عشتار تيفي كوم - باسنيوز/
لم تستطع ام جان ان تحبس دموعها وهي تذكر مأساة فقدانها لابنها الشاب الذي لم يتجاوز العشرينات من عمره . والذي مات قتلا بنيران الغدر ،بعد حرقة التهجير الذي أصابه، وتركه لبلده العراق ،مقررا العودة ،ولكن قتله كان ضريبة العودة الى حبيبته بغداد.
أم جان هي سيدة مسيحية عراقية آلمها الوداع قسراً لموطنها في العراق،ولكن حفاظا على ابنائها قررت الهجرة الى تركيا..لكن لم تمضي سوى أشهر حتى قرر ابنها العودة الى العراق لكي يلقى حتفه ويترك في قلبها حصرة لن تزول مدى الحياة، حيث مات بعيدا عن اهله واخوته وبالتالي لم تستطع هي ان تلقي نظرة اخيرة عليه.
لم تنتهي قصة الحزن هذه بموت جان،بل استمرت فصولا..فعائلة جان مضى على وجودها مايقارب الثلاث سنوات في تركيا في انتظار المجهول بعد ان قررت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فصل الاب والام عن ابناءهم الثلاث بقرار ارسالهم الى كندا وارسال الاهل الى امريكا ، لتضع العائلة في حزن جديد لم يقدر الاب والام تقبله وتحّمله فلم يقبلوا بقرار المفوضية ليتم رفض معاملة لجوئهم، وبذلك فقدوا الامل الضئيل الذي كان قد تبقى لهم في ان تتحسن احوالهم.
وحال عائلة ام جان حاليا ليس بأفضل من حال الالاف من العائلات العراقية اللاجئة في تركيا والتي يشوبها الشعور بالملل والرتابة ،خاصة وان المفوضية العليا للاجئين حددت مواعيد لاجراء المقابلة مع الكثير من هذه العائلات في عام 2022، وهو ما يقلقها بسبب السنوات الطويلة التي يتحتم على هذه العوائل قضاءها في ظل ظروف معيشية صعبة للحصول على فرصة المقابلة فقط دون ان يعني ذلك خلاصاً من ما تعانيها هذه العوائل من مآسي وصعاب .