الدكتور نشأت مبارك رئيس جامعة الحمدانيّة | مصدر الصورة: الدكتور نشأت مبارك
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
الحمدانيّة, الأحد 27 يوليو، 2025
عدَّ البروفيسور الدكتور نشأت مبارك تكليفه رئاسة جامعة الحمدانيّة الحكوميّة العراقيّة مسؤوليّة تقتضي تحقيق إنجازٍ وتميّز أكاديميّ على مستوى المكوِّن الذي يمثّله، وليس على المستوى الشخصيّ فحسب، وفرصةً لتعزيز قيَم التعايش وإبراز نموذجٍ يُحتذى في الشراكة الوطنيّة.
وقال مبارك في خلال حديثه عبر «آسي مينا» إنّ تكليفه يعكس دعم الكفايات الشبابيّة، بما يرسّخ مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، بغضّ النظر عن الانتماءات.
وأضاف: «في مجتمعات غنيّة بتنوّعها كالمجتمع العراقيّ، يمكن أن تعزّز خطوة كهذه قِيَم التعدّدية والانفتاح، وبخاصّةٍ داخل المؤسّسات الأكاديميّة، وتؤكّد احترام التنوّع الدينيّ والثقافيّ، وثقة المؤسّسة بكفاية المكلَّف».
استثمروا الفرص المتاحة
دعا مبارك الشباب المسيحيّين إلى أن يكونوا قدوةً لأقرانهم ومؤثّرين في محيطهم، مجتهدين في تفعيل ثقافة قبول الآخَر والإصغاء إليه، مستفيدين من خبراته وأفكاره لتأسيس مستقبلٍ أفضل في العراق، منتهزين الفرص المتاحة ومبادرين إلى خلق أخرى.
كما دعا الحكومة إلى دمج الشباب في مؤسّساتها التعليميّة والأكاديميّة، بوصفهم شركاء فاعلين ومؤثّرين.
حضور الله
ونوّه بدور إيمان كلّ إنسانٍ في دعمه روحيًّا، مفسّرًا: «رسَّخَ إيماني المسيحيّ ثقتي في أنّ الله يمنح الإنسان مواهب عدّة تؤسِّس لمستقبله، وبتنميتها واستثمارها، يبلغ مراحل متقدّمة تُبرز تميّزه وتؤكّد حضور الله في حياته».
وأشار إلى أنّ الالتزام الدينيَّ يقود إلى الالتزام على صُعُد الحياة كافّة، فيؤتي العملُ الجادّ وطلب العلم بروحٍ متواضعة أُكْلَهُما. وأردف: «نسعى، في أيّ مؤسّسة نعمل فيها، لتكون يد الله عاملةً من خلالنا ونحمل مسؤوليّاتنا ونسيّرها وفق مشيئة الله، فنجسّد الصورة الحقيقيّة لإيماننا ونعكسه في أبهى صورة أمام زملائنا وطلبتنا».
ووجّه الأكاديميّين الشباب، وخصوصًا المسيحيّين منهم، ليكونوا ممتلئين من الرجاء وساعين باجتهاد. وشدّد على أنّه من «مسؤوليّتنا تشجيع الشباب المسيحيّين ليصمدوا أمام تحدّيات تهدّد استقرارهم ومستقبلهم وتحقيق أهدافهم، مؤمنين بما يمتلكون من مواهب ومقوّمات تؤهّلهم ليكونوا أشخاصًا متمايزين في مجتمعهم، وفخورين بانتمائهم العميق الجذور في أرضهم وبإرث مسيحيّي العراق المؤثّر عبر القرون».
عقراوي ومبارك
يُسجِّل التاريخ للمسيحيّين ريادتهم مجالاتٍ عدّة في العراق الحديث، فكان الدكتور متّي عقراوي أوّل من رأس جامعة بغداد عام 1957، ليكون مبارك المسيحيّ الثاني الذي يرأس جامعةً عراقيّة، والأوّل رئيسًا لجامعة الحمدانيّة.
لطالما كان المسيحيّون أعمدة التعليم في العراق، إذ يعدّونه رسالةً لا وظيفة، وهكذا «صمدوا إزاء تحدّيات هائلة، ورغم معاناتهم التهميش والإقصاء والتهجير القسريّ وتناقص أعدادهم بسبب الهجرة المتزايدة، يثابرون لتثبيت أقدامهم في مؤسّسات التعليم العالي، واستعادة توازنٍ كان واقعًا قبل هذه الأحداث».
يتمسّك مسيحيّو العراق بأرض الآباء والأجداد ويجدّون في نهضة وطنهم وتطوّره، مجسّدين محبّتهم وإصرارهم على أن يكونوا فاعلين في بناء مجتمع واعٍ ومؤثّرين فيه على نحوٍ مُلهِم.
الجدير بالذكر أنّ جامعة الحمدانيّة تُعدّ من الجامعات الحكوميّة الفتيّة في العراق، تقع جغرافيًّا ضمن قضاء الحمدانيّة بمحافظة نينوى، وتتوسّط بغديدا وبرطلة وكرمليس وسواها من البلدات المسيحيّة.
الدكتور نشأت مبارك رئيس جامعة الحمدانيّة. مصدر الصورة: الدكتور نشأت مبارك