بدأت الحملة الانتخابية وأستبشرنا خيرا ً بكثرة الاحزاب والكتل السياسية وحتى الشخصيات والكفاءات العراقية المرشحة للبرلمان العراقي القادم بحيث لم يتبقى مكان في شارع او عمود او ساتر جسر لطريق سريع ولم يعلق به صورة او اعلان لمرشح، لكن للاسف ! لم يدركوا ان انتخاب الامثل لا يحتاج الى بهرجة وكبر مساحة الدعاية والصور المعلقة، لان الناخب العراقي اصبح متمرس ويريد الافضل لكي يخدمه ويدافع عن حقوقه المسلوبة في السكن والحياة الامنة اي بالمختصر يختار الشخص الوطني المخلص الذي يقول ويفعل ويهتم بمسقبل البلد والاجيال القادمة ويشعر بمعانات شعبه ويستفاد من دروس الماضي القريب..
جميل ان يكون لنا مرشحون كثيرون يدخلون حلبة التنافس ولكن للناخب حق وأحترام لراحته وشعوره ! فكثيرا ً ما نرى سقوط وطيران العديد من الصور والدعايات الانتخابية في الحدائق والشوارع وحتى على شبابيك المنازل والتي كان سقوط بعضها على رؤوس المواطنين خلال اليومين السابقين والتي صادفت هبوب رياح موسمية عالية ادت الى تطاير وتكسير العديد من الركائز التي لم يتم ادقان تثبيتها وأهمال الرقابة والتنظيم في وضع الية متحضرة للنشر والترتيب لصور المرشحين التي نفسها ولبعض هذه الصور والاعلانات فيها العديد من الاخطاء التي كان من الواجب تدقيقها من قبل رساميين او مصممين وحتى مصححين لغويين لوجود العديد من الاخطاء اللغوية التي اساءت بشكل غير مباشر للكتل والاحزاب التي تنتمي اليها والتي ستعكس مستقبلا ً رأي سلبي في ذهن الناخب والمراقب العراقي... الكلام يطول ويتفرع ليأخذنا الى وجوب توفير وسائل وتعليمات تعمل على التنظيم والترتيب في نشر الدعاية الانتخابية ومن قبل الجهات المختصة المسؤولة على الانتخابات ووضع ألية محكمة للحفاظ على عدم تشويه ساحات ومعالم المدن العراقية ببقايا لصورة او اعلان ممزق بسبب الرياح والامطار وكذلك للحفاظ على ديمومة تثبيت صورة المرشح لغاية انتهاء المهلة المقررة
ربما هذه اسهل الامور الواجب توفيرها ولاسيما ونحن في القرن الواحد والعشرين لتنظيم العملية الانتخابية وعكس الواجهة المظيئة لثقافة وتحضر الانسان العراقي في تسيير اموره كون ان الواقع لنشر الدعاية الانتخابية وألية تنظيمها غير مسيطر عليها وتركت على الغارب!!! والكل يريد ان يكون الاول ونسي ان المواطن العراقي قد وصل الى قناعة وتقييم لكافة الوجوه العراقية التي رشحت نفسها والان الكرة في مرمى المواطن لكي يختار المختار... والذي يجب ان يختار... ومن اجل خدمة العراق وشعبه يجب ان يختار لان العراق يبقى عراق الحضارات والقيم مهما اشتدت الصعاب عليه...
يا لهذه الحمى الانتخابية التي افقدت العديد من المرشحيين لاصول الدعاية وطريقة التصميم ومتابعة صورهم ورأينا العديد من هذه الدعاية المتمثلة بالصور والشعارات متناثرة في ساحات وطرقات المدينة وأخرى قد غادرت موقعها الى محافظة او قرية اخرى بفعل الرياح.. يا لهذه العشوائية في طريقة تثبيت الصور والبوسترات التي صرفت عليها مالا ً ربما ان نظمت كانت اكثر فائدة ورونق ليعكس حالة الثقافة والتحضر وهم خارج موقع المسؤولية...
النظام ودراسة المشروع الانتخابي العراقي ومن ضمنها ألية الدعاية الانتخابية هو من اولويات الواجبات الوطنية ويجب الاهتمام به لخلق بلد ديمقراطي متحضر ولاسيما ان الممارسة الديمقراطية التي نحتفل بها نحن العراقيون كل اربع سنوات هي من اهم مزايا تحرر الشعب العراقي للقضاء على الدكتاتورية والتفرد بالحكم والقرارات الاستراتيجية التي تخدم بلدنا العراق ...