اللجنة العليا لانتخابات اتحاد أدباء العراق تعلن النتائج الأولية لانتخابات المجلس المركزي2025      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل وفدًا من البرلمان السويدي      غبطة البطريرك يونان يلتقي صاحب القداسة برتلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني للروم الأرثوذكس      غبطة البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان يستقبل الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس      البطريرك ساكو يجتمع بكهنة الكلدان في باريس      نيافة الحبر الجليل مار تيموثاوس موسى الشماني الرئيس الفخري لمجلس السريان / برطلي يعقد اجتماعا مع الهيئة الادارية للمجلس      معلولا البلدة السورية التي تتحدث لغة السيد المسيح تعاني من الإهمال      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يحتفل بقداس عيد الصعود في كنيسة مار عوديشو الطوباوي في شيكاغو - إلينوي      البطريرك ساكو يشارك في غداء (شيرا) أهالي قرية مير      القداس الأول في مركز غبطة المطران مار ميلس زيا للرياضة والفنون في كلية مار نرساي ‏الاشورية المسيحية في سيدني      السوداني يضع شرطين لصرف رواتب موظفي كوردستان: قرض ومفاوضات قبل العيد      ترامب حول مشروع عقوبات جديدة على روسيا: لا أعرف .. يجب أن أراه أولا      إيران: نرفض السلاح النووي.. ولا نقبل بإملاءات تنكر حقنا في التخصيب      بعد 20 عاما قضاها مع ليفربول.. مدريد يضم أرنولد رسميا      شبيهة بـ"رجال النمل" والفضائيين.. العثور على جمجمة تثير دهشة العلماء      الموافقة على لقاح الجيل التالي من"موديرنا" للوقاية من كورونا      البابا لاون الرابع عشر: إذا أردتم السلام، فأعدّوا مؤسّسات سلام      محافظ المركزي العراقي يثني على دور حكومة إقليم كوردستان في مكافحة الجريمة المالية      إعلام إسرائيلي: اجتماعات سرية تبحث احتمال شن هجوم على إيران "دون إنذار"      الديمقراطي الكوردستاني يحذر من "موقف جدي" إذا لم تُرسل مستحقات إقليم كوردستان قبل العيد
| مشاهدات : 436 | مشاركات: 0 | 2025-05-30 07:37:14 |

تعرف على القديسة المراهقة التي قادت جيوش فرنسا وألهمت الحركات السياسية والنسائية

 

عشتار تيفي كوم – بي بي سي/

في مثل هذا اليوم 30 مايو/ آيار من عام 1431 أعدم الإنجليز حرقاً جان دارك، بعد أن اتُهمت ب"الهرطقة" وعمرها 19 عاماً فقط، وقادت الشابة الفرنسية المقاومة ضد الإنجليز خلال حرب المائة عام بين فرنسا وإنجلترا.

وتُعد جان دارك، المعروفة أيضاً باسم "عذراء أورليان"، واحدة من أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ العالمي، إذ زعمت فتاة مراهقة من عامة الشعب أنها تلقت إرشادات إلهية ثم قادت جيوشاً إلى النصر ثم أُعدمت حرقاً، وهو الأمر الذي أسر خيال الأجيال على مر العصور.

وتُعتبر جان دارك شهيدة وقديسة، ولا تزال حياتها تلهم الأعمال الفنية والأدبية والحركات السياسية.

البدايات وحرب المئة عام

تقول دائرة المعارف البريطانية، إن جان دارك وُلدت في حوالي عام 1412 في قرية دومريمي الواقعة في شمال شرق فرنسا، على حدود دوقيتي بار ولورين، لأب مزارع يستأجر الأرض التي يفلحها، وتميزت منذ طفولتها بإيمانها العميق وقوة إرادتها، الأمر الذي جعلها مختلفة عن باقي الفتيات في قريتها، ورغم أنها كانت أمية، فإنها تمتعت بذاكرة قوية وبلاغة لافتة.

وقد نشأت جان وسط أهوال حرب المئة عام، وهي نزاع طويل الأمد بين المملكتين الفرنسية والإنجليزية بسبب الخلاف حول من يملك الحق في العرش الفرنسي.

فقد نصّت معاهدة تروا عام 1420 على حرمان شارل (لاحقًا شارل السابع) ، ابن ووريث ملك فالوا شارل السادس، من العرش لصالح ملك لانكستر الإنجليزي هنري السادس، وهو طفل حينها، فيما تحالفت دوقية بورغندي القوية مع الإنجليز.

