قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 2227 | مشاركات: 0 | 2015-12-01 10:25:26 |

ذكريات عن الشاعرين عبد الرزاق عبد الواحد ويوسف الصائغ وقراءة شاعرية لرسالة القديس بولس عن القيامة والحياة

الاب نوئيل فرمان السناطي


لقد قُيـّض لي يوما أن أقدّم إشارة توقير الى الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، الذي رحل مؤخرا؛ وذلك بفضل المقابلة التي أجرتها معي المهندسة ايمان البستاني، تشكيلية مبدعة وأديبة، في حوار لمجلة كاردينيا الالكترونية، عندما اوردت مفارقة معه ضمن ذكرياتي القريبة. تلك  المقابلة التي نشرت في 5 تشرين الثاني نوفمبر 2013. وأكون عندئذ قد أديت التحية الى الشاعر الكبير في حياته. رحل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في (9 تشرين الثاني 2015) بعد عشر سنوات من رحيل صديقه الشاعر يوسف الصائغ في 12 كانون الاول 2005. وينطلق موضوع هذا المقال، تحديدا، عن دور شهدته لعبد الرزاق عبد الواحد في جنازة يوسف الصائغ. وتوالت من ثم حزمة بسيطة من الذكريات.
 
بدأ كل شيء، عندما كنت أخدم راعيًا لخورنة سانت تيريز في دمشق، وغداة وفاة الشاعر يوسف الصائغ. عندما هاتفني بهذا الشأن سكرتير البطريركية الكلدانية الاب (الراحل) بطرس حدّاد، وهو ينقل تحية المعاون البطريركي (مثلث الرحمة مار أندراوس أبونا). كما جاءتني مكالمة توجيهية من سيادة المطران انطوان اودو، رئيس ابرشية حلب للكلدان في سوريا، أن أقوم بمراسيم تشييع كنسي لجثمان المرحوم الشاعر يوسف الصائغ

مقابلة الصائغ للطالبة عائدة فرمان

------------------------------------
برغم المفاجأة، في تلك التوجيهات، كانت تجمعت لديّ بعض خيوط، مما لم يكن يعلن عن الشاعر الراحل. اولاها عندما رتبت موعدا لشقيقتي معه، في بحر التسعينيات، لدى عملي السابق مع مجلة ألف باء مترجما ومحررا، وكان الأستاذ يوسف الصائغ مديرًا عامًا للسينما والمسرح، وذلك لتحاوره الشقيقة عن مسرحيته (اللعبة) كجزء من دراستها للبكالوريا. وكانت في حينها قد حدثتني عما تداولته معه بشان المقاربة بين مسرحية هاملت لشكسبير، من ثيمة مشتركة بشأن الشك في العلاقة الزوجية.
لكننا لم نتوقف كثيرا عند مفردات المقابلة، لسبب عودة أختي من بغداد الى الموصل. ولكن لما اتصلت بها في هذه الأيام وانا ارسم معالم هذا المقال، كشفت لي جيرمين (عائدة) عن نقاط أخرى، كنت أودّ لو عرفتها قبل ترؤسي لمراسم تشييعه، مما كان سيغنيني في المزيد عن تأبينه.
 
قالت لي انها بعد ان قدمت نفسها على أنها عائدة فرمان، سألها ان كانت مسيحية، أجابته بنعم؛ فعقـّب عليها: وأنا كذلك ولدت مسيحيًا وعمي مطران، لكن توجهاتي الفكرية قد اختلفت، وعندها أخبرها عن تحفظاته بشأن الأمور الايمانية. قالت له: لدينا واعظ مرموق،  يقدّم هذه الأمور بنحو سلس ومقنع... فما كان من الصائغ أمام طالبة الكلية التي تعرض عليه التلمذة على واعظها المفضل، إلا أن يجيبها بنفور من يردّ الصاع صاعين... كاشفًا ما كانت تجهله عنه، انه يقف على مسافة واحدة من الأديان. وأردف في حديث متصل أنه سمى ابنته مريم، لمكانتها المرموقة في أكثر من ديانة.
وأخيرا أوردت عائدة عنه هذا الانطباع المتأرجح بين الإيمان بالطبيعة وبما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا) إذ قال: لو كان الناس يؤمنون بالله، ويذهبون للصلاة، لماذا نراهم يحتاجون الى الموسيقى، لكي يعيشوا تطلعهم الى الخالق، أما يكون إيمانهم به كافيا لإعطائهم السلام الداخلي؟ تساؤل يفترض الاحساس المطلق بالملكوت وبنحو مجرّد، ونحن بعد على الأرض، وكأننا من روح فحسب،والحال يرى المؤمنون ان يكون تواصل الانسان مع المطلق معجونا بعوامل الطبيعة، ويخاطب الحواس، فيرتقي بها المرء الى الخالق.

