قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 6631 | مشاركات: 0 | 2010-08-28 14:03:09 |

السريانية لغة وثقافة وحضارة الجزء الثالث :السريان ونقل البشارة

نافع شابو البرواري

نافع البرواري

لقد كتبتُ مقالتين عن "السريانية لغة وثقافة وحضارة – الجزء ألأول والجزء الثاني"(يُمكنكم الأطلاع عليها بالرجوع الى الرابط 1و2 أدناه ):

http://forum.iraqchurch.com/showthread.php?t=11203

http://www.ishtartv.com/viewarticle,27355.html

 وفي هذه المقالة والمقالة اللاحقة, أنشاء الله, سنتكلم عن السريان ونقل البشارة(الخبر السار) كما جاء في دراسة منشورة في كتاب "ينابيع سريانية"(يحتوي هذا الكتاب على دراسات كُتبت بأقلام نُخبة من العلماء والباحثين الذين أفرغوا عُصارة أفكارهم ومعرفتهم وعطائاتهم) .

لتسليط المزيد من ألأضواءعلى دور كنيسة السريان (بفرعيها ، الغربي والشرقي) في نشر البشارة (الخبر السار) في الشرق قاطبة ، علينا نحن مسيحيي اليوم"مشيحايي", أن نفهم جذورنا التاريخية وينابيعنا السريانية"سورايي" سواء كُنا تابعين اليوم للكنيسة الكلدانية أو السريانية ألأرثوذوكسية والسريانية الكاثوليكية أو الآشورية الشرقية. فنحن اليوم لا نستطيع أن نفصل بين هويتنا كأمة شعت حضارتها ألأنسانية في العالم عامة وفي الشرق خاصة, وبين جذورنا وأصولنا المسيحية وذلك لنستطيع قراءة الماضي على ضوء الحاضر لأعادة قراءة مسكونية للجذور نفسها لنتجاوز الصراعات وألأنشقاقات وأنفصالات الماضي, لأن الذي يفقد هويته وجذوره التاريخية يكون كالشجرة التي تُقلع من جذورها فتذبل وتموت, وعندما نعود الى ينابيعنا وجذورنا ، عندها نستطيع ألأهتمام بحاضرنا ومستقبلنا ونحافظ على أيماننا وهويتنا و تاريخنا وتراثنا وتقاليدنا ووحدتنا في تحقيق أهدافنا وامالنا, فنحن ورثة حضارة قدمت للعالم من العلوم والمعارف ألأنسانية ما لا يمكن أخفائه أو أنكاره, لا بل أنّ السريان كانوا من السبّاقين الأوائل في نشر المسيحية في العالم أجمع منذ القرن الأول الميلادي وخاصة في الشرقين ألأوسط وألأدنى.

يقول الكاردنال موسى داوود(1):

"ان نموذج (التاريخ الكنسي) لأوسابيوس هو مُجتزئ, لأنّ ألأتجاه الذي تطّورت ضمنه الرسالة المسيحية ليس فقط ذاك الذي قاد من أورشليم الى روما. فالأنجلة (التبشير) أتَّبعت أيضا طريقا آخراً قادها نحو المشرق والهند والصين حيث نشأت جماعات مسيحيّة تطورت خارج حماية ألأمبراطورية الرومانية, في سياق تاريخي من الصراع بين تلك ألأمبراطورية وألأمبراطورية الساسانية, وفي منطقة حدودية وصدامية بين هاتين القوّتين العظيمتين في ذلك الزمان. غير أنّ كُلّ هذا لم يُمنع الكنيسة السريانية الشرقية خصوصا من أن تمتلك أنطلاقة شبيهة بأنطلاقة الغرب, قادتها الى تحقيق عمل تبشيري كبير في ألألفية ألأولى. لقد تعدّت كنيسة المشرق التقليد الذي يُنسب الى يهوذا التوأم (توما) الوصول الى الهند, فانتشر مرسلوها في الصين, كما تشهد على ذلك مسلّة كسي- ان سنة 781م."

وسنتناول في هذه المقالة ما نشر في كتاب "ينابيع سريانية "دراسة بعنوان:

"السريان ونقل البشارة " عن دور مُبشروا الكنيسة المشرقية في نشر بشارة الخلاص الى الجزء الكبير من العالم الشرقي قبل الحملات التبشيرية الغربية بعدّة قرون (2).

يقول الرب يسوع المسيح :" وكما أنّ البرق يخرج من المشرق ويلمع حتى المغرب, كذلك يكون مجيء ابن ألأنسان"متى 24:27" هكذا كان اندفاع الرسل بطريقة خارقة للعادة لتأسيس كنيسة ألشرق الممتدّة من البحر المتوسط ومصر غربا الى الصين شرقا, ومن أرمينيا وسمرقند وأذربيجان (قرب باكو) شمالا الى الجزيرة العربية واليمن والخليج العربي جنوبا.

فمنذ بدء المسيحية أهتمت كنيستان سريانيّتان بنشر البشارة الطيّبة :

1- كنيسة المشرق المسمّاة نسطورية.

