عشتارتيفي كوم- فاتيكان نيوز/
كانت الأوضاع في غزة في مقدمة المواضيع التي تطرقت إليها مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين أجراها مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي. وأكد أمين السر ضرورة إنهاء قصف غزة وإدخال المساعدات اللازمة، كما وشدد على أن احترام القانون الإنساني الدولي أمر يجب أن يشمل الجميع وطالب من جهة أخرى حماس بإطلاق سراح الرهائن.
أجرى مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وكان الموضوع الأول الذي تم التطرق إليه حول الأوضاع في غزة حيث يموت الأطفال جوعا ويتألم السكان وتتساقط القنابل على المدارس والمستشفيات، بينما لا تبدو في الأفق نوايا لوقف القصف حسبما ذكر مدير التحرير. وفي إجابته وصف الكاردينال بارولين ما يحدث في غزة بغير المقبول وشدد على أن القانون الإنساني الدولي يجب احترامه دائما وللجميع. وتابع مطالبا بإيقاف عمليات القصف وبإدخال المساعدات الضرورية للسكان. وأعرب نيافته عن قناعته بأن على الجماعة الدولية عمل كل ما يمكن لإنهاء هذه المأساة. وواصل أمين السر مجدِّدا مطالبة حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن وإعادة جثث الموتي منهم.
وفي إجابته على سؤال حول مقتل اثنين من العاملين في السفارة الإسرائيل في واشنطن قال الكاردينال بارولين إنه قد تأثر كثيرا بهذا الأمر مثلما حدث مع الضحايا الأبرياء في السابع من تشرين الأول أكتوبر. وأراد التذكير هنا بأن ضحيتَي السفارة الإسرائيلية كانا ناشطَين من أجل السلام والمبادرات الإنسانية، كما ونبه إلى خطر انتعاش معاداة السامية.
ثم كانت الحرب في أوكرانيا من المواضيع التي تطرقت إليها المقابلة وتم التوقف عند ما قيل حول استضافة محتملة من قِبل الفاتيكان لمباحثات جديدة عقب تلك التي جرت في اسطنبول، وقال أمين السر إن البابا لاوُن الرابع عشر قد أبدى استعداد الكرسي الرسولي لاستضافة مباحثات محتملة وذلك كمكان محايد، وأوضح في هذا السياق أننا لا نتحدث عن وساطة وذلك لأن الوساطة يُفترض أن تُطلب من الأطراف المتنازعة، نحن بالأحرى أمام إبداء استعداد لاستضافة لقاء محتمَل. وذكَّر نيافته بأن هناك حديثا عن أماكن أخرى مقترحة لمثل هذه المباحثات ومن بينها جنيف، وأضاف أنه لا يهم أين ستُعقد المباحثات بين الروس والأوكرانيين، والتي نرجوها جميعا، ما يهم هو أن تبدأ أخيرا هذه المباحثات وذلك لأنه من العاجل إنهاء الحرب. وتابع أن هناك حاجة عاجلة إلى هدنة لإنهاء تدمير المدن وفقدان المدنيين لحياتهم. وشدد الكاردينال بارولين على الحاجة الملحة إلى بلوغ سلام عادل ودائم يقبله الطرفان ويحترمانه.
سلط مدير التحرير بعد ذلك الضوء على تكرار كلمة السلام منذ الأحاديث الأولى لقداسة البابا لاوُن الرابع عشر، وعلق أمين السر أن البابا يواصل بقوة السير على خطى أسلافه. وأعرب هنا عن تأثره بأن البابا لاوُن الرابع عشر وفي أول تلاوة لصلاة افرحي يا ملكة السماء من شرفة بازيليك القديس بطرس، والتي منها بارك البابا فرنسيس المؤمنين للمرة الأخيرة داعيا إلى السلام ونزع السلاح، قد كرر كلمات البابا بولس السادس أمام الأمم المتحدة: لا للحرب أبدا بعد. وأكد أمين السر أن البابا والكرسي الرسولي بكامله ملتزمان من أجل بناء السلام وتعزيز مبادرات الحوار والتفاوض.
وفي تعليق على حديث البعض عن ريادة متجددة للفاتيكان في المشهد العالمي قال الكاردينال بارولين إنه يعود بالأحرى إلى كلمات البابا لاوُن الرابع عشر في عظته خلال القداس مع الكرادلة ثم قداس بداية حبريته، حين شدد على أن المسيح هو الأساس وأن علينا نحن أن نختفي. وذكَّر أمين السر أيضا بحديث قداسته عن أن المسيحيين مدعوون إلى الشهادة للمحبة والوحدة والسلام. وأضاف أنه يفضل بدلا من الحديث عن ريادة الفاتيكان إدراج المبادرات الدبلوماسية أيضا في هذه الخدمة للسلام والأخوّة.
ومن بين ما تطرقت إليه المقابلة دعوة البابا لاوُن الرابع عشر إلى أسلوب اتصالات مختلف، وعلق الكاردينال بارولين مشيرا إلى أهمية الدور الثمين الذي يقوم به الصحفيون والعاملون في مجال الاتصالات. وذكَّر بدعوة البابا إلى اتصالات خالية من الكلمات العدوانية ولا تفصل أبدا بين البحث عن الحقيقة والمحبة التي علينا أن نبحث بها عن الحقيقة. كما ذكَّر بدعوة الأب الأقدس إلى نبذ نموذج الحرب في الاتصالات أيضا.
وفي إجابته على سؤال حول بعض التعليقات الخاصة بكيفية تعامل بعض مسؤولي دوائر الكوريا الرومانية خلال عملهم كأساقفة مع إبلاغات عن اعتداءات قال أمين السر إن التحريات التي تم القيام بها والموثَّقة قد أثبتت أنه قد تم احترام الإجراءات السارية ولم يتم العثور على مخالفات.
ثم كان السؤال الأخير حول عكس اختيار البابا اسم لاوُن الرابع عشر استمرارية مع البابا لاوُن الثالث عشر الذي أصدر الرسالة العامة Rerum Novarum في نهاية القرن التاسع عشر أي تزامنا مع الثورة الصناعية، وبالتالي حول مواجهتنا اليوم ثورة تكنولوجية تشمل أيضا الذكاء الاصطناعي. وقال الكاردينال بارولين إننا ننتظر تأملات البابا حول هذا الأمر، وأوضح أن ما توفره لنا التكنولوجيا من إمكانيات يجب أن يظل أدوات وأن يُستخدم لصالح الخير بدون أن ننسى أنه لا يمكن أبدا أن نوكل إلى آلة قرارات تتعلق بحياة الأشخاص أو موتهم. وشدد بالتالي على ضرورة الرقابة للحيلولة دون أن تُستخدم التقنيات الرقمية وأيضا الذكاء الاصطناعي كأدوات للتأثير على الرأي العام من خلال رسائل زائفة. وذكَّر أمين السر في ختام المقابلة بحديث البابا لاوُن الرابع عشر عن الصحفيين المسجونين متوقفا عند شجاعة مَن يدافع عن الكرامة والعدالة وحق الشعوب في الحصول على المعلومات، لأن هذا ما يمكنها من اتخاذ خيارات حرة.