عشتارتيفي كوم- باسنيوز/
يجب تجفيف جذور الإرهاب فكرياً وإقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً بجهد دولي وتنسيق مشترك
ألتقى رئيس اقليم كوردستان , مسعود بارزاني , يوم الخميس , في منتجع صلاح الدين القريب من أربيل , وكتقليد سنوي بممثلي وقناصل الدول العربية والاجنبية في إقليم كوردستان , وذلك بهدف توضيح السياسة العامة للإقليم , وشرح المستجدات السياسية والامنية في المنطقة , والقضايا الداخلية والاقليمية وطرح وجهة نظر اقليم كوردستان حيالها .
بيان لرئاسة إلاقليم, طالعته (باسنيوز) قال " في بداية الأجتماع , قدم مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة كوردستان , فلاح مصطفى , نبذة عن التطور الحاصل في العلاقات الخارجية للأقليم, وأزدياد عدد ممثليات الدول في كوردستان ".
فيما بعد ألقى الرئيس بارزاني كلمةً رحب خلالها بالحضور , وهنأهم بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية الجديدة , متمنياً لهم النجاح في مهامهم.
وتطرق الرئيس بارزاني خلال كلمته إلى بداية ظهور تنظيم داعش , وكسبه للقوة , ومهاجمته إقليم كوردستان , ومخاطر الأرهاب على المستوى العالمي , والأنسانية جمعاء , فضلاً عن مراحل الحرب التي قادتها قوات البيشمركة ضد تنظيم داعش , وقتالها للتنظيم الإرهابي بإمكانياتها القليلة , وتضحياتها الكبيرة , حيث حاولت قوات البيشمركة في البداية حماية شعب ومكونات كوردستان , والحد من تقدم الإرهابيين , والتحول فيما بعد إلى مرحلة الهجوم ودحر الإرهابيين الذين شكلوا خطراً على شعبنا , حيث وصلت المعارك اليوم إلى مركز مدينة الموصل التي كان الإرهابيون قد أتخذوا منها عاصمةً لخلافتهم .
كما ثمن الرئيس بارزاني "تضحيات قوات البيشمركة , وصمود شعب كوردستان "معبراً عن "شكره للدول الصديقة والتحالف على دعمهم الذي كان سبباً رئيسياً في تحقيق قوات البيشمركة للإنتصارات بشكل أسرع " واصفاً "التنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة والتحالف الدولي بـ"الناجح جداً ".
كما تطرق الرئيس بارزاني , وبشكل مفصل إلى عملية تحرير الموصل , معلناً :" من سلّم الموصل لتنظيم داعش , لم يكن يريد أنطلاق عملية تحريرها , كونه أنهزم , ولم ترق له رؤية أنتصارات الأخرين "مضيفاً " لهذا قمنا بزيارة إلى بغداد في 29 أيلول/سبتمبر من العام الماضي, وألتقينا هناك برئيس الوزراء العراقي , والأطراف المعنية ووضعنا أسس التعاون الذي تم بين قوات البيشمركة والجيش العراقي , وتم تحديد دور كل طرف , وتمكنت قوات البيشمركة مع أنطلاق العملية من كسر دفاعات تنظيم داعش بفترة وجيزة , وإتاحت المجال أمام الجيش العراقي للتقدم إلى داخل الموصل ".
موضحاً ان :" العملية لم تكن لتنجح لولا دعم قوات البيشمركة والتنسيق الحاصل بينها والجيش العراقي ".
وتابع الرئيس بارزاني بالقول :" صحيح أن تنظيم داعش يواجه الآن أنكساراً كبيراً , وهو في طريقه إلى الهزيمة النهائية , لكن أنهاء وجود هذا التنظيم الإرهابي في الموصل وهزيمته عسكرياً لا يعني نهاية داعش والإرهاب , ومن الممكن أن يظهر التنظيم بأسماء وأشكال وأساليب قتالية أخرى , ليشكل خطراً على الأمن العالمي والأنسانية , وليس غريباً ظهور ما هو أخطر من داعش , لهذا وبدلاً من محاربة التنظيم ميدانياً يجب تجفيف جذور الفكر المتطرف والإرهاب من النواحي الفكرية , الأقتصادية , السياسية , والإجتماعية ,وهذا يتطلب جهداً دولياً وتنسيقاً مشتركاً ".
كما أشار الرئيس بارزاني في حديثه إلى الوضع الأقتصادي المتأزم في إقليم كوردستان , بسبب هبوط أسعار النفط , والحرب على الإرهابيين , وأحتضان مليون وثمانمائة ألف نازح ولاجئ , فضلاً عن توجه نحو مئة ألف نازح موصلي إلى إقليم كوردستان بعد أنطلاق عملية تحرير مدينتهم , الأمر الذي أثقل كاهل الإقليم ".
وأضاف الرئيس بارزاني "نأمل أن يشهد هذا العام , هزيمة الإرهابيين , وتأهيل الإرضية المناسبة لعودة قسم من النازحين , وأرتفاع أسعار النفط , جبناً إلى جنب مع عملية الإصلاح في إقليم كوردستان , ليتحسن الوضع المالي في الإقليم ".
وبخصوص الوضع الداخلي في إقليم كوردستان , أشار الرئيس بارزاني إلى ان "الأطراف تتحاور حالياً , وهناك أمل بوصول تلك الحوارات إلى نتيجة ".
بحث العلاقت بين أربيل وبغداد , كان محوراً آخر من حديث الرئيس بارزاني , وبهذا الخصوص نوه إلى أنه :" لا يحق لأحد محاسبتنا فيما يتعلق بوحدة العراق , كوننا قبيل عام 2003 وبعده , سخرنا كل الجهود في سبيل تحقيق الشراكة الحقيقية , وتقبل الأخر , والديمقراطية , والفدرالية"مضيفاً "خلال زيارتي إلى بغداد في أيلول /سبتمبر الماضي , تناقشنا مع رئيس الوزراء العراقي , والأطراف الأخرى بشكل مفصل , وهم بدورهم أستمعوا إلى وجهة نظرنا بسرور , واتفقنا آنذاك على ضرورة التحاور بهدف إنهاء التراجيديا والمشاكل السابقة , وعدم تكرارها ".
وشدد الرئيس بارزاني على أن "هناك تنسيقاً جيداً بين إقليم كوردستان والحكومة العراقية في المجال العسكري , وخاصة ضمن إطار عملية تحرير الموصل ".
كما عبر ممثلي وقناصل الدول في أربيل عن شكرهم للرئيس بارزاني على أتاحته فرصة اللقاء , أملين النجاح لشعب كوردستان , مثمنين دور قوات البيشمركة وقيادتها للحرب على داعش .
كما أشادوا بصمود شعب كوردستان , وثقافة التعايش المشترك والتسامح لديه , فضلاً عن تعبيرهم عن شكرهم لدائرة العلاقات الخارجية ووزارات حكومة الإقليم , على تسهيلهم ودعمهم لنشاطاتهم .
كما وجه الحضور للرئيس بارزاني جملة من الأسئلة بخصوص الحرب على الإرهاب , والأوضاع الأقتصادية في اقليم كوردستان , والعلاقات بين أربيل وبغداد , وقد اجاب بدوره على تلك الأسئلة .