خضر دوملي

بمشاركة اكثر من ثلاثين باحث كاديمي ومختص في شؤون الاديان والاقليات استضافت جامعة شرناخ بالتعاون مع بلدية ايديل ( هازخ ) اعمال مؤتمر علمي تحت شعار ( ايديل من الماضي الى الحاضر ) تم فيه مناقشة العديد من الجوانب المختصة بتاريخ منطقة شرناخ ومديات وهازخ وواقع الاديان والاقليات فيها منها الايزيدية والسريان .
المؤتمر الذي نظمته جامعة شرناخ في مدينة ( هازخ – ايديل ) جاء في سبيل التعريف بتاريخ وحضارة ومكونات المنطقة والوقوف على العوامل المشتركة فيما بينهم كما يقول د. نسيم دورو استاذ الفلسفة  الاسلامية في جامعة (شرناخ)  وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر.
واضاف د. نسيم ان الهدف من اقامة المؤتمر هو " ربط تاريخ وحضارة هازخ مع حاضره والوقوف على تاريخ اديان وشعوب المنطقة من الكورد والترك والايزيدية والسريان وتقديم رؤى مختلفة عنهم"
المؤتمر عقد لليومين 12 – 13 / اذار / 2011  وتضمن خمس محاور هي ( تاريخ هازخ، الواقع الاجتماعي فيها، عشائر المنطقة ، الايزيدية والسريان في هازخ والواقع الاقتصادي لها).
ويسرد د. نسيم اهمية المؤتمر بالقول "هناك اثار وحضارة مشتركة للشعوب التي سكنت هنا وتاريخها عريق ولكون تركيا في طريقها الى الدخول في الاتحاد الاوربي فأن مزيد من الحرية بدأت تتحقق لشعوب المنطقة كي تعبر عن واقعها، وهي ضمن اهتمامها بحقوق الاقليات والاديان وحقوق الانسان"
وتابع "المهم ان نساهم من خلال عقد هذا المؤتمر بتقوية الروابط المشتركة بين الجميع لأن الانسان هو الاساس ولترسيخ المزيد من المفاهيم الانسانية في المنطقة ايضا".
المؤتمر الذي خصص محورا كاملا عن الايزيدية قدم فيه د. (كل من  د. فكتوريا اراكيلوفا من جامعة الدولة في ارمينيا محاضرة بعنوان( بيئة البدع في الديانة الايزيدية )، ود. عدنان زيان فرحان من جامعة دهوك ( الواقع التاريخي والاجتماعي للايزيدية) ، ود. جايهان جاكير سوفارى ( الايزيدية والعلوية) والدكتورة ئاليف كانجا من جامعة اتاتورك بتركيا ( تقديس النار لدى الايزيدية).
وقال د. نسيم انه لأول مرة يتم عقد مؤتمر من هذا النوع في المنطقة بهذا الشكل وهذه الاهمية وخاصة في مدينة هازخ.
المهم في المؤتمر هو انه " يتم لاول مرة تقديم محاضرات مهمة عن الايزيدية وباللغة الكوردية فيها ( محاضرة د. عدنان زيان ) كما قال موسى خوري احد المشاركين"
واضاف " كان الجميع يعيش هنا مع بعض بأمان ولكن الظروف فرقتهم "
وهازخ مدينة كوردية  تم تغير اسمها الى ( ايديل ) تقع في جنوب تركيا تحيط بها مدن جزيرى ومديات ونصيبين  الى الشرق منها شرناخ وجبل الجودي الذي  يبدو عاليا والثلوج في مرتفعاته يعلوها البياض، يقطنها اكثر من عشرين الف نسمة واصبحت قضاءا منذ عام 1938 ويقطنها الكورد من الايزيدية ( هاجروا جميعا منها مع مطلع ثمانينات القرن الماضي) والمسلمين والسريان( لم يبقى منهم غير اربعة عوائل الان )وفيها دير قديم بأسم السيدة العذراء للسريان وعدد من المواقع الاثرية بالقرب منها وخاصة بقايا قرية بازبدي على ضفاف دجلة التي يقال انه مدينة نوح .