الجمعية الثقافية الأجتماعية الأرمنية تحيي الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية      أسباب أمنية واقتصادية تعرقل عودة النازحين المسيحيين الى الموصل      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سيادة القسيس بطرس زاعور رئيس الكنيسة الإنجيلية في سوريا      البطريرك ساكو يستقبل الطبيب الايطالي ليوناردو جيوليريتي من جمعية سان ايجيديو      معاون المدير العام للدراسة السريانية تشارك في حضور مؤتمر انطلاق المدرسة الحكومية الالكترونية      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      المتحدث باسم جبهة الإنقاذ والتنمية العراقية: زيارة نيجيرفان بارزاني لبغداد تكتسب أهمية كبيرة      ميسي "يحطم الرقم القياسي" في الدوري الأميركي لكرة القدم      على رأسها طريق التنمية.. العوادي يعلن أبرز الملفات التي سيبحثها رئيس الوزراء بالرياض      البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر      محمود عباس من الرياض: نعمل على حل يجمع غزة والضفة بدولة فلسطينية مستقلة      الخارجية الأميركية مُدينة استهداف حقل كورمور: إهانة لسيادة العراق      نقاشات طويلة وطريق مسدود.. قضية سجن أبو غريب تدخل القضاء الأمريكي في "دوامة"      منتخب العراق الأولمبي يلاقي اليابان في نصف نهائي كأس آسيا لمنتخبات دون 23 عاماً      البابا فرنسيس سيشارك في جلسة قمة مجموعة السبع حول الذكاء الاصطناعي      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان
| مشاهدات : 4267 | مشاركات: 0 | 2011-10-25 15:30:13 |

اليوم الرابع والأخير من الحلقة الدراسية الثانية حول دور السريان في الثقافة العراقية دورة إدمون صبري

بدأت الجلسة الصباحية من اليوم الرابع والأخير للحلقة الدراسية في الساعة 9 من صباح يوم الاثنين 24 تشرين الأول وحملت العنوان الرئيس للحلقة دور السريان في الثقافة العراقية بإدارة الكاتب والإعلامي ماجد الحيدر، استهلها  الأكاديمي سعد سلوم ببحثه المعنون بطرس حداد : حارس الذاكرة الثقافية المسيحية العراقية تناول فيه حياة الأب بطرس حداد(ناظم ميخائيل حدّاد)المولود في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي في مدينة الموصل شمال العراق، دخل معهد شمعون الصفا الكهنوتي لبطريركية الكلدان عام 1950-1951، درس العربية والفرنسية والكلدانية، وبعد سنوات رشحته إدارة الدير لإكمال الدراسة الكنسية في روما عام 1954، فدرس الفلسفة لـ3 سنوات وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة، بعدها درس اللاهوت لـ 4 سنوات وحصل على الماجستير في اللاهوت، تخرج ككاهن في العام1961، تعمق بدراسة العقائد والأخلاق المسيحية والحقوق وتاريخ الكنيسة الشرقية الغربية، نشر الأب حداد مقالاته وترجماته في دوريات مختلفة، مثل مجلة الفكر المسيحي ومجلة بين النهرين التي كان احد أعضاء تحريرها ومجلة المجمع العلمي العراقي (هيئة اللغة السريانية) ومجلة نجم المشرق (التي كان احد أعضاء تحريرها أيضا) ومجلة آفاق عربية ومجلة  المشرق البيروتية المعروفة إلا أن أهم تراجمه قد نشرت في مجلة المورد وغيرها الكثير، لكن الأعمال التي ميزته هي تراجمه للرحلات، وكان مهتما بالتاريخ الإسلامي والتراث الكنسي عالميا ومحليا وقام بتحقيق مخطوطات وسير ذاتية عديدة .

