قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 1038 | مشاركات: 0 | 2014-08-21 12:15:30 |

ليتنا لم نقرأ!

جورجينا بهنام

في جلساتنا اليومية المعتادة مع زملاء العمل، كثيرا ما يفتح باب النقاش على مصراعيه أمام حوارات متنوعة بعضها ثقافي وبعضها الآخر اجتماعي وغيره فني واقتصادي ولا ضير في شيء من السياسة، ضمن حدود المعقول  والمقبول والمسموح به، ولكن حينما تصل بعض النقاشات  إلى طريق مسدود وتعجز كل الطروحات عن الوصول بها إلى بر الأمان، يبقى لدى زميل لنا من الكتاب المخضرمين رأي آخر وتفسير لما لا يقبل التفسير، لاسيما في الأمور التي يكاد العقل البشري يعجز عن تفسيرها ضمن حدود المنطق وفي إطار العلم وبما يقبله العقل، كالحروب العبثية التي تجتاح المنطقة والصراعات الدامية التي تودي بحياة المئات والآلاف، بل ربما وصل العدد إلى ملايين، والدماء التي تسيل بغزارة في العراق وسوريا وغزة و ليبيا، فضلا عن الظهور المفاجئ لجماعات مسلحة سيطرت على الأرض في مناطق عديدة، لاسيما في الموصل، في غفلة من الزمن دون سابق إنذار ومازال صانعها وداعمها مجهولا، كيف وصلت الى هنا وهناك؟ هل سقطت كنيزك من السماء؟ أم شقت الأرض وخرجت؟ ثم ما راحت ترتكبه من فظائع عندما فجرت مساجد يذكر فيها اسم الله رغم كونها جماعات تدعي نصرة دين الله، فحولت جوامع النبي يونس والنبي شيت والنبي جرجيس الى ركام وكادت تودي بمنارة الجامع النوري الحدباء وبكنيسة الروح القدس لولا ستر الله، لكن مرقد العلامة ابن الاثير وتمثال ابي تمام وسواه من أعلام الموصل وكثير من المراقد والمعالم الحضارية لم تسلم من شرها. كما لم يسلم أهل البلاد الاصليون، المسيحيون من إرهابهم عندما أخرجوهم صفر اليدين من الموصل بعدما جردوهم من أموالهم المنقولة واستولوا على بيوتهم وعقاراتهم مخيرينهم بين ثلاثة أحلاهم مر: اعتناق الإسلام او دفع الجزية او مغادرة المدينة.....والذي زاد الأمور سوءا ما تعرض له اخواننا الايزيديون، وهم من العراقيين الاصلاء كذلك، وكحال المسيحيين هم قوم مسالمون لا يعتدون على احد رغم ذلك تعرضوا لـما يزيد على السبعين حملة إبادة عبر التاريخ حسب النائبة العراقية الايزيدية (فيان دخيل) التي وجهت انتباه العالم الى قضية شعبها عبر مناشدات عديدة، وهم يصطلون بنارين، داعش الارهابي من جهة، والحصار في الجبل والجوع والعطش من جهة أخرى، فضلا عن الذبح والقتل والسبي والعياذ بالله.

في القرن الحادي والعشرين يقف العقل البشري حائرا أمام صور رحيل المسيحيين وحطام النبي يونس وقد تناثر كأشلاء شهيد، ومآسي المكون الايزيدي، وهل حقا يبيعون النساء السبايا في سوق النخاسة؟ يقف العقل البشري ليسأل: كيف؟ من؟ لماذا؟ والاسئلة تترى ولا من مجيب إلا زميلنا العزيز، الذي كثيرا ما فسر ما لا يقبل لدينا التفسير، بجهلنا واميتنا بتاريخ المنطقة وما حولها مؤكدا رأيه قائلا: انتم لا تقرأون التاريخ....حركة التاريخ تفسر لكم كل هذه الطلاسم... وعبثا نحاول إقناعه أننا قرأنا و....ليتنا لم نقرأ!

ليتنا لم نقرأ عن القس ورقة بن نوفل أول من بشر بنبوءة الرسول محمد، ولا أن النجاشي ملك الحبشة المسيحي(النصراني) كان خير سند وحماية للمسلمين المهاجرين إلى دياره، و يوم مات نعاه جبريل إلى الرسول فصلى عليه  وقال لأصحابه: اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم واستغفروا له فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه، ليتنا لم نقرأ أن أهل الموصل المسيحيين فتحوا أبواب مدينتهم أمام المسلمين واستقبلوهم كإخوة محررين من بطش المحتل، والنون التي يطبعونها على بيوت مسيحيي الموصل اليوم لأنهم، حسب تسميتهم، (نصارى) انما تذكرنا أننا قرأنا الآية التي تقول:"وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ". وأن السيدة الوحيدة التي حملت إحدى سور القرآن اسمها، هي السيدة مريم القديسة أم المسيح المكرم بالآية الكريمة "والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً".

ليتنا لم نعرف أن أعذب الشعر الذي يعتبر ديوان العرب كتبه مسيحيون ليس أولهم حاتم الطائي و لا جبران آخرهم، ولا أن أمهر الأطباء وأحذق الصنّاع وكذا المترجمون والفلاسفة كانوا من هذه الملة خدموا الدولة العربية الاسلامية في عصورها الراشدية والاموية والعباسية وما تلاها... ولا قرأنا عن يوحنا بن ماسويه و حنين بن اسحق و جورجيوس بن بختيشوع النسطوري وكل من عمل على ترجمة علوم اليونان الى العربية، لا قرأنا تاليا عن ادباء كـ (سليمان الصائغ، إنعام كةجةجي، سركون بولص، يوسف الصائغ، روفائيل بطي و الأب يوسف سعيد)، ولا فنانين وموسيقيين من شاكلة (ماهر حربي، فرج عبو، حنا عواد، منير بشير، جميل بشير، سعيد شابو، رائد جورج، سيتا هاكوبيان، اسكندر زغبي، غانم حداد، صليوا يلدا صليوا (سيوا)، باكوري و عفيفة اسكندر) أو صحفيين يناظرون (توفيق السمعاني وفائق بطي، بولينا حسون ومريم نرمه) وعن آثاريين برصانة (فؤاد سفر، بهنام ابو الصوف، هرمز رسام، و د.دوني جورج) ولا عرفنا شيئا عن الآباء الدومنكان وريادتهم في الصحافة والطب والعلوم والتربية والتثقيف. لقد سطعت في سماء الثقافة العراقية أسماء لامعة كثيرة من المسيحيين في كافة المجالات الإبداعية ويكاد لا يخلو مجال من اسم  احدهم، ولو أردنا إنصاف الجميع لما وسعت مجلدات كاملة تراث وإبداع وانجازات أمة من الاصلاء ذابوا كشمعة لينيروا دروب الوطن بالعلم والثقافة والفن والمعرفة وقبلها بالمحبة والسلام. واليوم يطردون من بلدهم وهم السكان الاصليون، على ايدي شذاذ الافاق من الرعاع والسوقة و الدهماء، لكنهم ليسوا هم الخاسرين الوحيدين فالوطن برحيلهم سيخسر الكثير وقادم الأيام سيحمل أكثر من دليل على ذلك..اللهم اشهد أنني قد بلغت.

بعد كل هذا أيمكن أن تجيب من يسألك أن تقرأ التاريخ: لست بقارئ؟

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5777 ثانية