الكنيسة السريانية الكاثوليكية تشارك في الإجتماع السنوي الـ15 للجنة الدولية الرسمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية

عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/

بتوجيه من غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، شارك الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، في الإجتماع السنوي الخامس عشر للجنة الدولية الرسمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وذلك كون غبطته قد عيّن الأب حبيب مراد عضواً أصيلاً في اللجنة ممثّلاً للكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، يخلف سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الذي استقال من عضوية اللجنة بعد تعيينه زائراً رسولياً للسريان الكاثوليك في أستراليا ونيوزيلندا.

    عُقد اجتماع اللجنة هذا العام بضيافة كاثوليكوسية أتشميادزين وعموم الأرمن للكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، في مدينة أتشميادزين المقدسة في جمهورية أرمينيا، في الفترة الممتدّة من الإثنين 29 كانون الثاني حتى الأحد 4 شباط 2018.

    ترأس الإجتماع رئيس اللجنة نيافة الكردينال كورت كوخ، رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، عن الكنيسة الكاثوليكية، ونيافة الأنبا بيشوي، مطران أبرشية دمياط وكفر الشيخ والبراري للأقباط الأرثوذكس، عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، بمشاركة أعضاء اللجنة الذين يمثّلون الكنائس الكاثوليكية: اللاتينية، السريانية الكاثوليكية، السريانية المارونية، الأرمنية الكاثوليكية، القبطية الكاثوليكية، والكنائس الأرثوذكسية الشرقية: السريانية الأرثوذكسية، القبطية الأرثوذكسية، الأرمنية الأرثوذكسية لكرسي أتشميادزين – أرمينيا وكرسي كيليكيا، أنطلياس - لبنان، الأثيوبية الأرثوذكسية، الأريتيرية، والملنكارية الأرثوذكسية.

    اجتمع أعضاء اللجنة في لقاءات منفصلة لكلّ عائلة على حدى، الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، ثمّ عُقدت الإجتماعات المشتركة التي تناولت المواضيع المُدرجة على جدول أعمال الإجتماعات لهذا العام، وهي أسرار التوبة والإعتراف (المصالحة)، الكهنوت، ومسحة المرضى. فدرسوا مجموعة أوراق عمل وأبحاث قُدِّمت في هذا الإطار حول ممارسة كلٍّ من هذه الأسرار في كلّ الكنائس المشاركة في اللجنة.

    وأكّد أعضاء اللجنة في اجتماعاتهم على أنّ سرّ التوبة والإعتراف (المصالحة) هو سرّ يمارَس منذ القدم في الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، وبموجبه يمنح الكاهن أو الأسقف المغفرة للمؤمن عن خطاياه التي اقترفها تجاه الله والقريب، وأنّ هذا السرّ هو تجديد لمواعيد المعمودية. أمّا بخصوص سرّ الكهنوت، فأكّد المجتمعون أنّ درجات الكهنوت ثلاث: الشمّاس، الكاهن، والأسقف، وهي تستند إلى الكتاب المقدس والتقليد الكنسي، وتشترك بها الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، وترافقها درجات صغرى وكبرى تتّسم بالخصوصية لدى كلّ كنيسة بحسب نظامها. وبالنسبة لسرّ مسحة المرضى، فهو أيضاً مشترك بين الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، مع اختلاف في طريقة ممارسته بحسب الطقس الكنسي الخاص بكلّ كنيسة، وكلّ ذلك هو مصدر غنى وتنوّع، على أنّ الجوهر الأسراري هو واحد في كلٍّ من هذه الأسرار الثلاثة، وأنّ تعدّد التراثات وتنوُّع طرق استعمالها هو غنى للكنيسة الجامعة.

    كما رحّب المجتمعون بنتائج زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى مصر في نيسان 2017 والبيان المشترك الصادر عنه وعن قداسة البابا تواضروس الثاني، وكذلك بعقد اجتماع للجنة التنسيق للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية في أيلول 2017، وبالبيان الصادر عن لجنة الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية في تشرين الثاني 2017.

    وقد قرّر أعضاء اللجنة عقد اجتماعهم السنوي القادم في روما، بضيافة المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، في الفترة الممتدّة من 27 كانون الثاني حتّى الأول من شباط عام 2019.