أعقبه بحث الكاتب والصحفي عبد الغني علي يحيى ، دور سريان الموصل في الثقافة العراقية أشار فيه إلى: "إن معظم المؤرخين المنصفين يجمعون على أن السريان هم سكان العراق الأصليون، وان الكثافة السكانية الأشد لهم كانت في مدينة الموصل وأطرافها هذا ما ورد في مذكرات فخري الفخري الوزير في العهد الملكي 1921ـ 1958 لذلك  كان للسريان دور ملموس بل ورئيس في الثقافة العراقية وبالأخص سريان الموصل فلقد كانت مطبعة الآباء الدومينيكان أول مطبعة في الموصل عام 1858، تلتها عام 1865مطبعة أخرى باسم المطبعة الكلدانية، وفي عام 1910 أسس عيسى محفوظ بالتعاون مع فتح الله سرسم مطبعة نينوى، ثم في عام 1923 أسس المطران سليمان صائغ مطبعة (النجم) وأبرز أعمالها إصدارها لمجلة (النجم).وقد أصدرت هذه المطابع العديد من الكتب القيمة والصحف والمجلات مثل إكليل الورد 1902ومجلة العلوم 1910وجريدة الاساس1952، كما للسريان فضل كبير على بناء وانتشار المدارس في الموصل والتي لم تقتصر على  قبول الطلاب المسيحيين فيها إنما المسلمين أيضاً مثل مدرسة إخوان المحبة عام1873، ومدرسة شمعون الصفا 1880، كما برع السريان الموصليون في النجارة والبناء والتجارة وغيرها من الأعمال".

ختم الجلسة الناقد احمد الشعلان بمحاضرته الموسومة دور السريان في الثقافة العراقية قرأه نيابة عنه الروائي شاكر الانباري حيث أشار إلى وجود تواصل وامتداد بين أرثي اللغتين السريانية والعربية في أكثر من زاوية هذا التواصل نجم من تجاور اللغتين و تطورهما  لدن المجتمعين اللذين يتحدثان بهما حيث فرضته حقيقتان بديهيتان تاريخيتان يقود إليهما علم اللغة العام: الأولى تتمثل في كون اللغتين تنتميان إلى أسرة لغوية واحدة هي أسرة اللغات السامية، والثانية هي تجاور اللغتين جغرافيا و ما يفرضه هذا التجاور من إعارة لغوية وما ينجم عنه من تأثير ثقافي هذا التأثير قد يجري أما متبادلا بينهما أو غالبا لإحداهما على الأخرى.

واستطرد شارحا الأسباب التي أدت إلى تراجع الدور السرياني في الثقافة العراقية، مقارنة بما كانت تتمتع به هذه الثقافة قبل الغزو الجزيري الإسلامي للعراق، على حد قوله، وأضاف:" لقد انحسر دورهم الثقافي ولغتهم وثقافتهم مع الانحسار الجغرافي القسري الذي اكتسح ثقافة كانت تنتشر انتشارا طاغيا على أكثر من نصف مساحة العراق الحالية، والتي ما تزال بعض شواخصها ماثلة للعيان مهجورة  لا تخلو منها محافظة من محافظات العراق بما فيها النجف و كربلاء، على الرغم من التهديم والإلغاء و التهجير و المصادرة التي تعرضت لها شواخص الثقافة السريانية على أيدي حقب الحكم الإسلامي في العراق عموما. و في بقاء مثل هذه الشواخص، دون ريب، ما يشير إلى تشبث شواخص الثقافة السريانية بالتربة التي نشأت فيها، لأنها لم تكن طارئة على هذه التربة".

ونوه: "حديثا ومع بزوغ شمس الدولة العراقية الحديثة أوائل القرن العشرين، كان السريان، سباقين في طلب العلم وسرعان ما تحولوا قبل غيرهم إلى أطباء و معلمين و مصرفيين و موظفين ذوي خبرة، وكان لهم دور ليس كبير في نشأة الثقافة العراقية الحديثة، ساسة و كتابا  ومسرحيين وموسيقيين".

