في يوم شتائي كندي دلفت إلى مقهى الجالية علّني أرى بعض المعارف وجلست مع أحدهم ، وبعد قليل دلف السيد (أ) وبعد الأخذ والرّد والحديث في مواضيع متشعبة ، تاريخية وإجتماعية وفلسفية ، قال لي محدّثي بأن الإنسان عبارة عن كنز ، وخلاصة ما اراد قوله هو محبة الإنسان لإخيه الإنسان هو كنز .
وبعد خروجي وخلال الطريق إلى البيت ظلّت كلمة كنز ترّن في أذني مراراً وتكراراً ، وتمحورت حول المفهوم الإيجابي للكلمة ، وكيف يمكن للإنسان أن يكون كنزاً لنفسه ولإقربائه ولمجتمعه ، عندما تعمل العائلة على حسن تربيته والمدرسة على تهذيبه وتزويده بالمفاهيم التربوية والتعليمية والعلمية لصقله وجعله فرداً نافعاً بكل معنى الفائدة المرجوة . فتراه شمعة مضاءة ينير درب الآخرين ويؤثر إيجابياً في كل بقعة يحل فيها .
أما إذا نظرنا إلى الناحية السلبية فهذا الإنسان بدل أن يكون كنزاً يصبح كابوساً يؤرق كاهل أهله ومجتمعه ، كما يفعل الإرهابيون هذه الأيام ، وتذكرت الأيتام والأرامل ومقدار الدمار الذي الحقوه بالمدن والقصبات وحتى الأثار لم تسلم من قذاراتهم ، فقلت في نفسي : يستطيع الإنسان أن يكون كنزاً كما قال صديقي (أ) ، ويمكن أن يكون نقمة وأفتك من الجرثومة التي تعمل تخريباً في الجسم إذا اراد العكس ، فشتّان بين الخيارين .
عزيزي القاريء الكريم ، إختر لنفسك أن تكون كنزاً لا غنى عنه لكل محبيك ومعارفك ؟ إزرع الحب والرحمة والمساعدة إينما حللت ؟ تكون ذلك الإنسان الذي تحتاجه الإنسانية في هذه الأيام ، والله يحمي الجميع من شر الأشرار وكراهية الكارهين لكل ما هو جميل في هذه الحياة القصيرة .