عشتار تيفي كوم - ابونا/
أعربت بطريركيّة القدس للروم الأرثوذكس عن بالغ استنكارها وإدانتها إزاء القصف الذي استهدف كنيسة دير اللاتين في مدينة غزة، والذي أوقع إصابات وأضرارًا جسيمة في مجمع الرعية، وعرّض حياة الأبرياء للخطر، خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين الباحثين عن مأوى آمن في حضن الكنيسة.
وقالت في بيان "إنّ استهداف مكانٍ مقدسٍ يؤوي اليوم نحو 600 نازح ونازحة غالبيتهم من الأطفال و54 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يُعد مساسًا سافرًا بكرامة الإنسان، وانتهاكًا صارخًا لقدسية الحياة وحرمة الأماكن الدينيّة التي من المفروض ان تشكّل ملاذًا للأمان في أوقات الحرب".
وقد أدى القصف على الكنيسة إلى تدمير أجزاء كبيرة من المجمع، واضطر ذوو الاحتياجات الخاصة إلى إخلاء المكان دون أن يتمكن بعضهم من أخذ أجهزة التنفس التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.
وأكدت بطريركيّة الروم الأرثوذكس على أنّه "وفي هذه اللحظة الحرجة، فإنّ الكنائس هي منارات روحيّة وإنسانيّة، تخدم الجميع دون تمييز"، داعية المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة إلى "توفير الحماية العاجلة للمؤسّسات الدينيّة والمراكز الإنسانيّة في قطاع غزة، وضمان احترام القانون الإنساني الدولي الذي يجرّم استهداف المدنيين وأماكن العبادة".
كما جدّد البابا لاون الرابع عشر نداءاته لوقف إطلاق النار فورًا في غزة، عقب القصف على رعيّة العائلة المقدّسة، التابعة للبطريركيّة اللاتينيّة.
وفي برقية موقّعة من الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، نيابةً عنه، أعرب البابا لاون عن حزنه العميق لفقدان الأرواح وللإصابات الناجمة عن الهجوم. كما أعرب عن قربه الروحي من كاهن الرعيّة الأب جبرائيل رومانيلي -الذي أصيب خلال الهجوم- ومن جميع أبناء الرعيّة.
وتضرّع قداسته إلى الله القدير بالرحمة والمغفرة، داعيًا من أجل الشفاء للمصابين والعزاء للحزانى. وفي الختام، جدّد البابا لاون نداءه من أجل السلام ووقف إطلاق النار، معربًا عن أمله العميق في الحوار والمصالحة والسلام الدائم في المنطقة.