المحور الثاني جاء مكملا لما سبقه حول الفكر والعلاقات الثقافية ادار جلساته القاص والصحفي حسين رشيد، قدم في اولها الكاتب شمدين الباراني بحثه مفكرو السريان من أوجه متعددة  مستندا في بداية حديثه على كتاب لافرام عيسى (الفلاسفة والمترجمون السريان) فقال:" ان السريان الشرقيون،  سواء كانوا تجارا، أم مبشرين، أو رهباناً، أو موظفين، وكاتموا اسرار، فلهم دورهم الهام في تمثيل حضارة سريانية سادت واستمرت ولم تخمد ابداً. ومارسوا بقدراتهم العلمية، وايمانهم، تأثيراً واسعاً على حكام المغول وملوك الهند والصين والخلفاء المسلمين. وينتمي هؤلاء الفلاسفة المتواضعون والشامخون في نفس الوقت، الى نخبة المفكرين من الرهبان والكهنة والاساقفة من أمثال (بروبا، وسرجيس الرأسعيني، وجورج أسقف العرب، وطيماثاوس الأول، وابن العبري، وعبد أيشوع الصوباوي، وحنين بن اسحق، ومتي بن يونس، ويحي بن عدي، وابن زرعه، وابن سوارا، وآخرين غيرهم، برعوا في الكتابة الدينية والفلسفية واسسوا المدارس، للتعمق في دراسة اللاهوت، وسبر أغوار الفكر الإغريقي، متواصلين مع من سبقهم من المفكرين في بابل، وفارس، والهند، والعرب. فبذلوا الجهد في الترجمة عن الإغريقية، لكتابات أفلاطون وارسطو وجالينوس وغيرهم. كما اهتموا بترجمة روائع الادب، كالاوديسة والالياذة للشاعر هوميروس اذ ترجمها الى السريانية (فتوفيلوس الرهاوي) عام 785م، كما ترجم (بود البربوط) (البيانج تانترا) (لكليلة ودمنة) من الفهلوية إلى السريانية، والتي كان قد نقلها الطبيب (برزويه) عن الهندية، ثم نقلها ابن المقفع الى العربية".

ثاني البحوث كان للكاتب عثمان المفتي المستشار في وزارة الأوقاف وموضوعه العلاقات الاجتماعية والثقافية بين اربيل وعنكاوا، شرح فيه العلاقات الاجتماعية بين اربيل وعنكاوا وهو جزء من الحديث عن العلاقة ذاتها بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم في إقليم كوردستان منذ مجيء الإسلام قبل حوالي 14 قرن، وأضاف: " من طباع سكان الاقليم عامة وجود ثقافة التعايش والسماحة والاخوة بدون تفرقة. ونلاحظ في داخل البقعة الجغرافية للاقليم وجود تجمعات للاديان والمذاهب والثقافات منتشرة كنسيج فسيفسائي جميل تشكل اللوحة العامة للمجتمع الكوردستاني، هذه التجمعات حافظت على كيانها الثقافي والاجتماعي وعلى تقاليدها الاسرية والتربوية والدينية والمناسبات والاعياد الخاصة بهم".

تلاه بحث الكاتب رشيد هارون: الخيط السرياني في النسيج الحلـّي بُعيد تهجير اليهود، حتى عام 2010، تناول فيه الوجود المسيحي في العراق والوطن العربي الضارب في القدم بشكل عام ووجودهم الواسع في الحلة بشكل خاص وتحديديا بعد النصف الثاني من القرن العشرين معتمدا بمعلوماته على عدد من اللقاءات مع السريان وعلى مؤرخي تاريخ المدينة (الحلة).

