على السعودية دفع تعويضات ضحاياها...

     لا يخفى ما للمال من سطوة وقوة فعالة في العالم ،والسعودية لها من الثروات النفطية المهولة وتعدّ من اكبر مصدّري النفط في العالم ولها أكبر إحتياطي في العالم أيضاً، وقبل إكتشاف النفط كانت السعودية من الدول الفقيرة ، يعيش أهلها حياة البداوة الصحراوية ، على تربية الماشية والإبل ، وبعد إكتشاف النفط فيها من قبل بريطانيا ، تغير الحال ، فأصبح الملك وحاشيته من الأمراء يملكون الملايين بل المليارات ، والغالبية العظمى تحت خط الفقر ، ولم يتغير الحال بعد أفول نجم بريطانيا ، ودخول اميركا بقوة في كل الشرق الأوسط تقريباً وخاصة السعودية التي حمت النظام الملكي فيها ، ولم توجه أي نقد لنظامها المتخلف ولا تزال المرأة ليس لها الحق في قيادة السيارة في السعودية أو تلبس سافرة ، وغضّت أميركا نظرها عن كل ما يفعله النظام بشعبه ،لكونه حليفاً قوياً لأميركا فيشتري السلاح منها ويستثمر فيها ، وأميركا ترعى النظام وتحميه .

    والقاصي والداني يعلم ماذا فعلت السعودية في الربع الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ، بتأسيس الجوامع والمدارس الدينية في مختلف بقاع العالم وتمويلها من أموال النفط التي لم تتعب بجمعها ، بل الثروة العملاقة تخرج لها من باطن الأرض ،وبدل إستثمارها في رخاء شعبها ، تصرفها بإنشاء مفقسات إرهابية من جوامع لنشر الفكرالوهابي من على منبر الجوامع أو بتخريج جيوش من الإرهابيين التي أرهقت مضاجع العالم من جراء الأعمال الإرهابية ، التي بدأت بتدمير برج التجارة العالمي في نيويورك ولم تنتهيولا زالت تغلي وتزداد سعيراً ، وها هي العراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس ومصر تكتوي بنار الإرهاب وقد فقدت مئات الآلاف من أبنائها  ، وكذلك مختلف بقاع العالم مثل فرنسا وبلجيكا واستراليا  وبريطانيا وأميركا ونايجيريا وافغانستان وباكستان والفلبين وروسيا ووو....مختلف بقاع العالم غير آمنة من الضربات الإرهابية الجبانة التي تضرب المدنيين العزّل.

   وفي الآونة الأخيرة سنّ الكونكرس الأمريكي قانوناً يقضي بمقاضاة السعودية كدولة مسببة وراعية للإرهاب ، حيث 15 فرداً من بين 18 كانوا سعوديين الذين فجروا برج التجارة العالمي في نيويورك، وراح ضحيته قرابة الثلاثة الآف نسمة في يوم واحد ، لكن اوباما إستعمل حق الفيتو ضد القرار  ، والمعروف مدى العلاقة القوية بين اوباما والسعودية وكيف قبّل أوباما يد الملك الراحل عند زيارته للرياض ، لكن الكونكرس صوّت مجدداً ضد فيتو أوباما ، وسيكون القانون الجديد إذا غدا ساري المفعول ، ستدفع السعودية المليارات لضحايا 11سبتمبر وغيرها من الضحايا في مختلف بقاع العالم والتي كانت السعودية ومن والاها وراء تلك الجرائم بشكل مباشر اوغير مباشر ، ودفع تعويضات هو أقل ما يمكن من عقاب بحق السعودية ، ونتوقع أن يحاكم حكامها كمجرمي حرب إذا قدّر للقانون الدولي أن يفعّل  لتأخذ العدالة مجراها ، وينتهي كابوس الإرهاب  الذي أرهق العالم ولا يزال قلقاً و حائراً لا يدري كيف الخلاص من هذا الوباء . وإلى ذلك اليوم نتطلع أن تتحقق عدالة السماء ويدفع كل مجرم ثمن ما إقترف من جرائم بحق الإنسانية.