فرّ الاف المسيحيين بإتجاه كردستان بعد تهديدات داعش ، إما إعتناق الأسلام أو الجزية ، أو القتل ، بعد أن تركوا بيوتهم وممتلكاتهم ، وتمّ سلب ما يحملون من ذهب ونقود ، وحتى ملابسهم ، ولكن إلى أين ؟ فهل هذا هو الأسلام ، وإذا لم يكن كذلك ، لماذا لا نسمع الفتاوى التي تحرم هذه الأعمال الإجرامية من قبل أئمة السنة والشيعة ، وبقية الأديان ؟ فالمعروف المسيحيين هم سكان البلاد الأصليين ، قبل العرب والأكراد بألاف السنين ، أين الغيرة العراقية ؟ أين النخوة العربية ؟ إن كانت هناك نخوة من عدمها ؟
هل ذنب المسيحيين ، إنهم مسالمين ، يخدمون بلدهم بإخلاص وتفان ، ولا يملكون ميليشيات تدافع عنهم ؟ هل هناك مسوغ ديني أو سياسي لهذه الإعمال التي لا يقبلها المنطق الإنساني ، ولا أي دين في العالم .
إن هذه الشراذم الأبشع من الحيوانات المفترسة ، تعيث في الأرض فسادا ً وخرابا ً ، وتسرق الفرح من النفوس ، وتسبب الخراب والدموع أينما حلّت ، هل يستمر حال العراق ، والصراع السياسي على المغانم والسلطة لا يزال على أشده ؟
هذه الجماعات المتطرفة الملاحقة من أكثر دول العالم ، هي جماعات هاربة من السجون العراقية والسورية المرتبطة بالقاعدة وبقايا البعث ، إستخدمها النظام السوري والإيراني بعد سقوط صدام كورقة ضغط على الأمريكان ، ثمّ إنقلبوا على بشار الأسد ، فحلّ الخراب والدمار في سوريا ، والآن يدمرون العراق .
الحقيقة ، هذه الجماعات الأرهابية ، هدّمت المقامات السنية الصوفية والأضرحة الشيعية ، وتماثيل الشعراء والمشاهير ، وحرقوا مطرانية الموصل ، وأنزلوا الصلبان من فوق قبب الكنائس ، وخطفوا راهبات معلولا في سوريا واطلقوا سراحهنّ بفدية مالية كبيرة ، ومازال المطرانان يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي للسريان الأرثوذكس مخطوفين ، وفي العراق خطفوا راهبات وأيتام ، ويخطفوا الميسورين ويطالبوا بفدية كبيرة ، وإذا لم يحصلوا ما عليها يقتلوا المخطوفين ، وأحيانا ً يقتلوهم حتى بعد أن ينالوا الفدية .والأنكى من هذا ، صدر بيان منسوب لدولة العراق الإسلامية ، يطالب أهالي الموصل بتقديم بناتهم غير المتزوجات لجهاد النكاح ومن يتخلف تطبق بحقه الشريعة .
فهل يشهد العراق ولادة حكومة وطنية جديدة لمواجهة هذه المجاميع المفترسة ؟ إم نقول على العراق السلامة ؟
بقلم – منصور سناطي