وأشار الى ان الحكومة العثمانية جاءت بالارمن الى جنوب العراق ووسطه  فازداد عدد المسيحيين في الحلة لذلك قامت الكنيسة الأوربية ببناء الكنائس في المدن الرئيسة ومنها الحلة، وكان موقع أول كنيسة في الحلة في بستان الملا مهاوش الطائي في منطقة التعيس عام 1933، اما اول عائلة سريانية سكنت الحلة فهي عائلة المرحوم متي عبد الله عام 1938، وأضاف: "إن البحث عن فرص العمل كان العامل الأساس لوصول السريان الى الحلة فهم أول من عمل في مهنة السقوف المسلحة الكونكريتية للبيوت ويذكر المؤرخ عبد الرضا عوض أن المرحوم (عبد الكريم توما) هو أول من ادخل تجارة المواد الكهربائية ولاسيما الراديوات التي تعمل بواسطة البطاريات الكبيرة فتح بعدها أول شركة نقل بين الحلة وبغداد، وقد اشتهرت باسم تورنات عبد الكريم توما، وعملوا ايضاً في إدارة الفنادق والتعليم والطب وشغلوا بعض الوظائف الحكومية".

وبعد استراحة قصيرة عاد الحضور لاستئناف الجلسات أدار أولاها محمد صابر عبيد الأستاذ المساعد في كلية الآداب موضوعها: تجربة القاص هيثم بردى، بدأها الدكتور خليل شكري هياس الاستاذ المساعد في كلية التربية بموضوع التجربة الذاتية القصصية (المخاض) مثالاً قرائياً قال: "ان حركة الحداثة العربية  تدعو إلى كسر الحواجز بين الأجناس الأدبية وفتح بوابات النصوص الإبداعية للتلاقح والتزاور فيما بينها فلم يعد الشعر مثلاً  جنساً نقياً مطلقاً، يمتنع على الأجناس الأخرى اختراقه أو التغلغل داخل حدوده الخاصة به، وبات النص الشعري قادراً على استيعاب الكثير من خصائص النصوص السردية كما لم يعد الهدف أو الغاية من رسالته مقتصراً على بلاغته النصية وحدها، وان التجربة الذاتية القصصية نموذج من نماذج هذا التلاقح الأجناسي، فهي سرد استرجاعي نثري، يسلط الضوء على تجربة من تجارب القاص القصصية تاريخاً ومكاناً وحدثاً، يسجلها القاص تسجيلاً سير ذاتياً وينقلها نقلاً حياً، هذه التجربة أوجدت نوعاً أدبياً مهجناً من جنس القص وجنس التجربة الذاتية"، آخذا قصة (المخاض) للقاص العراقي هيثم بهنام بردى  أنموذجا لتخليد بدايات التجربة الذاتية القصصية وذلك عبر سارد ذاتي يأخذ على عاتقه سرد التفاصيل بأسلوب قصصي.

أما الناقد حسن السلمان فقد اختار رواية اخرى للقاص هيثم بردى هي (تليباثي) انموذجاً لبحثه الذي عنونه النزعة الرومانتيكية في ادب هيثم بهنام بردى القصصي: تليباثي أنموذجا فبادر بالقول: "إن الحركة الرومانتيكية انطلقت كرد فعل ضد الكلاسيكية، فهي لم تكن  ثورة على الآداب الإغريقية واللاتينية والكلاسيكية فحسب، وإنما كانت أيضاً ثورة على جميع القيود الفنية المتوارثة، لتنطلق العبقرية البشرية على سجيتها دون ضابط لها سوى هدي السليقة وإحساس الطبع. ففي مجموعة القاص (هيثم بهنام بردى) الموسومة بـ (تليباثي) تتجلى الكثير من الرؤى والافكار والملامح والاشتغالات والتوجهات الرومانتيكية عبر قصص المجموعة الاربع ففي قصة ( تليباثي )  التي تحمل اسم المجموعة  تتمحور حول ضياع الانسان في عالم مادي لاروح فيه، اما في قصة ( الملحمة ) فثالوث القصة الفني (المطرب والملحن والشاعر) يتخطى العلاقة المهنية الى الروحية الحميمة وبعد ان تنفصل اضلاعه بسبب الظروف القاهرة، يتكفل التخاطر بالإعادة او الاستدعاء ذهنيا لتعويض تلك الخسارة الروحية وتحقيق نوع من التوازن. و في قصة ( الصورة الاخيرة ) بطل القصة يتوغل في اعماق الصحراء لتتحقق امنيته بالخلاص عبر تحرره من اغلال وقيود التاريخ،  اما فكرة قصة ( الاقاصي )  فتتمحور حول الطرق المؤدية الى ايجاد بديل افتراضي مثالي للواقع ينوب عن صورته الملوثة بالكراهية والأنانية والعلاقات الاجتماعية المزيفة.

