سوق السبايا في شارع المتنبي

عشتار تيفي كوم/

منتدى الرافدين للثقافة والفنون – مشيكان

كتبت الفنانة سوسن الجمل: "نفقد الانسان، الكاتب والفنان والشاعر والمبدع ولكن تبقى الكلمة والحرف واللون تعبر عن كل ما هو جميل وصادق في هذا العالم ضد الشر والجهل والتخلف. في ذكرى المتنبي نستحضر الماضي المشرق للغتنا العربية بإبداعها وجمالها وخلودها، مع كل عمل ادبي وفني يحمل رسالة سلام ومحبة للعالم بكل اطيافه والوانه، لان رسالة الفن والادب عالمية ليس لها حدود ولا جنسية ولا قومية. انه العالم الواحد المتفوق على كل فكر متخلف يعمل على الدمار وقتل الابرياء وسبي النساء والاطفال. ستبقى الكلمة واللون والحرف سلاح الاوفياء والمناضلين من اجل السلام في كل العالم، وسيبقى الحب والامل والنور هو الغالب."

تزامنا مع الحملة العالمية لدعم شارع المتنبي في الذكرى العاشرة على الاعتداء الارهابي على الثقافة العراقية، والتي ادت الى تدمير شارع المتنبي في حينها، في محاولة لقتل الابداع العراقي، وبمشاركة أكثر من 40 مدينة امريكية من ضمنها العاصمة واشنطن وبدعم من ناشطين امريكيين، وبمشاركة واسعة من أوربا والعراق، اقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون في ولاية مشيكان الامريكية يوم الجمعة 24 شباط 2017 احتفالا كبيرا لاستذكار ودعم المثقف والكاتب والقارئ العراقي وتحت اسم "شارع المتنبي يبدأ هنا".

وتضمن الحفل أربعة اجزاء ومعرضا للكتب والكتاب، ومعارض متعددة للفنون التشكيلية والرسم والتصوير.

وفي الجزء الاول من البرنامج تم تقديم اعمالا فنية للتشكيليين والفوتوغرافيين الفنانين د زهير المحسن وبهاء اليعقوبي وسوسن الجمل وغازي الاسدي وحيدر الياسري.

في الجزء الثاني الدكتور علاء يحيى فائق عن شارع المتنبي وتاريخه وأهمية الاستمرار باستذكار شارع المتنبي. وجرى تقديم فيديو عن شارع المتنبي من اعداد الفنان مصطفي الصميدعي.

والقى كلمة منتدى الرافدين للثقافة والفنون الزميل خيون التميمي تحدث فيها عن تأسيس المنتدى ورحلة الخمسة سنوات والتي قدم فيها المنتدى أكثر من اربعين نشاطا متميزا.

عرض الفنان المبدع صباح وزي رائعته "سبية" والتي مثلت تمثالا لامرأة جسد فيه معاناة النساء تحت ارهاب داعش. قال صباح وزي عن سبيته: "كان الاعتداء دمويا وعنيفا من قبل قوى الظلام المتطرفة ضد سكان الموصل، وقاموا باغتصاب نساءهم وبيعهم في الاسواق كسبايا وجواري. كان من الصعب ان أجسد عملا للتعبير عن هذه الجريمة، فكان هذا العمل ليرمز لحجم المأساة والذي يمثل منحوتة لامرأة فارقت الحياة نتيجة التدنيس والتعذيب." أنتج الدكتور علاء فائق فيديو رائع حول تمثال السبية عرض في الحفل.

كذلك عرض فلم عن سبايا داعش يتحدث فيه أحد "التائبين" عن اغتصاب النساء وتوزيعهم على الداعشيين.

وتضمن الجزء الثالث الجزء الاساس في البرنامج وهو تقديم كتاب "في سوق السبايا" للشاعرة والكاتبة دنيا ميخائيل، والذي قال عنه الناقد حاتم الصكَر في رسالته المصورة التي ارسلها عبر الفيديو: "بجانب توثيقه للحظة شديدة الدراماتيكية، في تاريخ العراق والعالم. فإن كتاب دنيا ميخائيل يقدم نموذجا للكتابة الجديدة العابرة للأنواع، والمازجة بين تقنيات الشعر، الذي فيه لها تجارب طيبة، ومستلزمات السرد، وعناصر الربورتاج والتحقيق المباشر، فيكون ما سمعت الكاتبة من الضحايا مسرحا لتلاقي الشعر والواقع في انصهار اليف ومؤثر.

