتاب المقدس الله يستخدم قانون البعد الرابع مع يوسف حيث نقش الله في روحه منذ حداثته رؤى وأحلاماً جعلت لديه فكرة واضحة عن مقاصد الله نحوه وحتى بعد أن بيع عبداً إلى المصريين ظل محتفظاً بالرؤى التي في روحه . وبالأحلام كان يتصل الله بواسطة ملاكه بيوسف البار ويأمره بماذا يعمل بالطفل يسوع وأمه . وهكذا دعا الله موسى إلى جبل سيناء وأعطاه صورة روحية واضحة عن خيمة الاجتماع المزمع بنائها وعندما نزل موسى بدأ يبنيها كما رآها في روحه وهكذا كان الأمر مع أشعيا وأرميا وحزقيال ودانيال حيث كانت دعوة الله في أرواحهم التي هي البعد الرابع وقد تعلموا الحديث بلغة الروح القدس وهكذا استطاع يسوع أن يغير سمعان الذي يعني قصبة فعندما أتى به أندراوس إلى المسيح نظر إليه وقال له أنت سمعان ؟ أنت قصبة تحركها الريح , شخصيتك يمكن ثنيها بسهولة في لحظة تثور وتغضب وفي اللحظة التي تليها تضحك وتمرح أحياناً تبدو شرساً وأخرى لطيفاً ، أنت حقاً مثل القصبة لكني سأدعوك صخرة . كما غير الله اسم يعقوب إلى إسرائيل ومعناه (يصارع أو يجاهد الله أو أمير الله) لقد كان مخادعاً محتالاً لكن الله أعطاه هذا الاسم وبعد هذا التغيير فعلاً أصبح أمير الله .

في العقود الأخيرة استحدث علم جديد يسمى بالباراسايكلوجي الذي يبحث عن مواضيع خارجة عن إرادة العلم وتجاربه فيدرس مواضيع كثيرة نستطيع أن نسميه ب ( علم ما وراء الطبيعة ) غايته الوصول إلى ما لا تستطيع التجارب والعلوم الأخرى الوصول إليها أي البعد الرابع . طرق وأساليب الباراسايكلوجيين كثيرة ومتعددة . وكذلك بالبعد الرابع ينخرط الكثيرون في رياضات اليوجا ومناجاة الأرواح وتحضيرها وهم يتعلمون كيف يشخصون إلى صورة ذهنية واضحة, ويكررون جملة واحدة مرات عديدة حتى يسموا بأرواحهم فيستطيعون عندئذ أن يصنعوا المعجزات ، لكن يجب أن نعلم ونعلّم الجميع أن إلهنا هو القدير ونستطيع أن نقنع المقابل بالكتاب المقدس الذي يخضع أيضاً إلى البعد الرابع قد لا يستطيع البعض فهمه بالبعد الثالث لأنه لا يخضع له بل يخضع إلى الروح القدس البعد الرابع وهكذا المؤمنين أيضاً يستطيعون بالإيمان أن يعملوا أعمالاً أكثر منهم ويحقق الوعد المكتوب بأنه يعطي لشبابنا رؤى ولشيوخنا أحلاماً أما أتباع اليوجا ومناجاة الأرواح الذين يتصلون بالبعد الرابع الشيطاني فإنهم يشبهون سحرة فرعون لكن علينا أن نلتصق نحن بإلهنا القدوس ، فاقترابنا منه دائماً بالإيمان ، لأن بالإيمان تحقق المعجزات لأن الله سيضعنا في بعده الرابع فنكون مثل موسى وبولس وبطرس وغيرهم نتحدى أعمال الآخرين فتظهر القدرة المعجزية لله فينا ونزيح ونحطم آلهتهم السحرية أمام العالم فالذي يعمل بقوة الله فإن عمله معروف ، أما من يعمل بقوة الإبليس فمعروف أيضاً لذا قال يوحنا في ( 1 يو 4: 1-2) "( أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح لتتأكدوا من كونها أو عدم كونها من عند الله لأن عدد كبير من الأنبياء والدجالين قد انتشر في العالم وهذه الطريقة التي تعرفون بها كونه من الله هي إذا كان ذلك الروح يعترف بأن يسوع المسيح قد جاء إلى الأرض في الجسد وصلب فمات ثم قام في اليوم الثالث فهو من عند الله وإن كان ينكر ذلك فهو من الشيطان ) .

علينا أذن نحن المؤمنين أن لا ننظر بالعيون التي تبصر المرئيات والتي تعود الى البعد الثالث فتبعدنا عن الخالق ، بل يجب أن ننظر بعيون الروح لكي ننظر الى الغير المرئي وهو الأفضل لنا ، كالله وعرشه والملائكة ، والملكوت وما أعده الله لنا من منازل وغيرها ونتأمل في ذلك عميقاً لكي نرى ونتلذذ بها كما كان يفعل أبينا داود الملك : ( تأملت فرأيت الرب أمامي في كل حين ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع ) . أذن علينا أن نغمض عيوننا عن المرئيات ، لكي ننظر الى ما لا يرى ، الى عالم الأرواح ، الى المساكن التي لم تصنعها الأيادي ، الى السماء التي رآها بولس ويوحنا بعيون البعد الرابع الروحية والتي عبر عنها بولس : ( ألله كشف لنا ذلك بالروح ، فأن الروح يتقصى كل شىء حتى أعماق الله . فما من أنسان يعرف ما في الأنسان الا روح الأنسان الذي فيه ، وكذلك فأن ما في الله أيضاً لا يعرفه أحد الا روح الله ، أما نحن فقد نلنا لا روح العالم “ البعد الثالث “ بل الروح الذي من الله ) “ 1قو 2 : 9-12 “ . علينا أن نلتزم أذن بقول الرب : ( حيث يكون كنزك ، هناك يكون قلبك ) لنرفع بصيرتنا وقلوبنا نحو العلا ، نحو ما هو أفضل لكي نميز حقيقة وثمن الحياة الأبدية ، وتفاهة جميع المرئيات ، هكذا نعيش ونتحد مع البعد الرابع الألهي من الآن فنحقق كلام الرب بأن الملكوت يبدأ من هنا .

ولإلهنا القدير المجد دائماً .

بقلم

وردا أسحاق عيسى

وندزر كندا

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4648 ثانية