بينما أعطى الناقد والباحث جاسم عاصي في بحثه (نظرات في المشهد القصصي السرياني) لمحة موجزة عن تأريخ القصة السريانية التي نشأت منذ القِدَم، فالأدب السرياني ورث القصة من أجداده البابليون والآشوريون والسومريون والأكديون والمصادر التي تؤكد هذا القِدَم هي التوراة والأناجيل، منها: قصة يوسف ومغارة الكنوز والتي كتبت بالسريانية، وفي القرنين الخامس والسادس الميلادي نشطت حركة الترجمة من اللغات العالمية إلى اللغة السريانية، وأثـّرت في النتاج القصصي. صنف بعدها القصة السريانية الى صنفين اولهما القصة التي كـُتبت باللغة السريانية الأم من امثال (حنا الرسام) و(ميشائيل لعازر عيسى)، والاخرى التي كـُتبت باللغة العربية.

أما عن القصة السريانية القصيرة فقد أشاد بالقصاصين السريان وحرفيتهم في كتابة هذا الجنس الأدبي ذاكراً مجموعة من القصاصين السريان (نوئيل رسام،يوسف يعقوب حداد، سعيد شامايا، صباح الكاتب، يوناديم بنيامين، يوسف يلدا، بولص آدم، جوزيف حنا، هيثم بهنام بردى).

تطرق بعدها إلى نماذج من نتاج القصاصين السريان، الذين ابتدأت بهم خطوة السرد، وواصلوا في إمداد السرد بنماذجهم القصصية مشيرا إلى موهبتهم الأدبية الفريدة شارحا ما يتميز به اسلوب كل منهم من حضور الأزمنة والأمكنة كفعالين في صياغة النص، وبنية الشخصية واعتنائهم بالبنية الفنية للنص وهم(يوسف متي، أدمون صبري، يوسف يعقوب حداد، سركون بولص، د.سعدي المالح، بنيامين حداد، فاضل نوري، سهى رسام، هيثم بهنام بردى، بطرس نباتي، جوزيف حنا يوشع، بولص آدم).

ولما للسريان من ريادة في المجال المسرحي في العراق افرد له محوراً للجلسة المسائية الأخيرة من اليوم الرابع بإدارة روبن بيت شموئيل، تناوب على إلقاء البحوث فيها كل من الدكتور محمد أبو خضير الأستاذ في كلية الفنون الجميلة الذي دار بحثه حول الموروث الميلودرامي في نصوص (إدمون صبري) المسرحية متخذا مسرحية (الست حسيبة) أنموذجا إذ: "يُعد نص الكاتب (إدمون صبري) (الست حسيبة)، واحداً من النصوص المسرحية التي يمكن إلحاقها بنمط المعالجات التسجيلية ذات البُعد الانفعالي أو التعبوي كونها من المعالجات المستجيبة للأحداث والمحتفية بها. فأحداث قصة المسرحية تأتي في مرحلة ما قبل ثورة (1958) بسنتين وتنتهي والثورة في سنتها الأولى (1959). ويتساوى لدى الكاتب زمن القصة مع زمن السرد، فالثورة في نص (أدمون صبري) دون ممهدات اجتماعية وسياسية، ذلك أن تحوّل الطبقة البرجوازية المتمثلة بـ(الست حسيبة) لم تأتِ مُعطاً صراعياً وجدلياً، بقدر فقدانها لبعض امتيازاتها الاجتماعية والاقتصادية. ورغم ما يومض به النص من علامات صوب مدرسة الواقعية النقدية، إلاّ أن مسارات الأحداث يمكن أن تؤشر اتجاه الواقعية الاشتراكية".

