قائد إسرائيل من وجهة نظر العهد القديم بمثل عمل يسوع مرحلة أساسية في تاريخ الخلاص فبصفته خادماً لموسى صعد معه إلى حبل سيناء وعاش بالقرب من الأقداس هذا هو سر أمانته العميقة التي أظهرها في موضوع الجواسيس الذين أرسلوا إلى كنعان فكان هو وكالب الوحيدين اللذين دخلا أرض الميعاد من كل الجماعة التي سارت في البرية فقال موسى ليشوع اختر لنا رجالا وآخرج لمحاربة العمالقة وغدا أنا أقف على رأس التل وعصا الله في يدي خروج 17 / 9 يشوع بن نون اصبح فيما بعد قائداً دخل بشعب الله بني اسرائيل الى أرض الموعد هو خادم النبي موسى وكان اسمه القديم هوشع ورد في سفر العدد 13 / 8 ومن سبط أفرائيم هوشع بن نون وهو سيخلف موسى في قيادة الشعب وكان بعد وفاة موسى عبد الرب أن الرب كلم يشوع بن نون مساعد موسى يشوع 1 / 1 وهو اسم عبري معناه الله يخلص الرب كلم يشوع بعد وقت قصير من موت موسى او احتمال بعد مدة الحزن والحداد على موسى ثلاثين يوما ًفقام موسى ويشوع مساعده وصعد موسى إلى جبل الله خروج 24 / 13
ويكلم الرب موسى وجها إلى وجه كما يكلم المرء صديقه وإذا رجع إلى المخيم كان مساعده يشوع بن نون الفتى لا يبرح من داخل الخيمة خروج 33 / 11 يشوع كان لم يبرح والخروج من الخيمة واحتمال كان مسؤلاً عن حراسة الخيمة فليس من المستعبد ان يدخل بعض من الذين يريدون ان يخربون الخيمة او يدخلوا الخيمة وليس مسموح لهم بالخول الى الخيمة فأجاب يشوع بن نون وهو مساعد موسى منذ حداثته وقال يا سيدي يا موسى امنعهما عدد / 11 / 28 لن تدخلوا الأرض التي رفعت يدي مقسما أن أسكنكم فيها إلا كالب بن يفنا ويشوع بن نون عدد 14 / 30 وأما يشوع بن نون وكالب بن يفنا وهما من الرجال الذين مضوا فاستطلعوا الأرض فبقيا على قيد الحياة عدد 14 / 38
اختاره الله لقيادة إسرائيل خلفاً لموسى فنال روح الله بوضع موسى يديه عليه فكلم موسى الرب قائلا ليوكل الرب إله أرواح كل بشر رجلا على الجماعة يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لئلا تبقى جماعة الرب كغنم لا راعي لها فقال الرب لموسى خذ لك يشوع بن نون فإنه رجل فيه روح وضع يدك عليه وأوقفه أمام ألعازار الكاهن والجماعة كلها وأوصه بحضرتهم واجعل عليه من مهابتك لكي تسمع لي جماعة بني إسرائيل كلها يقف أمام ألعازار الكاهن فيطلب له قضاء الأوريم أمام الرب فبأمره يخرجون وبأمره يدخلون هو وجميع بني إسرائيل معه كل الجماعة وفعل موسى كما أمره الرب، فأخذ يشوع وأوقفه أمام ألعازار الكاهن كل الجماعة ووضع عليه يديه وأوصاه كما قال الرب على لسان موسى عدد 27 / 15 - 24
ثم دعا موسى يشوع وقال له أمام عيون إسرائيل كله تشدد وتشجع فإنك أنت تدخل هذا الشعب الأرض التي أقسم الرب لآبائهم أن يعطيهم إياها وأنت تورثهم إياها والرب هو السائر أمامك وهو يكون معك ولا يهملك ولا يتركك فلا تخف ولا تفزع ثم قال الرب لموسى قد اقتربت أيام وفاتك فادع يشوع وقفا في خيمة الموعد فأوصيه فمضى موسى ويشوع ووقفا في خيمة الموعد فتراءى الرب في الخيمة في عمود غمام ووقف عمود الغمام على باب الخيمة وقال الرب لموسى إنك تضطجع مع آبائك وإن هذا الشعب سيقوم ويزني وراء آلهة الأرض الغريبة التي هو داخل إلى وسطها ويتركني وينقض عهدي الذي قطعته معه فأغضب عليه ذلك اليوم وأتركه وأحجب وجهي عنه فيصير مأكلا وتصيبه شرور كثيرة وشدائد فيقول في ذلك اليوم أليس لأن إلهنا ليس في وسطي أصابتني هذه الشرور؟ وأنا أحجب وجهي في ذلك اليوم بسبب كل الشر الذي صنعه إذ تحول إلى آلهة أخرى فالآن اكتبوا لكم هذا النشيد وعلمه بني إسرائيل وضعه في أفواههم، لكي يكون لي هذا النشيد شاهدا على بني إسرائيل حين أدخله الأرض التي أقسمت لآبائه عليها الأرض التي تدر لبنا حليبا وعسلا فيأكل ويشبع ويسمن ويتحول إلى آلهة أخرى ويعبدونها ويستهينون بي وينقض عهدي فإذا أصابته شرور كثيرة وشدائد يقوم هذا النشيد شاهدا عليه إذ لا ينسى من أفواه نسله لأني عالم بما ينوي أن يعمله اليوم من قبل أن أدخله الأرض التي أقسمت عليها فكتب موسى هذا النشيد في ذلك اليوم وعلمه بني إسرائيل ثم أوصى يشوع بن نون وقال له تشدد وتشجع فإنك أنت تدخل بني إسرائيل إلى الأرض التي أقسمت لهم عليها وأنا أكون معك عدد 27 / 14 - 23
