غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس الأحد الجديد ويرفع الصلاة راحةً لنفس المثلَّث الرحمات قداسة البابا فرنسيس      سيادة المطران بشار وردة: حضور نيجيرفان بارزاني في وداع البابا فخر لكوردستان والعراق      أمسية تاريخية في المركز الاكاديمي الاجتماعي في عنكاوا      البطلة إيلاريا يوسف غسان تحصد المركز الأول في القفز والحركات الأرضية للمرة الثانية تواليًا      رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني يشارك في تشييع البابا فرنسيس إلى مثواه الأخير      مراسم جنازة البابا فرنسيس      غبطة البطريرك يونان يصلّي ويلقي نظرة الوداع على جثمان المثلَّث الرحمات قداسة البابا فرنسيس المسجَّى في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان      صور.. القداس الإلهي بمناسبة تذكار القديس مار بينا / ارموطا      صور.. تذكار مار كوركيس في قرية تن بحضور سيادة المطران مار أزاد شابا      صلاة لراحة نفس البابا فرنسيس في عنكاوا كاتدرائية ماريوسف الكلدانية      لا تجربوا الأدوية على أطفالكم!.. أدوية للبالغين تشكل خطورة كبيرة على الأطفال      شباب برشلونة وسيداته فازوا بالثلاثية والرجال يقتربون      في السابع من أيار مايو بداية الكونكلاف      اجتماع "جيد" للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني دون حسم للمناصب      إطلاق مشروع المدارس الرقمية في اقليم كوردستان      استفحال ظاهرة تسول الأطفال يدفع الحكومة العراقية للتحرك      هواوي تختبر معالجاً قوياً قد ينافس منتجات إنفيديا      بدء عودة الكهرباء بعد انقطاع ضخم في إسبانيا والبرتغال      فانس يحذر: استمرار نزاع أوكرانيا قد يتحول لحرب نووية      في السابع من أيار مايو بداية الكونكلاف
| مشاهدات : 1575 | مشاركات: 0 | 2025-03-29 06:33:20 |

على قاعدة الإتضاع نقاوم المجد الباطل

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

قال الرب يسوع ( تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب ) " مت 29:11 

   لأجل البلوغ إلى نعمة التواضع علينا أن لا نتكل على قدراتنا الذاتية فحسب بل أن نستقي من تعليم الإنجيل المقدس الذي يعلمنا دروس كثيرة في هذا الموضوع . وأول درس في التواضع نطالعه في قصة ميلاد ملك الملوك في مغارة بيت لحم ، في حضيرة للحيوانات ! حياة الإنسان تصدمه بتجارب كثيرة قد تدفعه غلى التمرد للدخول في دائرة الكبرياء ، فهناك صراع بين الأثنين . التواضع هو الإقتداء بالمسيح المتضع ، كما إقتدى به الرسول بولس وأعطى لنا نصائح في هذا الدرس ، قال ( إتموا فرحي بأن تكونوا على رأي واحد ، ومحبة واحدة ، وقلب واحد ، وفكرٍ واحد . لا تعلموا شيئاً بدافع المنافسة أو العجب ، بل على كل منكم أن يتواضع ويعد غيره أفضل منه . .. ) " في 2:2-5 " .

 المؤمن الذي يتبى على قاعدة الإتضاع يستطيع أن يقاوم المجد الباطل في هذا العالم ، والعالم يقدم مجده لكل من يستعبدهُ ، كما حاول رئيس هذا العالم ( الشيطان المجرب ) أن يقنع الرب يسوع للسجود له مقابل أن يقدم له العالم . هذا العالم وما يحتويه باطل ومزمع أن يتلاشى في أي ساعة أو لحظة . كما نقول العالم يتلاشى لأي إنسان في لحظة موته ، فكل ما كان يملك سيصبح ملكاً للآخرين . والذي يتلقى المجد من بني البشر لا يستطيع أن يثبت في الغيمان لأن مجد الأرض يبعده عن مجد الله . المجد الحقيقي الذي يجب أن نطلبه فيأتي من فوق وهو المجد الصادق ( راجع يو 44:5 ) . لا يجوز للمؤمن أن يحصل على المجد في هذا العالم ، لأن المجد يحصل عليه في السماء . لهذا قال يسوع ( لست أبحث عن مجدي ) " يو 50:8 " . لأن مجد العالم باطل .