2- والكنيسة السريانية ألأرثوذكسية, من دون أن ننسى الكنيسة اليونانية الملكية.

الكنيستان ألأولى (النسطورية) والكنيسة السريانية ألأرثودكسية  كانتا نشيطتان خصوصا في شبه الجزيرة العربية واليمن والحبشة ومصر وفلسطين وحتى الهند (سنتكلم عن البشارة في الجزيرة العربية باسهاب, في مقالاتنا القادمة انشاء الله ومن مختلف المصادر), بل أنّ الكنيسة الشرقية كانت لها بصمات في الغرب منذ بداية المسيحية وخاصة في بلاد الغال (فرنسا حاليا) وبما أنّ الديانات تحمل معها دائما لغاتها فأِنَّ ألأبجدية السريانية التي نقلها الى آسيا رهبان دير بيت عابي (بيت الغابات يقع شمال العراق في منطقة كانت تسمّى المرجا) أُستخدمت في الماضى كأداة كتابية لنسخ ثقافات عدّة شعوب اسيوية كانت الكنيسة الشرقية تأخذ في عين ألأعتبار ثقافة ألشعوب وتندمج في اصالتها, وكانت لها القدرة على التكيّف مع ألأوساط ألأجتماعية والثقافات والمدنيات وتولي أنتباها للعادات ألأهلية وكان أكليروسها ينحدر في معظمه من الوسط المحلي, والمرسلون كانوا يحافظون على اللغة ألآرامية و يقبلون أن تتم القراءات والأناشيد الكنسية باللغات المحلية ، كتب عبد يشوع بربريخا (1318م) على لسان الرسل(ألأولين) الذين بشَّروا بلاد ما بين النهرين يقول:

قال توما الرسول:"أنا رسول الهنود والصينيين".

وقال أداي (وهو تلميذ الرسول توما): "أنا رسول كُلّ بلاد فارس.

انطلقت كنيسة المشرق من بغداد (سلوقية – قطيسفون القديمة - ووسعت حلقة من بشّرتهم, على الصُعد الدينية والثقافية واللغوية, بين القرن الثاني والثالث عشر, من المتوسط الى الهادي. ففي عهد الجثليق مار ابا ألأول (540-552م), تكثّفت حركة ألأنتشار وأمتدت انذاك في كُلِّ آسية. وكانت حاضرة على نحو ناشط في حوض المتوسط وفي الشرقين الأدنى والأوسط, وفي اسيا الوسطى وفي الشرق ألأقصى, ومن غرب بلاد الرافدين حتى شواطيء المتوسط, وفي أرمينيا وفلسطين وقبرص, ولكنها أيضا وصلت الى الجنوب الشرقي لشبه جزيرة الدكّان, أي شاطئ المالبار في غرب الهند, وجزر بورنيو وسومطرة وجاوا, وجزر الملوك (سرام...)في ماليزيا الحالية, وتوجّهت شرقا حتّى جنوب شرق سيبيريا, وحتى قلب ألأمبراطورية الصينية. ولقد وجدت اثار للأنتشار السرياني حتى في البنغال. ففي عام 1506م ألتقى الرحالة لوي دي فارتيما في تلك البلاد تجّارا نساطرة قادمين من سارنام, العاصمة القديمة لسيام (تايلند الحالية), قادوه الى بيغو (عاصمة بيرمانيا القديمة ) حيث كان للملك ألف مسيحي في خدمته. وهؤلاء التجار أصطحبوا لوي دي فارتيما معهم عندما ذهبوا الى بورنيو وجاؤا الى جزر الملوك للمتاجرة .

من بلاد الرافدين الى بلاد فارس وآسيا الوسطى.

  ما أن أشرف القرن الثاني على نهايته حتى وُجد مسيحيُّون في باكتريان (في شمال أفغانستان , وحاليا منطقة بلح ). وكنيسة المشرق أسست بفضل مبشّريها ومنذ القرن الثالث, مقاطعات كنسية وأقامت اساقفة في فارس, وعيلام, وخراسان, وسجستان, وما وراء نهر أوكسوس(أمور داريا حاليا) وشبه الجزيرة العربية, وعلى أمتداد الخليج الفارسي من الكويت حتى مضيق هرمز, وفي بلاد الصغد, وفي جنوب العراق (الحيرة, الكوفة ...), وفي جزر بيت قطرايي (قطر) مسقط رأس اسحق النينوي, وفي بيث ماديا (بلاد الماديين شمال غرب ايران), وفي بيث رازيقايا (طهران) وقم وقاشان, وفي منطقة ابراشهر (في خراسان) وفي جزر ارداي (داري ) وفي تودور (البحرين) .

وفي عام 410 م خلال سينودس مار اسحق, كانت كنيسة المشرق تحوي ستّة متروبوليّات  وقرابة أربعين أسقفية.

بلاد كردو(كردستان) بُشّرت أيضا في وقت مبكّر. وتشير الوثائق الى وجود مرسلين قادمين من بلاد ما بين النهرين ومنتشرين في وقت مُبكّر في أواسط الشعب الكردي.