وكانت المعنويات في فرنسا في أدنى مستوياتها في ذلك الوقت حيث شكك كثيرون في شرعية شارل، كما كانت البلاد غارقة في الفقر والمجاعة والمرض والفوضى، فيما كانت باريس ومناطق واسعة من شمال فرنسا تحت سيطرة الإنجليز.

وزاد من الوضع سوءاً بالنسبة لشارل أنه لم يُتوج حتى نهاية عام 1427 أي بعد 5 سنوات من وفاة والده، وكانت مدينة ريمس، المكان التقليدي لتنصيب ملوك فرنسا، تقع ضمن الأراضي التي يسيطر عليها أعداؤه.

النصر في أورليان

وفي سن الـ 13، بدأت جان ترى رؤى وصفتها لاحقاً بأنها رسائل من السماء، وذكرت أن القديس ميخائيل، والقديسة كاترين من الإسكندرية، والقديسة مارغريت من أنطاكية ظهروا لها وأمروها بمساندة ولي العهد الفرنسي شارل، ومساعدته في طرد الإنجليز من من مملكة فالوا الفرنسية، وأصبحت هذه الرؤى جوهر رسالتها ومصدر قناعتها العميقة.

وكانت قرية جان، دومريمي، تقع على الحدود بين فرنسا الأنجلو-بورغندية ومملكة فالوا الفرنسية. وكان سكان القرية قد اضطروا بالفعل إلى هجر منازلهم أمام تهديدات البورغند.

وبتوجيه من أصوات قديسيها، سافرت جان في مايو/ آيار من عام 1428، من دومريمي إلى فوكولور، أقرب معقل لا يزال موالياً لشارل، حيث طلبت من قائد الحامية روبرت دي بودريكورت مساعدتها لترتيب لقاء مع شارل.

ولم يأخذ دي بودريكورت الفتاة البالغة من العمر حينئذ 16 عاماً ورؤاها على محمل الجد، فعادت أدراجها، لكنها رجعت إلى فوكولور مرة أخرى في يناير/ كانون الثاني من عام 1429.

وهذه المرة، أكسبها ثباتها الهادئ وتقواها، احترام الناس، وسمح لها القائد بودريكورت، مقتنعاً بأنها ليست ساحرة وليس لديها مشاكل عقلية، بالذهاب إلى شارل في شينون، فغادرت فوكولور حوالي 13 فبراير/ شباط، مرتدية ملابس رجال، وبرفقتها 6 رجال مسلحين، وعبرت أراض يسيطر عليها العدو، وسافرت لمدة 11 يوماً، حتى وصلت شينون.

وتوجهت جان فوراً إلى قلعة شارل، الذي كان متردداً في البداية في استقبالها حيث قدّم له مستشاروه نصائح متضاربة، لكنه بعد يومين سمح لها بمقابلته.

وفي لقائها الأول به، قيل إنها استطاعت التعرف عليه رغم أنه كان متنكراً بين الحاضرين، وهو ما أثار دهشة الجميع، وأخبرته أنها ترغب في خوض الحرب ضد الإنجليز، وأنها ستقوم بتتويجه في ريمس.

وبعد سلسلة من التحقيقات اللاهوتية في بواتييه للتأكد من أنها ليست مهرطقة، أُعلن أنها سليمة العقيدة وجديرة بالثقة.

وفي أبريل/ نيسان من عام 1429، حصلت على الموافقة لقيادة جيش لإنقاذ مدينة أورليان، ورغم افتقارها للتدريب العسكري، فإن شجاعتها وخطاباتها النارية لعبت دوراً كبيراً في تحفيز الجنود.

وتم حشد قوات فرنسية قوامها عدة مئات من الرجال في بلوا، وفي 27 أبريل/نيسان من عام 1429، انطلقت نحو أورليان. وكانت المدينة، المحاصرة منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول 1428، محاطة بشكل شبه كامل بقوات الإنجليز.

ومساء 4 مايو/ آيار، بينما كانت جان تستريح، نهضت فجأة، وأعلنت أنها يجب أن تذهب لمهاجمة الإنجليز على الفور، واندلع القتال الذي استمر ثلاثة أيام وانتهى بهزيمة الإنجليز وانسحابهم، وشكل هذا النصر نقطة تحول كبيرة في الحرب، ورفع من معنويات الفرنسيين.

وغادرت جان أورليان في 9 مايو/ آيار، والتقت بشارل في تور حيث حثته على الإسراع بالتوجه إلى ريمس ليُتوج، ورغم تردده لأن بعض مستشاريه الأكثر حكمة نصحوه بغزو نورماندي، إلا أن إلحاح جان حسم الأمر في النهاية.

