قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال برسامة شَماسَين في كنيسة مريم العذراء في موسكو      الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة تستغيث: أعيدوا أراضينا المُغتصَبة      غبطة البطريرك ساكو يستقبل فخامة العماد جوزيف عون رئيس الجمهورية اللبنانية في الصرح البطريركي      قداسة البطريرك مار آوا الثالث، يصل إلى العاصمة الروسيّة موسكو      رهبانية بنات مريم الكلدانيات تُتوّج العذراء ملكةً للكون في عنكاوا      للعام الرابع توالياً ... الثقافة السريانية تحتفي بيوم الطفل العالمي      اللجنة العليا لانتخابات اتحاد أدباء العراق تعلن النتائج الأولية لانتخابات المجلس المركزي2025      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل وفدًا من البرلمان السويدي      غبطة البطريرك يونان يلتقي صاحب القداسة برتلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني للروم الأرثوذكس      غبطة البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان يستقبل الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس      "وشم ذكي".. ابتكار يراقب الدماغ ويرصد الإجهاد الذهني      أسوأ نهاية لمسيرة نيمار مع سانتوس.. قلّد مارادونا فنال جزاءه      وزير مالية إقليم كوردستان يتحدث عن مصير رواتب الموظفين لثمانية أشهر      صحيفة اميركية: "كي كارد" تهرّب 500 مليون دولار إلى خارج العراق      السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام محظورة في بريطانيا      إيران تحسمها: الكونسورتيوم النووي لا يحل مكان التخصيب      يونان للبابا لاوون الرابع عشر: ندعم الوجود المسيحيّ في أرض الآباء      موقع من 43 كياناً سياسياً..البيان الختامي للاجتماع المشترك بين الأحزاب والقوى الكوردستانية      العراق.. اعتقال شبكة حاولت تنفيذ عمليات اغتيال      عراقجي يلوّح بردّ إيراني إذا تم تسييس تقرير وكالة الطاقة
| مشاهدات : 532 | مشاركات: 0 | 2025-06-01 13:55:56 |

أيها الوالدان: هل أنتم على مثال أم تيموثاوس وجدّته؟

رائد نيسان حنا

 

في عالمٍ تتلاطمُ فيه أمواجُ التحدياتِ الفكريةِ والروحيةِ، وتتزايدُ فيه مصادرُ التشتتِ لأبنائنا، يصبحُ دورُ الوالدينِ في غرسِ القيمِ والإيمانِ أكثرَ أهميةً من أي وقتٍ مضى. هنا، يبرزُ نموذجٌ كتابيٌّ مُلهِمٌ يُقدّمُ لنا معيارًا ذهبيًا للتربيةِ الروحيةِ الفعّالةِ: أمثالُ أم تيموثاوس وجدّته.

الإرثُ الإيمانيُّ العظيمُ: لويس ويونيكي

يذكرُ الرسولُ بولسُ في رسالتِه الثانيةِ إلى تلميذِه الشابِ تيموثاوس (2 تيموثاوس 1: 5): "إِذْ أَتَذَكَّرُ إِيمَانَكَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لُوِيسَ وَأُمِّكَ يُونِيكِي، وَأَنَا مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا." هذه الآيةُ القصيرةُ تحملُ في طياتها درسًا عظيمًا للوالدينِ والمربينَ. إنها لا تصفُ مجردَ إيمانٍ فرديٍّ، بل تُشيرُ إلى إرثٍ إيمانيٍّ ينتقلُ عبرَ الأجيالِ.

لويس، الجدّةُ، ويونيكي، الأمُّ، لم تُقدّما لتيموثاوس مجردَ الطعامِ والملبسِ. لقد غذّتا روحَه بكلمةِ اللهِ، وزرعتا فيه بذورَ الإيمانِ الصادقِ وغيرِ المُرائي. هذا الإيمانُ لم يكنْ مجردَ معتقدٍ سطحيٍّ، بل كانَ جزءًا لا يتجزأَ من نسيجِ حياتِهما اليوميةِ، انعكسَ في أقوالِهما وأفعالِهما.

