قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام      البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية      الأف بي آي يحذر مجدداً.. أميركا قد تشهد هجوماً داعشياً      يشبه يوتيوب.. منصة "إكس" تعلن قرب إطلاق تطبيق لمقاطع الفيديو      أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟
| مشاهدات : 605 | مشاركات: 0 | 2015-02-24 13:05:45 |

احزابنا القومية متى تستوعب وتحس بالمصيبة؟

كوهر يوحنان عوديش

 


كلما قررنا الابتعاد عن الكتابة واتعابها تبرز امامنا مأساة اخرى لتثير الاوجاع القديمة والجديدة، فنشعر باننا مجبرين ومنقادين رغما عنا الى البدء ثانية عسى ان نوفق في ايقاظ الضمائر النائمة، او بالاحرى الميتة، في نفوس قادة احزابنا المحترمين ومعهم حاشيتهم من الخدم والمرتزقة من الكتاب والمطبلين ليتنبهوا الى ما هم فاعلين بقضيتنا ومستقبلنا في الوطن جراء انتهازيتهم وشخصنة قضيتنا لتحقيق اهداف ومآرب شخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة شعبنا حاضرا ومستقبلا.

ليس بالضرورة التوغل في التاريخ وسبر اغواره لاظهار حجم المآسي والمعاناة التي تعرض لها المسيحيين في الشرق عموما لانه يكفي القول بان تاريخهم العريق مسطر بالدم، وكل متعلم يستطيع ان يطلع عليه ليعرف معاناتهم على مر السنين بسبب انتمائهم الديني، اضافة الى ان البكاء على الاطلال والتباهي بامجاد الماضي لن يفيد المسيحيين الشرقيين عموما والعراقيين والسوريين خصوصا في عيش حاضرهم وضمان مستقبلهم، لذلك على رجال ديننا المحترمين وقادة احزابنا وممثلينا في الحكومة والبرلمان وكل السياسيين القوميين وكافة المهتمين بالشأن القومي مراعاة نقطة مهمة ورئيسية عند التعامل او تناول قضيتنا القومية الا وهي التحرر من قيود الماضي لمعرفة كيفية التعامل مع الحاضر وضمان المستقبل للاجيال القادمة، لان اغلال الماضي السحيق لا زالت تفرقنا وتفتتنا وتجعل من قضيتنا سفينة بلا ربان تلهو بها الريح وتتقاذفها الامواج بعيدا عن شط الامان.

كثرت الاحاديث والاقاويل والمكاتيب ومعها التفسيرات والتأويلات حول ما حدث مع المسيحيين من مذابح وابادة ومظالم على يد المجاهدين! ابناء الله المطبقين لشريعته، وبكثرتها كثرت المآسي والمعاناة يقابلها، ومع شديد الاسف، صمت عربي واسلامي! مميت، وكأن ما يحدث للمسيحيين والايزيديين ومعهم الاقليات العراقية غير المسلمة من قتل وذبح وسبي وتدمير لاماكن العبادة شيء اكثر من عادي وفق الشرائع والقوانين السماوية، لذلك لا اظن بانني ساضيف شيئا جديدا مهما كتبت عن هذه الفظائع، لكن رغم ذلك يؤلمني كثيرا ان ابقى صامتا جراء ما يحدث لابناء شعبي ووطني من ابادة وتهجير قسري، بينما اصحاب البدلات والربطات الانيقة الذين اصبحوا سادة او اساتذة ( او اي لقب اخر يطلق عليهم تملقا ومجاملة ) بالحظ والصدف! من قادة احزاب او سياسيين او برلمانيين او..... ( من ابناء شعبنا طبعا! ) يتاجرون بالمأساة ويكرسونها لجني السحت الحرام وتسلق المناصب.