ولذلك فقد استطاع عند موت موسى أن يتولى قيادة الشعب وبعد هذا نراه وقد امتلأ بسالة قائلاً له الرب تشدد وتشجع فإنك أنت تورث هذا الشعب الأرض التي أقسمت لآبائه أن أعطيهم إياها يشوع 1 / 6 ويظهر يشوع قدرته في قيادة الحرب المقدّسة وعلى كل حال لم يكن يشوع في هذه الحرب إلا مجرّد ممثّل لقائد سماوي ولما كان يشوع عند أريحا رفع عينيه ونظر فإذا رجل واقف أمامه وسيفه في يده مسلولا فأقبل عليه يشوع وقال له أمنا أنت أم من أعدائنا ؟فقال كلا بل أنا رئيس جند الرب والآن جئت فسقط يشوع على وجهه على الأرض وسجد وقال ماذا يقول سيدي لعبده ؟ فقال رئيس جند الرب ليشوع إخلع نعليك من رجليك فإن المكان الذي أنت قائم فيه مقدس فصنع يشوع كذلك يشوع 5 / 13 - 15
ويظهر يشوع تدخله بتسخير قوى الطبيعة في خدمة بني إسرائيل لمساندتهم في أعمالهم القتاليّة فهتف الشعب ونفخ في الأبواق فكان عند سماع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافا شديدا فسقط السور في مكانه فصعد الشعب إلى المدينة كل واحد على وجهه واستولوا على المدينة يشوع 6 / 20 فهزمهم الرب أمام إسرائيل وضربهم ضربة شديدة في جبعون وطاردهم في طريق عقبة بيت حورون وضربهم حتى عزيقة وحتى مقيدة وفيما هم منهزمون من أمام إسرائيل وهم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة ضخمة من السماء حتى عزيقة فماتوا وكان الذين ماتوا بحجارة البرد أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الرب الأموريين بين أيدي بني إسرائيل فقال أمام عيون إسرائيل يا شمس قني على جبعون ويا قمر على وادي أيالون فوقفت الشمس وثبت القمر إلى أن انتقمت الأمة من أعدائها أوليس ذلك مكتوبا في سفر المستقيم؟فوقفت الشمس في كبد السماء وأبطأت عن الغروب نحو يوم كامل ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده سمع فيه الرب لصوت إنسان لأن الرب قاتل عن إسرائيل ثم رجع يشوع كل إسرائيل معه إلى مخيم الجلجال يشوع 10 / 10 - 15
ولم يكن الهدف من الفتح إبادة الكنعانيين بل إعطاء أرض الوثنيين لشعب الله كميراث له وأدخلهم أرض قدسه الجبل الذي اقتنته يمينه وطرد الأمم من وجوههم وجعل بحبل القرعة ميراثا لهم وأسكن أسباط إسرائيل في خيامهم مزمور 87 / 54 و 55 ومنحهم أراضي الأمم فورثوا ما تعبت فيه الشعوب لكي يحفظوا فرائضه ويعملوا بشرائعه هللويا مزمور 105 / 44 و 45 ألم تكن أرض أجدادهم هذه أرض الميعاد ؟ ولم يدخلها بنو إسرائيل إلا ليحفظوا عهد الله، ويمارسوا شريعته فكان يشوع نفسه مثال الحماسة الدينية المطلقة اذ قاد اسرائيل في طريق الامانة رمز للمخلص وكان بعد أيام كثرة بعد أن أراح الرب إسرائيل من جميع من حوله من أعدائه، أن يشوع شاخ وطعن في السن فاستدعى يشوع كل إسرائيل وشيوخه ورؤساءه وقضاته كتبته وقال لهم أنا قد شخت وطعنت في السن وقد رأيتم كل ما فعل الرب إلهكم بجميع تلك الأمم من أجلكم لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم أنظروا فقد قسمت لكم بالقرعة تلك الأمم الباقية ميراثا لأسباطكم وجميع الأمم التي قرضتها من الأردن إلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس والرب إلهكم يدفعها من أمامكم ويطردها من أمامكم وترثون أرضها، كما قال لكم الرب إلهكم فتشددوا جدا لتحفظوا كل ما كتب في سفر توراة موسى وتعملوا به ولا تحيدوا عنه يمنة ولا يسرة لئلا تختلطوا بهذه الأمم الباقية معكم ولا تذكروا اسم آلهتها ولا تحلفوا بها ولا تعبدوها ولا تسجدوا لها بل بالرب إلهكم تتعلقون كما فعلتم إلى هذا اليوم