 كتب باسكال عن خطر الكبرياء فقال ( أن الكبرياء هو متأصل في قلب الإنسان إلى حد أن جندياً أو طباخاً أو حمالاً يفتخرون أو يريدون أن يكون لهم معجبون ، وكذلك الفلاسفة يريدون ، والذين يكتبون ضد هذه النقيضة يتوخون المجد على أنهم أحسنوا الكتابة . والذين يقرأون يريدون أن يكون لهم مجداً لأنهم قرأوها ، وأنا الذي أكتب هذه الكلمات ربما تراودني هذه الرغبة ، وربما الذين يقرأونها ... ) .

     للمجد الباطل قدرة تغيير الإنسان المتضع إلى فعل الكبرياء ، لكن مع النعمة يمكن الإنسان أن يخرج ُ ظافراً من تلك المعارك الرهيبة ليخلص من كل فخ .، وإن سقط يستطيع أن يعترف متواضعاً ونادماً ليمجد الرب في سيرته . والله يمد له يد المساعدة ، بل يبحث عن كل ظال لينقذهُ . وعلينا أن نشعر بوجود الله في حياتنا لكي نتكل عليه بمخافة وهو يكشف لنا إرادته لكي لا نسقط في حفرة الكبرياء . وقد يعطي لنا علامة لكي تذكرنا بوصايا الله في حياتنا كما فعل مع بولس في هذا الشأن ( ومخافة أن أتكبر بسمو المكاشفات ، أوتيت شوكة في جسدي : رسولاً للشيطان وكل إليه أن يلطمني لئلا أتكبر ) " 2 قور 7:12 " .

 لكي لا يتكبر الإنسان ويرتفع حتى في أفكاره فالله يضع له أثقالاً تمنعه من الإندفاع نحو الخطيئة . يقول المزمور ( أوقعنا في الشبكة وألقيت حملاً على ظهرنا ) " 11:66" .

   أفضل إرادة عند الإنسان هي التي تجعل نفسه صغيراً ، فيبدأ بالعيش في التواضع الباطني أولاً ، أي تواضع القلب والضمير الذي يعطيه فضيلة تقوده نحو السمو وذلك عندما يلبس المسيح في حياته فيعمل ويشعر نفس شعور المسيح الإنسان الذ وضع نفسه وأطاع حتى الموت ، موت على الصليب . لذلك رفعه الله ( راجع في 8:2 ) هكذا سيرفع كل متضع في هذا العالم إلى عالم الخلود .

   لنتضع كالماء الذي هو شريان الحياة في هذا العالم كما هو الدم في الإنسان . الماء المتضع يستقر في قعر الأشياء . قال عنه القديس فرنسيس الأسيزي ( أخينا الماء رمزاً للتواضع ، إنه مفيد جداً ومتواضع جداً ، ونفيس وعفيف ) .

فعلاً الماء لا يرتفع أبداً بل ينزل ليستغل أوطأ نقطة محكمة . وهكذا علم يسوع تلاميذه درس التواضع ، فقال لهم ( من أراد أن يكون أول القوم ، فليكن آخرهم جميعاً وخادمهم ) " مر 35:9 " . فالتواضع الذي أعلنه المسيح هو خدمة مجانية ضرورية وكما فعل إبن الإنسان الذي جاء ليخدِم لا ليُخدَم . ( مت 28:20 ) .

نختم الموضوع قائلين : المتواضع الحقيقي هو أن يجعل الإنسان نفسه صغيراً ليس لغاية شخصية منفعية بل لأجل محبة صادقة . يسوع الإله لم يكن صغيراً أو ضعيفاً ، بل إلهاً ورباً قديراً ، لكن لمحبته جعل ذاته صغيراً وخادماً للجميع . كان آباء الكنيسة يقتدون بسيرته ، ويعيشون أقواله ونصائحه كما عاشوا رسله الأطهار الذين قال لهم ( فإن كل من يرفع نفسه يوضع ، ومن وضع نفسه يرفع ) " مت 12: 23 " . وفي تواضع وضعف الإنسان تكمل قوة الله ، والله يرفع الإنسان المتضع إلى عرش السماوي لكي يعيش معه الحياة الأبدية .  مجداً لإسمه القدوس .

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5824 ثانية