الحقيقة ونزولا لرغبة اخواني واعزائي قراء ومتابعي مقالاتي ونشاطاتي وكثرة استفساراتهم عن جدتي هل هي جدتي حقيقة ام هو عنوان او رمز لمقالاتي اقول :- نعم ان جدتي هو عنوان ورمز لمقالاتي ونشاطاتي فقط وليست جدتي الحقيقية واعني بجدتي خبرة الماضي وحكّمه وكيف كانوا اجدادنا يعالجون مشاكلهم وكذلك توقعاتهم للمستقبل رغم كل الصعوبات وبساطة العيش والامكانية لكن لم يتركوا شىء ما قالوه لمعالجة مفردات حياتهم وهمومها وكما يقولون (ابو المثل ما خلّ شىء ما قاله ) --- وفي مسقط رأسي القوش العزيزة علمونا على حكمة بسيطة لكنها عظيمة بمعناها و بتائجها ألا وهي الاستشارة بشخص كبير في البيت واذا لايوجد شخص كبيرالاستشارة بحجر كبير في البيت (يعني خبرته ) وانا مؤمن بالقول:- ان كل جيل يأتي بجديد يستمده من خبرة وتجارب الاجيال السابقة وهي الاسس التي يبنى عليها التقدم والرقي في حياة الشعوب والمجتمعات والان اصبح الامر واضح للجميع فنعود الى جدتي الحبيبة ----!!!
فقالت جدتي في ليلة الخميس هذه اقص عليكم حكاية اريد بها ان تكون حافزا او درسا للظّالمين والبخلاء الظالم الذي يظلم غيره من اجل الحصول على مادة سواء اكانت نقود او اشياء اخرى او مصلحة شخصية -- الاخ الذي يسرق او يغش اخوه او رفيقه في الحياة من اجل المادة -- للبخيل الذي يبخل مو فقط لمساعدة الاخرين وهو قادر على ذلك وانما يحرم نفسه وعائلته بسبب حبه للمادة والاكثار منها في خزائنه فحكايتي ايها الحلوين قالت جدتي ***( قاطعناها و قلنا جدتي نعم نعم جدتي لكن لاحياء لمن تنادين يا جدتي العزيزة – اي بمعنى لاحياء للظالم والبخيل )**** ثم استمرت جدتي وقالت :- كان هناك شيخ كبير وغني جدا -- !! توفى وعندما ارادوا الذهاب به الى المقابر زوجته الحجية طلبت من الدفان قالت ابني --- عمك الله يرحمه قبل ان تدفنه اكو هذا المحبس كانت نفسه فيه ويحبه كثيرا (محبس ذهب ) اخذه وياك وخليه في( حلكه ) فم الحجي الله يرحمه قبل ان تدفنه اخذ الدفان المحبس قائلا نعم امرك حجيه انشاء الله سأفعل ذلك ومضى في سبيله هناك وبعد انتهاء الدفن رجع الدّفان الى الحجية زوجة الشيخ وبيده المحبس ثانية فقالت له الحجية ها ابني شو رجعّت المحبس ليش يامعود موكتلك الحجي خطية الله يرحمه كانت نفسه في هذا المحبس ويحبه كثيرا --!! فأجابها الدفان والله حجية ردت عالجت افتح حلكة الحجي واحط المحبس في حلكه لكن ما قدرت لانه -- !! كان الحجي صاك سنونه صك (اي ساد اسنانه سد قوي جدا ما قدرت احركها ولا نينية واحدة ابدا )----- الله تصوروا يا ناس – يا بشر حتى هذا المحبس الصغير من الذهب لا يستطع الحجي "الانسان " ان يأخذه معه ---- !!!
اذن لماذا كل هذه الظواهر على مستوى الافراد والجماعات دول وحكومات الاعتداء على الفقير وسلب حريته وممتلكاته لماذا احتلال البلدان وتهجير الشعوب لماذا كل هذه الدماء السائلة ---!!! اعتقد لسبب واحد هو اعتقاد الناس ان المال هو معيار اومقياس السعادة (وهو امر مستحيل حيث لا سعادة في الحياة هناك (شعور بالرضى) وفي احسن الاحوال او قمة ما يصله الانسان هو الرضى نفسه --!! اما ما نسميه سعادة ليس لنا سوى لفظها اما معناها فلا تدرك ) وكما ان اعتقاد اغلب الناس بان المال هو معيار السعادة وميزانها الذي توزن به هو ( اعتقاد خاطئ جداً ) لابل هو الذي يقودنا الى الشقاء والضياع والقتل والقلق كما هو حال المجتمع الانساني اليوم. ميدان حرب يعترك فيه الناس ويقتتلون لايرحم احد احداً يعدون ويسرعون ويتصادمون ويتخبطون كانهم هاربون من ساحة المعركة ودماء الشرف والفضيلة تسيل على اقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو فهم يتباهون ويتصارعون من حوله ( كما تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة ) ويسمون عملهم هذا تنازع الحياة ( او صراع البقاء ) وما هو لا صراع ولا تنازع وانماً هو التفاني والتناظر والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد. واما العلاج الوحيد لهذه الحالة المخيفة والمزعجة جداً هو ان يفهم الناس الصلة بين المال والسعادة وان الافراط في الطلب شقاء كالتقصير فيه وهذا ما هو حاصل فعلاً ( فقدان القناعة ).