سماتُ التربيةِ على مثالِ لويس ويونيكي:

إذا أردنا أن نقتدي بهاتينِ المرأتينِ العظيمتينِ، فعلينا أن نتأملَ في السماتِ التي جعلتْ تربيتَهما مثمرةً:

  • الإيمانُ الحقيقيُّ وغيرُ المُرائي: لم يكنْ إيمانُهما مجردَ مظاهرَ خارجيةٍ أو كلماتٍ تُقالُ. بل كانَ إيمانًا حيًا، ينعكسُ في كلِّ تفاصيلِ حياتِهما. هذا الإيمانُ الصادقُ هو ما رأاهُ تيموثاوسُ وعاشَه، وهو ما غرسهُ في قلبِه. الوالدانِ اللذانِ يعيشانِ إيمانَهما بصدقٍ هما خيرُ قدوةٍ لأبنائهما.
  • التعليمُ المستمرُّ لكلمةِ اللهِ: يُشيرُ بولسُ لاحقًا في رسالتِه (2 تيموثاوس 3: 15) إلى أنَّ تيموثاوسَ "منذُ الطفوليةِ عرفَ الكتبَ المقدسةَ". هذا يدلُّ على أنَّ لويسَ ويونيكي لم تُهملا تعليمَ تيموثاوسَ كلمةَ اللهِ منذُ صغرهِ. إنهما لم تترُكا الأمرَ للمدرسةِ أو الكنيسةِ فقط، بل كانَ بيتهما مدرسةً للإيمانِ. تعليمُ الأبناءِ كلمةَ اللهِ، قراءتُها معهم، ومناقشةُ مبادئها، هو أساسُ التربيةِ الروحيةِ السليمةِ.
  • الصبرُ والمثابرةُ: تربيةُ الأبناءِ عمليةٌ طويلةٌ وشاقةٌ، تتطلبُ صبرًا ومثابرةً. لا توجدُ نتائجُ فوريةٌ دائمًا. لويسَ ويونيكي، مثلَ أيَّ أمٍ وجدّةٍ، واجهتا تحدياتٍ، لكنهما لم تتوقفا عن زرعِ بذورِ الإيمانِ، حتى أينعتْ في حياةِ تيموثاوسَ.
  • القدوةُ الحسنةُ: الكلماتُ وحدها لا تكفي. الأبناءُ يتعلمونَ بالقدوةِ أكثرَ مما يتعلمونَ بالتعليمِ المباشرِ. عندما يرى الأبناءُ والديهم يُصلّونَ، يخدمونَ الآخرينَ، يسامحونَ، ويُظهرونَ المحبةَ والصبرَ، فإنهم يتشربونُ هذه القيمَ وتترسخُ في شخصياتِهم.
  • البيئةُ المنزليةُ الداعمةُ للإيمانِ: البيئةُ التي ينمو فيها الطفلُ لها تأثيرٌ كبيرٌ. بيتُ يونيكي ولويسَ كانَ بلا شكٍ بيئةً تُشجّعُ على الإيمانِ، حيثُ تُقرأُ كلمةُ اللهِ، وتُمارسُ الصلاةُ، وتُظهرُ المحبةُ والاحترامُ.

أيها الوالدان: رسالةٌ إليكما

لعلَّ السؤالَ الذي يجبُ أن يُطرحَ على كلِّ والدٍ ووالدةٍ هو: هل أنتَ أو أنتِ على مثالِ أم تيموثاوسَ وجدّتهِ؟ هل إيمانُكَ غيرُ مُراءٍ؟ هل تغرسُ كلمةَ اللهِ في قلوبِ أبنائكَ منذُ صغرهم؟ هل تعيشُ قدوةً حسنةً أمامَهم؟

إنَّ التربيةَ الروحيةَ ليستْ مسؤوليةً ثانويةً أو اختياريةً. إنها أساسُ بناءِ شخصياتٍ قويةٍ، تُقاومُ تحدياتِ العصرِ، وتُصبحُ منفعةً للمجتمعِ. عندما يرى الأبناءُ إيمانًا أصيلًا في والديهم، إيمانًا يتحمّلُ ويُحبُّ ويُسامحُ، فإنهم يتعلمونَ أكثرَ من أيِّ عظةٍ أو درسٍ.

تذكروا، أنَّ أعظمَ إرثٍ يُمكنُ أن تتركوهُ لأبنائكم ليسَ المالَ أو الممتلكاتِ، بل هو إيمانٌ حيٌّ، مبنيٌّ على كلمةِ اللهِ، يُرافقُهم في كلِّ دروبِ حياتِهم، ويُعينُهم على مواجهةِ المصاعبِ، ويُثبّتهم في زمنِ الشكوكِ. فلتكنْ بيوتُكم مدارسَ للإيمانِ، ولتكونوا أنتم أيها الوالدانِ، أمثالَ لويسَ ويونيكي، تزرعون بذورَ الحقِّ والمحبةِ التي ستؤتي ثمارًا مباركةً في الأجيالِ القادمةِ.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6027 ثانية