في ظل التحديات التي تواجه شــعبنا، تبقى المسؤولية الأخلاقية والروحية لرجال الدين الأساس في ترسيخ مبادئ المحبة والتسامح والسلام بين أبناء الشعب الواحد وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى دور جامع يوحّد الصفوف ويعمّق القواسم المشتركة بين مكونات المجتمع، نستغرب من الخطابات، التي يرددها البعض بين الفينة والأخرى والتي تنحو أحيانًا منحى بعيدًا عن هذه القيم، وتُساهم — عن قصد أو غير قصد — في تكريس الانقسام وزرع مشاعر التمييز والاحتقان.
إن المرجعيات الدينية، بكل أطيافها، مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن تكون منبراً للتقارب لا التنافر، ولساناً للمحبة لا للإساءة أو الفوقية كما بدا خلال الأيام الماضية. فالتاريخ والمصير المشترك يجمعان أبناء هذه الأرض بكل تنوعاتهم ولا يحتملان مزيداً من التأجيج أو التشكيك.
من هنا، نأمل أن تبقى رسائل الكنيسة ورجالاتها منارة تهدي للسلام، وتعكس روح المسيحية الحقة التي تقوم على التواضع والمصالحة وخدمة الإنسان، بعيداً عن الخطاب الإقصائي أو التصنيفي، الذي لا يخدم سوى أعداء وحدة شعبنا وتطلعاته.