وتظل ثمة إشارة إلى طبيعة فعل القراءة والتلقي لنصوص الكاتب (أدمون صبري) بعد مضي أكثر من نصف قرن على منجزه بأن لفعل القراءة تمرحلاته الذوقية والفكرية والمنهجية حيال النص- أي نص- فثمّة حينية معاصرة تخص قارئ أو متلقي ما، وثمة استرجاع ذاكراتي يعني متلقياً محايثاً للوقائع النصية ذاتها، فالقارئ المعاصر غير القارئ المتأخر عند (إيزر)، فالقارئ المتأخر أو (الملاحظ) للنص يقوم بـ(إعادة خلق ذلك السياق الاجتماعي والثقافي نفسه الذي أحدث المشكلات التي عني بها النص نفسه. أما القارئ المعاصر فيرى ما لن يراه في حياته اليومية)

ثم جاء بحث القاص والروائي هيثم بردى المعنون دور سريان الموصل الريادي في المسرح العراقي بدأه بالقول: " لا يختلف اثنان على كون الموصل الرائدة في نشأة المسرح العراقي أواخر القرن التاسع عشر، وتحديداً في العقدين الاخيرين من خلال ما قدم من عروض مسرحية كثيرة في باحات الكنائس والمدارس الدينية الملحقة بها كالمدرسة الاكليريكية للاباء الدومنيكان، ومدرسة الصفات، ومدرسة القاصد الرسولي وغيرها. وضمن هذه الاجواء الزاخرة بالنشاط قدم رائد المسرح العراقي القس حنا حبش مسرحياته الثلاث التي تمثل باكورة الكتابة المسرحية في العراق، بعد زمن ليس ببعيد عن ريادة المسرحية المصرية واللبنانية للمسرح العربي" . وأضاف: " وبقراءة تصاعدية تتخذ التسلسل الزمني المتعاقب نكتشف وبلا عناء أن جل ان لم يكن كل رواد الكتابة المسرحية ليس في الموصل حسب، بل في العراق كله هم من السريان"، فإضافة الى الرائد حنا حبش 1820-1882 ذكر ابرز الاسماء   في الكتابة المسرحية والمحصورة بين الاعوام 1880 – 1989 واختصر في محاضرته إبداع كل منهم مع معلومة بسيطة عنهم واتخذ حنا رسام انوذجاً وهم (هرمز نرسو الكلداني 1820-1892، نعوم فتح الله السحار1855-1900، اسكندر زغبي 1838-1912، سليمان غزالة 1853-1929، سليم حسون 1871-1947، سليمان الصائغ 1886-1965، حنا رسام 1890-1958، حنا رحماني 1891-1969، سليم بطي 1911-1955، بولص بهنام 1914-1969، ادمون صبري 1921-1975، يوسف الصائغ 1933-2006).

ومسك ختام الحلقة كانت مع محاضرة الشاعر والاكاديمي الدكتور بهنام عطا الله مدخل إلى مســرح الدمى السرياني في بخديدا: اعطى في بدايتها ملخصا حول تاريخ مسرح الدمى الذي كان معروفا لدى الاغريق ومرتبطا بالطقوس والعادات وتفسير الظواهر المختلفة وكانت الدمى تصنع من الطين ثم تفخر وتعلق بخيط.  وتطورها بعد الحرب العالمية الثانية  في اوروبا وايطاليا تلتها انكلترا وفرنسا واسبانيا وروسيا. أما في أسيا فهناك عدة اشكال من مسرح الدمى، في الهند مثلا استقى اصوله من ملاحم (مهابهاراتا) و( ورماجان) واشتهربوجود دمى التعليق ثم خيال الظل، ويبقى خيال الظل الأكثر شهرة وانتشاراً في الصين ، أما في اليابان فالممثلون  يرتدون ملابساً سوداء ويقفون أمام الجمهور يحركون الدمى وهو ما يعرف بمسرح (بونراك(.

