وجه غبطة البطريرك نداء الى كل اصحاب الضمير الحي والى قادة الفكر والرأي والمدافعين عن حرية الأنسان والأديان في العالم حول بيان تنظيم داعش الذي يدعوا المسيحيين الى اعتناق الاسلام او دفع الجزية .(أنتهى الأقتباس) لقد تجاوزت هذه التنظيمات الأرهابية كل الحدود الأخلاقية والأنسانية في هذا البيان وهو اعتداء صارخ على حقوق الأنسان في المعتقد وفي الحريات الأخرى واصبحت هذه التنظيمات تهددالمجتمع الدولي بأسرة وليس المسيحيين فقط ،لأن هذه الجماعات خارجة على كل القوانين في كل المقاييس الأرضية والسماوية ان سكوت اغلب المسلمين على سلوك داعش وأخواتها يضع اكثر من علامة استفهام حول قبول بعض المسلمين سلوك داعش العدواني وألا كيف نفسر ظهور بعض رجال الدين في السعودية وفي الكويت وعلى بعض الفضائيات في السنوات الماضية ولحد الأن يؤيدون الجهاد ويحرضون هذه المنظمات الأرهابية على محاربة الشعوب غير المسلمة او اجبارهم على دفع الجزية ،قلنا مرارا وتكرارا ان التحريض هو اشد خطرا من القتل وهو القول متداول عند المسلمين فلماذا لا تقطع السنة هؤلاء المحرضين من رجال الدين وبعض ائمة الجوامع الذين يدفعون الشعوب الى القتال
والخراب والكراهية ثم كيف نفسر التفاف بعض العشائر والجماعات حول هذه التنظيمات الأرهابية ؟ ان مسؤولية المجتمعات ذات اغلبية المسلمة ورجال الدين والسياسة كبيرة في هذه المرحلة الخطيرة ، حيث الصراع على اشده في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي تونس وفي فلسطين وفي مصر والصومال وحتى في نايجيريا ...الخ وفي كل هذه الصراعات احد طرفيها هو التنظيمات الأرهابية التي تدعوا الى تطبيق الشريعة الأسلامية وتعتبر بقية الشعوب هم من الكفار اما الطرف الأخر فهم كل شعوب العالم المحبة للخير والسلام والتي تؤمن بحرية الأنسان في المعتقد وفي الحريات الأخرى التي اكتسبها من خلال تطوره الحضاري والفكري .ان العالم اليوم في خطر شديد ليس بسبب امكانيات الأرهاب العسكرية بل بسبب هذا الفكر الأجرامي المتخلف الذي يدفع الجهلة الى الموت والأنتحار. وهنا تاتي مسؤولية المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى في توجيه الضربات الموجعةعن طريق استخدام كل الاسلحة للقضاء على هذا الوباء الذي انتشر في الشرق وسوف يمتد الى كل دول العالم اذا لم يعالج .وهنا نظم صوتنا الى نداء غبطة ابينا البطريرك ساكو وندعوا كل اصحاب الفكر والرأى من الكتاب والمثقفين والمدافعين عن حقوق الأنسان القيام بحملة اعلامية مكثفة واستنكار وادانة سلوك هذه الجماعات الأجرامية لدفع اصحاب القرارفي العالم لأتخاذ ما يلزم للقضاء على هؤلاء المجرمين القتلة .. والله من وراء القصد ....