الطريق الى تشكيل حكومة اقليم كوردستان أصبح سالكاً، ولا سيما بعد ان اجريت الانتخابات وتم اعلان نتائجها، ولم يتبقى سوى تصديق القضاء لتبدأ بعدها مسيرة مفاوضات تشكيل الحكومة القادمة والتي تحمل رقم التاسعة. ومن المؤمل بل ومن الفروض ان يتم تشكيلها من دون تأخير خصوصا وان تشكيل الحكومة العراقية قد تم رغم صعوبة الاوضاع في بغداد وتعدد الاطراف والكيانات والشخصيات من مختلف المكونات العراقية، الا انه مع كل ذلك تم تشكيل الحكومة وحصلت على ثقة مجلس النواب وباشرت مهامها في اليوم التالي خارج اسوار المنطقة الخضراء، في مشهد يبدو مغايراً كثيراً عما ألفناه في ماراثون تشكيل الحكومات السابقة والذي بدا هذه المرة قصيراً بل وأقصر مما كان متوقعاً.
اقليم كوردستان يعيش العديد والكثير من الازمات والتحديات، ولا نبالغ اذا قلنا انه يواجه صراع وتحدي وجود في ظل التحولات السياسية في العراق من تنامي النزعة الى العودة الى الحكم المركزي الذي تتردد انغامه، وعلى هواه تسير الكثير من القوى السياسية، والتي تنسى او تتناسى حقيقة وواقعاً يقول ان اقليم كوردستان كان حكومة وبرلماناً وقضاء وشعباً واقليماً شبه مستقل عن العراق وهو بارادته واختيار قواه السياسية اسهم في تشكيل العراق الجديد، والذي ما عاد جديدا بعد حوالي 15 سنة.
اليوم توجد ارادة واتجاه لدى الكثير من الاطراف السياسية لتعديل الدستور والغاء الكثير من المكاسب الديمقراطية، والتي وصلت في زمن حكومة العبادي الى استخدام عبارة اقليم شمال العراق والتعامل مع الاقليم على اساس المحافظات وغيرها من الاجراءات غير القانونية التي اتخذها ( العبادي) بعد الاستفتاء.لقد كان لحكومة الاقليم وشخص رئيسها نيجرفان بارزاني الدور المهم في اعادة الاقليم الى موقعه الحقيقي من خلال زياراته وجولاته الى بغداد ودول الجوار والعالم ونجح في كسر الحصار ورفع العقوبات واجراء الانتخابات، وقد كافأته جماهير كوردستان عندما حصل حزبه على اعلى الاصوات واكثر عدد من المقاعد سواء في انتخابات مجلس النواب العراقي او انتخابات برلمان اقليم كوردستان.
ان حكومة اقليم كوردستان القادمة امامها الكثير من المهام ونأمل ان تضم بين صفوها وزيراً عربياً يكون ضمن تشكيلة حكومة الاقليم الكوردي لانه من خلال ذلك يمكن توجيه عدة رسائل:
1- رسالة الى العالم تبين وتؤكد ان اقليم كوردستان هو اقليم ديمقراطي- يحترم كل مواطنيه ومن يسكن فيه بغض النظر عن قوميته ودينه ومذهبه، فقد ضمت التشكيلات السابقة العديد من الوزراء التركمان والمسيحيين والكلدو آشوريين والايزيديين والكاكئية والشيعة ومن مخلف مدن العراق وليس فقط من سكان محافظات الاقليم، وان الوقت اصبح ملائما كي يكون هناك وزير عربي ضمن هذه الحكومة.
2- رسالة الى دول الجوار بان لا تتحسس او تخاف من اقليم كوردستان لانه اقليم محدد ضمن حدود كوردستان العراق ومن اجل سكانه العراقيين بغض النظر عن انتمائهم ومكونهم وهو عامل استقرار وامان ليس للعراق وحده وانما لدول الجوار التي لها حدود طويلة لها مع الاقليم.
3- رسالة الى العراق والدول العربية بقوة ومتانة العلاقة بين الشعبين الكوردي والعربي وامتداد هذه العلاقة الى آلاف السنين، وتطورها أثناء الفتوحات الإسلامية والعيش والمصير المشترك لكلا الشعبين، وضرورة ان يعرف الرأي العام العربي ان حل القضية الكوردية له اهمية وتأثير على الأمن الوطني في العراق والامن القومي العربي واستقرار المنطقة عامة.
عليه نتوجه الى كل الاطراف الكوردستانية ولا سيما التي حصلت على اكثر واعلى الاصوات ان تحقق هذا الامر، ولو كنا نأمل ان يكون بين اعضاء برلمان كوردستان ايضا من العرب كي تكون رسالة اطمئنان وسلام الى الاخوة العرب النازحين والذين استقروا في الاقليم وكذلك اهالي الشيخان وسهل نينوى ومخمور وخانقين وزمار وسنجار وكل المناطق المتنازع عليها، بان حكومة وبرلمان الاقليم تحترمهم وتهتم بهم وتمثلهم وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم قبل الحكومة الاتحادية.ولنا في تجارب العديد من الدول الغربية وبرلماناتها التي ضمت بين اعضائها وزراء ونواباً من الكورد او العرب او الاتراك و غيرهم من القوميـــــات في البلدان التي تعيش فيها تلك المكونات وافضل مثال على ذلك عمـــدة لندن المســــلم الباكستاني الاصل وكذلك في البرلمان الدنماركي والسويدي والنرويجي وحكوماتها التي تزهو بأعضاء من مختلف الشــــعوب والالوان والقوميات والاديان.
عضو الادعاء العام - اقليم كوردستان العراق