لا يمكن ان نناقش او نعاتب انسان على وحشية افعاله اذا كانت تعاليمه او مبادئه او معتقداته تحرضه على افناء الاخر وتدمير كل ما هو انساني على وجه المعمورة، ويعتقد جازما بان البقاء والتمتع بالحياة من حقه وحده، لذلك لن نذكر فظائع داعش ضد العراقيين من غير المسملين، بل كمسيحي اعاتب قادة احزابنا وممثلينا في الحكومة والبرلمان وكل سياسيينا الكرام ومعهم البعض من كتابنا المحترمين ( المستقلين طبعا! ) على خذلانهم لقضيتنا والمتاجرة بماساتنا بالضد من كل التعاليم والمفاهيم الدينية والسياسية والقيم الاخلاقية لتحقيق غايات مكنونة في نفوسهم المريضة.

من المفترض ان يكون تأسيس اي حزب قومي لاستحصال او نيل الحقوق القومية او مساواتها مع حقوق باقي القوميات، لذلك نرى ان الاحزاب القومية تنتشر بشكل واسع في الدول النامية والمتأخرة مدنيا، التي تحتكم الى مبدأ الاغلبية والاقلية في التعامل مع المواطن، وبالمقابل ليس لهذه الاحزاب وجود او هي نادرة في الدول الديمقراطية المتمدنة التي تعامل الفرد على اساس مواطنته وليس على انتمائه الفكري او الديني او القومي، لكن بالعكس من هذه القاعدة وخلافا لها اصبحت الاحزاب القومية ( عندنا ) تؤسس لتحقيق الاحلام الوردية لبضعة اشخاص يمتهنون الكذب والخداع، فيتلاعبون بمصير الملايين دون وازع من ضمير مستغلين انتمائهم الديني والقومي.

احتلال الموصل وتهجير مسيحييها عنوة بعد تجريدهم من اموالهم ومستمسكاتهم الشخصية وكل اوراقهم الثبوتية، ومن ثم احتلال بلدات سهل نينوى التي تسكنها الغالبية المسيحية من قبل تنظيم داعش الارهابي كان بمثابة الدقة الاخيرة لناقوس المسيحيين في العراق، لان المسيحي اصبح على يقين انه لن يسلم من العنف والتطرف الديني اينما كان في العراق بسبب انتمائه الديني، لذلك فان هجرة المسيحيين لم تقتصر على مسيحيي المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي بل شمل ايضا مسيحيي اقليم كوردستان الذين كانوا يعيشون بهدوء وسلام، ولا نبالغ اذا قلنا ان كل الباقين يفكرون وبكل جدية لترك البلد، وبهذا يتأكد لنا ان هجرة المسيحيين ليست، ولن تكون، مؤقتة ولا هي بسبب الظروف المأساوية التي يمرون بها في الوقت الراهن، بل باختصار فان السبب الرئيسي يكمن في فقدانهم للثقة بالمستقبل في بلد مزق نسيجه الاجتماعي وتتحكم فيه ميليشيات طائفية حسب قوانينها الخاصة.

وسط هذه المحنة التي اصبحت تهدد وجودنا او بالاحرى انهت وجودنا في بلدنا، كان على قادة احزابنا القومية ( اقول قادة احزابنا وليس احزابنا لاننا بكل صراحة لا نملك احزاب بل اشخاص يتحكمون بمصيرنا ويستغلون قضيتنا بابشع صور ) وسياسيي شعبنا وكل كتابه ومثقفيه الكرام، نبذ الخلافات والاقتراب من البعض لتوحيد الخطاب السياسي وغيرها من الجهود المدنية والخيرية والعسكرية لتذليل العقبات والمحاولات البائسة التي تقتلع جذورنا من وطننا الام، ورفع الروح المعنوية لابناء شعبنا وبث روح التفاؤل في نفوسهم المنهارة للتشبث بارضهم والدفاع عنها هذا اولا، اما ثانيا الظهور امام العالم موحدين متحدين خطابا وجهدا كي يكون لنا ثقل سياسي وكلمة مسموعة. لكن بدل هذا وذاك استمر كتابنا المحترمين بتمزيق ما بقى من ثوبنا القومي المرتق اصلا من خلال ما ينشر على المواقع الالكترونية ( واحد يعظم سيده الاوحد، واحد يكتب ويجامل ويداهن ويقبل الايدي لكسب رزقه او منحه منصب كارتوني، واخر متطرف اشوري يمحي الكلداني وينفي تاريخه والعكس صحيح .....)، وكذلك استمر قادة احزابنا وسياسيينا على نهجهم القديم في الاتجار باسمنا وقضيتنا ووجودنا في سبيل بضعة دولارات ومنصب هزيل زائل ( هناك اشخاص واحزاب كانوا وما زالوا خنجرا في خاصرتنا القومية منذ لحظة وجودهم حتى يومنا هذا، لكن رغم كل ذلك، ومع شديد الاسف، هناك من يطبل لهم ويعظم اخفاقاتهم ويجمل قباحتهم بكل جرأة، وذلك لسببين لا ثالث لهما، اما لانهم يتشاركون القومية نفسها سواء كانت اشورية او كلدانية او سريانية، او لانهم يتقاسمون الغنيمة نفسها، والصعلوك يمتدح سيد نعمته حتى لو كان الشيطان نفسه، والسبب الثاني هو الراجح في الوقت الراهن ) وبين فوضى ومهاترات هؤلاء كان شعبنا الخاسر الاوحد والاكبر.