وهناك كنائس قديمة جدا تعود لنهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس,على أسم مار ماما (أُرامار) ومار زايا ومار بيشو في حقّاري (أو هكاري جنوب شرق تركيا ). والقس مار بتيّون الذي أُستشهد سنة 446م, كان رسولا في تلك المنطقة. وفي نهاية القرن السادس, قدَم مار سبريشوع (596-604م) للتبشير في هذه المناطق الجبلية الجرديّة قبل أن يصير جاثاليقا سنة 596م. وقد حضر مار ماروتا, أسقف كُردو, سينودس مار غيوارغيس(جرجس) سنة 605م. في العام 334م, كان برسابا أول أسقف لمدينة مرو في شمال خراسان ..... وكانت منطقة تركستان الشرقية تضمُّ عدّة سُدّات مترو بوليتيّة ديناميّة في تنغوت وكاشغر (كاشي الصينية, في مقاطعة هسين – كيانغ) ونافيكات (في قيرغستان) والماليغ في هسين كيانغ في الصين. وقد وجد في بداية القرن العشرين مزمورٌ مكتوب باللغة الفهلوية في القرن السابع في واحة طُرفان الواقعة على طريق الحرير. وكان يوجد مسيحيون مشارقة في استانا عاصمة كازاخستان الحالية.

وفي القرن الثامن كان أمير كاشغر ألأوويغوريّ مسيحيا مشرقيا باسم سرجيانُس, مثله كمثل أمير سارتاغ المغوليّ, وأمبراطور الصين المغولي نفسه, الخان الكبير مونغكة (1251-1259) ربّته أمُّه المشرقية, كما كان وزير خارجيّته الكاراييتيّ بولغي مشرقي العقيدة. ويستفاد من كُتب التاريخ أنّ اربعة أباطرة مغول في القرن الثالث عشر, وهم أوغوداي (1229-1241), وغويوك(1246-1248) ومونغكة (1251-1259م) وقوبيلاي خان (1260-1294م) , منحوا المشرقيين امتيازات مختلفة.

كان غويوك مسيحيا بحسب المرسل يوحنّا دي بلان كاربين, والمؤرخ السرياني ابن العبريّ كذلك كان خان الفرس أرغون في القرن نفسه يحب المشارقة ويعاملهم بعطف, حتى أنّه عمّد أبنه الثالث خاربندة في اب 1289م واسماه نقولا.

نعرف من وثائق سينودس مار داديشو, المنعقد في مركبتا في منطقة طاياي سنة 424, أنّ كنيسة المشرق انتشرت شمال بلاد فارس وشرقها, من مرو الى سمرقند وابراشهر وحراة في شمال غرب افغانستان, كما وصلت الى أذربيجان وأستقرت في مدينة الريّ (طهران القديمة) وامتدت الى ارمينيا التي كانت كنيستها تستعمل السريانيّة في طقوسها في القرون المسيحيّة الأولى, وأزدهرت في نيهارغور ونيسابور وأصفهان. بل تكوّنت مممالك مشرقية في اسية الورسطى. فنجد في العام 498م مسيحيين مشرقيين عند قبائل الهون البيض على ضفتي نهر أمو- داريا. هؤلاء طلبوا سنة 549م من البطريرك مار ابا ألأول أن يرسم له أسقفا من شعبهم ففعل. ونصل الى منتصف القرن الرابع عشر لنجد أنَّ قبائل ألخالاتش المتحدِّرة من الهون البيض كانت تكّون متروبوليتيّة مشرقية في شمال أفعانستان(لا نستغرب عندما نسمع اليوم عن طورا بورا والتي تعني بالسريانية الجبال الجرداء في أفغانستان). وكانت أحدى قبائل الهون قد اهتدت منذ525م وحذت حذوها أحدى قبائل الألين وفي عام 1007م أهتدى مئتا الف من الكارييت, مع ملكهم, وتبعهم ألأنغوت في القرن 12, وكان عددد كبير من أمرائهم مشرقيين. هؤلاء القوم في الواقع يعيشون حوالي سنة 1000م في صحراء غوبي, في منطقة أرخون. وبحيرة بايكال, وكانوا قد أهتدوا على يد متروبوليت مرو عبد يشوع. ويروي المؤرخ (السرياني) ابن العبريّ في "تاريخه الكنسي" هذا ألأخير طلب من بطريرك المشرق, في رسالة مؤرخة سنة 1009م, تخفيف قوانين الصيام عند هؤلاء المهتدين الجدد.

وسوف نكمّل هذا البحث(كما ورد في كتاب ينابيع سريانية نصا) في المقالة القادمة انشاء الله .

----------------------------------------------------------------------------------

(1) كتاب الينابيع السريانية ص 9-19 دراسة بعنوان "أهمية المراجع والنصوص السريانية معنى المجموعة السريانية الجديدة".

 (2) نقلا عن نفس المصدر السابق ص333 - 351 دراسة بعنوان "السريان ونقل البشارة " بقلم جوزيف يعقوب أستاذ العلوم السياسية جامعة ليون الكاثوليكية, معهد حقوق ألأنسان , وأختصاصيّ في ألأقليات وفي مسيحيي المشرق.











أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6038 ثانية