يوسف الصائغ خصوصية تجاهلها الكثيرون
--------------------------------------
وعندما عملت في هذه الأيام مسحا على المقالات التي تحدثت عن سيرته وعن رحيله، وجدت فقط ما يشير إلى أن أول زواج له كان من المرحومة (جولي) التي رافقته حتى وفاتها بحادث سيارة، ثم تزوج من مسلمة زميلة له، لتشير معظم المقالات في معرض الحديث عن رحيله، بمجرد عبارة تحول من المسيحية إلى الإسلام، بدون أن يثار شيء، عن تشييع جنازته في كنيسة، وقلمّا تمت الاشارة الى ايديولوجيته الشخصية تجاه الأديان، وموقفه الخاص من الإيمان.
وهنا أورد بعض المؤشرات التي تبتعد عن النمطية او الكلائشية التي تلصق بالناس، بمعزل عن خصوصيتهم وفرادتهم، وهي توضح ما تمتلكه المسيحية من صدر رحب تجاه أبنائها وتجاه الناس ذوي الإرادة الصالحة، بعيدا عن الدينونة، تاركين الدينونة للديان الأعظم.
وبهذا الصدد حدثني مرشدي الروحي لسنوات خلت، الاب الفرنسي الراحل روبير بيولاي من دير الكرمليين في بغداد، عن تأمل لا بد وأنه شاركه مع العديد من مريديه في الروحانيات المشرقية. قال وهو المهتدي الى المسيحية في عمر ناضج ومن عائلة لا دينية: عندما كنت امضي العطلة الصيفية في أسرتي، كنت أحس بأن أعضاء اسرتي، يرمقوني بنظرات ممتزجة بين الشفقة والتندّر لتوجّهاتي الإيمانية. ولكني بقيت أكن لهم الاحترام لنزاهتهم وصفاء ضميرهم، بحيث ان ايماني يجعلني أراهم داخلين الى الملكوت، بامتياز يختلف عني. هذا الامتياز وصفه الاب روبير بهذه الكلمات: فإذا كنت أعرف أن المخلـّص يعدني بالملكوت الذي اعيشه كل يوم على الارض، بحيث أني سأجد أجواء السماء عندي كما في حكم المألوف أو تكاد، إلا أن هؤلاء أهلي ذوي الإرادة الصالحة والضمير الصافي، عندما يفتح لهم باب الملكوت، سيفغرون الفاه انبهارا وعجبا وذهولا أمام الجمال الربّاني. وبذلك سيتميزون عني في نعمة الملكوت.
ويتفق مع هذا الاتجاه اللاهوتي الكندي والمفكر الأب د. رون رولهايزر (http://ronrolheiser.com) في عنوان مقاله بجريدة وسترن كاثليك ربورتر: ثمة قدر متكافئ من المقارنة بين مؤمن صادق وبين غير مؤمن نزيه.
وهناك في الواقع، اشارة ظريفة يقال فيها ان المسيحية لا تقطع رأس من يغادرها، كما لا تفرض قطع شيئا آخر منه إذا أراد الدخول فيها... ففي لقاء صحافي مع التربوي الفنان الراحل صبيح نعامة، حدثني عن مكانة يوسف الصائغ لدى مجتمعه الأصلي، ولقاءاتهم العائلية، وما يُعرف عن شريحة من مسيحيي الموصل، مع العهد الجمهوري، ممن اختاروا ايديولوجية سياسية بعيدة عن التوجه الكنسي، ولكن بقي انتماؤهم الاجتماعي متواصلا. واهداني نسخة من كتاب اعترافات المالك ابن الريب، مع تأشير الصفحة التي تحدث فيها الصائغ عن الفنان الرائد صبيح نعامة وأسرته، في سياق ذكرياته عن الموصل، وعن عمه المطران سليمان الصائغ.
وكانت قد جمعتني لقاءات مع الأب  أفرام سقط الدومنيكي، وهو يحضر لأطروحة الدكتوراه، في شأن استشارات ثنائية لترجمة موضوع اطروحته: أناشيد سليمان. وإذا بصديقي الدومنيكي الباغديدي، يريني مراجعة حصل عليها لترجمته الشعرية لأناشيد سليمان. وكانت بخط يد الشاعر والرسام يوسف الصائغ، تحمل من رشاقة الحروف والكلمات، ما يضاهي رشاقة رسام عملاق أمام لوحة شامخة
أما لقائي الشخصي به فكان للتحدّث معه عن مادة مقترحة جديدة لعموده (جهينة) في احدى الصحف العراقية، عندما وصفت له ظروف مشاركة والدي، المسنّ نسبيا آنذاك، في حراسات الجيش الشعبي بقضاء عين سفني، فجاء عنوان عموده في اليوم التالي: حكاية المواطن فرمان

