بين اطلال لمكتبة الحياةِ
ورقة تـشـتـكي .. تـبكي
على الضحايا لصراع العقلِ
لموتِ الصدى من شيخ جليلٍ
من عينيها تَـنهمر الحروفُ
تَـتـزاحم عند باب الأغلفةِ
تَـنـتحر على ارصفة الرفوفِ
يَـمسـح دموعها مطر الخريفِ
يَـزيـل مما تـعلق في الذاكـرةِ
تُـرعِبُها الوان القلمِ المأجورِ
يَـتَـوعدها ســيـلُ المدادِ الأحمرِ
يُلاحقها من صفحة الى اخرى
اغتصبت الواحُ مكتبةُ اشور
بعدها استبيحت بَلداتٌ وقرى
حروفها اصبحتْ لا تُــقـرأ
إلا اثنان لا زالا يَـلعـبان
حكاية الاجدادِ في الكرِ والفرِ
تارة نازحٍ وأخرى في المهجرِ
يجتمعان بعد كل شتاتٍ
قبل اعدامُ اجساد الملفاتِ
ومحو الذاكرة من المهملاتِ
الورقة مكتوبة بكل اللغات
وصوت التاريخ تصده الملذات
كيف لا تَبكي الورقة !!
على مصير أمين المكتبة
بأولاده يغدر بهم الزمان
وجودهم يفك لُغز اللسان
زوِّرت أغلفتهم المتبقية
لم يبقى إلا الحاءِ والباءِ
ان خسرت هذين الحرفين
فما فائدة السطور في البقاءِ
في استقامة او في نقاء
اذا الحروف من الجذورِ
تحملها الريح كيفما تشاءُ
ومصيرها ينزلق الى الفناءِ