لقد طرد الرب من أمامكم اسما عظيمة قوية ولم يثبت في وجوهكم أحد إلى هذا اليوم الواحد منكم يطارد ألفا لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم كما قال لكم فاحرصوا لأنفسكم جدا أن تحبوا الرب إلهكم ولكن إن ارتددتم وتعلقتم ببقية تلك الأمم التي بقيت معكما وصاهرتموها ودخلتم بينها ودخلت بينكم فاعلموا أن الرب إلهكم لا يعود يطرد تلك الأمم من وجهكم بل تصير لكم شبكة وفخا وسوطا على جنوبكم وشوكا في عيونكم حتى تزولوا عن هذه ألأرض الطيبة التي أعطاكم الرب إلهكم إياها وهاءنذا اليوم ذاهب في طريق الأرض كلها وأنتم تعلمون بجميع قلوبكم وجميع نفوسكم أن لم تسقط كلمة واحدة من جميع كلمات الخير التي قالها الرب إلهكم في شأنكم بل تمت لكم كلها ولم تسقط منها كلمة واحدة فيكون كما تمت لكم كلمة الخير التي كلمكم بها الرب إلهكم أنه يجلب عليكم الرب كل كلمة الشر حتى يبيدكم عن الأرض الطيبة التي أعطاكم الرب إلهكم إياها إذا خالفتم عهد الرب إلهكم والذي أمركم به فذهبتم وعبدتم آلهة أخرى وسجدتم لها غضب الرب عليكم فتزولون عاجلا عن الأرض الطيبة التي أعطاكم إياها يشوع الفصل 23
حينئذ بنى يشوع مذبحا للرب إله إسرائيل في جبل عيبال كما أمر موسى عبد الرب بني إسرائيل على ما هو مكتوب في سفر توراة موسى مذبحا من حجارة غير منحوتة لم يرفع عليها حديد وأصعدوا عليه محرقات للرب وذبحوا ذبائح سلامية وكتب هناك على الحجارة تثنية اشتراع موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل وكان كل إسرائيل وشيوخه كتبته وقضاته واقفين على جانبي التابوت من ههنا وههنا مقابل الكهنة اللاولين حاملي تابوت عهد الرب النزيل وابن البلد نصفهم إلى جهة جبل جرزيم والنصف الآخر إلى جهة جبل عيبال كما كان موسى عبد الرب قد أمر أن يبارك أولا شعب إسرائيل وبعد ذلك تلا كلام التوراة كله من البركة واللعنة بحسب كل ما كتب في سفر التوراة لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يتلها يشوع بحضرة جماعة إسرائيل كلها مع النساء والأطفال والنزيل السائر معهم يشوع 8 / 30 - 35
يرجع "الحكماء في تأملاتهم بطيبة خاطر إلى هذه المرحلة التاريخيّة المثاليّة فإن يشوع كخلف لموسى في مهمّته النبويّ جدير بالإسم الذي دعي به فالاسم في العبرانية يعني الرب يخلص ولقد خلّص مختاري الله كان يشوع بن نون رجل بأس في الحروب وخليفة موسى في النبوءة وكان كاسمه عظيما في خلاص المختارين ومعاقبة الأعداء المتمردين وإدخال إسرائيل في ميراثه يشوع بن سيراخ 46 / 1 ومع ذلك فلم يكن يشوع الأول هذا إلا صورة أوليّة باهتة لمخلّص آخر يدعى بنفس الاسم وستلد ابنا فسمه يسوع لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم متى 1 / 21 كان نشاطه مجرد حلقة تمهيديّة في تاريخ الخلاص الطويل فتسلمها آباؤنا ودخلوا بها يقودهم يشوع بلاد الأمم التي طردها الله من أمامهم وبقيت فيها إلى أيام داود رسل 7 / 45
واليوم وقد مات يسوع المسيح وقام وصعد إلى السماوات قد ظهر الخلاص الحقيقي لشعب الله أما أرض الميعاد التي وصل إليها يشوع فليست إلا مرحلة لا الهدف الأخير وهي رمز للراحة لا الراحة الحقيقية فلو كان يشوع قد أراحهم لما ذكر الله بعد ذلك يوما آخر عبرانيين 4 / 8 هناك راحة أفضل موعودة لنا هي راحة اليوم السابع وهي اشتراك في راحة الله نفسها وإن يشوع الرجل الشجاع يدعونا إلى أن نجاهد حتى نصل إلى تلك الراحة حيث نجد جزاء أتعابنا وسمعت صوتا من السماء يقول اكتب طوبى منذ الآن للأموات الذين يموتون في الرب أجل يقول الروح فليستريحوا من جهودهم لأن أعمالهم تتبعهم رؤيا يوحنا 14 / 13 والمجد لله امين