الكوارث الإنسانية التي سببها الفكرالإرهابي المتطرف يندى له جبين الإنسانية خجلاً ، بدءاً بكارثة الحادي عشر من سبتمبر التي راح ضحيتها ما يقارب الثلاثة الآف إنسان في برج التجارة العالمي بنيويورك وأغلب الإرهابيين كانوا سعوديين، ولا ننسى المقبور أسامة بن لادن السعودي وخططه الاجرامية في مختلف أرجاء العالم بدءاً من أفغانستان والشيشان وباكستان و العراق وليبيا واليمن والجزائر والمغرب ونايجيريا ومصر والسودان ،والتفجيرات التي حصلت في إنكلترا وفرنسا والسويد وأستراليا والمانيا ووووووو... وبعد سقوط نظام صدام ، وما قامت به المجاميع الإرهابية من القاعدة وفلول البعثيين إنطلاقاً من سوريا وإيران وتركيا والأردن والكويت ، في قتل العراقيين وتدمير بنيته التحتية ،و كان السعوديون ثان أكثر السجناء عدداً في السجون العراقية .
وما جرى بعد ما سمي بالربيع العربي وسقوط الأنظمة الشمولية في تونس ومصر وليبيا واليمن وما قامت به قطر والسعودية والكويت ، وما بذلت من أموال سخية وبالمليارات في تدريب وتسليح المجاميع وبفتاوى شيوخ السعودية ، لتقويض الوضع في العراق ، ودخلت على الخط سوريا وإيران لخوفها من أن يأتي عليها الدوربعد استقرار العراق ، لذلك فعلت المستحيل لزعزعة أمن العراق، ونجحت فإنسحبت قوات التحالف من العراق بعد أن خسرت الألاف من جنودها ومليارات الدولارات من خزائنها ، وخاصة القوات الأمريكية .
وبعد أن صلبت شوكة الإرهابيين ، إنقلبوا على بشار الأسد بعد أن كان حاميهم وممولهم ، لإقامة نظام إسلامي وتطبيق الشريعة ، وقد ذهب ضحية هذا الصراع ما يقارب المائتي ألف إنسان أكثرهم من المدنيين ، ولا زالت آلة القتل والدمار مستمرة في سوريا .
والموقف تبدل الآن ، فالدول التي رعت الإرهابيين ، بتهيئة وتدريب وإدخال المقاتلين ودعمهم مالياً وعسكرياً ولوجستيا ً، تيقنت الآن مدى خطورتهم على إنظمتها ووجودها ، فغيرّت سياستها بعد أن كشّرت هذه التنظيمات عن أنيابها ، وخاصة تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية ( داعش) ،وسيرتد سهم الإرهاب إلى نحورتلك الدول الداعمة عاجلاً أم أجلاً ، والدليل تحرك الخلايا النائمة في تلك الدول والبدء بالتحرك إعلاميا ً وتخريبياً ، وقد حضنت الأردن مؤتمراً لما يسمى بثوار العراق ، وظهرت مؤخراً اعلام داعش في الأردن ، وكل هذا الدمار تحركه الإصابع السعودية والقطرية والتركية ولكن !! هل ستكون قطر والسعودية وتركيا بمنآى عن إرهاب داعش وأخواتها ومن لفّ لفّها ؟ وجرائم داعش بحق العراقيين مؤخراً ، بطرد المسيحيين بملابسهم من الموصل ومدن أطراف الموصل ،بعد مصادرة ممتلكاتهم و سلب اموالهم ، والإعتداءات المشينة بحقهم ، وما جرى في سنجار بحق الأخوة اليزيديين من قتل وسبي النساء ، وكذلك حصار ناحية آمرلي التركمانية ، وجريمة مجزرة قاعدة سبايكر الجوية التي راح ضحيتها أكثر من ألف وخمسمائة شاب بريء في مقتبل العمر على أيادي داعش وبقايا أيتام صدام وأقربائه الحاقدين.
إن قطع ذيل الحية لا يمنع الحية من اللدغ ، ومحاربة داعش بمثابة قطع ذيل الحية ، و لكن محاربة السعودية وقطر والدول الراعية للإرهاب بأموال النفط والتي هي ترليونات من العملة الصعبة ، هو عين الصواب لتجفيف منابع الإرهاب ، و بذلك نمنع مزيداً من الدماء من السيلان ، وننبذ الأفكار الهدامة في القرن الواحد والعشرين ، والتي يريدوا إعادة عجلة التطور إلى الوراء ، ولكن قديما ً قيل ، ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ) ، وهناك أغنية عراقية تقول : ( يا حافر البيرلا تغمج مساحيها ، بكرة الفلك يندار وأنت تكع بيها). فالعالم مدعو لتجفيف منابع الأرهاب وقطع رأس الحية ، لا قطع ذيلها لأنه ليس الحل الناجع ، ولذلك فالحشد الدولي مؤخراً هو مؤشرا ً قوياً لمدى خطورة هذه التنظيم الإجرامي ، وعليه فدول المنطقة والعالم معنيين بهذا الخطر الداهم ، والعمليات العسكرية الخجولة حالياً لم ترق إلى المستوى المطلوب ، وخاصة صمت الدول العربية المشين ، ومن مدّ يد العون للعراق هي أميركا والدول الآوروبية ، وهو غير كافٍ لحجم الكارثة المحدقة بالعراق ، والسياسيين العراقيين لا زالوا في صراع على المكاسب والغانم مع الأسف الشديد ، وكما يقال : ( شر البلية ما يضحك ) ، فهل يتعظوا ويقدروا حجم الكارثة ؟ نتمنى ذلك .
منصور سناطي