وخلال المسير نحو ريمس، فتحت المدن أبوابها للجيش الواحدة تلو الأخرى.

وفي 16 يوليو/ تموز، وصل الجيش الفرنسي إلى ريمس، التي فتحت أبوابها، وفي 17 يوليو/ تموز من عام 1429، تُوّج شارل ملكاً في كاتدرائية ريمس بحضور جان، التي وُصفت آنذاك بأنها بطلة الأمة الفرنسية.

وكانت هذه لحظة تحقيق النبوءة بالنسبة لجان، وفي اليوم نفسه، كتبت إلى دوق بورغندي، تُناشده فيها إحلال السلام مع الملك.

الأسر والمحاكمة والإعدام

استمرت المعارك بين الفرنسيين والإنجليز، وفي عام 1430، أثناء مشاركتها في الدفاع عن مدينة كومبيين ضد قوات بورغوندية موالية للإنجليز، أُسرت جان وسُلمت إلى دوق بورغوندي، الذي بدوره سلمها للإنجليز الذين رأوا فيها تهديداً سياسياً ودينياً، وقرروا محاكمتها بتهمة الهرطقة بدلاً من معاملتها كأسيرة حرب.

ونُقلت إلى روان حيث جرت محاكمتها تحت إشراف الأسقف بيير كوشون، أحد المؤيدين لبورغوندي، واستمرت المحاكمة عدة أشهر، وخضعت جان لاستجوابات مرهقة من قبل رجال دين موالين للإنجليز.

ورغم صغر سنها، أظهرت جان ثباتاً وقوة شخصية أثناء المحاكمة، وتدل سجلات المحكمة على قدرتها اللافتة على التفكير السريع والدفاع عن نفسها، وكانت التهم تشمل ارتداء ملابس الرجال، وادعاء تلقي وحي من الرب، وممارسة السلطة الدينية بشكل غير مشروع.

وفي 30 مايو/ آيار من عام 1431، أُدينت جان بتهمة الهرطقة وأُحرقت حيّة في ساحة بمدينة روان وهي في الـ 19 من عمرها، وروى الشهود أنها واجهت الموت بشجاعة، وقد جُمع رمادها وأُلقي في نهر السين.

القداسة والإرث

وأثارت وفاتها صدمة واسعة، وبعد سنوات بدأت تظهر دعوات لإعادة الاعتبار لها. وفي عام 1456، أمر الملك شارل السابع بإعادة فتح القضية، وتمت محاكمة جديدة انتهت بإعلان براءتها واعتبارها شهيدة.

وخلال القرون التالية، ارتفعت مكانة جان دارك، ففي عام 1803، أعلن نابليون بونابرت أنها رمز وطني لفرنسا، وجرى تطويبها في الكنيسة الكاثوليكية عام 1909، وتم إعلان قداستها في عام 1920، وتُعد اليوم إحدى شفيعات فرنسا، ويُحتفل بذكراها سنويًا في 30 مايو/ آيار من كل عام.

وقد استخدمتها الحكومات الفرنسية لتعزيز الروح المعنوية سواء في الحرب العالمية الأولى أو الثانية، وتبنتها تيارات سياسية متباينة من الملكيين والجمهوريين إلى اليمين المتطرف واليسار، وكلٌ وفقاً لرؤيته.

وفي الأدب والفنون، كانت مصدر إلهام لكبار الكُتّاب مثل شكسبير وفولتير ومارك توين، الذي كتب عنها بإعجاب بالغ في روايته "مذكرات جان دارك الشخصية"، أما جورج برنارد شو، فقد قدمها كرمز مأساوي يواجه قوة المؤسسات باسم الضمير الفردي.

وتُعتبر جان دارك من الناحية السياسية رمزاً للمقاومة الشعبية، ودليلاً على أن الشجاعة الفردية قادرة على تغيير مجرى التاريخ، وهي بالنسبة للعديد من الفرنسيين تُجسد أيقونة للوطنية النقية.

ورغم أنها لم تقدم نفسها كمدافعة عن حقوق النساء، فإن جان دارك تُعد اليوم من رموز القوة النسائية، فقد تحدت الأعراف الاجتماعية، وارتدت زي الرجال، وقادت جيوشاً، وتحدثت باسم الرب إلى ملوك وقساوسة، لقد أدت شجاعتها واستقلاليتها إلى جعلها مصدر إلهام للنساء في مختلف العصور.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5256 ثانية