وساهم ايضا في التقديم للكتاب الدكتور عزيز التميمي والذي وصف الكتاب بانه نوع من "الكتابة خارج النسق السردي" وتحدث في كلمته عن البعد الفني والابداعي في كتاب دنيا ميخائيل وكذلك عن "البعد الانساني" قائلا: " من وجهة نظري الخاصة أرى أن الكاتبة أبدعت في زمن ندان به جميعاً أزاء ما حصل ويحصل في بلاد الرافدين، والإدانة لا تأتي من جهة الموقف لأننا جميعاً نحمل مواقف متشابه من تلك القضية، إنما الإدانة تأتي من جهة التعبير، الكاتبة قدمت في هذا الوثيقة الإنسانية خلاصة جهد ميداني كبير واستطاعت أن تنقل الحدث عن لسان الضحية، وحدث مثل هذا لا يمكن أن يترجم من خلال مقال تحليلي يستقرأ حالة المزاج العام ويتنصل عن البعد الاخلاقي من خلال لعبة كلمات مشفوعة بحنكة لغوية. نص دنيا ميخائيل يقدم لنا البعد الاخلاقي والإنساني في توثيق هذا الحدث على أنه بعد فلسفي."

وتحدث الدكتور علاء فائق عن كتاب "في سوق السبايا" مسترجعا ذكرياته عن لقاءه الاول بالشاعرة دنيا ميخائيل وقراءاتها الشعرية التي تأثر بها. وتحدث عن الصور الوصفية التي تميز بها كتابها الجديد والتي مزجت بين الصحافة والسرد والشعر مما اعطت بعدا انسانيا مؤثرا لكتابها.

اعتلت المنصة الكاتبة دنيا ميخائيل واخذت الحضور الى عالم اخر مملوء بالحزن والمأساة وغياب الانسانية، عالم كأنه لا يمت بصلة لعالمنا، تحدثت عن متابعتها لقصص السبايا والضحايا، حدثتنا عن "عبد الله" والذي أسمته بطل من أبطال هذا الزمان، حدثتنا عن سفرتها للعراق لمقابلة الضحايا وعوائلهم. حدثتنا عن عوائل شردت وقتلت واغتصبت وبيعت نساءهم كسبايا في اسواق الذل والرقيق.

قرات الكاتبة فقرات من كتابها "في سوق السبايا" وتحدثت عن نادية وبروين واطفالهنَّ، وكيف عاشوا مع الدواعش وقصة هروبهنَّ. وتحدثت عن حرف النون الذي استعمله الدواعش لترويع العوائل واجبارهم على ترك بيوتهم.

شارك الحضور في مداخلات واسئلة واراء ساهمت في اغناء الامسية.

في نهاية الامسية جرت مراسيم توقيع الكتاب من قبل الكاتبة دنيا ميخائيل حيث كانت المرة الاولى التي يوزع فيها الكتاب "في سوق السبايا" في أي مكان في العالم.

قدم الفنان بهاء اليعقوبي صورة فوتوغرافية كبيرة كهدية للشاعرة الكاتبة دنيا ميخائيل.

وحضر الأمسية جمع غفير من المهتمين والمتابعين للثقافة والأدب ومن ممثلي منظمات الجالية العراقية وجرى تغطيتها من قبل أجهزة الإعلام والصحف المحلية وفضائية عشتار والاعلامية كارولين هرمز وفضائية سكاي مشيكان والاعلامي هيثم الدفاعي..

ويحتفل منتدى الرافدين للثقافة والفنون كل عام بذكرى الاعتداء على شارع المتنبي من قبل إرهابيي العقود المظلمة، من اللذين تخيفهم الكلمة والكتب وقراءها في محاولة لقمع الفكر والتقدم.

فلنذهب جميعا الى شارع المتنبي

نبيل رومايا

منتدى الرافدين للثقافة والفنون

شباط 2017

للمزيد مع صور

http://www.iraqimfac.com/mod_global.php?mod=news&modfile=gallery&itemid=32237