الشاعران عبد الرزاق عبد الواحد ويوسف الصائغ بين مشيّع وراحل 
--------------------------------------------------------------
على كل حال، فيما يخص ظروف تشييغ الراحل يوسف الصائغ، فإنه لدى وفاته، كان من الواضح ان اصدقاءه ومريديّه وجدوا أنفسهم أمام طلب أن يشيّع شاعرهم الفقيد كنسيا. فحضروا التشييع وحضروا القداس والجناز عن روحه لمراسيم اليوم الثالث. وحضر معهم أعضاء من أسرة الشاعر الراحل قادمين من إحدى ولايات الخليج. وعندها التقيت بسيدة كان الشاعر الراحل على ما أذكر خالها، فحدّثتني عنه بشغف المحب، لقيمه، لطيبته ولتجذرّه مما ألهمني في كلمات التأبين.
لكني أذعن أن كل المؤشرات التي تجمّعت لدي الآن بتراكم زمني متباين، لم تكن حاضرة لديّ مجتمعة عندما كنت كاهن الكنيسة الكلدانية في دمشق. ففي يوم التشييع، وتحت هول المفاجأة، أقرّ أني كنت اجريت المراسيم، بنحو من كأنّ الغشاوة على عينيه: أمام حضور غير مألوف ومناسبة معقدة واستثنائية. وهنا تبدأ خاطرة الذكرى مع الشاعر الراحل حديثا عبد الرزاق عبد الواحد. فقد شاورني الشماس أركان ساعور الكنيسة، بعد قيامي بطقوس  التشييع، أنه لدى قراءتي للانجيل، كانت احدى الحاضرات مصرّة على البقاء جالسة برغم النظرات التي كانت تلاحقها. قلت للشاب اركان، دعهم يأتون الى صلاة الثالث وسنرى.

لقاءان سابقان مع الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
________________________________________________
وكانت الذكرى هذه قد سبقتها مرّتان أخريتان رأيت فيهما الشاعر، الأولى في هلسنكي، في صيف 1981 إذ كنت ضمن مهمّة سياحية الى فنلندا، حيث كنا على مائدة أحد المطاعم، عندما حلّقت حواليه كالفراشات، مجموعة من الفتيات وعدد من العراقيين الزوار. ولما كنت لتوّي عائدا من الدراسة في الخارج، كانت من ثمّ الساحة الأدبية في العراق جديدة عليّ، وعندئذ فهمت أن عراقيينا، وهم المحبون للشعر والجمال والأدب،  ذهبوا اليه ليحيونه كشخصية أدبية معروفة
أمااللقاء الثاني فكان خلال محاضرة ألقاها طالب الدكتوراه السيد خزعل الماجدي، عن المندائية في النادي المندائي بالزرواء، حضرتها مع الباحث الصديق الاستاذ سالم عيسى تولا. وعندما تلقى الباحث الشاب، سيلا من التعقيبات بلهجة تصويبية من جانب الوجهاء ورجال الدين  المندائيين، انبرى الشاعر الطيب، بالوقوف الى جانب السيد خزعل الماجدى، ليقول لهم ما مضمونه: ثمة حاجة، قبل ملاحظات التوصيب حتى في حالة تأسست على أرضية ما، ثمة حاجة الى الاشادة بجهود الباحث وغوره في تاريخنا المندائي، مما لم يطرقه الكثير من المعقبين. وأذكر أننا عندما غادرنا، عرض الصديق سالم عيسى تولا أن يقود السيارة أمامي وأنا أتبعه، حتى نخرج من الزوراء الى الشارع المناسب، فذهبت وراءه، حتى وصل الى تقاطع الشاكرية، المؤدي الى استعلامات القصر الجمهوري، فتوقف قليلا ليستدلّ وجهته، وفي هذا الاثناء، احاط به سرب مسلح من حراس القصر الجمهوري، ليطمئنوا إن كان يحتاج شيئا...