الامثلة على ما نقوله كثيرة وبدلا من الرجوع الى الوراء نختار مثالا واحدا لا غير من الاحداث الاخيرة التي نتذكرها جميعا وستتذكرها اجيال عديدة، فبعد التهجير القسري للمسيحيين من الموصل وبلدات سهل نينوى تعاظمت المأساة، وبالمقابل كثرت تصريحات وخطابات مسئولينا الكرام من نواب البرلمان وقادة الاحزاب وكل من يعتبر نفسه سياسي وفهيم وغيرهم من السادة ( ما اكثرهم! ) دون ان نتلمس منهم اية مساعدة او حتى محاولة بسيطة لتخفيف المعاناة عدا الكلام المعسول، واصبحت كنيستنا وحيدة في التعامل مع هذه الكارثة المريعة وهي مشكورة على ذلك كل الشكر، ورغم ذلك سكتنا واغمضنا عيوننا عن ما قالوا وما فعلوا لاننا نعرف معدنهم الحقيقي ولم نرغب بتعريتهم اكثر ( حسب اعتقادي ورأي الشخصي هم عراة اصلا! ولا يستحقون حتى تحية مجاملة وليس الاحترام )، لكن هذه المرة فان افعالهم وتصرفاتهم وقباحتهم فاقت كل الحدود لانهم شاركوا داعش وغيرها من الميليشيات الطائفية المقيتة في تمزيقنا اكثر من اي وقت مضى وذلك بتأسيس عدة قوى مسلحة بدلا من قوة واحدة تكون فخرا لشعبنا وعونا لبقاءنا.

تشكيل قوة مسلحة من ابناء شعبنا بات من الضرورات الاساسية للبقاء والديمومة في وطننا، لكن ليس بهذه الصورة التي تزيدنا فرقة ويئسا وتشاؤما، فلو اجرينا تعدادا شاملا وشفافا لاعداد المسيحيين في العراق عامة سنكتشف باننا على حافة الانقراض، وكأقصى حد فان عددنا لا يتجاوز بضعة مئات الالوف!، وبهذا العدد لا يمكن لنا انشاء او تأسيس عدة قوات مسلحة مؤثرة على الساحة كما يريد الشعب وتسهم فعليا الى حد ما في تحرير بلداتنا وتأمين حيواتنا، اما اذا كان لتأسيس هذه القوات غايات ونوايا اخرى ( وبالطبع هي كذلك )، مثل تعظيم الذات وتكبيرها، او ان تكون وسيلة اخرى للكسب المادي اللاشريف!!، او الظهور بمظهر القومي الغيور، او السياسي المخلص فهذا بحث اخر ارجو من جميع المطبلين والمزمرين، وما اكثرهم، توضيح الامر.

همسة:- التاريخ لا يشترى فان طبل لكم البعض من اصحاب نعمكم اليوم فان الغد كفيل بفضح قباحاتكم وخسائسكم واعمالكم الوضيعة.

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6367 ثانية