يوم الثلاثاء 24-11-2015 قامت طائرتان من سلاح الجو التركي باسقاط طائرة روسية في سماء سوريا وعلى ارتفاع شاهق ولم تدخل الاجواء التركية ماذا يعني ذلك؟

تركيا لم تقدم على هذه الجناية ولم تتجاوز الخطوط الحمر الروسية الا بضوء اخضر امريكي وهي رسالة للروس معناها : لاتقتلوا الدواعش فهم صنيعتنا ولاتربكوا التوازن في المنطقة. وياتي الحدث مباشرة بعد زيارة بوتين الاخيرة الى ايران وكانت زيارة حساسة ومهمة بكل معايير المنطقة واحداثها . ان المثلث التركي القطري السعودي ينفذ مخططا امريكيا فلم تعترض امريكا على تركيا ولا مرة واحدة وهي من تسببت بشكل كبير بالعدوان على سوريا . ولم تردع السعودية التي انهت وثيقة حقوق الانسان بجرائمها في اليمن . وكذلك الدعم القطري الواسع  للمسلحين في ليبيا ومصر وسوريا والعراق .

امريكا لاتحارب الارهاب والمسلحين ومانعيشه في العراق أدهى وأمرّ حيث وقفوا بوجه الحشد الشعبي العراقي الغيور في تحرير تكريت بالامس القريب والرمادي اليوم . انهم يسعون لاضعاف العراق وتقسيمه وتاجيج الصراع بين مكوناته القومية والدينية فأوجدوا طائفية مقيتة من خلال الفكر الوهابي الضال وهكذا المنطقة برمتها .

انهم لايريدون اي خطوة جدية في القضاء على الارهاب لذلك وقفوا بوجه روسيا في ضربها للارهاب في سوريا ويضغطون على الحكومة العراقية ان لا توافق على ضرب الارهاب في العراق بقوات روسية.

المهم الموقف الروسي الذي سوف لايترك الحدث سدى . وعلى شعوبنا ان تدرك ان من ربى الارهاب ودعمه وفتح له خزائن قطر والسعودية والحدود التركية هو الغرب بشحمه ولحمه. ولعل ذلك يفسر احداث باريس الاخيرة التي هي  صورة اخرى من صور 11 سبتمير2001  اذ لازال الغموض يحيط بالحدثين القديم والجديد. فان امريكا لاهثة بحلفائها لتغيير خريطة المنطقة والسيطرة على ثرواتها وابقاء التفوق العسكري بيد اسرائيل.

 هل سنفاجأ بردّ روسي لم تضبطه غرف التحليل السياسي؟