الشاعر عبد الواحد قارئًا لفصل كتابيّ في جنـّاز الصائغ
-----------------------------------------------------
وعودة الى مناسبة رحيل الصائع، فكانت قد حانت مراسيم صلاة اليوم الثالث. عندها كان لي بعض الاريحية مع ابرز الحضور، ومنهم الشاعر عبد الرزاق، فقلت له: سوف اقرأ الانجيل، خلال مراسيم القداس، وأود الملاحظة انه احترامًا للانجيل، فإن من يحضر مراسيم القداس، مطلوب منه الوقوف، إذا أراد البقاء في الكنيسة لحضور القداس، في إشارة الى تلك السيدة التي كانت جالسة فيما قبل. أجاب الشاعر بالقول: نعم افهم هذا وأرجو أن تطمئن أني سأتصرف بما هو مناسب. وعندما حان وقت قراءة كلام الله، كنت منتبها الى التفاصيل، منها ان السيدة، وكانت على ما توسمتها، شاعرة عراقية، بقيت جالسة، فالتفت اليها الشاعر عبدالرزاق بزاوية 90 درجة، وأشار إليها بإصرار هادئ أن تقف. لا اعرف ما قال لها، ثم عاد إلى زاوية مواجهته لقراءة الانجيل بخشوع واحترام، بعد أن اضطرها الى الوقوف، سامحها الله على ذلك الموقف
وفي تنقلي بين سوريا وكندا، بقي عجبي ان من لا يقفون احتراما لقراءة إنجيلنا في العراق، بقوا كذلك في سوريا وكندا، كما شهدت ذلك في كالكري أيضًا. فهم مهما كانوا، وبالرغم من رهافة الشعر والحس الأدبي ومنهم من حملة الدكتوراه، كما الشاعرة المذكورة في دمشق، وجدتهم يتصرفون هكذا أيضًا، ليؤكدوا بهذه الطريقة أنهم يقصدون إظهار عدم الاعتراف بانجيلنا.
ولكن في الإشارة الى عنوان المقال، فإن المفارقة الرئيسة هي أني بتجليات المكان والزمان، رأيتني اطلب من الشاعر الكبيرعبد الواحد، وبدالة أبناء الخالة بيننا وبين الصابئة المندائيين أتباع النبي يحيى (الذي يقرنونه بشخص قديسنا يوحنا المعمدان ابن نسيبة العذراء مريم، برغم اختلافات في توصيفه مقارنة بما يعرف لدينا في حياته واستشهاده) أقول فقد وجدتني أطلب من الشاعر عبد الرزاق أن يقرأ القراءة الكتابية الاولى التي تسبق قراءة الانجيل، وهي في مناسبة الجناز تحديدا، قراءة من رسالة القديس بولس الأولى الى أهل قورنثية. فتفاجأ وقال: ولكني لم أعمل هذا في حياتي، فكيف اقرأها؟ قلت له: تقرأها كقراءتك لقصيدة، فكلمات هذه الرسالة مقاربة لقراءتك الجهورية عن ملحمة كلكامش، في وجدانيات البحث عن سرّ الخلود.
عندئذ صدح صوت عبد الرزاق عبد الواحد في كنيسة سانت تيريز للكلدان وهو يتلو كلمات بولس القائل:
فإن كان المسيح يُكرز به أنّه قد قام من بين الأموات، فكيف يوجد بينكم أناس يقولون بعدم قيامة الأموات؟...
فالآن قد قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين. وكما أن الموت صار بإنسان كذلك تكون قيامة الأموات بإنسان أيضًا. لأنه كما أن جميع الناس يموتون بآدم كذلك سيحيا جميعُهم معه بالمسيح....
وعندئذ وجدت ان كل شيء جاء على ما يرام، وأني بينت بمحبة ضرورة احترام كلمة الرب، وأن شاعر العراق عبد الرزاق عبد الواحد قرأ النص الكتابي وأبدع، فجاءت كلماتي، لدى التأبين، تخاطب الوجدان العراقي لمواطنيّ الحاضرين معي في الكنيسة التي تبعد بضعة أمتار من موضع عماذ المهتدي الكبير بولس الرسول، مزار القديس حنانيا، فقلت فيما قلت: نحن امام شاعر استطاع في وفاته هذه أن يجمع في هذه الكنيسة الكلدانية الدمشقية، أبناء العراق من مختلف انحداراتهم المذهبية، فنراه قد وحدّهم جميعا على كف قصيدة.
تلك كانت مناسبة فريدة وحيدة، غير معروفة عن قراءة ملهمة من أحد أسفار المقدس، قام بها الشاعر العراقي الكبير، المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد، وفاء لصداقته مع الشاعر المتوفى الصائغ؛ مفارقة سقتها اليوم وقد فارقتنا روحاهما كلاهما إلى العالم الآخر.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5864 ثانية