وعن جذور المسرح العربي  قال: "ترجع جذوره الى مسرح الظل المرتبط إلى حد ما بشخصية عراقية هي ابن دانيال الموصلي الذي رحل إلى مصر في أعقاب الغزو المغولي له مسرحيات عديدة منها طيف الخيال والمتيم  استعمل فيها دمى مصنوعة من الجلد والورق تحرك خلف ستار ابيض". وبالعودة الى موضوع بحثه الرئيسي استرسل بالقول "اما مسرح الدمى في بخديدا فلقد ظهر في منتصف التسعينيات وبعد أن تم إنشاء فرقة من تلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة في البلدة، بدأت هذه الفرقة تقدم أعمالها في مهرجانات ثقافية سنوية ومناسبات مختلفة من اعمالها مسرحية الكنز 1997، والفراغ 1999، جدي باهو 1999 والتي قدمت على شكل حلقات، وبغية استمرار العمل في مسرح الدمى السرياني في بخديدا وتنشيطه  بدأ التفكير جديا ً بتأسيس فرقة لمسرح الدمى السرياني عام 2009، وتم اختيار أسماء الشخصيات من نماذج لها حضورها في تاريخنا وتراثنا السرياني المشرق والاصيل هي(عشتار – فينوس – سريان – يوسف – بهنام – سارة)، قدمت الفرقة العديد من الأعمال المسرحية باللغة السريانية في بخديدا وبرطلة وباطنايا والقوش منها مسرحية نظافة الاسنان ،والعيد السعيد، وعبور الشارع غايتها الأساسية، الإرشاد والتعليم وتنميته الروح الجماعية ونشر الوعي التربوي والأخلاقي بين الأطفال والارتقاء بمستواه  من خلال فتح الحوار بين عالم البشر والحيوان والجماد".

انتقل بعدها المشاركون إلى قاعة جمعية الثقافة الكلدانية للاستماع والاستمتاع بالمحاضرة المفتوحة التي ألقاها الأب نجيب موسى الدومنيكي رئيس دير الآباء الدومنيكان في الموصل حول الدور الثقافي والعلمي للآباء الدومنيكان في محافظة نينوى وإقليم كوردستان قدمه الدكتور سعدي المالح تطرق فيها المحاضر إلى نشأة الرهبنة الدومنيكية منذ القرون الوسطى وحضور الآباء الدومنيكان في بغداد وشمال العراق منذ منتصف القرن الثالث عشر، وأشار بشكل خاص إلى الدور الثقافي والعلمي الذي قام به هؤلاء الرهبان الإيطاليين والفرنسيين والعراقيين من خدمات كثيرة خاصة في المجال التدريسي والطبي والفني والنشر،من أشهرها إنشاء المطبعة الليثوغرافية ومن ثم الحديثة والأولى من نوعها في العراق في عام 1857 ، وكذلك المعهد الكهنوتي لمار يوحنا الحبيب والمدرسة الأولى للقديس عبد الأحد سنة 1879، ونشر أولى المجلات في العراق وهي إكليل الورود بلغاتها الثلاث العربية والسريانية والفرنسية ولم ينسى الأب نجيب التطرق إلى الدور الفني الذي لعبه الآباء الدومنيكان في مجال المسرح والفنون السينمائية والفوتوغرافية والفنون التشكيلية في قاعة بيسون في الموصل وكذلك إدخال الموسيقى المنوطة ولأول مرة في الطقوس الشرقية من خلال الأب جاك ريتوريه، وختم مع المركز الرقمي لتوثيق المخطوطات الشرقية الذي تأسس عام 1990 ولا يزال يقدم خدماته لكل الكنائس في حفظ تراثنا العريق.

وختمت الحلقة الدراسية بمسرحية "أديب من بغداد" المأخوذة عن قصة لإدمون صبري قدمتها فرقة مسرح قره قوش (بغديدا) للتمثيل من إخراج الفنان وسام نوح وتمثيل: نشأت مبارك، نهاد طارق، إخلاص متي، وجيه سالم، كرم خضر، رؤى يوسف. مدير المسرح سلوان صبيح، التقنيات المسرحية فرقة مسرح قره قوش.

ثم تلي البيان الختامي الذي أصدره المشاركون في الحلقة الدراسية من قبل الدكتور باقر الكرباسي وفيما يلي نصه:

البيان الختامي

برعاية وحضور الأستاذ كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان العراق، افتتحت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية عصر الجمعة 21تشرين الاول2011 على قاعة جمعية الثقافة الكلدانية بعنكاوا، حلقتها الدراسية النقاشية الثانية حول دور السريان في الثقافة العراقية التي حملت اسم الأديب والروائي العراقي (إدمون صبري)،  حيث تعقد في ظرف سياسي دقيق جدا يمر به البلد ويتعرض فيه الشعب العراقي لمؤامرة خبيثة ولعينة تستهدف المكون السرياني (المسيحي) في العراق. فقوى الظلام والعنف والإرهاب تحارب كل ما هو جميل وإنساني، وكل ما يمت إلى الحرية والحياة. مثلما تحارب المتنورين في المجتمع من أدباء وكتاب ومهندسين وأطباء وكفاءات علمية وثقافية وتربوية، ومنهم المسيحيين، الذين يشكلون جزءا عضويا في جسد المجتمع العراقي. فقد عملت هذه القوى على إشاعة ثقافة ظلامية سوداء، وأعادت ثقافة التهميش والإقصاء، وبتنا نؤمن إن الثقافة العراقية متعددة ومتنوعة مثل شدة ورد، وموحدة في ذات الوقت حيث امتزجت مع بعضها البعض، حين تلاقحت عبر الترجمة، والنقل، والفنون. لقد تأسست هذه المديرية بعد إقرار حكومة الإقليم عقب انتفاضة عام 1991 بحقوق الشعب والمكون السرياني في العراق، والتي تعمل جاهدة على ترسيخ التنوع الثقافي العراقي، وإبراز دور السريان في الثقافة العراقية، من خلال إقامة الحلقات النقاشية التي تعنى بالثقافة السريانية، كذلك إقامة الجلسات والملتقيات والمهرجانات على مدار العام وباللغات العراقية المختلفة العربية والكردية والسريانية.

إننا إذ نختتم أعمال هذه الحلقة النقاشية المهمة التي تزينت بحضور ومشاركة نخبة طيبة من أدباء ومثقفي العراق بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم نعيد مطالبتنا بضرورة فتح مجمع علمي سرياني، مع ضرورة إبراز دور السريان حضاريا وثقافيا، ضمن المناهج الدراسية لكافة المراحل الدراسية، باعتبارهم مكون أصيل مع ضرورة تأسيس معهد أو كلية جامعة تدرس باللغة السريانية، إضافة إلى أهمية وجود دائرة في وزارة الثقافة العراقية تعنى بالثقافة السريانية، فالسريان متواجدون في كل أرجاء البلد رغم كل ما يتعرضون له من عنف وإرهاب، لكنهم مصرون على الاحتفاظ بانتمائهم الوطني وعلاقاتهم التاريخية الحميمة مع كافة مكونات وطنهم العزيز.

هذا ومن الجدير بالذكر إن ثلة من المهتمين بلغ عددهم أكثر من 100 شخص بين دارس ومثقف وباحث وناقد وفنان، تابعوا وشاركوا في أعمال الحلقة الدراسية الثانية التي استمرت لأربعة أيام متواصلة. وقد أشاد الجميع بحفاوة الاستقبال، ودقة التنظيم، وأهمية وطيف المواضيع المقدمة فيها.

 













































أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6557 ثانية